العدد 4179 - الجمعة 14 فبراير 2014م الموافق 14 ربيع الثاني 1435هـ

القطان يدعو للحفاظ على المكتسبات وعدم الوقوف حجر عثرة أمام «المشروع الإصلاحي»

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

دعا خطيب مركز جامع الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان عبدالله القطان، في خطبته أمس الجمعة (14 فبراير/ شباط 2014)، جميع الأطراف في المجتمع إلى «الحفاظ على المكتسبات والدفع باتجاه التنمية والتطوير والتحضر وعدم الوقوف حجر عثرة أمام هذا المشروع الإصلاحي الكبير الذي توافقت وأجمعت عليه الأطياف كافة».

وأشاد القطان بدعوة الحوار التي أطلقها عاهل البلاد، مشدّداً على ضرورة أن يتقِ المتحاورون الله في وطنهم ومواطنيهم، ويغلّبوا مصلحة الدين والوطن على أية مصالح أخرى، حتى نتجاوز المرحلة التي مرَّ بها وطننا العزيز.

وتحت عنوان: «ذكرى ميثاق العمل الوطني»، قال القطان: «تمر على البحرين في مثل هذا اليوم ذكرى عزيزة على قلب كل مواطن غيور، ينتمي إلى هذه الأرض الغالية، إنها الذكرى الثالثة عشرة لإقرار ميثاق العمل الوطني، فمنذ إقرار الميثاق الوطني والتوافق عليه، والبحرين تعيش إنجازاتٍ وتطورات متلاحقة ومستمرة، على كافة الصعد التنموية منها والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، غرست لبنتها الأولى المبادئ والأسس التي وضعها الميثاق، وأثمرت ثمراً يانعاً متميزاً تمثل في تحقيق نهضة حضارية وعصرية عبر إرساء دعائم شراكة رئيسية بين القيادة والشعب، وهذا ما اتضح جلياً في مجموعة من الإنجازات والمكتسبات من أهمها إقرار الدستور، وتشكيل المجالس البلدية الخمسة، وتشكيل المجلس الوطني بغرفتيه، والتوسع في إعطاء الصلاحيات، مما أسهم في إيجاد بيئة دستورية وقانونية رقابية مبنية على الشفافية، كانت محور ومرتكز عملية البناء والتنمية التي تعيشها البلاد اليوم، ولاتزال مسيرة الإصلاح والتطوير والتحديث مستمرة، لتحقق تطلعات الشعب البحريني في المجالات كافة».

ودعا القطان الجميع -كلاً من واقع مسئوليته - إلى «الحفاظ على المكتسبات والدفع باتجاه التنمية والتطوير والتحضر وعدم الوقوف حجر عثرة أمام هذا المشروع الإصلاحي الكبير الذي توافقت وأجمعت عليه الأطياف كافة، ونخص بالذكر علماء الدين والخطباء والوعاظ والأئمة والسياسيين والمثقفين ونواب الشعب والقائمين على الجمعيات والمؤسسات والباحثين، إذ ندعوهم إلى القيام بواجباتهم تجاه المجتمع ومواصلة النصح والإرشاد وتصحيح الفكر المنحرف لدى بعض الفئات المتعصبة والمتطرفة التي يسوقها الحماس المندفع من شباب الوطن إلى طريق مسدود ليس من الدين في شيء ولا في صالح الوطن ولا المواطن، حيث إن مهمة علماء الدين في تصحيح مسار دعاة العنف والتخريب يرتكز على ضرورة تحقيق قاعدة الاحترام المتبادل بين الحاكم والمحكوم وما دعا إليه الدين الحنيف من طاعة ولاة الأمر في غير معصية، وصولاً إلى مجتمع تسوده روح المحبة والإخاء وينعم بالأمن والأمان والاستقرار والرخاء والوحدة الوطنية».

وأشاد القطان بدعوة عاهل البلاد لاستكمال حوار التوافق الوطني، وذكر أن «الحوار والتفاهم بين جميع أطياف المجتمع منهج أصيل في ديننا الحنيف، وسمة من سمات المجتمع البحريني المسلم المسالم، والواجب على المتحاورين أن يتقوا الله في وطنهم ومواطنيهم ويغلبوا مصلحة الدين والوطن على أية مصالح أخرى، حتى نتجاوز المرحلة التي مر بها وطننا العزيز، ونبدأ مرحلة جديدة من العمل الجاد والمخلص، بما يعود بالنفع والخير على البلاد والعباد مع دعواتنا لهم بالتوفيق والنجاح».

