العدد 4181 - الأحد 16 فبراير 2014م الموافق 16 ربيع الثاني 1435هـ

قلق بان كي مون أربك السلطة

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

هي ليست المرة الأولى التي يعبر فيها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه، وقلقه الشديد بشأن الأوضاع في البحرين.

وربما أكثر ما يستفز الشارع البحريني، هي تلك التصريحات الدولية التي تعبر فيها الدول والمنظمات عن قلقها بشأن تدهور حالة حقوق الإنسان في البحرين أو الأوضاع السياسية، ويكون الاستفزاز من الجانبين الشعبيين المعارض والموالي.

صحيح أن الشارع رغم وعيه السياسي الذي بدأ ينضج كثيراً، مازال غير قادر أو مقدر لفاعلية وقدرة كلمة «القلق» التي ترد في بيانات المنظمات الدولية، لأنه باختصار «مل» منها ومن كثرة طرحها وقولها، دون أن يكون لها فاعلية حقيقية على الأرض، ودون أن تكون لها قدرة على تغيير الواقع أو التأثير فيها بشكل مباشر يمكن تلمسه.

كان أول بيان للأمين العام للأمم المتحدة بشأن البحرين وأحداث 2011، بعد يوم واحد فقط من انطلاق الحراك السياسي.

فقد أصدر بان كي مون في 15 فبراير/ شباط 2011 بيانه الأول بشأن الأحداث في البحرين، ولم يكن في هذا البيان أي ذكر لكلمة «قلق»، بل دعا في ذلك اليوم السلطات البحرينية إلى «الاستماع لصوت والعمل على ضمان الحقوق الأساسية لحقوق الإنسان».

بعد شهر كامل من بيانه الأول، أصدر بان كي مون بيانه الثاني في (15 مارس/ آذار 2011) أي مع دخول قوات ذرع الجزيرة البحرين، وقبل يوم واحد فقط من عملية إخلاء الدوار أو ما أطلقت عليها الجهات الرسمية في ذلك الوقت بـ «عملية التطهير».

في البيان الثاني ظهرت لأول مرة كلمة «قلق» على لسان الأمين العام للأمم المتحدة، إذ عبر عن قلقه «من تواجد القوات الخليجية في البحرين».

منذ ذلك اليوم (15 مارس 2011) أصبحت كلمة «قلق» في بيانات الأمين العام للأمم المتحدة وكذلك الدول الغربية والمنظمات العالمية أمراً روتينياً، اعتاد عليه الشارع البحريني، بل أصبحت في الكثير من الأحيان محل سخرية، واستهزاء، وعدم استحسان أو قبول، لعدم فهمها سياسياً.

ومع كل ذلك، لم تستطع السلطة يوم السبت (15 فبراير 2014) تحمل «قلق» بان كي مون الذي أبداه في بيانه الأخير بشأن البحرين، إذ ردت وزارة الداخلية عليه، وعاجلت الحكومة في اليوم ذاته بتسليم مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في منطقة الخليج نجيب فريجي، مذكرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة رداً على «قلقه».

ما الجديد في القضية برمّتها، هل هو ضيق من الكلمة (قلق) المستهلكة منذ ثلاث سنين، أم إن هناك ما هو جديد استشعرت به السلطة، فأثار «قلق» بان كي مون قلقها وأربكها.

من الواضح أن لغة الأمم المتحدة ومؤسساتها السياسية والحقوقية، أصبحت «مقلقة» لدى السلطة أكثر مما مضى، إذ جاء بيان الأمين العام للأمم المتحدة الجديد، إضافة لـ «قلقه المعتاد»، تضمنه «أسف» بشأن «استمرار التوترات بعد ثلاث سنوات من اندلاع الاحتجاجات في البحرين»، وهو ما يعني أن المنظومة الدولية أصبحت مؤمنة بأن الأزمة البحرينية متواصلة منذ ثلاث سنوات دون توقف، وهو ما بات بحاجة إلى حل جذري وسريع ينهي هذه الاستمرارية، وهو الأمر الذي أربك السلطة التي كانت تسعى جاهدة في إقناع العالم بأن الأمور في البحرين «عادت إلى طبيعتها» وأن «الأزمة انتهت».

وذهب بان كي مون إلى أكثر من ذلك عندما قال بأن الحوار الناجح في البحرين «يتطلب التحضير الجيد بقواعد وأطر زمنية واضحة»، وهو الأمر الذي لا تريد السلطة أن تقع فيه، وخصوصاً أنه سيكون تحت أنظار الرقابة الدولية في المرحلة الراهنة على أقل تقدير.

يعتقد البعض أن «قلق» المجتمع الدولي لم يأتِ بثماره بعد، إلا أنه بدأ في خلق إرباك حقيقي للسلطة بدت معالمه في الوضوح مع ردات فعل لم تكن متوقعة كبيان وزارة الداخلية والمذكرة الرسمية من الحكومة البحرينية للأمين العام للأمم المتحدة بشأن الحديث عن «إرهاب متصاعد» في قبال «قلق دولي» على «أوضاع حقوق الإنسان» في البحرين.

الإرباك الرسمي، قد تم تلمسه منذ خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما (24 سبتمبر/ أيلول 2013)، الذي تطرق فيه إلى الأزمة البحرينية ضمن خطابه الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وكذلك منذ جلسة مجلس حقوق الإنسان في جنيف (9 سبتمبر 2013) عندما عبرت الحكومة بشكل رسمي وعلني على لسان المندوب الدائم إلى البحرين لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف السفير يوسف عبدالكريم بوجيري عن استيائه من أن يسمع من المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي التعليق على أوضاع حقوق الإنسان في البحرين وتضمينها بإشارات سلبية في تقريرها، دون استقاء المعلومات من مصادرها، وتجاهل حقيقة الوضع في البحرين، وعدم إشارتها إلى تنامي ظاهرة العنف والتخريب. وحديثها فقط عن انتهاكات السلطة.

بات واقعاً أن تراكم بيانات «القلق» جعل من المجتمع الدولي لا يرى ولا يسمع حديث السلطة الدائم والمتكرر عن «الإرهاب والتخريب»، ولا يأخذ بما تقول به، بل أصبح يتجاهل وبشكل واضح كل رواياتها، ويركز فقط على ضرورة الإصلاح الحقيقي والجاد وتحقيق طموحات الشعب البحريني، ولهذا السبب ارتبكت السلطة من «قلق» بان كي مون الأخير.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4181 - الأحد 16 فبراير 2014م الموافق 16 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 31 | 10:18 ص

      ابو المستهل الديري

      انا مع اخواني الاقالو انة لايهش ولاينش والحكومة لاتسمع من احد اما المنظمات والهيئات مجرد رسائل غير مرغوب فيها والشعب غلطان اذا يعتمد عليها لو كانت تلك المنظمات لها تأثير مابقى الشعب الفلسطيني 60 عامآ بلاوطن في النهاية مصالح دول تتماشى اكثر مع الحلفاء في دول الخليج اكثر منة مع الشعب البحريني المظلوم رغم علمة يقينآ بأحقية الثورة للشعب البحريني في النهاية لك اللة ياشعب البحرين

    • زائر 30 | 7:30 ص

      كثرة القلق تؤدي للمرض

      يا من تزعم بأنك تمثل الأمم....نريد أفعال وليس أقوال سخاف.

    • زائر 29 | 6:22 ص

      البوكيمون

      هذا اذا قلق يعني كلش وهو لا يهش ولا ينش يوم الائتلاف السوري الداعشي قال له اسحب الدعوة مالت ايران قام سحبها بعد هذا له وزن ما اعتقد فلا تقلق رجاءا

    • زائر 28 | 6:10 ص

      سيستمر

      سيستمر الحراك الشعبى عشان يزداد قلق بان كيمون هههههههههههههههههه

    • زائر 26 | 4:24 ص

      محمد

      القلق هدا ؟؟ مفيد على الارض ومحرج للدول العظمى والدول الاعضاء في الامم المتحدة

    • زائر 22 | 2:56 ص

      ما عليك قلق يا بان كي القمر

      تصدق يا بان ان الشعب البحريني قلق عليك من القلق اللي انت فيه!!
      ساعدك الرب من القلق يا بان كي مون و اعطاك بوكيمون تستانس فيه.

    • زائر 20 | 2:46 ص

      ردينا

      لاحول ولا قوة ابتلينا بكتاب من امثالك

    • زائر 25 زائر 20 | 3:53 ص

      لاحول ولاقوة ابتلشنه بأطفال يتعبثون في الكومبيوتر

      من طاقك على يدك وقال لك حوس في الكومبيوتر وافتح جريدة الوسط من الصبح جريدة الوسط ليست للمراهقين فكريا وليست لمن لايعرف القراءة والكتابة فاطلب من البابا يشتري لك ( لعبة أتاري ) وايد أبرك لك وامن هم على شاكلتك الفكرية هذا اذا كان لكم فكر من الأساس

    • زائر 19 | 2:15 ص

      ,, قلق وخوف

      اسال نفسي ليش بان كي مون يكلف على روحه ويتعب نفسه ويجهدها ...ويقلق ..... الله اكبر ..الله الغنى عن قلقه مشكل الناس يقتلون ويعذبون بالسجن ويصعقون يفطسون بالفلفل وهم داخل بيوتهم حالهم والسنانير ماتوا ومساجدهم انتهكت حرمتها وحرق قرانهم ما ذا بقى وحسبي الله ونعم الوكيل لا ويقول يقلق مانبى طيور اللقلاق خلها عاد تتنفس حريتها .

    • زائر 18 | 2:07 ص

      فقه القانون ليس كما فقه الدين ولكن المعالة تربط بينهما!

      ليس بسر أن ماكشفته الفوضى الخلاقه... فلذا الخوف أكبر من القلق

    • زائر 16 | 1:05 ص

      المجتمع الدولي لا يرى ولا يسمع حديث السلطة الدائم والمتكرر عن «الإرهاب والتخريب»، ولا يأخذ بما تقول به

      بات واقعاً أن تراكم بيانات «القلق» جعل من المجتمع الدولي لا يرى ولا يسمع حديث السلطة الدائم والمتكرر عن «الإرهاب والتخريب»، ولا يأخذ بما تقول به، بل أصبح يتجاهل وبشكل واضح كل رواياتها، ويركز فقط على ضرورة الإصلاح الحقيقي والجاد وتحقيق طموحات الشعب البحريني، ولهذا السبب ارتبكت السلطة من «قلق» بان كي مون الأخير.

    • زائر 13 | 12:35 ص

      السلطة مسيرة تقلقها فمابالك بقلق بان كي مون!

      آخر مسيرة اقلقت السلطة وقامت تهدي في الارقام وقالت عدد المشاركين من 18 الى 20 الف فقط!
      هذا في طائرة تصور من فوق ولاطلعت حقيقة العدد فلنفترض 20 الف
      يعني هذا العدد قليل في احداث ضجة عالمية لقلق بقية الدول؟
      اذا من اليوم ورايح ابحثوا عن دواء للقلق وخلو ادوية علاج مرضى السكلر تولي!

    • زائر 12 | 12:22 ص

      ابراهيم الدوسري

      في ذمتك ان قلق باكيمون اربك السلطة ما ادري محد قال لي متى اربكم عاد قول غيرها

    • زائر 21 زائر 12 | 2:47 ص

      دوسري

      روح نام احسن لك انتوا مالكم في السياسة روح سوريه فجر نفسك مع داعش ابرك لك

    • زائر 11 | 12:20 ص

      والله يا حجي بان بن كيمون ما ودنا عليك تقلق بس شدة التعذيب والاعتقلات

      مو بخاطرنا تقلق ولا نسبب لك أي ضيق يا حجي كي مون بس لو انت مكان هالشعب ويش تسوي الا كل يوم مداهمات واعتقالات وتعذيب وانتهاكات فمن طبيعة الانسان يضجّ ويصرخ
      واذا كان صراخنا يزعجك فنأسف لذلك بس ما نقدر لأن السنور اذا عصّوا على ذيله لازم يعوي

