العدد 4178 - الخميس 13 فبراير 2014م الموافق 13 ربيع الثاني 1435هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

الخذلان

تُسهم القواعد الفلسفية في إنتاج المعرفة وتوفير آليات استدلال صحيحة، ومنها قاعدة: «تعرف الأشياء بأمثالها»، والثانية: «تعرف الأشياء بأضدادها».

وعليه، فمصطلح التوفيق بمعنى «ألَّا يكِلك اللهُ إلى نَفسك»، مُضاده الخذلان الذي تعرِّفه كلمات العرفاء وأرباب السير والسلوك بأنه «أن يُخلِّي بينكَ وبين نفسك».

وهذا لا يعني أن جلب الضرر بصورة مباشرة، وإنما أن ترك المرء وشأنه في ظرفٍ هو بحاجةٍ إلى المعونة والمساعدة من الله سبحانه وتعالى، حيث لا ناصر لهم ينصرهم بعد خذلانه إياهم لما اقترفوه من الكبائر والمعاصي والآثام.

الخذلان في اللغة والإصطلاح

قال أرباب اللغة أنّ الخاء والذال واللام أصل واحد يدل على ترك الشيء والقعود عنه. فالخذلان: ترك المعونة. ويقال خَذَلَتِ الوحشيَّةُ: أقامتْ على ولدها؛ وهي خَذُول.

خَذُولٌ تُراعِي رَبْرَباً بخَميلةٍ تَنَاوَلُ أَطرافَ البَريرِ وترتَدِي

وقال ابن منظور في لسان العرب، خَذَله وخَذَل عنه يَخْذُله خَذْلاً وخِذْلاناً: تَرَكَ نُصْرته وعَوْنهُ. الخاذِلُ: ضد الناصر، والتَّخْذيل: حَمْلُ الرجل على خِذْلان صاحبه وتَثْبِيطُه عن نصْرته، كما أنها تُطلق على الظبي إِذا تَخَلَّف عن القَطِيع. وخِذْلانُ الله العبدَ: أَن لا يَعْصِمَه من الشُّبَه فيقع فيها، نعوذ بلطف الله من ذلك.

أما في القرآن الكريم فقد ورد لفظ الخذلان في ثلاثة مواضع، وهي:

أولاً: قوله تبارك وتعالى: «إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ» (آل عمران: 160).

قال المحقق الأردبيلي في زبدة البيان: «وَإِن يَخْذُلْكُمْ: أي يمنعكم معونته ويخلي بينكم وبين أعدائكم لمعصيتكم إياه فلا يقدر أحد على نصركم».

ثانياً: «وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً» (الفرقان: 25)، أي كثير الخذلان. قال البيضاوي: «يواليه حتى يؤديه إلى الهلاك ثم يتركه ولا ينفعه»، ويضيف أبو الليث السمرقندي في تفسيره «يتبرأ منه يوم القيامة».

ثالثاً: «لاَّ تَجْعَل مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً» (الإسراء: 22).

وفيها قال الشيخ الطبرسي في مجمعه: «لا تجعل أيها السامع، أو أيها الإنسان، مع الله إلها آخر في اعتقادك وإقرارك، ولا في عبادتك، ولا في رغبتك ورهبتك، فإنك إن فعلت ذلك، قعدت وبقيت ما عشت مذموماً على لسان العقلاء، مخذولاً، ولا ناصر لك يمنع الله نصرته عنك، ويكلك إلى ما أشركت به».

أمَّا الرويات التي تناولت الخُذلان فهي كثيرة أيضاً، ومنها ما جاء في عيون الحكم والمواعظ عن الإمام علي بن أبي طالب (ع)، التي توضح علامة من علامات الخذلان ودلائله قوله: «مِنْ عَلَامَاتِ الْخِذْلَانِ اسْتِحْسَانُ الْقَبِيحِ»، وقوله: «مِنْ دَلَائِلِ الْخِذْلَانِ الإِسْتِهَانَةُ بِالْإِخْوَانِ».

وروى ابن أبي جمهور الأحسائي عن أبي عبدالله الصادق (ع) قوله: «مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَخْذُلُ أَخَاهُ، وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى نُصْرَتِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ».

