أشاد عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بعطاء المواطن البحريني وإخلاصه في القيام بواجباته ومسئولياته في مختلف مواقع العمل والإنتاج وما حققه الرجل وحققته المرأة البحرينية من مراكز قيادية في العديد من المنظمات العربية والإقليمية.
وأكد جلالته إن مسيرة الإصلاح والبناء في المملكة مستمرة بما يسهم في تعزيز المسيرة التنموية والحضارية والديمقراطية . منوها إلى أن مملكة البحرين تعمل دائما لتحقيق كل التطلعات الصادقة والمخلصة لتعزيز التلاحم الوطني في إطار ما يربط أهل البحرين من قيم عربية أصيلة وأخلاق فاضلة وتعاون ومحبة في إطار روح الأسرة البحرينية الواحدة.
وشدد على أن ميثاق العمل الوطني سيبقى منطلقاً نبني عليه مسيرتنا الإصلاحية ونجني ثماره لتعزيز مختلف الجوانب الديمقراطية والتنموية .
جاء ذلك خلال استقبال جلالته في قصر الصخير اليوم الجمعة (14 فبراير / شباط 2014) بحضور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، أصحاب السمو وأفراد العائلة المالكة وذلك بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لميثاق العمل الوطني.
ولدى وصول موكب جلالة الملك إلى قصر الصخير، حيت جلالته مجموعة من طلبة وطالبات مدارس وزارة التربية والتعليم.
ثم تقبل جلالة العاهل التهاني من الحضور وأطيب أمنياتهم الصادقة بهذه المناسبة الوطنية العزيزة، مشيدين بما حققته مملكة البحرين من إنجازات حضارية وتنموية في كافة المجالات وما حظيت به من مكانة متميزة على المستويات الإقليمية والعربية والدولية في ظل قيادة جلالته وبفضل نهجه الحكيم.
كما ثمنوا عاليا بكل التقدير والاعتزاز الجهود الكبيرة لجلالة الملك وخطواته الرائدة من اجل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية الودية بين مملكة البحرين وسائر الدول الشقيقة والصديقة وترسيخ مواقف المملكة المشرفة في مختلف المحافل وتعزيز مكانتها ودورها في المحيط العربي والدولي، سائلين الباري عز وجل في هذه الذكرى الغالية أن يحفظ جلالة العاهل ويرعاه ويسدد خطاه ويحقق لمملكة البحرين وشعبها العزيز ما تصبو إليه من عزة وتقدم ورقي في ظل عهد جلالته الزاهر .
وقد بادلهم صاحب الجلالة الملك المفدى التهنئة بهذه المناسبة والتي شكلت نقلة نوعية في تاريخ مملكة البحرين وبدء مرحلة جديدة من مسيرة العمل الوطني والنهضة الشاملة وترسيخ الحياة الديمقراطية.
وأكد جلالته ان ميثاق العمل الوطني فتح آفاقا جديدة في مختلف المجالات وشكل طريقا لمستقبل البحرين المشرق وعزز من مكانة المملكة على الأصعدة الإقليمية والعربية والدولية .
وقال جلالته "إنه يومنا الوطني العزيز علينا جميعاً ، يوم توافق أهل البحرين على ميثاقهم الوطني الذي رسم مشروعنا نحو التطوير المدروس المتدرج وأرسى قواعد ثوابتنا الوطنية وحدّث الدستور بما يتفق ومتطلبات هذا العصر ، إنه يوم الأفراح والاحتفالات ومن ينعته بأنه يوم الثورة والتخريب فهو ليس منا نحن أهل البحرين بلد التعايش والتكافل والتضامن من أجل الوحدة الوطنية العزيزة على الجميع" .
معربا جلالته عن شكره وتقديره للجميع لما أبدوه من مشاعر وطنية صادقة ودعوات طيبة في هذه الذكرى العزيزة ، داعيا الله العلي القدير ان يعيدها على مملكة البحرين وشعبها الكريم بمزيد من التقدم والازدهار مستذكراً جلالته حفظه الله مآثر الآباء والأجداد من الأسرة المالكة الكريمة طيب الله ثراهم وتغمدهم بواسع رحمته .
بعد ذلك ألقيت قصيدة للمغفور له بإذن الله تعالى الشاعر الشيخ أحمد بن محمد
آل خليفة بهذه المناسبة .
بعد ذلك بدأت العرضة البحرينية التي أقيمت احتفاء بهذه الذكرى المجيدة .
ثم تفضل جلالة الملك بالضغط على الزر إيذانا بتدشين الشجرة الالكترونية للعائلة المالكة الكريمة، واستمع جلالته إلى شرح من قبل الشيخ إبراهيم بن خالد آل خليفة مدير عام مجلس العائلة المالكة الكريمة حول الجهود التي بذلت في إعداد شجرة العائلة .
بعدها توجه حضرة صاحب الجلالة الملك إلى صرح ميثاق العمل الوطني يرافقه ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ، إذ كان في استقبال جلالته وزير التربية والتعليم ماجد علي النعيمي، وكبار المسئولين في الوزارة وكبار المسئولين بالوزارة ورؤساء الجامعات وعدد كبير من الطلبة وأعضاء الهيئات الإدارية والتعليمية بالمؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة والجامعات .
هذا وقد شارك جلالته أبناءه الطلبة حضور جانب من أوبريت (دار العز) التي عزف موسيقاها الاوركسترا الطلابي بالوزارة ، وغنائها كوكبة من الطلبة ، كما أنشد عدد من الطلبة الأناشيد الوطنية ، وسط عزف الاوركسترا الطلابية متغنين بالمعاني الوطنية وبالفخر والاعتزاز بمملكة البحرين وبقيادتها الحكيمة .
كما استمع جلالته بهذه المناسبة إلى شرح وافٍ عن الفعاليات التي نظمتها الوزارة ، والتي بدأت بانطلاق شعلة الميثاق الوطني من مدرسة الهداية الخليفة بمحافظة المحرق ، والتي حملها عدد من الطلاب ومرت بالمحافظات الخمس ، إلى أن وصلوا بها إلى صرح الميثاق الوطني في المحافظة الجنوبية ، كما تنظيم المسيرة الوطنية بكرنفال السيارات التي تم تصميمها من قبل المدارس والجامعات الحكومية والخاصة ، متضمنة صوراً وتصميمات تعبر عن الاحتفاء بذكرى الميثاق والانجازات التي تحققت في عهد جلالة الملك، إذ انطلقت هذه المسيرة من جامعة البحرين وصولاً إلى صرح الميثاق الوطني ، حيث واكب بدايتها رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ، كما تفضل سموه بعد ذلك بحضور المعرض التشكيلي الذي نظمته الوزارة بالصرح وشارك فيه العديد من المعلمين وأكثر من 400 طالب وطالبة احتفاءً بهذه المناسبة ، إذ أشاد سموه بهذه الإبداعات الفنية التي شملها المعرض وما تعبر عنه من معان وطنية قيمة .
وعلى صعيد متصل تضمنت هذه الاحتفالية الكبرى إقامة معرض للفنون التشكيلة للمعلمين ومرسم حر للطلاب والطالبات في ساحة الصرح ، كما شارك في الاحتفال أكثر من 7000 طالب وطالبة من مختلف المدارس الحكومية والخاصة .
هذا وقد تفضل جلالته بتصريح جاء فيه:
"لقد سعدنا اليوم بمشاركة أبنائنا الطلبة من مختلف المراحل الدراسية والجامعات احتفالهم بذكرى الميثاق الوطني الذي جسد تلاحم شعب البحرين الوفي مع قيادته، كما جسد ايضاً وحدة الصف الوطني الذي عبر عنها التصويت التاريخي على ميثاق العمل الوطني بنسبة 98.4% ، والذي كان حدثاً تاريخياً كبيراً نعتز به جميعاً ، وتحمله الذاكرة الوطنية في عقولنا وقلوبنا .
وقال جلالته لقد كان هدفنا من وراء هذا الميثاق الوطني هو المشاركة مع أبناء شعبنا في بناء البحرين الحديثة ، والدفع بها إلى مزيد من التقدم والرقي والازدهار في مختلف المجالات ، وإننا في هذه المناسبة العزيزة لنشكر وزير التربية والتعليم ومنتسبي الوزارة والجامعات والأبناء الطلبة في المدارس الحكومية والخاصة ، بكافة مستوياتها لما أبدوه في هذا الاحتفال من شعور صادق تجاهنا وتجاه وطنهم العزيز ، مؤكدين اعتزازهم بميثاقهم الوطني الذي كان وسيبقى رمزاً لوحدة شعبنا ، سائلين الله تعالى جميعاً لهم دوام التوفيق للجميع" .
ومن جانبه عبر وزير التربية والتعليم ماجد علي النعيمي باسمه وباسم جميع منتسبي الوزارة عن خالص الشكر والتقدير والامتنان لعاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، على هذه اللفتة الكريمة التي تفضل بها جلالته ، بمشاركة أبنائه الطلبة فرحتهم واحتفالهم بميثاقهم الوطني ، تأكيداً من جلالته على ما يوليه للأجيال الشابة من أبناء البحرين من كريم العناية والرعاية باعتبارهم جيل المستقبل .
وأضاف الوزير لقد جاء هذا الاحتفال الذي تشرفنا فيه بهذه اللفتة الملكية السامية كتعبير عن اعتزاز وزارة التربية والتعليم ومنتسبيها بذكرى الميثاق الوطني ، وبما جاء به هذا الميثاق من قيم ومعان كبيرة ، وما جسده من ثوابت جامعة لأبناء البحرين ، وما غرسه في عقول ونفوس الأجيال الجديدة من قيم الولاء للوطن والوفاء القيادة ، والتمسك بالثوابت الوطنية الجامعة ، مشدداً على أن وزارة التربية والتعليم قد عملت ومازالت على تفعيل القيم التي جاء بها الميثاق الوطني ، وجسدتها في المناهج الدراسية كما في الأنشطة التربوية.
كما أعرب الوزير عن خالص التقدير لمشاركة رئيس المجلس الأعلى لشباب والرياضة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة في هذه الفعاليات ، سائلاً الله تعالى لبلدنا العزيز المزيد من الرقي والازدهار في ظل القيادة.