ما يجري في سورية هو حربٌ بمعنى الكلمة. ومادامت هي كذلك، فهذا يعني أن جزءاً كبيراً من صورة تلك الحرب لا يتلقاها الناس على حقيقتها. فالكذب، يكثر عادة قبل الانتخابات وخلال الحرب وبعد الصّيد، كما قال أول مستشار لألمانيا أوتو فون بسمارك.
لقد تابعت كثيراً شئون سورية منذ سنين. ثم زادت بعد مظاهرات درعا في مارس/ آذار 2011م. ومع تطوُّر الأوضاع من شعارات طبشورية على الجدران، ثم مظاهرات سلمية، حتى وصل الحال إلى العسكرة، وتضخُّمها شيئاً فشيئاً، زادت تلك المتابعة. لكن، وبسبب ظروف الصراع الدموي والعَدَمِي، يجد المرء نفسه بحاجة إلى كثير من التدقيق.
في هذا التقرير، نضع قراءة للواقع الميداني السوري، وفق المعطيات المتوافرة. اعتماداً على ملاحقة المعلومة الأكثر مصداقية والأقل شَطَطاً، ثم تجميعها ومقارنة أجزائها بعضها ببعض، مع متابعة مستمرة للمقروء والمسموع والمرئي من أهم الوكالات الخبرية العالمية، وكذلك مراكز للدراسات ولحقوق الإنسان، والأمم المتحدة ووكالتها لغوث اللاجئين، ومصادر سورية رسمية وأخرى معارضة، وتصريحات مسئولين غربيين. لكن لا يمكن القطع بأن ذلك هو محض الحقيقة في أرض الشام المشتعلة حتى حين!
ما يهم في البداية، هو أن نقرأ الخارطة السورية جيداً، كي نفقه المسمَّيات، وانتشار بؤر القتال، وحِدَّتها. سورية تضم أربعة عشر محافظة، والتي بدورها تنقسم إلى ستين منطقة، وهذه المناطق تضم العديد من المدن والقرى والأحياء والخانات. وكل محافظة سورية، تضم نوعين من الأرض: الريف والمدينة.
من حيث الحجم فإن أكبر المحافظات هي حمص، التي تشكل 22.6 بالمئة من مساحة سورية، ثم بالتوالي: دير الزور، الحسكة، الرقة، حلب، ريف دمشق، حماة، إدلب، السويداء، درعا، اللاذقية، طرطوس، القنيطرة فدمشق. وإذا ما ضممنا دمشق مع ريفها سيتقدم ترتيبها مع وصول مساحتها إلى 19.631 كم، وبالتالي ستكون الرابعة، أي قبل الرّقة.
أما من حيث الثقل السكاني، فتأتي حلب في المرتبة الأولى، حيث يبلغ عدد سكانها الأربعة ملايين وستمائة ألف نسمة (وهناك تقديرات تقول ستة ملايين) ثم بالتوالي: ريف دمشق، دمشق، حمص، حماة، إدلب، اللاذقية، الحسكة، دير الزور، درعا، الرقة، طرطوس، السويداء فالقنيطرة. وذات المعادلة السابقة يمكن تحققها فيما خصّ دمشق وريفها.
المحافظات السورية الأربعة عشر، يرأس كل واحدة منها محافظ تكون لديه السلطة على كافة الخدمات، من تعليم وصحة وسياحة ومواصلات وتجارة وصناعة وزراعة وأمن وغيرها. أما بقية المناطق في المحافظة، فيُوكِل المحافظ لها أفراداً لإدارتها تحت إشرافه.
من هذا المشهد الجغرافي والديمغرافي، يمكننا الولوج إلى تشريح المعركة في الميدان، ما بين قوات الجيش السوري النظامي، وقوات المعارضة السورية. هنا يجب أن ندرك، بأن الخارطة، لن تكون منالاً إن تم تتبُّع حالات الصراع العسكري في الحي الواحد، كون الأحياء السورية، بمجموعها، تصل إلى مئات الأحياء، ولكن الاعتماد سيكون على التقسيمات الإدارية.