وفي شرح الأصول للمولى المازندراني بسنده عن الفضيل بن يسار قال: إني سمعت أبا عبدالله (ع) يقول: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَغُشُّهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَغْتَابُهُ وَلَا يَخُونُهُ وَلَا يَحْرِمُهُ».

قال المولى شارحاً: «أي لا يترك إعانته ونصرته في الحق أو لا يتكبر عليه ولا يستصغره».

بين توفيق الله والخذلان

من أجمل العبارات الكاشفة عن أمر التوفيق والخذلان ما روي عن أمير الحكماء وسيد البلاغاء الإمام علي بن أبي طالب، في دعائه الموسوم بالصباح قوله: «وَإنْ خَذَلَني نَصْرُكَ عِنْدَ مُحارَبَةِ النَّفْسِ وَالشَّيْطانِ فَقَدْ وَكَلَني خِذْلانُكَ اِلى حَيْثُ النَّصَبُ وَالْحِرْمانُ»، ولذا تعتبر معرفة الإنسان لحاله وتحصيله لأسباب التوفيق وبُعدِهِ عن كل ما يتسبب له بالخُذلان من الأمور المهمة والضرورية لحياته الدنيوية والأخروية.

أحمد عبدالله


لماذا نكذب؟

عندما يسرد لك طفلك قصة خيالية لا تمت للواقع بصلة فهذا من الطبيعي بمكان وذلك لاعتبارات تعود لمشكلة اختلاق القصص الخيالية عند الأطفال شائعة جداً، خاصة الأطفال ما بين عمر 6 و12 سنة، حيث تكون البنية العقلية والتحليلية لدى الطفل في طريقها إلى التكوين والتأسيس.

لكن الغريب حينما يسرد عمود الخيمة ورب الأسرة على أولاده مرة قصة من قصص بطولاتة أيام شبابه أو عن إنسانيته مع الضعفاء من جنسه، ومرات على زوجته، في حين الواقع يشي بأنه خريج سجون ومشهور في الحي بجرائمه، فهذا الأسلوب يعتبر ضرباً من الكذب والدجل والاحتيال.

السؤال الذي حيّر علماء الأخلاق لماذا نكذب ونستمر في الكذب؟ فحينما يكذب دلال العقارات على عملائه حيث يرفع قيمة العقار للمشتري ضعف قيمتها ليحصل على أتعابه من البائع والمشتري فهو يعتبرها من طبيعة عمله، بينما هو كذب، أو حينما يخلط بائع اللبن الماء باللبن فهو أيضاً كذب، وحينما ينحاز حكم الساحة لفريق ما في إلغاء هدف صحيح للفريق الآخر فهو كذب.

لكن الأهم من ذا وذاك هل الحكام يكذبون على شعوبهم، فيقلبون القوانين رأساً على عقب لصالحهم أو يجوعون شعوبهم ليستمتعون بخيرات بلدانهم ويوزعونها على أتباعهم، والباقي يحفظ باسمهم في مصارف سويسرا؟

إن حبل الكذب قصير، والشعوب لا تحتاج إلى أجهزة كشف الكذب، فالشواهد كثيرة، والأدلة واضحة وضوح الشمس، حينها تثور الشعوب على حكامها ويقلبون الطاولات على رؤوسهم.

مهدي خليل


حكاية عائلة مع روعة التلاحم الأسري

ما أروع أن تراه عيناك عندما تلقي النظر على مجموعة كبيرة من المواطنين مجتمعين في مخيم كبير وعدد المتواجدين في تزايد مستمر لا تستطيع أن تتخيله عيناك، وتكتشف أنهم من عائلة واحدة كبيرة بحرينية معروفة ومخلصة، صلة الرحم لم تنقطع، متواصلين مع بعض في أفراحهم وأحزانهم بل هناك محبة كبيرة فيما بينهم، وتعمل بالحفاظ على التراث البحريني القديم، قلوبهم مفتوحة، مجتمعين تحت سقف واحد في خيمة كبيرة في البراري تتسع لهم جميعاً، أنشطة ترفيهية، عبادات وذكر القرآن الكريم وأحاديث دينية بصورة مستمرة، وإلقاء الشعر البحريني الأصيل الذي أصبح شبه منقرض في هذه الأيام، ولكن بفضل الله، وبفضل هذه العائلة الكريمة أصبح الجميع يستمتع وينصت إليه.

