أكد رئيس المؤسسة البحرينية للمصالحة والحوار المدني سهيل غازي القصيبي لموقع "الشرفة" الإلكتروني، أن أخطر تداعيات الأزمة في البحرين هو التخندق الطائفي، والتخندق الجغرافي. مضيفاً "صار البعض يتجنب الذهاب إلى مناطق معينة لأن أغلب سكانها من طائفة ما. والحل لهذه الظاهرة الخطيرة في رأيي هو العودة إلى التواصل و التزاور".

وأوضح القصيبي أنه لا يمكن استنساخ تجارب بلدان أخرى لحل الأزمة، مبيناً أنه على الرغم من الاختلافات فهناك دروس قيّمة يجدر بنا تعلّمها كي لا نكرر نفس الأخطاء.

وفيما يلي نص الحوار.

الشرفة: من أين جاءت فكرة وأهداف تأسيس المؤسسة البحرينية للمصالحة والحوار المدني؟

سهيل القصيبي: جاءت الفكرة بعد عدة أشهر على اندلاع أزمة (فبراير/ شباط 2011). فقد فوجئت كيف انتشرت الطائفية في البحرين، وكيف تم استقطاب عدد كبير من شعب البحرين المعروف بتسامحه وحبه للتعايش مع الديانات والثقافات الأخرى.

لقد بقيت فكرة المؤسسة في ذهني لفترة طويلة. وأخيراً قررت إطلاقها في حال حصلت على مباركة ولي العهد سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة. وفعلاً قمت بعرض الفكرة على سموه في نهاية 2011، ووافق بدوره على الفور، وقد فتحت مباركته لنا أبواباً كثيرة.

الشرفة: ما هي الفعاليات التي قامت بها المؤسسة منذ تأسيسها ولغاية الآن في سبيل تعزيز اللحمة الوطنية وثقافة المواطنة؟

القصيبي: منذ تأسيس المؤسسة رسميا في (يونيو/ حزيران 2012)، قمنا بعدة فعاليات ومنها تنظيم المحاضرات العامة عن خبرات الدول الأخرى في المصالحة، وورش عمل تركز على تعليم مهارات متعددة في حل النزاعات والتغلب على الأزمات والتعافي من الانتهاكات، بالإضافة إلى رحلات تعليمية إلى إيرلندا الشمالية.

وكذلك نقوم بزيارات إلى القرى والمجالس البلدية للاستماع إلى آراء واقتراحات أطياف البحرين المختلفة.

ومن أهم فعالياتنا إعداد عشاء تحاوري شهري، يشمل أفرادا وشخصيات من مختلف أطياف البحرين بهدف تشجيع الاستماع والتواصل.

الشرفة: كيف برأيك يمكن نقل التجارب الدولية الناجحة في حل النزاعات إلى البحرين؟

القصيبي: أولاً أودّ أن أوضح أننا لا نستطيع استنساخ تجارب بلدان أخرى، فظروفنا تختلف عن ظروفهم ولكن بالرغم من الاختلافات فهناك دروس قيّمة يجدر بنا تعلّمها كي لا نكرر نفس الأخطاء. أما عن كيفية نقل التجارب الدولية الناجحة في حل النزاعات، فمن أفضل الطرق تبادل الزيارات على مستوى الساسة، والمنظمات غير الحكومية والأكاديميين.

الشرفة: ما هي طبيعة ورش العمل التي تعقدونها والمتخصصة بنشر التسامح والاحترام المشترك بين الشباب البحريني؟

القصيبي: في هذه الورش، يتعلم المشاركون تقنيات التعامل وأدوات محددة والمشاركة في المحادثات المشحونة والمرهقة على نحو فعال، بالإضافة إلى إدارة التغيير وتطوير السلوكيات الحيوية اللازمة للمرونة والقيادة.

ففي الورشة التي أقيمت في منتصف كانون الثاني/يناير الماضي، تحدثت الخبيرة الدكتورة جولين ليسي عن قاعدة "10 في المائة"، أي أن 10 في المائة أو أقل من كل نزاع هم من المتشددين. ولكن لهم تأثير قوي وأصواتهم تعلو فوق باقي الـ 90 في المائة وذلك لجهودهم وحماسهم.

ولله الحمد فإن الإقبال على ورش العمل ممتاز وقد علق المشاركون على مدى استفادتهم منها، ولكن المشوار مازال طويلاً جداً.

الشرفة: ما هي برأيكم مفاتيح النجاح لتضييق هوة الطائفية في البحرين وزيادة التلاحم المجتمعي؟

القصيبي: من أخطر تداعيات الأزمة هو التخندق الطائفي الذي نراه حالياً، بل [أيضا] التخندق الجغرافي أيضاً! فصار البعض يتجنب الذهاب إلى مناطق معينة لأن أغلب سكانها من طائفة ما. والحل لهذه الظاهرة الخطيرة في رأيي هو العودة إلى التواصل و التزاور. فالمشاكل لا تنحل إلاَّ بالتواصل والتحاور وجهاً لوجه مع الطرف الآخر.

فربما نجد أن هناك اختلافات سياسية كثيرة، ولكن لا يعني ذلك أننا أعداء وعليه يجب أن نهجر عقلية "أنت معي أو ضدي".

الشرفة: ما هو جدول أعمال الأنشطة التي تنوي المؤسسة إقامتها خلال العام الجاري 2014؟

القصيبي: سنستمر بنفس الأنشطة التي نقوم بها حالياً. ومن أهم إنجازاتنا توقيع اتفاقية مع المنظمة الدولية للبحث عن أرضية مشتركة، وبحسب الاتفاقية المبرمة تعقد المنظمة ورشة عمل للتدريب العملي تستمر على مدى يومين لـ20 شاباً تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عاماً، وتدور الورشة حول تحويل النزاع والتواصل اللاعنفي وتقنيات وعمليات الوساطة بين الأقران.

كما تشمل الاتفاقية أيضاً ورشة تدريب عملية للمدربين تستمر لأربعة أيام لـ10 من الشبان في سن 18 – 25 عاماً أو أكبر، ومحورها حول موضوعات تحويل النزاع والتواصل السليم وتقنيات التدريب وتيسير القيادة.