في مثل هذه الأيام من العام الماضي، وتزامناً مع الذكرى الثانية لسقوط الدكتاتور حسني مبارك، نشرت «الحياة» مقابلةً طويلةً وزّعتها على أربع حلقات، مع مساعد رئيس قطاع السجون السابق، اللواء محمد حمدون، في سبق صحافي تناول يوميات أقطاب نظام مبارك في «طرة»، أشهر سجون مصر.
كانت السلطة يومها بيد الأخوان المسلمين، التنظيم الدولي الذي وصل إلى الحكم بعد ثمانين عاماً من العمل الدعوي والاجتماعي، والملاحقة الأمنية الطويلة. تنظيمٌ لم يرد أن تفلت اللحظة التاريخية من يده، فتشبّث بالسلطة بمخالبه، وأقصى بقية التيارات، بما فيها تلك القوى الشبابية التي رفعت شعلة الثورة وأنزلت الجماهير إلى الشوارع والميادين. لقد قيل لهم، واستقر قي روعهم، أنهم سيبقون في الحكم ثلاثين عاماً دون منافس، فالمرحلة مرحلة الاخوان، باعتراف عالمي.
من العناوين الرئيسية للقاء، أن أحمد عز (رجل الأعمال المتهم بقضايا رشوة وفساد وتزوير الانتخابات) هو الأكثر يأساً من بين رجال مبارك؛ وأن وزير الداخلية (العادلي) قال لابنه لحظة اعتقاله «بابا في مهمة ربما تطول»؛ فيما كان حارسه يسأل الشرطة عن «جاكوزي الوزير» في أول ليلةٍ له بالسجن. ومن المؤكد أنه لم يخطر ببال أغلب القراء أن هذه المعادلة ستنهار بعد أقل من عام، وأن الزمن سينقلب بسرعة، وستعود لعبة كراسي السلطة الدموية.
في الحلقة الأولى، يروي مساعد رئيس قطاع السجون عن الأجواء العامة عشية اندلاع الثورة، حيث كان الشارع يغلي، والمعارضة تتصاعد، بينما يقف وزير الداخلية العادلي في قاعة المؤتمرات الكبرى بأكاديمية الشرطة، في احتفال مهيب بعيد الشرطة، «حيث نال خطابه إعجاب الجميع وبدا منتشياً شباباً وحيوية»، كما يقول حمدون، وأعقبه خطاب للرئيس مبارك، «ظلّ يتباهى فيه بالقوات المسلحة والجيش القوي».
على الجانب الآخر، كانت منظمات المجتمع المدني والقوى الشبابية الجديدة تدعو إلى الاحتجاجات، لما وصلت إليه مصر من تدنٍّ في الخدمات، وانهيار اقتصادي تعاني منها الغالبية، واتساع قاعدة الفقراء، وزيادة الشباب العاطلين الذين يعانون من زيادة القمع والقهر، وزيادة سطوة الأجهزة الأمنية وتغوّلها.
اختار الشباب المصري التظاهر يوم عيد الشرطة (25 يناير)، بمجموعات صغيرة هنا وهناك، وكانت المفاجأة الكبرى امتلاء ميدان التحرير خلال يوم واحد بطوفان بشري هائل. ومنه امتدت التجمعات إلى بقية الميادين. وبعد عدة أيام من استنفار الشرطة كل طاقاتها، تنهار وتفسح المجال للجيش للتدخل والإمساك بزمام الأمور. والمقابلات التي أجريت مع هؤلاء الشباب من أيقونات الثورة (أسماء محفوظ، نوارة نجم، وائل عباس...)، تكاد تجمع على أنهم لم يتوقعوا مثل هذه الاستجابة الواسعة. كانت استجابةً أملتها ظروف اليأس والظلم والقهر حين فاض به الكأس.
الأحداث الكبرى لا تنطلق من فراغ، والشعوب ليست من هواة الثورة والمظاهرات اليومية، ولا يحرّكها نحو الموت وركوب الأخطار جهات أجنبية. إنّما تتحرّك الشعوب حين تشعر بالغربة في أوطانها، وبالضياع يهدّد مستقبلها، وبوجود أقليةٍ تتحكّم في مصير الغالبية وتستخف بكرامتها، وتستأثر بخيرات بلادها.
لقد انقلبت المعادلة في مصر خلال عام، وعاد الجيش ليواصل ما انقطع من حكمه، وعاد السيسي حاكماً عسكرياً ببدلة مدنية مموهة. وستبقى أزمة مصر معلّقة حتى حين.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4178 - الخميس 13 فبراير 2014م الموافق 13 ربيع الثاني 1435هـ
محمد
حسني مبارك مو دكتاتور بالرغم من العنف والتجاوزات للداخلية؟ لكن الشعوب منقسمة وطربانه بانغام الثورات؟ احنا مو في زمن صدام حتى تحتل الكويت ولا في زمن هتلر حتى تحتل فرنسا ولا احنا في زمن تعشعش فيه الدكتاتوريات لكن ؟ لكن اذا الشعوب ما تعرف شنو اتريد ولا يعتمد على مؤسساته في شي العقال والمؤثرين ما راح ايغيروا في المعادلة ولا راح يدخلوا
اما حسني مبارك لم يكن حكمه من الاساس شرعي هو حكم عسكري واخيرا سلم الحكم لمؤسسة مدنية منتخبة بقيادة مرسي وما احسن الحكم؟ وصار الانقلاب عليه
اما الشعوب مو ازيد من مهرجين
اسفين يا ريس!
"تتحرّك الشعوب حين تشعر بالغربة في أوطانها، وبالضياع يهدّد مستقبلها" هذا بالضبط ما حدث للمصريين مع حكم الاخوان المتاسلمين مما اضطر الجيش لتنفيذ ارادة المصريين بتصحيح المسار بعد فوضى 25 يناير . لقد ثبت ان هذه الجماعة المارقة تعمل وفق اجندات خارجية وستفضح المحاكمات الدائرة الان المرشد وعصابته .احدى تجليات الحكم الديني الفاشي ،الحنين لحياة ماقبل مؤامرة 25 التي كان البسطاء وقودا لها . ليس هناك الان من ولا سلوى بل بات الكثيرون يبكون على ايام مبارك ويبدو ان شعار اسفين يا ريس جدير بالتامل!.
توقعاتي سيعود الحكم بالقبضة الامنية مرّة اخرى ولكن
نعم سيعود الحكم بالقبضة الامنية وسوف توجد السلطة الحالية لها مبررات كثيرة من اجل القمع والتعذيب والاعتقال التعسفي وسوف يكون قانون طواريء اسوأ من الاول ولكن بعد هذا اتوقع انفجار الوضع مرة اخرى ولكن بصورة مغايرة ومخالفة بالمرّة وهذه المرّة ستدخل مصر في حالة شدّ وجذب حتى تصل الى الطريق الصحيح
ليس المهم ان ننتصر بل المهم ان نستمر.
معدل ....كل الحركات الاحتجاجية التي دعمتها امريكا نجحت في كشط الدكتاتورية
كل الحركات التي انحازت لها امريكا غيرت الواجهة الدكتاتورية بينما بقى جسم الدكتاتورية لانها رفعت الحماية عن راس الهرم فاضطر ان ينسب كنا حدث في تونس و مصر و اجبرت امريكا بعد طول تجاهل من التعاطي مع الحالة اليمنية اما في ليبيا فلم يكن النظام خاضع للتأمين الامريكي فلا يمكن التعامل بذات اسلوبها للتغيير مع الحلفاء المبدلين فلجأت لقصف و ضربات عسكرية بذريعة انسانية و كذلك تفعل مع سوريا ولكن الهدف في سوريا اكبر وهو تدمير الدولة على شرف اسرائيل
الملك
يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء ... فهل من متعض منهم !!!!!????
ونبقى نحن العرب الماركة المسجلة
لإداري كيف يتكلمون باسم الاسلام من يجلس على الكرسي ينسى نفسه ولايزيله الا الموت وأقول نحن العرب حكام ومحكومين عصيون على التغيير