إنه فعلاً منظر جميل عندما ترى الأخ يحتفل مع أخيه وابن عمه وكثيراً من أفراد عائلته، إنها فعلا عادات وتقاليد أصيله أخذتنا إلى الزمن الجميل عندما كنا نتعايش في تلك المنازل المتقاربة والتي أبوابها مفتوحة طوال اليوم يدخلها ابن الجار المقابل ويلعب مع أطفالنا، وزياراتنا البسيطة المتواصلة وطبعا نحن منهم كنا نستمتع بذلك، أرجع إلى ما شاهدته في ذلك اليوم في منطقة الصخير والذي كنت ضيفاً عند عائلة الرويعي التي تمنيت أن أكون أحد أفرادها والتي لو فعلت باقي العائلات البحرينية الأخرى مثلها واتحدت لأصبحت البحرين في عز أكثر وأمان مستمر يعيشه المواطن.

صالح بن علي


أبونبيل في ذكراه السنوية

مر عام على فراقك يا أعز الناس وأخلص الناس ولا ندري كيف مرت الأيام بهذه السرعة، فلوعة فراقك متقدة وذكريات حياتك العامرة لا تفارق أهلك ومحبيك... لقد كنت ملء العين والقلب يا أبا نبيل، الكل يفتقد شهامتك وكرمك وأياديك البيضاء ويبدو أن الناس لا تشعر بنعم الله سبحانه وتعالى إلا عند افتقادها... فكم كنت كبيراً في أخوتك وأبويك وعلاقتك بالناس قريبهم وبعيدهم فالكل يستذكر ذكراك الطيبة وأياديك البيضاء وشهامتك وتضحياتك من أجل أهلك وأصدقائك.

أبونبيل...

يبدو أن الوقت سيطول يا شقيقي لكي تلتئم جراحي وجراح أبنائك مع التسليم بإرادة الله وقدره «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون» (التوبة: 51)، فيوماً بعد يوم تزداد خسارتنا بفقدك فداحة وجراحنا إيلاماً والله يكون في العون.

رحمك الله يا أبا نبيل وعوضنا يفقدك خيراً.

مجلسك لايزال عامراً يستقبل ضيوفك كما لو كنت محتلاً ركنك المفضل فيه وصورك بما تحمل من ذكريات ممطرة تحتل مكان الصدارة على جدرانه والجميع يصلي لأجلك ويدعو الله لك بالجنة والمغفرة. رحمك الله وألهمنا وأصدقاءك الصبر والسلوان. و «إنا لله وإنا إليه راجعون».

شقيقك المخلص لذكراك

حسن عيسى خزعل


اِلغُرْبَهْ

آفِزْ مِشْتاقْ لِلطارِشْ وَأهَلِّي

وُمِنْ دَمْعْ اِلْفَرَحْ يا عِيْنْ هِلِّي

في دارْ اِلعِزْ أَحْبابي وَأهَلْ لِي

تِهُوْنْ اِلغُرْبَهْ لي تَطْرِي عَلَيَّهْ

خليفة العيسى


حبي للوجه الجميل

يقيس حبي في غلاته صاحب الوجه الجميل

وحد صبري في هواه والقلب فاض اصطباره

ويسألني: عندي له مثل أو في الهوى ماله مثيل

وعن قراري دوم قربه والقلب واضح قراره

من بعد كل هالأدله شلي تحتاجه دليل

حق تصدق إن قلبي معاك ليله ونهاره

معاك قلبي في ربيعه وهو محتار وعليل

من يشوف إنهو قربك يزول همه وخساره

مستحيل أتخلى عنك: أتخلى عنك مستحيل

ويكفي حق تملك فؤادي: يكفي منك إشاره

لو أعبر عن غلاتك بدمعة من عيني تسيل

غرقت بحر المحبة وأشعلت فيه ناره

من يميل القلب عاشق ويه أميوله أميل

ودار كل الدنيا قلبي وما لقى غير داره

إن قتلني الحب مو أول ولا آخر قتيل

وإن تركني عشقت حبك ليسن أموت بمراره

سميح مهدي

العدد 4178 - الخميس 13 فبراير 2014م الموافق 13 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً