استمر مسلسل التجاذبات والمشاحنات وتبادل الألفاظ العلنية المبطنة بين أعضاء مجلس بلدي المحرق الثمانية خلال جلساته الاعتيادية، وقد شملت حتى مدير عام بلدية المحرق صالح الفضالة.

واستمرت جلسة المجلس الاعتيادية 11 لدور الانعقاد الرابع من الدورة البلدية الثالثة أمس الأربعاء (19 فبراير/ شباط 2014)، لأكثر من 4 ساعات، استغرق المجلس أكثر من نصف وقت الجلسة في جدل بين الأعضاء، وكذلك مع مدير عام البلدية حول موضوعات لم يزد عددها على 7 موضوعات.

واختلفت أسباب استمرار التجاذبات والمشاحنات بين الأعضاء أنفسهم تارة، ومع مدير عام البلدية تارة أخرى. وبحسب ما جرت العادة عليه في مختلف الجالسات الاعتيادية للمجلس، فإن أغلبية المشاحنات بين الأعضاء ورئاسة المجلس ممثلة في عبدالناصر المحميد تتلخص في اتهامه بعدم القدرة على إدارة الجلسة ومقاطعة الأعضاء وانحيازه إلى موضوعات وأعضاء دون آخرين علاوة على عدم الالتزام بالقانون واللائحة التنفيذية في ظروف أخرى.

وأما التجاذبات الأخرى فهي تتلخص في جدل شبه دائم بين مختلف الأعضاء ومدير عام البلدية صالح الفضالة حول تنفيذ قرارات المجلس وأمور أخرى يدعي الأعضاء أنها مخالفات إدارية، وغيرها.

وفي ظروف أخرى، يتكرر الجدل بين الأعضاء حول مواقفهم إزاء مقترحات وموضوعات مطروحة للبت فيها، وخلال تعليقاتهم على آراء ووجهات نظر إزاء ما يدرج على جدول الأعمال.

وطالما تجابه الأعضاء محمد المطوع وفاطمة سلمان وخالد بوعنق من جهة، والأعضاء غازي المرباطي ورمزي الجلاليف والرئيس عبدالناصر المحميد في الجهة المقابلة، حتى أصبحت هذه الصورة نمطية للرأي العام، وهي وجود فرقتين بداخل المجلس، إلا أنه خلال الجلسات الاعتيادية الأخيرة بلغ الأمر تكرار طرح الأعضاء مصطلحات وعبارات لها معاني ودلالات مبطنة يعرفون معانيها فيما بينهم.

ووصل الحد مؤخراً، وخلال جلسة أمس أيضاً، إلى حد الجدال في موضوعات بعيدة عن الموضوعات محل النقاش في بعض الأحيان، والذي استدعى الضحك والسخرية من قبل الحضور وكذلك الأعضاء أنفسهم. ولم يعد للائحة التنظيمية مكاناً أو قدرة للرئيس في تطبيقها، إذ استمر أمر مقاطعة مداخلات الأعضاء فيما بينهم من دون إذن، وتسقيط وجهات نظر مقابلة.

وتكرر بين الأعضاء استخدام العبارات التالي: المجلس مسرحية ومسخرة، نحن في روضة، الجلسة مثل صف دراسي للمرحلة الابتدائي، يجب أن نجلس في منازلنا ونترك الأمر للوزارة، بالإضافة إلى عبارات توبيخية مختلفة مثل: عيب، احترموا أنفسكم، وغيرها.

وأصبح أمر الصراخ ورفع نبرة الصوت بين الأعضاء أنفسهم، وكذلك مع مدير عام البلدية، شيئاً طبيعياً بالنسبة للأعضاء وكذلك الزوار والمراقبين للعمل البلدي في المحرق، واعتبر بعض الموظفين الحضور في الجلسة نوعاً من الترفيه وفرصة للفرجة علناً على خلافات الأعضاء الجانبية. علماً أن هذا الوضع في جلسات المحرق مضى عليه أكثر من 3 أعوام، وقد يشارف الدور الرابع الحالي على الانتهاء والأوضاع على حالها.

وبين كل التجاذبات والجدال المستمر في جلسات المجلس، اكتفى العضوان علي النصوح ورمزي الجلاليف بالصمت في أغلبية الاجتماعات. ولا يترددان في طلب الحديث إلا حين تقتضي ضرورة المداخلة، الأمر الذي أشاد به رئيس المجلس عبدالناصر المحميد.

والغريب في الأمر، أن أغلبية أعضاء المجلس البلدي بمن فيهم الرئيس ونائبه، ينفون دائماً وجود خلافات بين أعضاء المجلس، والتي تظهر في الجلسات الاعتيادية؛ إذ أكدوا في أكثر من مرة أن هذه الاختلافات والصدامات التي تحدث في المجلس طوال الأعوام الثالثة الماضية هي «مجرد اختلاف في وجهات النظر لإثراء العمل البلدي»، إلا أن واقع الجلسات وما يدور فيها من حديث يعطي صورة معاكسة تماماً.