حضر عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة مساء اليوم الأربعاء (19 فبراير / شباط 2014) مأدبة العشاء التي اقامها رئيس جمهورية الهند فخامة الرئيس برناب موخرجي في القصر الجمهوري في العاصمة الهندية نيودلهي تكريما لجلالته بمناسبة زيارة الدولة الرسمية التي يقوم بها جلالته الى جمهورية الهند.
و في مستهل الحفل عزفت الفرقة الموسيقية السلامين الملكي البحريني والجمهوري الهندي ثم صافح جلالة الملك، رئيس الوزراء الهندي والوزراء وكبار المسئولين في الحكومة الهندية كما صافح فخامة الرئيس الهندي أعضاء الوفد المرافق الرسمي لجلالة الملك
بعد ذلك ألقى فخامة الرئيس الهندي كلمة هذا نصها :
صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة، ملك مملكة البحرين
الضيوف الكرام
السيدات والسادة
انه لمن دواعي سروري ان ارحب بصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة واعضاء وفدكم الاعزاء على زيارتكم الرسمية الاولى الى الهند .
صاحب الجلالة , مرور وقت من الزمن لم يكن قادرا على طمس جذور العلاقات الهندية البحرينية . في الواقع هناك ادلة اثرية من علاقاتنا تعود الى الاف الثاني قبل الميلاد . تقول الاسطورة ان التجار الهنود الذين اتخذوا طريق التجارة بين حضارات بلاد ما بين النهرين وحضارة وادي السند ،البحرين التي كانت معروفة ذلك الوقت باسم دلمون، كانت نقطة توقف حيث استراحوا واستعدوا لرحلة شاقة امامهم , كان هذا بطبيعة الحال مناسبة للتبادلات الثقافية وغيرها بما في ذلك التجارة المزدهرة من اللؤلؤ البحريني والتمور والتوابل الهندية ،الهند والبحرين بالتالي ، البلدان اللذان يشتركان في ماض مجيد وحاضر حيوي . في الواقع نحن نتمتع بالصداقة طويلة الامد تقوم على الروابط الحضارية وكلانا نقدرها كثيرا . في الاونة الاخيرة قمنا بتوسيع علاقات من الثقة والتفاهم في علاقة شاملة تغطي الفضاء الكامل من العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والاتصالات الشعبية .
صاحب الجلالة ، احتضنت البحرين بسخاء عددا كبيرا من المغتربين الهنود وشجعهم على الازدهار والرخاء الذي نقدره من الاعماق من جانبهم ،عمل الهنود في البحرين بتفان واخلاص للمساهمة في التنمية والتقدم في البلد الذي يستضيفهم . انهم يوفرون ارتباطا اساسيا مع الهند و يمثلون جسرا قويا في تعزيز شراكتنا .
مندفعا بحيوية اتصالاتنا الوثيقة قمنا ببناء شراكة متعددة الاوجه وذات منفعة متبادلة ، اني ادرك بحقيقة ان وفدا رفيع المستوى من رجال الاعمال يرافق جلالتكم ، انا واثق بان الوفد سيجرى محادثات مثمرة مع نظرائهم الهنود ، حققت الهند على مدى العقدين الماضيين تقدما مهما في النمو الاقتصادي والابتكارات التكنولوجية ، اقتصادنا يتسم بمرونة . وعلى الرغم من التباطؤ الاقتصادي العالمي لاتزال الهند وجهة استثمارية سليمة ، نرحب بأذرع مفتوحة ، بأصدقائنا البحرينيين ، من القطاعيين الخاص والعام للاستثمار في الهند .
الهند مبتهجة بالتقدم والازدهار في البحرين وتبقى ملتزمة بان تكون شريكا موثوقا به في المشاريع التنموية لديكم . شركاتنا التي اكتسبت تجربة غنية في تنفيذ مشاريع التنية التحتية المعقدة والكبيرة ، هي مهتمة جدا في المساهمة في مثل هذه المشاريع في البحرين .
هناك امكانيات واسعة للتعاون الثنائي على اساس قوتنا الكاملة والمكملات ، بما في ذلك في مجالات مثل الرعاية الصحية ، والبيئة ، والتعليم وتكنولوجيا المعلومات ومصادر الطاقة المتجددة .
صاحب الجلالة ، ترغب الهند والبحرين على حد سواء في رؤية السلام الدائم والاستقرار في منطقة الخليج وغرب اسيا ، التعاون الامني اضاف بعدا جديدا لعلاقاتنا متعددة الاوجه ، هذا يعكس رؤية مشتركة في ان تعاوننا هو لا غنى عنه لمواجهة التطرف والقرصنة البحرية التي تؤثر بشكل مباشر دولنا وشعوبنا .
جلالتكم ، نحن نقدر تقديرا عميقا مساهمتكم الشخصية في تعزيز علاقاتنا الوثيقة ، انا ارحب مرة اخرى بكم وبوفدكم الموقر الى الهند ، واتمنى لكم اقامة مريحة ، انا واثق بان زيارتكم سوف تؤدي الى العديد من المبادرات الجديدة ذات المنفعة المتبادلة وتعزيز التعاون بين حكومتينا وشعبينا في السنوات المقبلة ، ارجو ان تتقبلوا يا صاحب الجلالة ، افضل تمنياتنا برفاهيتكم الشخصية والتقدم والازدهار لشعب البحرين الصديق .
بعدها ألقى حضرة صاحب جلالة الملك كلمة سامية هذا نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس ،،
يسرنا أن نعرب عن سعادتنا بزيارتنا الأولى لجمهورية الهند الصديقة تلبية لدعوة كريمة من فخامتكم . و أن نشكر لكم كلماتكم الترحيبية بنا ، و ما شملتمونا به من بالغ الحفاوة والتكريم منذ بدء الزيارة ، بما يعكس طيب العلاقات بين بلدينا و شعبينا الصديقين.
إن ما لمسناه خلال تبادل وجهات النظر مع فخامتكم والمسئولين حول مجمل التطورات و الأوضاع الدولية ليزيدنا تقديراً للدور الكبير الذي تواصل الهند القيام به عملاً على دعم و ترسيخ الأمن و الاستقرار الدوليين في مختلف أنحاء العالم بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، وكذلك جهودها لمكافحة الإرهاب الدولي و زيادة التعاون للقضاء عليه بكل صوره وأشكاله، والدعوة إلى عدم التدخل في الشئون الداخلية.
وإنه لموضع سرورنا ما نراه اليوم من تنامي علاقتنا التي تعود إلى أربعين عاما من العلاقات الدبلوماسية و سبعة آلاف عام من العلاقات التجارية و ذلك لما يبديه الجانبان من حرصٍ مشترك على تعزيز وترسيخ التعاون بين البلدين في العديد من المجالات وذلك في إطار اللجنة البحرينية الهندية المشتركة ، ومذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها أثناء هذه الزيارة. وما تم الإعلان عنه من مشاريع مشتركة في مختلف القطاعات التجارية والصناعية والمالية ، وهدفنا أن نتمكن وإياكم من نشر الإيجابية والانتاجيه والمحبة والسلام بين أبناء الإنسانية مشجعين على التفاهم بين أتباع الأديان والثقافات، وكما أكدنا لفخامتكم اليوم ولمعالي رئيس الوزراء ، فإننا لا ننسى مساهمة أبنائكم في نهضتنا الحديثة بسواعدهم وإخلاصهم في العمل وتضحياتهم، فالبحرين تستضيف جالية هندية كبيرة، وهي من أكبر الجاليات المقيمة في البحرين ، وقيمتها لا تقاس بثمن. ويتمتعون بالحرية الكاملة في ممارسة عباداتهم وشعائرهم مثلهم كمثل جميع المواطنين والمقيمين ، ولهم الحق في عضوية الجمعيات المهنية وانتخاب ممثليهم في المجالس البلدية المحلية ، فأصبحوا ضمن النسيج الوطني لبلادنا.
فخامة الرئيس ، الحضور الكرام ،،
نحيي بكل تقدير سعي الهند الحثيث لنصرة القضايا العادلة وموقفها الثابت و الداعم للحقوق العربية ، وعلى رأسها حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف ، كما نعبر مجدداً عن خالص شكرنا للقيادة والشعب الهندي الصديق على ما أحاطونا به من حسن الوفادة وعميق المشاعر الودية ، ليسرنا توجيه الدعوة لفخامتكم لزيارة مملكة البحرين، متطلعين للترحيب بكم ضيفاً عزيزاً على شعب البحرين لمواصلة العمل سوياً تحقيقاً لكل ما فيه خير بلدينا الصديقين .
و شكراً .