    • زائر 10 | 12:11 ص

      عندي حبوب للقلق بس للأسف ما اشوف عندي دواء

      في حبوب عندنا موجودة للقلق والحالات النفسية البسيطة بس للأسف ما اشوف له دواء

    • زائر 9 | 12:05 ص

      قلق وأسف وضجر وامراض نفسية

      يا اخ هاني هذه مصطلحات لا تعني لمن في السجون.... على الامين العام وعلى الدول مراعاة انها تفقد مصداقيتها لدى الشعوب التي سوف تكفر بهذه المنظمات
      نعم نحن بلد صغير وشعب لا يصل الى المليون ولكن قضيتنا سوف تكشف عورات الامم المتحدة ومجلس الامن وغيرها من المنظمات

    • زائر 8 | 12:00 ص

      الله الله يابان كي مون

      تقلق وتقلق وتاليتها وياااك بجي مستشفى السلمانية تتعالج

    • زائر 7 | 11:37 م

      مايرضى بجزه الحين بيرضون بجزه وخروف

      كنا نطلب نص قرص .. ومن غباء المازمين وغباهم راح يجينا القرص كامل وهذا عدل الله .تعنت من عنده الحل راح يجبر امام انظار العالم

    • زائر 6 | 11:06 م

      ÷

      الحمد لله خرج بان كي موون من مرحلة القلق لمرحلة الاسف .. في تطوور

    • زائر 5 | 10:45 م

      مسكين

      انا خايف اصيد بانكي مو شي من زود القلق مسكين كل قلق

    • زائر 4 | 10:26 م

      قلق

      ليكن قلق او وسواس لايهم البحرين قويه بالمخلصين قويه في وجه الإرهاب

    • زائر 17 زائر 4 | 1:07 ص

      نشفق عليك وعلى أمثالك

      نتفق معك ان البحرين ستبقى قوية في وجه الارهاب ولكن من هو المنبع الأساسي للارهاب .خلال حقبة التسعينات عندما طالبنا ببرلمان أيضا وصفتمونا بالأرهابيين وصفويين وأجندات خارجية والبعض قال أن البرلمان حرام وبعد التضحيات والدماء والشهداء أعلن انشاء برلمان فطبلتم لذالك القرار وتربعتم على الكراسي... والسؤال لو حصلت المعارضه على المطالب ماذا ستفعلون؟

    • زائر 24 زائر 4 | 3:21 ص

      كيف ترد يا هادا

      ها

    • زائر 3 | 10:08 م

      تحليل حلو نتمنى ان تلمس وقائعه قريبا

      تحليل جميل وواقعي ثلاث سنوات عجاف بدأت بوادرها بالظهور ومنا تصريح الأمين العام وايضا البيان الاخير للاتحاد الأوربي والأفضل هو تقليد الحكومة والموالاة طريقة عمل المعارضة يقصون ويلصقون يعني تقليد في تقليد لذلك يفشلون خارجيا مع صرفهم عشرات الملايين من الدنانير على تلميع الصورة لكن الحقيقة واضحة لكل الدول ونقول بدأت الثمار تكبر وان كانت بطيئة وسنستمر حتى إحقاق الحقوق

    • زائر 14 زائر 3 | 12:36 ص

      الثمار

      سنقطف الثمار قبل ان يكبر و يصيح فاسدا غير فابل للاكل

    • زائر 2 | 9:43 م

      قد فهمت الآن !

      لا ... لم أفهم بعد!
      سأفهم بعد أن يقع الفأس في الرأس.

    • زائر 1 | 9:39 م

      وكما

      اظن اربك السلطه خطاب بنك مون كما اربكها مسيرة 15 فبراير العظيمه بأن جل الشعب خرج ضدها.

اقرأ ايضاً