العدد 4181 - الأحد 16 فبراير 2014م الموافق 16 ربيع الثاني 1435هـ

رجال أعمال: آمالاً عريضة على زيارة الملك إلى الهند لتطوير العلاقات الاقتصادية

 

علّق رجال أعمال آمالاً عريضة على زيارة عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الى جمهورية الهند الصديقة الثلاثاء المقبل، في سبر أغوار حقول تعاون أوسع من أي وقت مضى، تتركز على تأمين احتياجات مملكة البحرين من الأمن الغذائي والزراعة وتقنية المعلومات والصناعات المتطورة.

وأبدى رجال الأعمال في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين (بنا)، حماستهم البالغة لهذه الزيارة الملكية التي تحمل بين طياتها مذكرات تفاهم واتفاقيات اقتصادية ستعود بالنفع الكبير على الاقتصاد الوطني وبيئة الاعمال والاستثمار في المملكة.

كما أكد بعضهم ممن سيكون ضمن الوفد التجاري الذي سيضم اكثر من 120 شخصية تجارية، ان توطيد أواصر التعاون الاقتصادي مع أكبر ثالث اقتصاد في القارة الصفراء سيكون له أكبر الأثر في اقامة مشاريع مشتركة تولد فرص عمل ومنتجات ذات قيمة مضافة للاقتصاد الوطني ولسوق العمل البحريني.

واعتبر رجل الأعمال محمد داداباي رئيس الجمعية البحرينية الهندية، زيارة جلالة الملك المفدى الرسمية الى الهند تاريخية وبالغة الأهمية في تقوية العلاقات الوطيدة التي تربط البلدين الصديقين.

وركّز داداباي على جوهرية توقيت الزيارة الملكية الى الهند، خاصة وان مملكة البحرين تتطلع الى تعزيز استثماراتها في مجالات التعليم والرعاية الصحية والصناعة والتجارة والأمن الغذائي مع قوة اقتصادية عظمى.

وتوقع داداباي أن يتمخض عن هذه الزيارة الملكية السامية الى الهند إبرام عدد من الإتفاقيات ومذكرات التفاهم الاقتصادية التي ستعود بالنفع على اقتصاد البلدين الصديقين، وفتح آفاق أرحب من التعاون التجاري والصناعي والغذائي والزراعي والسياحي.

وأكد داداباي ان البحرين تملك خصوصية فريدة مقارنة مع دول الخليج الأخرى، نظرا لعمق الروابط التاريخية التي تجمع شعبي البلدين، وعيش جالية هندية كبيرة في المملكة بانسجام ووئام في اجواء ملءها التسامح والتعايش الجميل بكافة اشكاله.

إضافة الى ذلك - الكلام لداداباي – ماتزال البحرين بوابة الخليج الأمثل للشركات والاستثمارات الهندية لدخول سوق الخليج الضخمة بقطاعاتها النفطية وغير النفطية.

وثمن داداباي في ختام حديثه مجهودات جلالة الملك الحثيثة لتنمية العلاقات الاقتصادية مع كبرى اقتصاديات الشرق الاقصى في قارة آسيا، نظرا لإدراكه العميق بالمنافع الاقتصادية الجمّة المتأتية من اقتصاد عملاق بحجم الاقتصاد الهندي.

بدوره، كشف رجل الأعمال خالد الأمين، عن نية شركة علي راشد الأمين التوقيع على 5 اتفاقيات على هامش زيارة جلالة الملك المفدى الى الهند، تتركز على قطاعات المأكولات والغاز والكيماويات والمواد الداخلة بصناعة الحقول النفطية.

ووصف الأمين موعد زيارة جلالة الملك الى الهند بـ "التوقيت الممتاز جدا والموفق" لتوطيد العلاقات الاقتصادية مع صديق مقرب للغاية لقيادة وشعب البحرين منذ أيام اللؤلؤ وقبل اكتشاف البترول.

وبين الأمين ان توجه جلالة الملك الى الهند يأتي في سياق النظرة الحصيفة لأهمية تركيز الانظار على اقتصاديات آسيا العملاقة بحجم الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية، وما يتبعها من فوائد على الاقتصاد الوطني باستقطاب الاستثمارات الاجنبية المباشرة وغير المباشرة وتدفقات رأس المال الآسيوية الواعدة.

واضاف الأمين بالقول: "لقد اتخذ جلالة الملك خطوة تقوية الأواصر الاقتصادية مع الهند لتوليد المزيد من المشاريع المشتركة والشراكات البناءة والتي ستصب في مصلحة المجتمع البحريني في المحصلة النهائية، وأنا على يقين بأن هذه الزيارة الملكية ستهيء أرضية اكثر صلابة لمزيد من الاستثمارات المشتركة في كافة المجالات".

وذكر الأمين أن العلاقات الاقتصادية القائمة بين البحرين والهند والعمالة الهندية كان لها أبعد الأثر في تعزيز التنمية الاقتصادية في المملكة على مدى عقود طويلة من الزمن، ومستمرة في هذا العطاء ضمن توليفة حضارية راقية.

من جانبه، توقّع رجل الأعمال إبراهيم الأمير المدير التنفيذي لشركة نادر وابراهيم ابناء حسن، ان تكون زيارة جلالة الملك للهند من أحسن الزيارات الملكية الى آسيا، ما يدل على وعي القيادة الرشيدة بأداء اقتصاديات العالم واهمية التركيز على القارة الصفراء في تعظيم التبادلات التجارية، بدلا من اوروبا والولايات المتحدة "المريضة اقتصاديا" على حد تعبيره.

وأوضح الأمير – الذي يتاجر مع الهند منذ 25 عاماً - انه آن الأوان لتطبيع اكبر للعلاقات مع دول القارة الآسيوية بحكم صلة الجوار الجغرافية، مع التركيز على الجوانب التجارية والزراعية مع بلدان شرق آسيا الواعدة اقتصاديا.

وبين الأمير ان الهند تربطها بالبحرين علاقات متأصلة بالتاريخ تعود الى اكثر من 150 عاما، والزيارة الملكية ستدفع باتجاه بناء جذور اكثر عمقا في المجالات الاقتصادية المتشعّبة.

وذكر الأمير ان ما يميز الهند عن غيرها من دول المنطقة هو غناها الزراعي واكتفاءها الذاتي من الغذاء بفضل مواردها الطبيعية الوفيرة، وهو أمر تحتاجه المملكة بشدة لتأمين أمنها الغذائي من الخضار والفواكه واللحوم والدواجن وغيرها من ثروات نباتية وحيوانية.

ولفت الأمير الى وجود فرص كبيرة جدا للاستثمار بين البحرين والهند، خاصة في مجال فتح الاستثمار الزراعي، وامكانية ابرام اتفاقية تجارة حرة على غرار ما هو مطبق مع الولايات المتحدة الامريكية. اضافة الى الاستثمارات الصناعية وتقنية المعلومات.

وأبدى الأمير ثقته من المردود الاقتصادي القوي لزيارة جلالة الملك الى الهند، لتساهم في تعزيز نهضة البحرين بمختلف النواحي سواء التعليمية والصحية والبنية التحتية والتجارية والزراعية والصناعية والنفطية والبتروكيماوية وغيرها الكثير.

وأكد الأمير ان تجار البحرين ورجالات اعمالها متحمسين للغاية لهذه الزيارة الملكية الميمونة الى الهند، لما تملكه الهند من فرص استثمارية وفيرة واقامة مشاريع مشتركة في مجالات تؤمن مستقبل البحرين الغذائي والصناعي.

على صعيد متصل، أكد رجل الأعمال الدكتور يوسف المشعل رئيس جمعية تنمية الصادرات البحرينية، ان دلالة خصوصية الزيارة الملكية المرتقبة الى الهند تعكسها أرقام التبادل التجاري بين البلدين الصديقين، حيث وصل حجم التبادل التجاري بين المنامة وبومباي الى 1.7 مليار دولار، لتكون الهند من أبرز شركاء البحرين التجاريين على مستوى العالم.

واوضح المشعل ان أبرز صادرات البحرين للهند تتمثل بالصناعات الثقيلة كالألمنيوم والحديد والبتروكيماويات، فيما تورد الهند للمملكة الأغذية وقوى العمالة البشرية التي تفوق 300 ألف عامل هندي.

وبين المشعل ان الهند مستفيدة بشكل كبير من الحوالات المالية لمواطنيها المغتربين في المملكة، والتي تشكل دافعا قويا للاقتصاد الهندي.

ويرى المشعل ان زيارة جلالة الملك الى الهند تأتي في اطار الترويج لبيئة الاعمال البحرينية الحاضنة للاستثمارات الأجنبية منذ انطلاقة المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى، مروراً الى جعل المملكة مركزا تجاريا اقليميا في الخليج لتكون الخيار الأول للمستثمر الهندي والآسيوي بصورة عامة.

وأكد المشعل وجود فرص عظيمة ستتكلل بها الزيارة الملكية الى الهند، خاصة وان الاقتصاد الهندي يملك من السيولة الكبيرة وقاعدة ضخمة من المستثمرين لضخ استثمارات خارجية بمليارات الدولارات في اسواق واعدة مثل السوق البحريني ومنطقة الخليج ككل.

وتعتبر البحرين، بحسب المشعل، شريكا تجاريا استراتيجيا للهند نظرا لموقعها الجغرافي المميز وسط الخليج العربي، وما هذه الزيارة الملكية الا خطوة ايجابية اخرى في طريق جذب المزيد من الاستثمارات الهندية الى البحرين ضمن تسويق وعمل دؤوب لفتح ابواب الاستثمار على مصراعيها.

وأكد المشعل انه بإمكان البحرين الاستفادة من الخبرات الهندية في عدة مجالات واعدة كالتجارة الالكترونية وتقنية المعلومات والاتصالات المتطورة وأمن المعلومات والامن الغذائي والزراعة الحديثة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً