العدد 4178 - الخميس 13 فبراير 2014م الموافق 13 ربيع الثاني 1435هـ

تدشين وثيقة مؤسسات المجتمع المدني للتسامح والتعايش الديني والمذهبي في البحرين

دشن اليوم الجمعة (14 فبراير / شباط 2014) في بيت القراَن " وثيقة مؤسسات المجتمع المدني للتسامح الديني والمذهبي " والتي تتضمن 14 بندا لتتوافق مع ذكرى ميثاق العمل الوطني , والتي سترفع إلى عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بعد طرحها أمام الجمهور للتوقيع عليها , وذلك بحضور رئيسي مجلسي النواب والشورى , وممثلين عن مختلف الأديان والمذاهب، ومدير مركز الأمم المتحدة للإعلام , ولفيف من الدبلوماسيين واعضاء منظمات المجتمع المدني .

وشارك في اعداد " وثيقة مؤسسات المجتمع المدني للتسامح الديني والمذهبي " والتي ترجمت إلى اللغتين الانجليزية والفرنسية كل من جمعية البحرين للتسامح وتعايش الأديان " تعايش " ومركز عبدالرحمن كانو الثقافي، وأسرة الأدباء والكتاب , وجمعية الصحفيين البحرينية , للتأكيد على أن البحرين موطن للجميع على اختلاف أديانهم ومذاهبهم , فيما تم خلال احتفالية التوقيع على الوثيقة إطلاق عشرات الحمامات البيضاء في سماء المنامة رمزا للسلام والتسامح .

وقال رئيـس مجلـس النواب خليفة أحمد الظهراني في كلمته الافتتاحية أن مملكة البحرين وطوال تاريخها ضربت مثلاً رائعاً في التعايش المشترك والتسامح واحترام الآخر بغض النظر عن عرقه ولونه ودينه ومذهبه .

وأوضح ان المشروع الإصلاحي الذي يقوده ملك مملكة البحرين جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أكد من خلال ميثاق العمل الوطني ودستور مملكة البحرين على هذه القيم وسعى إلى ترسيخها في المجتمع، وإننا يجب أن نؤكد جميعاً في هذه المناسبة أن التنوع العرقي والديني والمذهبي والفكري يجب أن يكون عامل قوة وإثراء لبلدنا يدفعنا إلى مزيد من الإنجازات، وأن الوطن ووحدته وعروبته وسيادته وحمايته من أية تدخلات خارجية وشرعية الحكم والميثاق والدستور هي أمور لا يجب المساومة عليها أو القبول بالمساس بها تحت أي ظرف.

واضاف الظهراني أنه لمن دواعي سروري واعتزازي أن أقف اليوم بين هذه النخبة الخيرة من أبناء البحرين وبناتها ممثلي مؤسسات المجتمع المدني الذين تنادوا للعمل من أجل البحرين والحفاظ على السلم الاجتماعي وروابط الأخوة وقيم التسامح والمودة والعيش المشترك بين أبناء الشعب الواحد بكل مكوناته وأطيافه وتلاوينه.

ونوه الى ان ديننا الإسلامي الحنيف وقبل أربعة عشر قرناً أكد على القيم الأصيلة في المودة والرحمة والإخوة والعيش المشترك دون تفرقة أو تمييز على أساس الجنس أو العرق أو اللون ووضع أسمى القواعد في التعامل بين بني الانسان، حيثُ قال عزّ من قائل في محكم التنزيل العزيز (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى، وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ، إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) .

وأشار الى أن ما جاء في الكثير من قواعد الشرعية الدولية التي وجدت بعد قيام الأمم المتحدة في نهاية الحرب العالمية الثانية والتوقيع على ميثاقها إنما هو ترديد لما رسخه ديننا الحنيف في نفوسنا، وأن البشرية لا زالت تنهل من هذه المبادئ والقيم السامية التي جعلت من التسامح قضية أخلاقية وضرورة مجتمعية وسبيل أمثل لضبط الاختلاف وإدارته.

من جهته قال مدير مركز الامم المتحدة في الخليج العربي ، ومقره " البحرين " نجيب فريجي انه من حسن الطالع ان يأتي جمعنا اليوم مع ذكرى يوم الميثاق الوطني في مملكة البحرين ومع يوم الجمعة جعله الله مباركا على الجميع , وغداة اسبوع الوئام العالمي بين الأديان وهو حدث سنوي تحتفل به دول العالم خلال الأسبوع الأول من شهر فبراير من كل عام على أساس أن التفاهم المتبادل والحوار بين الأديان يشكلان بعدين هامين من الثقافة العالمية للسلام والوئام بين الأديان، كما يتزامن جمعنا مع " عيد الحب " .

وأكد ان مملكة البحرين في هذا السياق الروحي الوطني الأممي الكوني الإنساني تنشر من " بيت القراَن " هذا البيت المبارك رسالتنا جميعا رسالة الانسجام والوئام والتسامح من خلال ممثلي منتسبي كنائس ومساجد ومعابد، وذلك تمشيا مع أعمق مفاهيم وقناعات وتقاليد كل الأديان المنزلة السمحة.

واضاف إننا بحاجة إلى أن نرعى ثقافة التسامح عن طريق تعزيز التفاهم والاحترام بدءا بالبرلمان وانتهاء بالشارع، وعلينا أن نعالج حالة عدم المساواة التي تتعاظم، وأن نرفض الاستبعاد الاجتماعي على أساس نوع الجنس أو الإعاقة أو الخلفية العرقية أو الدينية , مشيرا الى ان التسامح هو أقوى أساس للسلام والمصالحة سيما في عصرنا الراهن .

وابتهل فريجي في ختام كلمته الى الله سبحانه وتعالي بأن يحفظ مملكة البحرين وبلداننا العربية والإسلامية وكل بلدان العالم من كل آذى , في ظل قيم السلام التي رددها باللغات " العربية والانجليزية

والعبرية " .

من جانبه أكد القس هاني عزيز راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية في البحرين ان شعب البحرين الكريم بكل اطيافه هو الضامن والغطاء الرئيس لميثاق العمل الوطني , قائلا انني ابعث تهنئة الى مقام عاهل البلاد المفدى وشعب البحرين بهذه المناسبة الغالية والعزيزة على قلوبنا .

وقال ان يوم الميثاق هو يوم العهد بين القيادة الحكيمة وشعب البحرين الكريم الذي صوت بنسبة 4ر98 في المائة على الميثاق الذي شكل اساسا للمشروع الاصلاحي الذي يتطور من ذاته مع تعدد السنوات , داعيا الى العمل كوحدة واحدة حتى تصل المملكة الى صدارة البلدان المتقدمة حيث تمتلك جميع وسائل التطور من خلال الحكم الرشيد والشعب في ظل منظومة تشريعية وقانونية راقية .

واضاف ان دورنا ان نفعل الوحدة التي خلقنا الله عليها حيث خلقنا من تراب واحد , كما اننا ننتسب جميعا الى " ادم , وحواء " , ونحافظ عليها برباط السلام .

بدوره دعا رئيس الأوقاف الجعفرية الشيخ محسن آل عصفور إلى تأصيل القيم المشتركة والتعايش بين مختلف المكونات , قائلا إن الاسلام ليدعو شعوب العالم بأسره الى الاحتكام الى نداء الفطرة الطاهرة النقية , ونداء المحبة والأخوة , نداء التسامح و التحلي بقيم الخير وخير القيم .

وأكد آل عصفور انه قد آن الأوان لشعوب العالم أجمع أن تستحضر أهمية وضرورة توفير الأمن الفردي والجماعي , والاستقرار الاجتماعي والسياسي والتعايش والوئام والتسامح والانسجام من أجل حاضر مجيد وغد واعد رغيد" .

من جهته أكد ابراهيم نونو، ممثلا عن الديانة اليهودية إن وثيقة التسامح التي تدشن اليوم هي التواصل بين الماضي والحاضر , فمملكة البحرين تؤخذ بالاهتمام فيها وتفعيل هذا التسامح، مشيرا الى إن وثيقة التسامح سوف تفتح المجال للشباب للانفتاح على الآخر وخصوصا في الوقت الحالي حيث العالم الالكتروني المترابط.

