تم اليوم الاربعاء (19 فبراير/ شباط 2014)، في العاصمة الهندية نيودلهي التوقيع على 3 مذكرات تفاهم بين مملكة البحرين وجمهورية الهند الصديقة، برعاية عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ.
فقد قام رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ووزير الخارجية الهندي سلمان خورشيد بالتوقيع على مذكرة تفاهم بين حكومة مملكة البحرين وحكومة جمهورية الهند للتعاون في المجالات الشبابية والرياضية.
وقام وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة ووزير خارجية جمهورية الهند الصديقة سلمان خورشيد بالتوقيع على مذكرة تفاهم حول إنشاء لجنة عليا مشتركة للتعاون الثنائي بين حكومة مملكة البحرين وحكومة جمهورية الهند.
كما قام وزير الخارجية البحريني ونظيره الهندي بالتوقيع على مذكرة تفاهم بين معهد الخدمة الخارجية بوزارة الشئون الخارجية الهندية والأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية البحرينية.
جاء ذلك بعد ان عقد عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس وزراء جمهورية الهند الصديقة مانوهان سينغ اليوم (الاربعاء)، جلسة مباحثات رسمية وذلك في قصر حيدر آباد مقر الحكومة الهندية وذلك بحضور الوفدين الرسميين.
وفي مستهل جلسة المباحثات رحب رئيس وزراء الهند بجلالة الملك والوفد المرافق، متمنيا لجلالته طيب الاقامة في الهند. معربا عن شكره لجلالة الملك على قبوله الدعوة لزيارة الهند، وهي الأولى من نوعها من مملكة البحرين منذ مدة زمنية طويلة، واصفا زيارة جلالته بالتاريخية بحق وحقيقة.
كما اعرب عن سروره "في أن يكون صديق لنا يقود دفة الأمور في البحرين وأن تتسنى لنا الفرصة سوياً في إدراك رؤية جلالة الملك ورؤيانا المشتركة فيما يتعلق بالشراكة الهندية البحرينية المتينة والحيوية".
واكد رئيس وزراء الهند ان زيارة جلالته الرسمية تعكس الالتزام المشترك في تعزيز العلاقات بين البلدين المبنية على أساس المصالح المشتركة والروابط التاريخية والعلاقات الفريدة بين الشعبين.
كما اكد ان الهند والبحرين تتمتعان بعلاقات صداقة ودية مبنية على أساس روابطنا التاريخية والحضارية. كما ان تواجد الجالية الهندية المقيمة في البحرين يعتبر بمثابة حلقة الوصل التي تعزز هذه العلاقات الأبدية.
واعرب عن شكره وامتنانه لحكومة وشعب البحرين على دعمهم المستمر واستقبالهم واستضافتهم أفراد تلك الجالية الهندية الكبيرة الحجم والذين بدورهم ساهموا في "تنمية البحرين" عبر العمل الجاد والمخلص، مشيرا الى ان هذه المساهمة قد حظيت بالإشادة من جانب القيادة البحرينية.
كما اشاد سينغ بما تتمتع به مملكة البحرين من موقع استراتيجي في المنطقة بالنسبة للهند وللعالم، منوها الى ان ثلث تجارة النفط العالمية عبر البحار تمر من خلال المياه الاقليمية البحرينية بشكل يومي، وان السلام والاستقرار في البحرين، بالتالي، يعتبر ضرورياً بالنسبة للسلام والاستقرار في المنطقة وأبعد منها.
وقال انه في ظل قيادة جلالة الملك الرشيدة، فإن البحرينيين بوسعهم أن يقرروا أفضل السبل للمضي ببلادهم في مسيرة السلام والرخاء، مبديا استعداد الهند التام للتعاون مع مملكة البحرين في المجالات التجارية والاستثمار والتكنولوجيا وذلك حتى يستفيد شعبا البلدين الصديقين من هذا التعاون.
كما تمنى للوفد التجاري الكبير الذي يرافق جلالة الملك مباحثات مثمرة مع الشركات الهندية، مؤكدا التزامه بتطوير العلاقات والتعاون القوي مع البحرين من أجل المنفعة المشتركة.
واعرب رئيس وزراء الهند عن ثقته ويقينه في أن زيارة جلالة العاهل لجمهورية الهند ستفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين البلدين الصديقين.
ومن ناحيته، اعرب جلالة الملك عن تقديره واعتزازه لما اكده رئيس وزراء الهند وحرصه على تقوية العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، معربا جلالته كذلك عن شكره للدعوة الكريمة لجلالته لزيارة جمهورية الهند الصديقة، مؤكدا ما يجمع البلدين من آمال تحقق لشعبيهما مزيدا من التقدم والازدهار.
واكد جلالة الملك اتفاقه مع رئيس الوزراء الهندي أن البلدين لديهما الرغبة والرؤية المشركة لبناء علاقات أكثر قوة ومتانة، وان زيارة جلالته تصب في هذا الاتجاه لتعمل على تعزيز الروابط المشتركة التي تجمع البلدين منذ أربعين عاما من العلاقات الدبلوماسية وسبعة آلاف عام من العلاقات التجارية المزدهرة.
واعرب جلالة الملك عن ايمانه بأن مصالح البلدين مشتركة، وما يجمعها من إرث حضاري وامكانات كبيرة، تشكل فرصة لبناء تحالف آسيوي قوي، ففي عالم اليوم لا تستطيع أن تتقدم دولةٌ بمعزل عن الآخرين، والدول ذات الرؤى المستقبلية هي التي تسارع في تحقيق النجاح بتعظيم الجهود المشتركة.
كما اعرب العاهل عن سعادته بتوقيع المزيد من التفاهمات المشتركة بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين في المجالات التعليمية والشبابية والرياضية والشئون الخارجية، وهناك ايضا العديد من المشاريع والتفاهمات المشتركة في مجالات الصناعة والتجارة والاستثمار والمال سيتم التوقيع عليها من قبل القطاع الخاص في البلدين والاعلان عنها خلال هذه الزيارة.
وقال جلالته: "مع نمو التجارة الثنائية والاستثمار في البلدين، وتطوير التفاهم المتبادل، وتبادل الخبرات التقنية، والعمل من أجل تحقيق مطالب المستثمرين بتجنب الازدواج الضريبي بين البلدين، إضافة إلى التوقيع على مذكرة التفاهم بإنشاء اللجنة العليا المشتركة، فنحن متأكدون أننا سننتقل إلى آفاق أرحب ومستويات أعلى من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في جميع المجالات".
واكد جلالة الملك ان البحرين ومعها دول مجلس التعاون الخليجي، أصبحت تشكل جزءا مهما في آسيا، لما تمتاز به من موقع استراتيجي، ولما يتوفر لديها من طاقة تكفي العالم لعقود من الزمن.
كما اكد جلالته "اننا حريصون كل الحرص على أن نساهم بميزاتنا هذه في انعاش الاقتصاد العالمي لمزيد من التنمية المستدامة والاستقرار، وبذل الكثير من الجهد لضمان وصول هذه الطاقة الحيوية لأصدقائنا دون معوقات. وبدعم الهند وشراكتها نستطيع بناء تحالف قوي".
البحرين تؤيد عضوية الهند بمجلس الأمن
واعرب جلالة الملك عن تقديره لدور الهند الكبير في ترسيخ الأمن والاستقرار الدوليين، وجهودها في مكافحة الارهاب، ومواقفها الثابتة والداعمة للحقوق العربية، مؤكدا "شراكتنا مع الهند في كل ما يحقق الأمن والسلام والنمو لدولنا وشعوبنا. كما نتفق مع الهند في وجوب إصلاح الأمم المتحدة ومجلس الأمن بما يعكس الواقع الحقيقي للعالم المعاصر".
واكد جلالته كذلك دعم المملكة لجمهورية الهند في مساعيها الهادفة إلى عضوية مجلس الأمن الدولي.
كما نوه جلالته الى ان مملكة البحرين لن تنسى مساهمة أبناء الهند في نهضتها الحديثة بسواعدهم وإخلاصهم في العمل وتضحياتهم، مشيرا الى ان البحرين تستضيف جالية هندية كبيرة، وهي من أكبر الجاليات التي تعيش في البحرين، وقيمتها لا تقاس بثمن. ويتمتعون بالحرية الكاملة في ممارسة عباداتهم وشعائرهم مثلهم كمثل جميع المواطنين والمقيمين، ولهم الحق في عضوية الجمعيات المهنية وانتخاب ممثليهم في المجالس البلدية المحلية، فأصبحوا ضمن النسيج الوطني لمملكة البحرين، مجددا شكره على حرص رئيس وزراء الهند الشخصي وحكومته وجهوده المخلصة في دعم العلاقات بين البلدين.
ووجه جلالته الدعوة لرئيس وزراء الهند لزيارة مملكة البحرين، آملا جلالته في تلبيتها من اجل استمرار الجهود المشتركة في الارتقاء بمستوى التعاون بين البلدين الصديقين.
وقد تم خلال المباحثات استعراض العلاقات الثنائية الطيبة التي تربط البلدين والشعبين الصديقين وسبل دعمها وتعزيزها في المجالات المختلفة اضافة الى بحث آخر التطورات والمستجدات الراهنة على الساحتين الاقليمية والدولية.