وفي موضوع آخر حمل عنوان: «النصيحة وأهميتها في الأمة»، ذكر القطان أن «من أهم سمات المجتمع الإسلامي، أنه مجتمع أخوي متماسك، مترابط متراحم، يقوم على وشائج المحبة والوئام، وتربطه أواصر الأخوّة والمودة والإيثار والسلام، يحب فيه المسلم لإخوانه ما يحب لنفسه، يتعاون معهم على البر والتقوى، يسوده التناصح بين جميع أفراده وفئاته وطوائفه على حد سواء، في تبادل النصح المشروع بينهم، لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم».

وأوضح أن «النصح لله عز وجل، يقتضي توحيده وعبادته، وإخلاص العمل له، والقيام بفرائضه، والبعد عن نواهيه، كما يتضمن النصح لله: أداء الواجبات والمستحبات، والبعد عن المحرمات والمكروهات، أما النصح لكتاب الله عز وجل فبالإيمان به وتلاوته، وتفهمه وتدبره، والعمل به وتطبيقه، وأن يعتنى به في البيوت والمدارس والجامعات والمناهج الدراسية، وتربية الناشئة عليه، وأن يكون له الصدارة والمكانة في الأمة الإسلامية، وأما النصيحة للرسول (ص)، فبمحبته محبة حقيقية، تبعث على طاعته واتباع أمره، ولزوم سنته وهديه، أما النصح لأئمة المسلمين، فهو الأمر الذي حارت فيه أقوام، وأخطأت فيه أقلام، وضلت فيه أفهام، وزلت فيه أقدام، سلك فيه أقوام مسلك الطعن والتشهير والسب والتعيير والتسقيط، فأحدثوا الفوضى والفتن، وسكت أقوام ونافقوا وداهنوا ولم ينصحوا فلم تبرأ بهم الذمم».

وأوضح القطان أن «النصح لولاة أمر المسلمين يقتضي حب صلاحهم واستقامتهم، وحب اجتماع الكلمة عليهم، كما يقتضي طاعتهم في المعروف، وإعانتهم على الخير وتشجيعهم عليه، وإبداء محاسنهم أمام العامة، وعدم تنقصهم ومعصيتهم والخروج عليهم، وعدم شق عصا الطاعة وتفريق الكلمة، فطاعة ولاة أمور المسلمين محتمة وواجبة، وإن أخطئوا وجاروا وجانبوا الصواب، فطاعتهم في المعروف حق ما لم يخرجوا من الإسلام، أما النصيحة لعامة المسلمين، فتقتضي إرشادهم وتوجيههم إلى الخير، والعمل على تصحيح عقيدتهم وسلامة توجههم، وتفقيههم في أمور دينهم، والبداءة في ذلك بالأهم مما دونه، والذب عنهم ومحبتهم والتعاون معهم لبناء صرح الحياة، كما تقتضي مجانبة غشهم وحسدهم والكذب عليهم والإيقاع بينهم غيبة ونميمة، كما ينبغي أن يحب المرء لإخوانه ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكرهه لنفسه، ويشاطرهم آلامهم وآمالهم، ويشاركهم أفراحهم وأحزانهم».

وبيّن القطان أن «النصيحة مهمة، كما أن أسلوبها أهم منها، فيتعين على الناصحين، العلم والحكمة ووضع الأمور مواضعها، والإخلاص والرفق والتيسير، والبعدُ عن الغلظة والفضاضة والتشهير والتجريح والتعيير، فإذا كان الله عز وجل قد أمر بالرفق واللين مع أئمة الكفر والضلال، فكيف بإخوة العقيدة ورفقاء الطريق، بل كيف بالعلماء وطلاب العلم وأهل الفضل والإصلاح والدعوة إلى الله، كما أن على المنصوح رحمكم الله أن يقبل الحق ولا يستنكف عنه، ولا تأخذه العزة بالإثم، ألا فليراجع كل منصوح نفسه، وليقومها على طاعة الله، ويروضها على قبول الحق، ويأطرها على الأخذ بأسباب النجاة».ـ

العدد 4179 - الجمعة 14 فبراير 2014م الموافق 14 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 10:58 ص

      أنتم تعرفون

      من يقف حجر عثرة وتعرف من وقف ضد قانون التمييز ومن رحب به يامسهل

    • زائر 3 | 2:56 ص

      قول كلمة حق

      خاطرى يوم واحد تستنكر من فعل الداخلية من قتل وهدم مساجد ومداهمات يوميه وترويع الاطفال وقمع القرى اليومى

    • زائر 2 | 2:37 ص

      الشعارات البراقة

      هناك فرق أيها السادة بين من يسمع الشعرات وبين من يراها على أرض الواقع.

    • زائر 1 | 12:25 ص

      sunnybahrain

      السلام عليكم ،،اين هي المكتسبات يا شيخ عدنان ،،خيرات البلد توزعت بالتساوي بين الاجانب والموالين ،،يا مسهل .

اقرأ ايضاً