وقال في كلمته " انني أحب أن أتكلم عن الجالية اليهودية في مملكتنا الغالية , حيث وصل " جدي " إلى البحرين في نهاية القرن التاسع عشر قبل اكتشاف السيارات وقبل اكتشاف المكيفات وقبل اكتشاف البترول , وهى كانت أيام الكل يعيش فيها في المجتمع البحريني بنفس المستوى المعيشي ويسود جو من الحب والتسامح مع اختلاف الأديان ولكن لا توجد هناك أي تفرقة بين الجاليات والديانات فالكل ينعم بالاحترام والحب في المملكة تحت القيادة الرشيدة ويعيش المجتمع في حب وتسامح. "

واضاف ان الجالية اليهودية في مملكة البحرين التزمت بدينها الذي ينص على الالتزام بالوصايا العشر , وهى تعتبر قوانين يشترك فيها جميع الديانات الأخرى ، فالجميع ملتزمون بهذه القوانين فتكون في قلبهم الراحة والطمأنينة , فإذا اتبعها لا يخاف الإنسان من أي شيء إلا ربه .

واختتم كلمته قائلا اننا اليوم نحن في القرن الواحد والعشرون العالم يحتاج إلى توجيهات ونصائح في التسامح , وأنا أطلب من العالم الإسلامي والعالم المسيحي ومن الجميع المشاركة في التسامح تحت مظلة " لا اله الا الله " , داعيا الله سبحانه وتعالى الى ان يحفظ مملكة البحرين وأهلها وقيادتها.

من ناحيته قال المتحدث الرسمي للجنة إطلاق وثيقة " التسامح والتعايش " , رئيس أسرة الأدباء والكتاب ابراهيم بوهندي، انه في هذه الجمعة المباركة، وفي هذا التاريخ الرابع عشر من فبراير الذي يعود علينا بذكرى انطلاق مسيرتنا الإصلاحية الوطنية ، ذكرى موافقة شعب البحرين بأجمعه على "ميثاقِ العمل الوطني"، وفي هذا المكان المبارك بذكر الله نقف اليوم بقلوب مخلصة لله والوطن والملك ومؤمنة بكلِّ ما جاء في "وثيقة التسامح والتعايش".

وتابع قائلا " نحن نمد أيادينا مصافحين إخوننا وأخواتنا في الوطن والإنسانية، متعاهدين على تبادل الرؤى والأفكار متقبلين التعددية والاختلاف بالمحبة والاحترام" , ومستذكرين ما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة التي نتمثلُ بها في هذين الحديثين الشريفين"الناس سواسية كأسنان المشط" و "لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى"، وفي تلك الأقوالِ العربية المأثورة التي منها قول الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي اللهُ عنه "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً .

واضاف " يكفينا فخراً بأن جاءت ديباجة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان متطابقة معها في مضمونها بأنّ "حفظ الكرامة الإنسانية التي فطر عليها الناس ، والمساواة بينهم في الحقوق التي لا تقبل المصادرة هي أساس للحرية والعدالة والسلم في العالم ".

وأوضح أن كل ما استندت إليه وثيقتنا من مرجعيات في المواثيق الدولية كان ثمرة من ثمار التحول من الأنظمة الفردية أو الفئوية المتسلطة ، إلى رحاب الحياة الديموقراطية في الكثير من الدول التي سبقتنا إليها ،وبذلك تخلص الإنسان في تلك الدول من بطش العقائد والأيدلوجيات الإقصائية لذا فإننا من هنا، ومن وحي ما جاء في الوثيقة التي نطلقها اليوم، نتوجه إلى كل قوى الظلم والاستبداد في العالم، دون أن نستثني تلك القوى المجتمعية، التي تستغل حياة الانفتاح على الديمقراطية فتسطو بسيف المعتقد لتجهض حق الآخرين في الاختلاف معها، مطالبين بأنْ تغمد تلك السيوف التي لا يجوز تسليطها على رقاب الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا .

يشار الى إن وثيقة مؤسسات المجتمع المدني للتسامح والتعايش الديني والمذهبي في البحرين عمل أهلي وليس لها أي علاقة بالجهات الرسمية، حيث ان الجمعيات التي أعدت الوثيقة ووضعت موادها التي سيجري التوقيع عليها ليس لها أي علاقة بالعمل السياسي .

وتضمنت الوثيقة 14 بندا لتتوافق مع ذكرى ميثاق العمل الوطني في البحرين في 14 فبراير، كما أن بنودها مستوحاة من ميثاق الأمم المتحدة وميثاق اليونسكو وميثاق العمل الوطني في البحرين ودستور المملكة .

تأتي الوثيقة تأكيدا للمبادرات الإنسانية والحضارية التي يتبناها ملك مملكة البحرين جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ، وعلى المبادرات الأممية التي تدعو إلى التسامح والانفتاح على الآخر.

وتضم وثيقة مؤسسات المجتمع المدني للتسامح الديني والمذهبي 14 مادة هي التسامح يعني تقبل وجهة نظر الآخر، والتسامح لا يعني التنازل عن المبادئ والمعتقدات، والتسامح مسؤولية تشكل عماد حقوق الإنسان والتعددية والديمقراطية وحكم القانون، والتسامح لا يتعارض مع احترام حقوق الإنسان، وأن التسامح يقتضي ضمان العدل وعدم التحيز في إنفاذ القوانين والإجراءات القضائية والإدارية، وقبول التعددية الثقافية، وأن التسامح قيمة جوهرية في هذا العصر أكثر من أي وقت مضى، وأن تعزيز قيمة التسامح يكون بالتعاون بين مؤسسات المجتمع المدني والجهات الحكومية، وأن التعليم والثقافة من أنجع وسائل بث روح التسامح، وضرورة اعتماد مناهج تعليمية تعلي من قيمة التسامح، وحث التعليم على طرق المواضيع التي تمثل عقبة في وجه التسامح وتشكل مخزونا للخوف من الآخرين ، وفي المواد الثانية عشرة والثالثة عشرة والرابعة عشرة تبرز الوثيقة مصادقة مملكة البحرين على الاتفاقيات الدولية القائمة بشأن حقوق الإنسان، وحث الحكومة على مزيد من التشريعات التي تضمن التساوي في الكرامة والحقوق للأفراد والجماعات، وكذلك تبني جملة من الفعاليات التربوية والعملية والثقافية التي تعزز قيمة التسامح في مملكة البحرين كالاحتفال السنوي بوثيقة التسامح .





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 2:19 م

      عجباً !!

      مؤسسات تدعي رعاية التسامح والتعايش وهي في واقعها تستأصل الاخر ومنابر وأبواق لمحاربة الاخر !! جمعية الصحفيين حريا انظرو للصحف الصفراء وما تكتب دونما حسيب ولا رقيب .. مجلسي الشوري والنواب .. اضحى مجلسهم منبرا لمهاجمة الاخرين واعضاءهما يخونون  

    • زائر 7 | 1:21 م

      @

      التسامح يعني اقتل واسجن @

    • زائر 5 | 1:04 م

      بروبغندا إعلامية

      الامم المتحدة يجب ان تكون حيادية او مع الطرف المظلوم اما ان تكون جزءا من البروبغندا الإعلامية لإظهار الوضع وكان البحرين واحة التسامح في وقت تؤكد فيه اعلى مؤسسات الامم المتحدة وحقوق الانسان استمرار انتهاك الحريات الدينية فذلك يحتاج الى مخاطبة بان كي مون عما يمارسه ممثلو الامم المتحدة في البحرين

    • زائر 4 | 1:00 م

      هل هذا هو التسامح

      هل التسامح بإطلاق الحمام فيما شوارع البحرين تختنق بمسيلات الدموع ولا زالت مساجد مهدمة اللهم لا تأخذنا بما فعل السفهاء منا يا رب العالمين

    • زائر 9 زائر 4 | 2:12 م

      العبرة في الافعال وليس الاقوال

      لقد سمعنا اقوال ولم نري افعال صادقة ومسؤله

    • زائر 3 | 12:59 م

      فاضل

      يعني بترجعون لي فلوسي
      الرواتب
      تسعة أشهر مفصول من العمل ورجعت العمل بتعيين جديد
      وزارة البلديات

    • زائر 2 | 12:53 م

      الرصاصي

      اصلا لا حاجة لكل هالبهرجة الاعلامية لأن البحرين ومنذ القدم عيش اجواء التسامح والتعايش الديني والمذهبي والسمألة وما فيها هي حب الظهور الاعلامي وحب الفلوس

    • زائر 1 | 12:51 م

      عجبي

      فيما تدشن الوثيقة ، في الجانب الآخر تهتك حرمة المساجد جامع الامام الصادق في الدراز وجامع عالي
      فما فائدة الوثيقة؟؟؟

اقرأ ايضاً