لم يكن الوضع عادياً على أرض الوطن، أو بالنسبة للمواطنين، فقد كان مثقلاً بالكثير من الأحداث التي أينعت ثماراً وأسقطت أخرى وهزّت قلوباً مؤمنة بأهدافها وبشعبها فعلمتها معنى الصمود والصبر لتصبح أقوى على تحمل الجراح.
الأحداث التي انطلقت منذ الرابع عشر من فبراير 2011، عرفتنا في بلادنا أن على أرضنا جنوداً مخلصين للأرض والشعب والوطن، لم نكن نعرف من بعضهم إلا أسماءهم أو صورهم التي تُنْشَر بين فترة وأخرى في الصحف المحلية، ولو أردنا إحصاءهم لتطلب الأمر منا الكثير من الصفحات والوقت الطويل. هؤلاء الجنود كانوا لغيرهم من المواطنين أحضاناً وملاذاً وقادةً كل بحسب مجاله وتخصصه.
والمحامون كانوا من هؤلاء الجنود الذين لم يتوانوا عن خدمة أبناء شعبهم، فاكتظت بهم أروقة المحاكم منذ أول اعتقال في هذه الاحتجاجات الشعبية التي بدأت قبل ثلاث سنوات، كما اكتظت مكاتبهم وسجلات محادثتهم في هواتفهم بالمراجعين الذين لم يترددوا بالاتصال بهم بعد دعوات أطلقها كثير منهم بترحيبهم بالدفاع عن معتقلي الرأي بشكل مجاني؛ إيماناً منهم بدور الشعب في إحداث التغيير السلمي المنشود، ولعلمهم بقطع أرزاق كثيرٍ من أبناء شعبهم ممن كانت تهمتهم الوحيدة هي حلمهم بالحياة الحرة الكريمة، في وطنٍ يضم جميع أبنائه دون تفرقة أو تمييز، ويحمي كرامة الجميع.
لقد دافعوا عن شعبهم، ودافعوا عن قضايا وطنهم، فاعتُقِل منهم من اعتُقِل، وهُدِّدَ من هُدِّد، وشُهِّر بمن شُهِّر به، وعلى رغم كل ذلك لم ييأسوا ولم يتراجعوا، وكانوا أحد عناوين التضحية والصمود والعزة، والقلوب الكبيرة والضمائر الحية. تحمّلوا التعب والسهر وازدحام مكاتبهم بملفات كثيرة وقضايا متنوعة من أجل قَسَمِهم الذي أقسموا عليه يوماً، وهو نصرة الحق، والوقوف إلى جانب القضايا المحقة.
كانت القضايا كثيرة ومازالت، وبحجم الجراح كانوا يبثون الأمل؛ وبقدر الألم كانوا بلسماً لكثير من الأسر؛ وبقدر دعوات التجويع في فترة كان صوت الحق فيها متهماً بالخيانة العظمى... كانوا يطلقون دعوات احترام الدستور على رغم اختلافهم مع بعض بنوده، وهو الذي يؤكد على حق العيش بكرامة للمواطنين.
وقفوا ومازالوا يقفون مع الطبيب والمعلّم والصحافي والمهندس والعاطل والعامل، فلم يتخيّروا موكليهم ولم ينتظروا جزاءً ولا شكوراً، مع علمهم باحتمال تعرضهم للاعتقال أو التوقيف أو التعذيب أو التشهير. كانوا يدافعون عن موكليهم في المحاكم والنيابة وفي صفحات المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وعلى طاولات المؤتمرات الصحافية التي من خلالها أظهروا جوانب كثيرة من الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان، ولم يأخذهم التعب، ولم يخفهم التهديد.
اليوم وبعد ثلاثة أعوام من معرفتنا بهم وبعطائهم، نقول لكل هؤلاء الجنود المخلصين من المحامين الكرماء: شكراً لكم، وكل عام وأنتم أحرار وضمائركم منابر حق.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4180 - السبت 15 فبراير 2014م الموافق 15 ربيع الثاني 1435هـ
شكراً لكم
الله يعطيكم العافية
شكرا
شكرا لكل محامينا الشرفاء وأخص بالشكرا الأستاذة حنان العرادي والأستاذة ريم خلف
يحمدوا الله
انهم في دولة القانون وإلا لما استطاعوا فعل شيء
ماجد
شكراً لك على هذا المقال
هم محامون في أروقة السلطة القضائية المحاكم الجائرة
وأنتم محامون على أوراق السلطة الرابعة
شتان ما بين محام و محام ، وشتان ما بين سوسن و سوسن
من لا يشكر الناس لا يشكر الله
شكرا لكل مامحي مخلص دافع عن مواطن مظلوم
صحيح كانوا خير اخوة وعرفناهم من المواقف
المحامون كالاطباء بالضبط كانوا يعيشون في صوامع عالية وفي الازمة نزلوا مع الشعب وكانوا له اخوة صف بصفا
المحامين منا وفينا
المحامين مثل الاطباء والممرضين والمسعفين والمعلمين والصحفيين والمهندسين والفنيين والمدراء كلهم صاروا صف واخد وصرخة وحدة واحنا نقول ليهم شكرا لكم
شكرا لكم
لقد سطروا افعال مشرقة وكانوا للجميع اخوان وعون
لا شكر على واجب
بل الشكر لشعبنا الوفي المعطاء الذي نحن منه وإليه والذي قدم وما زال يقدم التضحية تلو الأخرى لعلمه ان الحق ينتزع انتزاعا ولا يعطى أو يمن به على صاحبه فشكرا لكم يا شعبي العظيم المترفع على الجراح والطأفنة والمؤمن بعدالة قضيته وأن الظلام وإن طال مكثه بازغ بعده فجر النور والحرية والعدالة لا محالة.