كشف تقرير بعنوان "الشباب العربي: فقدان أساسيات التعليم لحياة مثمرة" وجود 8.5 ملايين طفل عربي خارج المدارس، أضيف إليهم مليونا سوري، اضطرتهم الحرب في بلادهم لهجر المدارس، وبين التقرير أنه في المرحلة الثانوية في البحرين والأردن وعمان، كانت نسبة الذكور الذين لا يتعلمون على الأقل 20 بالمئة أكثر من نسبة الإناث اللواتي لا يتعلمن. وتشكل النساء العربيات العاملات نسبة 18 بالمئة، ما يظهر الصعوبات بأن تتخطى هؤلاء العوائق الاجتماعية والاقتصادية، والتقاليد العائلية، والثقافة، وتلاؤم مهارتهن مع احتياجات القطاع الخاص.
وذكر التقرير الذي نشره موقع "إيلاف" نقلاً عن سي إن إن ، أن ثمانية ونصف مليون طفل بلا تعليم في العالم العربي، بالاضافة إلى مليوني طفل سوري لا يرتادون المدرسة بسبب العنف في سوريا. هذا غيض من فيض تقرير بعنوان "الشباب العربي: فقدان أساسيات التعليم لحياة مثمرة"، صدر أخيرًا عن معهد بروكينغز الدولي، مسلطًا الضوء على التعليم في العالم العربي، جودةً وتوفرًا، ومشيرًا إلى نقص كبير في البيانات التعليمية.
فمجموعة قليلة من الدول العربية تقيس منهجيًا أميّة القراءة والكتابة والحساب في المراحل الابتدائية والإعدادية، كما هناك رابط بين التعليم من أجل حياة منتجة وتوظيف الشباب، حيث أسهم افتقاد المهارات الأساسية المناسبة في أزمة التوظيف في المنطقة العربية.
وانخفض عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس 3.1 ملايين منذ العام 2002 في المنطقة العربية، لكن ثمة 8.5 ملايين طفل بلا تعليم في المنطقة نفسها، كثير منهم فتيات في مجتمعات فقيرة وريفية، وفي مناطق متضررة من الصراعات.
ففي اليمن والمغرب والكويت، يفشل بين 30 و90 بالمئة من تلاميذ المرحلة الابتدائية في التعلّم، بينما أكثر من 60 بالمئة من التلاميذ لا يتعلمون في المرحلة الإعدادية في المغرب وعمان.
وبحسب ميساء جلبوط، من معهد بروكينغز والمختصة بقضايا التعليم، وهي أحد كتّاب التقرير، هناك أزمة تعليم في البلدان العربية، "فنصف الطلاب في المدرسة لا يكتسبون المهارات الأساسية ومستوى التعليم الجيد الذي يحتاجونه لحياة مثمرة، وبالتالي لا يحققون الحد الأدنى لمحو الأمية، بناء على تقييم عالمي في الصفين الرابع والثامن".
وأضافت جلبوط لـ "سي أن أن": "البلدان التي لدينا قلق حيالها هي جيبوتي، وموريتانيا، واليمن، إذ لديها أدنى مستويات تسجيل في المدارس، رغم أنها يجب أن تعتمد على القدرة لتقديم التعليم النوعي لأطفال وشباب اليوم، بما خص توازنها السياسي، والتقدم الاقتصادي، والتنمية الاجتماعية".
ولفتت إلى ثلاثة بلدان تتواجد فيها النسبة الأعلى من التلامذة، والذين لا يتمتعون بالتعليم الأساسي في المراحل الابتدائية، وهي اليمن (91 بالمئة)، والمغرب (74 بالمئة)، والكويت (70 بالمئة).
وأوضح التقرير أنه بناء على استخدام تقييم التعليم المتاح في 13 دولة عربية، يبلغ متوسط معدل الأطفال الذين لا يتعلمون أثناء وجودهم في المدرسة 56 بالمئة في المرحلة الابتدائية، و48 بالمئة في المرحلة الاعدادية.
ويتطرق التقرير إلى التسرب المدرسي وإعادة المراحل نتيجة مستوى التعليم المنخفض وعدم اكتساب المهارات، بالإضافة إلى عدم المساواة في فرص التعلم في بعض المجتمعات. فنحو 50 بالمئة من الطلاب العرب يخفقون في تحقيق مستويات مقبولة في الكتابة والقراءة والحساب، بسبب سوء مستوى الطاقم التعليمي، وقِدَم المناهج التربوية، وهذا يؤدي إلى فقدان التحفيز والإحساس بالمشاركة لدى الطلاب، فيتراجع مستواهم.
ولا يخوض التقرير في أسباب التسرب من المدرسة في المرحلة الثانوية، إلا أن الخبراء يردون ذلك إلى تراجع التحفيز بين الذكور الشباب لإكمال تعليمهم، بسبب عدم إيمانهم بأن هذا التعليم سيساعدهم على ايجاد الوظيفة المناسبة، فضلًا عن اضطرار الأطفال للعمل بسبب الفقر، والعنف في المنطقة، وسوريا نموذج عن ذلك.
فحافز الإناث أقل من الذكور التحاقًا بالمدارس، لكنهن أكثر نجاحًا في الانتقال من المرحلة الابتدائية إلى الاعدادية والثانوية. لكن يبقين أقل حظًا من الذكور في إيجاد فرص عمل. وتقول جلبوط إن التقرير يبين أن الأزمة التعلمية تؤثر على الذكور أكثر من الإناث، فيما أن نسبة الإناث اللواتي يقابلن الدرجات التعلمية تعتبر أكبر من الذكور في تسعة بلدان عربية.
أما تفوق الإناث على الذكور خلال سنوات الدراسة فيعني أنهن أكثر تحفيزًا للتعلم والمشاركة. وتعتبر الجغرافيا عاملًا أساسيًا، إذ أن التفاوت بين المناطق الريفية والحضرية من حيث إقبال الشباب على التعلم يظهر في المرحلة الثانوية، فنسبة الشباب الذين لا يتعلمون ترتفع بنسبة 10 بالمئة في المناطق الريفية.