أعلن الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي أمس (السبت) انتهاء المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريين التي وصلت إلى طريق مسدود، من دون أن يعلن موعداً جديداً لها، عازياً هذا الإخفاق إلى رفض وفد النظام السوري جدول الأعمال. وقال الإبراهيمي للصحافيين: «أعتقد أنه من الأفضل أن يعود كل طرف إلى دياره ويفكر بمسئولياته ويقول ما إذا كان يريد أن تستمر هذه العملية».
وأعرب الإبراهيمي عن «الأسف» واعتذر «من الشعب السوري الذي علق آمالاً كبيرة» على هذه المفاوضات.
من جانبه، صرح الناطق باسم وفد المعارضة السورية لؤي صافي أمس (السبت) بأن جولة ثالثة من المفاوضات مع الحكومة السورية بدون حديث عن انتقال سياسي ستكون «مضيعة للوقت».
جنيف - أ ف ب
أعلن الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي أمس السبت (15 فبراير/ شباط 2014) انتهاء المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريين التي وصلت إلى طريق مسدود، من دون أن يعلن موعداً جديداً لها، عازياً هذا الإخفاق إلى رفض وفد النظام السوري جدول الأعمال.
وقال الإبراهيمي للصحافيين «أعتقد أنه من الأفضل أن يعود كل طرف إلى دياره ويفكر بمسئولياته ويقول ما إذا كان يريد أن تستمر هذه العملية».
وكان من المتوقع أن تنتهي السبت الجولة الثانية من المفاوضات التي بدأت الإثنين، وأن يحدد الإبراهيمي بالتوافق مع الوفدين موعداً لاجتماع جديد.
ولكن بعد رفض وفد الحكومة السورية جدول الأعمال قرر الإبراهيمي أن يعود كل طرف إلى دياره من دون تحديد موعد جديد، لإعطاء الوقت للجميع للتفكير.
وقال الإبراهيمي «إن الحكومة تعتبر أن أهم مسألة هي الإرهاب في حين ترى المعارضة أن الأهم هو سلطة الحكومة الانتقالية (...) اقترحنا أن نتحدث في اليوم الأول عن العنف ومحاربة الإرهاب وفي الثاني عن السلطة الحكومية، مع العلم أن يوماً واحداً غير كاف للتطرق إلى كل موضوع».
وأضاف «للأسف رفضت الحكومة، ما أثار الشك لدى المعارضة بأنهم لا يريدون التطرق إطلاقاً إلى السلطة الحكومية الانتقالية».
وأعرب الإبراهيمي عن «الأسف» واعتذر «من الشعب السوري الذي علق آمالاً كبيرة» على هذه المفاوضات.
وتابع «آمل في أن يفكر الجانبان بشكل أفضل وأن يعودا لتطبيق إعلان جنيف» الذي تم تبنيه في يونيو/ حزيران 2012 من قبل الدول العظمى كتسوية سياسية للنزاع المستمر منذ حوالى ثلاث سنوات.
وأضاف «آمل في أن تدفع فترة التأمل الحكومة خصوصاً إلى طمأنة الجانب الآخر أنه عندما يتم التحدث عن تطبيق إعلان جنيف أن يفهموا أن على السلطة الحكومية الانتقالية أن تمارس كل السلطات التنفيذية. بالتأكيد محاربة الإرهاب أمر لا غنى عنه».
من جانبه، صرح الناطق باسم وفد المعارضة السورية لؤي صافي أمس (السبت) بأن جولة ثالثة من المفاوضات مع الحكومة السورية بدون حديث عن انتقال سياسي ستكون «مضيعة للوقت».
وقال صافي إن «جولة ثالثة بدون التحدث عن عملية انتقالية ستكون مضيعة للوقت»، وذلك بعدما أنهى الإبراهيمي المفاوضات بدون تحديد موعد جديد مع عدم موافقة الوفد الحكومي على جدول الأعمال.
واعتبر أن «النظام ليس جدياً (...) لم نأت لمناقشة بيان جنيف بل لتطبيقه».
وأكد صافي للصحافيين «يجب أن نتأكد من أن النظام يرغب في حل سياسي ولا يناور لكسب الوقت».
وقال «آسف للقول إن لا شيء إيجابياً يذكر» بخصوص هذه المفاوضات.
في المقابل، صرح رئيس الوفد الحكومي المفاوض السفير بشار الجعفري أن «الاعتراض كان على القراءة الاستنسابية الانتقائية من الطرف الآخر لمشروع جدول الأعمال».
وأضاف «نحن وافقنا على جدول الأعمال الذي تقدم به الوسيط الدولي، الخلاف بدأ عندما قدم الطرف الآخر تفسيره الخاص لجدول الأعمال بحيث يخصص يوم واحد لمكافحة الإرهاب ومن ثم يوم آخر لهيئة الحكم الانتقالية من دون أن ننهي موضوع الإرهاب».
وتابع الجعفري «أرادوا أن يبقى النقاش حول موضوع مكافحة الإرهاب مفتوحاً إلى اللانهاية وكل همهم الانتقال إلى البند الثاني دون قراءة مشتركة لموضوع مكافحة الإرهاب».
وأكد «إننا قلنا للوسيط الدولي إن الأجواء التي تحيط باجتماعات جنيف لا تنبئ أبداً بحسن نوايا لدى الطرف الآخر».
ولم تتمكن راعيتا المفاوضات موسكو وواشنطن من إحداث اختراق في المفاوضات، غداة إعلان الإبراهيمي أنهما وعدتا بالمساعدة في حلحلة العقد بين الوفدين اللذين جلسا مرتين فقط في غرفة واحدة منذ بدء الجولة الإثنين.
من جهته، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد «أعرب عن أسفنا العميق إن هذه الجولة لم تحقق أي تقدم».
وقال مسئول أميركي كبير الجمعة رافضاً كشف اسمه «نعتقد أن على روسيا مسئولية الضغط على النظام السوري لمقاربة هذه المحادثات بجدية».
وفي واشنطن، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف الجمعة «بوضوح، يجب أن يضغط الروس على النظام السوري بشكل أقوى مما قاموا به حتى الآن».
كما صرح الرئيس الأميركي باراك أوباما الجمعة خلال لقائه العاهل الأردني عبدالله الثاني أن الولايات المتحدة تدرس مزيداً من الخطوات للضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ميدانياً، أفاد المرصد السوري أن مناطق في منطقة القلمون الاستراتيجية، شمال دمشق، والمتاخمة للحدود اللبنانية تعرضت السبت للقصف من قبل القوات النظامية فيما دارت اشتباكات عنيفة بين هذه القوات ومقاتلي المعارضة في مدينة عدرا الواقعة شمال العاصمة.
العدد 4180 - السبت 15 فبراير 2014م الموافق 15 ربيع الثاني 1435هـ