الميزان العددي للمعارك
خلال الحروب، وبسبب رخاوة المعلومات والتحليلات الواردة وحساسيتها، تغيب الأرقام الدقيقة عن الصراع. لذا، فقد اعتمدنا على الأرقام والتحليلات الأكثر مصداقية والأكثر ملائمة للمقاربات.
الجيش السوري النظامي
يبلغ تعداد الجيش السوري ما بين 300000 إلى 500000 جندي. وفي تقديرات أخرى 325000 جندي. أما قوات الاحتياط فتصل إلى 314000 جندي. في حين يبلغ تعداد قوات الحرس الجمهوري عشرة آلاف عنصر، من دون احتساب الفرقة الرابعة.
يساند تلك القوة البشرية للجيش والحرس قوات أخرى تسمى الدفاع الوطني، يبلغ تعدادها 60000 عنصر، وكتائب البعث 7000 عنصر، ومقاتلون أجانب من خارج سورية، يقاتلون إلى جانب الجيش السوري النظامي، يصل تعدادهم إلى أربعين ألف عنصر. أما اللجان الشعبية التي شُكِّلت في الأحياء والقرى فلا يُعرف عدد منتسبيها بالتحديد.
قوات المعارضة السورية
يبلغ عدد منتسبي أكبر فصيل مسلح في سورية 50000 عنصر، وهو الجبهة الإسلامية المتكوِّن من حركة أحرار الشام الإسلامية، وجيش الإسلام وألوية صقور الشام، ولواء التوحيد، و كتائب أنصار الشام وتنظيمات إسلامية أخرى.
يلي ذلك التنظيم، فصيلا القاعدة في سورية وهما داعش وجبهة النصرة، حيث يبلغ عدد منتسبي الجماعتيْن 45000 عنصر. ثم الجيش الحر، الذي تفسَّخت قواه الهرمية، بعد صراع إدريس/ الأسعد، فانتسب عديد منه إلى تنظيمات مسلحة أخرى، بعد أن بلغ عدد منتسبيه في فترات سابقة عشرات الآلاف. بينما يبلغ عدد منتسبي جيش المجاهدين 5000 عنصر.
وإذا ما تمَّ تفسير المعلومة التي تقول إن 80 بالمئة من مقاتلي داعش هم أجانب، وأن فصيلها في حلب وحده يضم اثني عشر ألف عنصر، وأن 700 جهادي يدخلون سورية كل شهر، وأن 9936 جهادياً أجنبياً قُتِلوا في سوريةمنذ بداية الصراع، وأنهم ينتسبون إلى ستين جنسية مختلفة، فهذا يعني أن الرقم أكبر بكثير مما ذكره مدير الاستخبارات الأميركية جيمس كلابر، ورئيس استخبارات الجيش الإسرائيلي الجنرال افيف كوخافي وهو 30000 عنصر.
الخطط العسكرية لطرَفَيْ الصراع
اتبع كلا الطرفين، خططاً عسكرية تخدم أهدافه في المعركة. وقد تبيَّن أن الجانبين اتبعا تكتيكات، لم يُرَاعَ فيها المدنيون في الأغلب.
الجيش السوري النظامي
قام هذا الجيش في بداية الصراع، باتباع خطط دفاعية تقوم على التراجع التكتيكي، والتضحية بالأحياء والمدن الهامشية، والانكفاء نحو العاصمة والمدن الرئيسية والاستراتيجية. وعندما كان يقوم بعمليات هجومية، فإنه يستخدم أقصى القوة النارية، متبوعاً بخط لوجستي ضخم، كما جرى في بابا عمر والخالدية.
كما أنه اتبع سياسة قطع خطوط الاتصال الجغرافية بين المناطق (داريا واليرموك مثالاً) وفي نفس الوقت فرض حصاراً محكماً على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة كما جرى لحمص القديمة وللغوطتين الشرقية والغربية في الريف الدمشقي، والهدف هو تقليل عمليات الإمداد (انخفضت إمدادات المعارضة في الغوطة الشرقية إلى 80 بالمئة) وتشجيع قيام تمرد داخلي ضد قوات المعارضة، يقوده السكان المحاصرون (حمص مثالاً).
كما اتبع الجيش السوري النظامي، سلاح الكمائن، مستفيداً من جهاز الاستخبارات القوي الذي يملكه، ومن العيون التي زرعها في صفوف قوات المعارضة المسلحة، وكذلك سلاح الطيران والرصد الجوي، كما جرى في معلولا والقسطل وعدرا وبحيرة العتيبة.
قوات المعارضة السورية
اتبعت المعارضة السورية في أغلب معاركها تقنيات الحرب البويرية، أو حرب العصابات، وكأنها تطبق رؤية ماو تسي تونغ: انسحبوا إذا تقدم، وأزعجوه إذا أقام، وهاجموه متى تعب، وتابعوه إذا انسحب. كما أنها لم تلتزم بنمط عسكري واحد في القتال، أو الدخول في جبهات مفتوحة ومستقرة بل متغيِّرة باستمرار.
كما اتبعت المعارضة ذات الخطة فيما يتعلق بالحصار، للضغط على الجيش السوري وفرض الاستسلام على قطاعاته. حدث هذا في عدة مناطق كمعسكَرَيْ وادي الضيف والحامدية في إدلب، ومطار منغ العسكري في حلب، والفرقة 17 في الرقة، بل إنها استعملت حصار المدن المؤيدة للنظام كما في نبل والزهراء بحلب وفي ريف اللاذقية.
وفي الوقت الذي كان فيه الجيش السوري النظامي يتحصَّن في المدن، كانت قوات المعارضة السورية تتحصَّن في الأرياف، كما هو الحال في أرياف دمشق وحمص وحلب وحماة وغيرها، مستفيدة من الإطلالة الحدودية مع الجوار، وبالتحديد التركي واللبناني، مع التمركز الآمن وليس الدائم بالضرورة، وفتح معارك متعددة لتشتيت القوة المقابلة، وفي نفس الوقت، خلق حالة من عدم الأمان الأفقي، وضمن أكبر مساحة ممكنة من الأرض.
نتائج مشتركة
- فشل الطرفان في توحيد مسار المعركة وجعله مُحدَّداً، وبالتالي تدوير زوايا الصراع من حيث الحجم والكثافة، الأمر الذي جعل حسم المعارك تعتمد أكثر على العامل اللوجستي، والاستخبارات.
- فشل الطرفان في جعل الصراع ذا صبغة وطنية، عبر استقدام قوات وعناصر من خارج الحدود، الأمر الذي صوَّر المعركة على أنها صراع إقليمي ودولي على الأرض السورية، وهو ما أثّر بشكل كبير على الصورة السياسية للصراع.
- فشل الطرفان في توحيد بنيتيهما العسكرية، فالجيش السوري فقد عشرات الآلاف من منتسبيه نتيجة للانشقاقات في صفوفه، وقوات المعارضة السورية، فقدت السيطرة على ولاءات منتسبيها، بعد الاقتتال الذي حصل ما بين فصائل المعارضة، والذي كلَّف الآلاف من القتلى في صفوف الفصائل ذاتها وقياداتها.
خارطة الصراع في المحافظات السورية
خارطة الصراع في المحافظات السورية متبدَّلة باستمرار، خصوصاً مع بداية الهجوم العكسي للجيش السوري النظامي في ريف دمشق وحمص وحلب، بالإضافة إلى انشغال المعارضة السورية بخلافات فصائلها التي وصلت إلى حد الاقتتال، الأمر الذي جعل بعضها يترك مواقعه كما حصل في ريف حلب الغربي والريف الغربي لدير الزور ما سمح للجيش السوري النظامي بالتقدم.
قراءة لأوضاع المحافظات ميدانيّاً
حمص
وأهم أحيائها الرئيسية حسب التقسيم الإداري، التي شهِدَت أو تشهد قتالاً هي:
القصير: يسيطر عليها الجيش السوري النظامي، لكنها تشهد محاولات تسلل لقوات المعارضة بين الفينة والأخرى.
الرستن: في يد قوات المعارضة السورية، لكنها تتعرض لهجوم متكرر من قِبَل الجيش السوري النظامي، الذي يريد استعادتها عبر خط الدار الكبيرة - الغنطو - المحلق - تير معلة وصولاً إلى تلبيسة فالرستن، للسيطرة على الطريق نحو حماة.
تلكلخ: يسيطر عليها الجيش السوري بعد أن استعاد تلال النعيمات والعبودية، جنوب شرق جوسية، لكنها تشهد معارك أحياناً على أطرافها.
مدينة حمص القديمة: محاصرة بالكامل من قبل الجيش السوري النظامي، وهي إحدى أهم ملفات مؤتمر جنيف 2، الذي أفضى إلى تسوية نحو فك الحصار عن حمص.
تدمر: تسيطر قوات المعارضة السورية على أجزاء كبيرة منها، بينما يسيطر الجيش السوري النظامي على جنوب وشرق تدمر، بعد دخوله السخنة.
دير الزور
مدينة دير الزور: تحت سيطرة الجيش السوري النظامي بعد انسحاب الجيش الحر منها في شهر مارس/ آذار 2012.
مدينة الميادين: تشهد اشتباكات بين الجانبين، وكذلك ظلت المعارك في الريف مستمرة.
الحسكة
لمحافظة الحسكة وضع خاص، حيث إنها موطن الأكراد السوريين. وخلال الصراع، انسحب الجيش السوري النظامي من أغلب مناطق المحافظة، وتركها في عهدة الأكراد، لإقلاق تركيا عبر تهديدها بقيام إقليم كردي على جوارها الآخر، يسيطر عليه أكراد موالون لحزب العمال الكردستاني بقيادة عبدالله أوجلان.
لكن الجيش السوري، أبقى على تواجده في بعض مناطق المحافظة، كاليعربية وأبو القصايب وخراب عسكر، في حين بقيت الشدادة والهول وجزعة في يد قوات المعارضة، لكنها أيضاً تشهد معارك. وبصورة عامة، الكلمة الأولى في محافظة الحسكة هي لوحدات الحماية الكردية.
الرقة
مدينة الرقة: استولت عليها قوات المعارضة في مارس 2013 ما خلا بعض المواقع وبالتحديد محيط الفرقة 17.
تل أبيض: في يد قوات المعارضة السورية.
حلب
عين العرب: سيطرت عليها وحدات الحماية الكردية نظراً لتركيبتها الديمغرافية.
منبج: في يد قوات المعارضة السورية.
السفيرة: في يد قوات الجيش السوري النظامي.
الباب: في يد قوات المعارضة السورية.
مدينة حلب: المناطق الغربية والشمالية في يد قوات الجيش السوري النظامي، والمناطق الشرقية والجنوبية في يد قوات المعارضة.
عفرين: تدور فيها معارك ما بين وحدات الحماية الكردية والمقاتلين الإسلاميين من المعارضة.
أعزاز: تدور فيها معارك دامية ما بين فصائل قوات المعارضة السورية، وبالتحديد ما بين داعش والجبهة الإسلامية.
جرابلس: في يد قوات المعارضة لكنها تشهد معارك عنيفة مع الجيش السوري النظامي.
لكن خارطة المعركة تغيَّرت في حلب، وبالتحديد في الريف خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعد سيطرة الجيش السوري النظامي على منطقة السفيرة ثم العزيزية ثم تل عرن ثم تل حاصل وصولاً إلى مطار كويرس العسكري، وهو ما أفضى إلى توسيع نطاق المنطقة المحيطة بمطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري، بعد استعادته للنقارين والزرزور وتلة الطعانة، وكرم الراتب والجزماتي، فضلاً عن قطعه لخط الإمداد القادم من الريف الشمال (مدينة الباب). ومؤخراً سيطرته على المعصرانية وحي كرم الطراب.
ريف دمشق
خارطة الصراع في ريف دمشق، تكاد تكون الأكثر خطورة ودموية وتغيراً. وإلى ما قبل عام ونصف تقريباً، كان الريف الدمشقي أغلبه في يد قوات المعارضة السورية، لكن خارطة الصراع بدأت في التغيُّر مع استعادة الجيش السوري للسبينة وحتيتة التركمان ودير العصافير، وقطعه خط الاتصال الجغرافي (كما ذكرنا) ما بين مخيم اليرموك وداريا.
كذلك، تغيَّرت الخارطة الميدانية، بعد إعادة انتشار الجيش السوري النظامي على طريق مطار دمشق الدولي وصولاً إلى ما بعد العتيبة ثم إلى جنوب غرب اضمير فعدرا، حيث اكتملت خطته لفصل الغوطتين الغربية والشرقية عن بعضهما، وفرض حصار خانق عليهما، مع السيطرة على طريقَيْ دمشق - السويداء، ودمشق - درعا.
ورغم وجود السبينة بالقرب من الحجر الأسود والقدم واليرموك والحجيرة، إلاَّ أن هذه المناطق ظلت في يد قوات المعارضة السورية، وتشهد حالياً قتالاً عنيفاً بين الطرفين.
حماة
سلمية: تحت سيطرة الجيش السوري النظامي، وهو ما سمح له تأمين طريق مهم يبلغ طوله 200 كيلومتر، ويصل حماة بحلب عبر خناصر والسفيرة لتزويد الأخيرة.
مدينة حماة: تحت سيطرة الجيش السوري النظامي.
محردة: تحت سيطرة الجيش السوري النظامي.
الغاب: تحت سيطرة الجيش السوري النظامي لكنها تشهد معارك.
مصياف: تحت سيطرة الجيش السوري النظامي لكنها تشهد معارك.
إدلب
مدينة إدلب: تحت سيطرة الجيش السوري النظامي.
أريحا: استعادها الجيش السوري في شهر سبتمبر/ أيلول 2013.
معرة النعمان: تشهد معارك عنيفة بين قوات الجيش السوري النظامي وبين قوات المعارضة، لكن الجيش السوري قَوَّى من حضوره في المنطقة بعد استعادته لقاعدتَي وادي الضيف والحامدية، مستغلاً الاقتتال الداخلي الذي جرى بين فصائل المعارضة السورية، وذهاب قوات كبيرة منها إلى الرقة ورأس العين في الحسكة لقتال الأكراد.
جسر الشغور: سيطر عليها الجيش السوري النظامي في شهر نوفمبر 2011، ولكن تدور فيها معارك على أطرافها عند السرمانية والجانودية وغانية وكفرشلايا.
السويداء
وهي محافظة ذات غالبية درزية، ولها طبيعة خاصة، لذا فهي خارج نطاق الصراع، ولازالت تحت سلطة الدولة، مع تواجد للجيش السوري فيها بقوة.
درعا
الصنمين: تحت سيطرة الجيش السوري النظامي، لكنها تشهد اشتباكات.
أزرع: تحت سيطرة الجيش السوري النظامي ويتواجد فيها اللواء 12 والفوج 175.
درعا المحطة: تحت سيطرة قوات المعارضة السورية.
درعا البلد: تحت سيطرة قوات المعارضة السورية، مع وجود حواجز للجيش السوري في المنشية والجمرك القديم وسجنة، مع وجود اشتباكات بين الطرفين.
حارم: تحت سيطرة قوات المعارضة السورية، لكنها تشهد اشتباكات متكررة.
اللاذقية
مدينة اللاذقية: تحت سيطرة الجيش السوري النظامي.
جبلة: تحت سيطرة الجيش السوري النظامي، لكنها تتعرض لقصف بصواريخ غراد في قبل قوات المعارضة.
الحفة: تشهد اشتباكات متقطعة بين الجانبين.
القرادحة: استعاد الجيش السوري النظامي لقراها الإحدى عشر بعد هجوم كبير ومباغت للمعارضة في بداية أغسطس/ آب 2013.
طرطوس
مناطقها الأساسية هي: بانياس، الشيخ بدر، طرطوس، صافيتا ودركيش وتقع كلها تحت سيطرة الجيش السوري النظامي.
القنيطرة
تشهد هذه المحافظة على صِغَر حجمها اشتباكات متكررة، ورغم أن الجيش السوري النظامي يحكم سيطرته على مساحة شاسعة من المحافظة ومن ضمنها المدينة، واستعاد السيطرة على الصمدانية الشرقية ورسم البغال ورسم الشولى والعجرف وخربة أم العظام، إلاَّ أن العديد من المناطق لا زالت تشهد صراعاً بين طرفي النزاع.
ثوابت الصراع
- يجب النظر إلى التباينات الجغرافية للمحافظات السورية. فمثلاً قد تكون سيطرة المعارضة على أجزاء من حمص كأكبر محافظة سورية، يفوق سيطرة الجيش السوري النظامي على أجزاء طرطوس مثلاً باعتبار الأخيرة هي الثانية عشرة من حيث المساحة. وقد يكون سيطرة الجيش السوري النظامي على أجزاء من دير الزور كثاني أكبر محافظة سورية يفوق سيطرة المعارضة على أجزاء من درعا التي تأتي في المرتبة العاشرة من حيث المساحة بالنسبة للمحافظات السورية، وهكذا دواليك.
- يجب النظر إلى أن السيطرة العسكرية على الأرض السورية هي رجراجة وغير متماسكة، وخصوصاً مع أوضاع قوات المعارضة السورية، التي كما قلنا، تعتمد على التمركز الآمن وليس الدائم. وقد حدث ذلك في عدة مناطق في سورية. كذلك، ينسحب الأمر على الجيش السوري النظامي وإن بدرجة أقل، الذي كما قلنا قد يلجأ إلى التضحية بالأحياء والمدن الهامشية، لصالح المدن الرئيسية والإستراتيجية.
- يعتمد الجيش السوري النظامي على سلاح الطيران بشكل رئيس. فهو يمتلك أربعين سرباً من الطائرات يضم عدداً كبيراً من الطائرات والحوَّامات والناقلات الجوية، وستين ألف جندي منتسب إلى هذا السلاح، وستة وعشرين مطاراً عسكرياً في أنحاء متفرقة من سوريا. هذا الأمر جعل من ميزان المعركة غير متكافأة، فضلاً عن وقوع ضحايا كثر بين المدنيين جراء القصف الجوي.
- يمتلك النظام جهازاً أمنياً قاسياً يتكوَّن من أربعة فروع أساسية هي:
المخابرات العامة، الأمن السياسي، الأمن العسكري والمخابرات الجوية.
وهو ما يزيد من قدراته التسلطية على الأرض والفضاء، وفي عمليات الاختراق الأمني في صفوف قوات المعارضة السورية. وقد ظهر ذلك بشكلٍ جلي في عملية اغتيال عبد القادر صالح قائد لواء التوحيد خلال اجتماع لقيادة اللواء في مدرسة المشاة بحلب.
في المحصلة، فإن الصراع في سورية مُدمِّر ودَمَوِي، سيُفضي بسورية إلى نموذج من الدولة الفاشلة. فتداعياته لن تقف بنهاية ذلك الصراع، بل بما سيعقبه من أمنٍ هش، واقتصاد مريض، وبنية اجتماعية متفسِّخة.
العدد 4180 - السبت 15 فبراير 2014م الموافق 15 ربيع الثاني 1435هـ
متابع . . . ملاحظات ( 4)
5- الوضع الإقتصادي لكلا الطرفين أيضا مهم ، وكثيرا ما كانت دول و جماعات قوية عسكريا لكنها انهارت بسبب الوضع الاقصادي ، فالإقتصاد يؤثر على العسكر و الجيش مباشرة ( سمعت ذات مرة عقيدا للجيش السوري على قناة الكوثر يقول أن النظام يحتاج مليار دولار يوميا !! ، كذلك ملك الأردن نقل عنه قوله أن النظام السوري قادر على الصمود اقتصاديا لعدة أشهر و عسكريا لمدة عامين ) . . . و في الأخير لا تقلل هذه الملاحظات من روعة هذا المقال و أهميته شكرا للكاتب العزيز و إلى الأمام دوما
منابع . . . ملاحظات ( 3 )
3- كذلك حجم السيطرة في كل محاقظة ( و هذه معلومة مهمة ) فبعض المحافظات ( كالرقة ) معظمها تحت سيطرة المعارضة ووجود النظام فيها قليل ، و العكس صحيح في محافظة طرطوس حيث يقع معظمها أو كلها تحت سيطرة النظام ، . . . 4- الإشارة لحجم السلاح ونوعيته عند كلا الطرفين مهم أيضا ، فهو يعطي تفوقا عسكريا واضحا على الأرض ( مع التسليم بأن للتكتيك العسكري دوره في مواجهة هذا أيضا ) فمن أهم عناصر تفوق النظام حتى الآن امتلاكه للقوة الجوية ( طائرات و غيرها ) وهو ما لا تمتلكه المعارضة ( لذا بدأت حرب المطارات من فترة )
متابع . . . ملاحظات (2)
2- بعض المعلومات ناقصة على أهميتها فبالنسبة لمحافظة إدلب مثلا المعارضة مسيطرة على معظم الأرياف ( و هذه معلومة نشرها حتى موقع قناة المنار في احدى المقالات على الموقع ) و كذلك محافظة دير الزور ، بل يقال أن تمكن المعارضة في دير الزور ( الأرياف ) أكبر من تمكنها في محافظة حلب نفسها ، و بشكل عام لم يتناول المقال سيطرة الطرفين على الأرياف و القرى . . 3- كذلك حجم السيطرة في كل محاقظة ( و هذه معلومة مهمة ) فبعض المحافظات ( كالرقة ) معظمها تحت سيطرة المعارضة ووجود النظام فيها قليل . . . للكلام تتمة
متابع . . . ملاحظات ( 1 )
رغم حجم الجهد المبذول و المشكور من قبل الكاتب القدير ، إلا أنه لا بأس بتوجيه بعض الملاحظات من أجل تنمية البحث : 1- لم نعرف بعد ما هي نسبة الأراضي التي يسيطر عليها الطرفين ( و لو النسبة التقديرية فهي معلومة مهمة لمعرفة وضع كلا الطرفين ) مع التسليم بأن بعض المناطق أهم من أخرى . . 2- بعض المعلومت تاقصة على أهميتها فبالنسبة لإدلب مثلا المعارضة مسيطرة على معظم الأرياف ( و هذه معلومة نشرها حتى موقع قناة المنار في احدى المقالات ) . . . للكلام تتمة
متابع
ألف مليون تليريون شانزدليون شكر للكاتب القدير على هذه المقالة الرائعة ، وعلى تلبيته طلب أعزائه القراء ، تبين أن الكاتب محمد لا يخيب ظن قراءه ، واضح حجم الجهد المبذول في هذه المقالة من خلال جمع المعلومات و تحليلها ، شكرا مرة أخرى و إلى الأمام و نحن نتلهف لقراءة كل ما تخطه أنامل الكاتب البارع محمد عبدالله محمد .
محرقي بحريني
40 الف مرتزق يقاتل مع النظام السوري
هذا النظام الدموي الاجرامي يجلب المرتزقة لقتال شعبة مثل مافعل القذافي
لو كان هذا النظام فيه ذرة عقل لفعل مثل مافعل حسني مبارك وزين العابدين وعلى صالح عندما فضلوا أن ينقذوا أوطانهم من الدمار الخراب بدل أن يتشبصوا بالسلطة مثل الطاغية بشار والقذافي ولكن هذا النظام فضل أن يحرق سوريا ومن عليها على أن ينقل السلطة
شكرا لكم
نتمنى في التقرير القادم ان تتحدث عن التنظيمات المتنازعة كداعش وجبهة النصرة والجيش الحر وغيرها وكذلك عن التسليح لهذه الجماعات من قبل الدول
شكرا للصديق اللدود محمد عبدالله على هذا التقرير الرائع
تذكرني الحرب السورية بحرب الثلاثين عام التي دمرت ألمانيا بين 1618 و 1648 ... صراع الكاثوليك و البروتستانت الذي كانت قوى أوربا بين اسبانيا و الدنمارك و السويد و انكلترا و فرنسا و هولندا كلها أطراف فيه و لم يكن يبالون فاز الكاثوليك أم البروتستانت ... كل ما هو مهم كان بسط النفوذ و الهيمنة. انتهت حرب الثلاثين عام بدمار ألمانيا و خسارة البروتستنات و الكاثوليك الحرب و فوز فرنسا!