العدد 4182 - الإثنين 17 فبراير 2014م الموافق 17 ربيع الثاني 1435هـ

اتفاق في الرأي بين إيران وأميركا على صعوبة التوصل لاتفاق نهائي

تتفق الولايات المتحدة وايران على شيء واحد على الاقل قبل المفاوضات التي تجري اليوم الثلثاء (18 فبراير/ شباط 2014) بشأن اتفاق نووي طويل الاجل وهو ان التوصل الى مثل هذا الاتفاق سيكون أمرا بالغ الصعوبة إن لم يكن مستحيلا.

وأعلن الزعيم الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي الرجل الذي له القول الفصل في جميع الامور في الجمهورية الاسلامية أمس الاثنين ان المحادثات بين طهران والقوى العالمية الست "لن تؤدي إلى شيء".

وبعد ساعات قلل مسؤول رفيع بالادارة الامريكية أيضا من سقف التوقعات وقال للصحفيين في العاصمة النمساوية انها ستكون "عملية معقدة وصعبة وطويلة" وان "احتمال عدم التوصل الى اتفاق هو بنفس قدر احتمال التوصل الى اتفاق."

جاءت تصريحاتهما عشية أول جولة مفاوضات تجري على مستوى عال منذ التوصل الى اتفاق مؤقت يوم 24 نوفمبر تشرين الثاني وافقت بموجبه طهران على تقييد بعض أنشطتها النووية لمدة ستة أشهر مقابل تخفيف محدود للعقوبات للسماح بوقت للتوصل الى اتفاق طويل الاجل.

ورغم شكوكه بشأن فرص التوصل الى اتفاق دائم مع الغرب أوضح خامنئي ان طهران ملتزمة بمواصلة المفاوضات بين ايران وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة.

وقال خامنئي لحشد كبير في مدينة تبريز في شمال غرب إيران يوم الاثنين "ما بدأه مسؤولونا سيستمر ولن ترجع إيران عن كلمتها. ليس عندي اي اعتراض." وكان الحشد يردد أثناء حديثه عبارة "الموت لأمريكا".

وإذا نجحت المفاوضات فانها يمكن ان تساعد في انهاء سنوات من العداء بين ايران والغرب وتقليل مخاطر نشوب حرب جديدة في الشرق الاوسط وفتح فرص هائلة للنشاط التجاري للغرب.

وعلى مدى عقد من المفاوضات التي جرت بشكل متقطع مع القوى العالمية رفضت ايران مزاعم دول غربية بأنها تسعى لامتلاك قدرات تسلح نووي. وتقول ان نشاطها النووي موجه الى توليد الكهرباء والاغراض الطبية.

وتحدت طهران مطالب مجلس الامن التابع للامم المتحدة بأن تتوقف عن تخصيب اليورانيوم والانشطة الحساسة الاخرى مما ادى الى عقوبات من الولايات المتحدة والامم المتحدة أضرت بشدة باقتصاد الدولة المنتجة للنفط.

ويقول دبلوماسين ومحللون ان قرار خامنئي مواصلة المفاوضات مع القوى الست - رغم شكوكه التي يشترك فيها مع مؤيديه المتشددين - يرجع الى الاوضاع الاقتصادية المتدهورة في ايران.

والهدف من المحادثات بالنسبة للولايات المتحدة والحلفاء الاوروبيين هو اطالة الوقت الذي تحتاج اليه طهران لانتاج ما يكفي من المادة الانشطارية لصنع قنبلة.

ومن أجل تحقيق هذا الهدف يقول خبراء ودبلوماسيون ان ايران سيتعين عليها قصر تخصيب اليورانيوم الى تركيز انشطاري منخفض ووقف تشغيل معظم أجهزة الطرد المركزي المستخدمة الان في هذا العمل والحد من الابحاث النووية والاذعان لعملية مراقبة صارمة من جانب مفتشي الامم المتحدة.

وأوضح خامنئي ومسؤولون ايرانيون آخرون مرارا ان مثل هذا الخفض في القدرات النووية سيكون أمرا غير مقبول.

وتراجعت الحكومات الغربية فيما يبدو عن هذه الفكرة التي وردت في سلسلة قرارات لمجلس الامن التابع للامم المتحدة منذ عام 2006 التي تنص على ضرورة ان توقف ايران بالكامل كل أنشطتها التي تتعلق بتخصيب اليورانيوم وانتاج البلوتونيوم.

ويقر الدبلوماسيون فيما بينهم بأن النشاط النووي الايراني متقدم الان بدرجة كبيرة يصعب معها ان توافق طهران على تفكيكه بالكامل.

لكن بينما قد تحتفظ ايران بقدرات محدودة من التخصيب فان الغرب سيسعى للحصول على ضمانات تجعل اي محاولة لصنع قنبلة نووية تستغرق وقتا أطول بدرجة تكفي لرصدها ووقفها حتى ولو بعمل عسكري.

وتبدأ المحادثات في فيينا اليوم الثلاثاء ويتوقع ان تستمر بضعة أيام. وسيجتمع مسؤولون كبار من القوى الست مع وفد ايران الذي يرأسه وزير الخارجية محمد جواد ظريف ونائبه عباس عراقجي.

وتنسق كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي المفاوضات نيابة عن القوى الست. وستكون هذه المحادثات هي الاولى فيما يتوقع ان تكون سلسلة من الجولات في الشهور القادمة.

ومع التنبيه الى ان المحادثات ستستغرق وقتا قال مسؤول أمريكي ان واشنطن لا تريد لها ان تستمر بعد مهلة الستة أشهر التي تمت الموافقة عليها في اتفاق نوفمبر. وهذه المهلة التي تنتهي أواخر يوليو تموز يمكن تمديدها نصف عام آخر بالاتفاق المشترك.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً