العدد 4178 - الخميس 13 فبراير 2014م الموافق 13 ربيع الثاني 1435هـ

المهندي: صرح الميثاق يُخلد أسماء 220 ألفاً صوتوا من أجل البحرين

اعتبرت أنه يمثل رؤية العاهل وقصة شعب

قالت المدير العام لصرح الميثاق الوطني خولة المهندي، في لقاء مع «الوسط» بمناسبة ذكرى التصويت على ميثاق العمل الوطني: «إن الصرح يُخلد أسماء 220 ألف بحريني ممن صوتوا على الميثاق في 14 فبراير/ شباط 2001».

وكان عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة قد أصدر في (13 ديسمبر/ كانون الأول 2012)، مرسوماً ملكياً رقم 86 لسنة 2012، بتعيين خولة خليل المهندي مديراً عاماً لصرح الميثاق الوطني، لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد.

واعتبرت المهندي أن صرح الميثاق «يمثل رؤية العاهل، وقضية شعب البحرين».

وفيما يأتي نص اللقاء مع المهندي:

ما هي فكرة إنشاء صرح الميثاق الوطني؟

- يمثل صرح الميثاق الوطني رؤية عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وقصة شعب البحرين، وهو إهداء لجميع من كان لهم دور في بناء ماضي البحرين وحاضرها، ويبرز صرح الميثاق شخصيتنا البحرينية المميزة والقيم التي توحدنا، حيث يحتوي على محطات رئيسية في تاريخ البحرين الحديث والمعاصر، والتي تساهم بشكل فعال في تعزيز قيم المواطنة والانتماء في نفوس الناشئة، ويعتبر الصرح رسالة إلى الأجيال الجديدة التي ستحمل شعلة العمل والفكر لبناء البحرين وتحقيق نمائها في الحاضر والغد، كما يعبّر عن فخر واعتزاز شعب البحرين بتراثه العريق، وانتمائه العربي الإسلامي الخليجي الأصيل، وإنجازاته الرائدة.

وبخصوص الفكرة والتاريخ، فإن صرح الميثاق الوطني يسجل احتفالاً خالداً بالميثاق، وجاءت فكرته من التوجيهات السامية لجلالة الملك، ويعد صرح الميثاق الوطني من أكبر الصروح الثقافية في المنطقة نوعاً ومحتوىً ثقافياً. ويحسب للبحرين السبق في فكرته ومحتواه الثقافي والتوعوي التعليمي العالي، وقيمه العربية والإسلامية الواضحة، وتفرده برسائل إنسانية سامية موجهة إلى الزوار من جميع الأعمار؛ ولاسيما الأطفال أمل المستقبل وامتداد الحاضر.

وأوكل جلالة الملك إلى وزير شئون البلديات والزراعة حينها جواد سالم العريض (نائب رئيس الوزراء حالياً)؛ مهمة الإشراف على تصميم وتنفيذ هذا الصرح، وشُكلت لجان وطنية واستعين بأفضل الخبرات العالمية لإنجاز هذه المهمة.

بدأ التصميم ومن ثم إنشاء مبنى الصرح منذ العام 2002، حيث تم تكليف مكتب يوسف داود الصائغ ومشاركوه مهندسون استشاريون لإعداد التصاميم وتنفيذ بناء الصرح، واستغرق التخطيط والإعداد والتصميم والتنفيذ والمراجعة والمتابعة والانتهاء من المحتوى الثقافي التعليمي للصرح أكثر من 4 سنوات، استُثمرت فيها خلاصات الخبرات البحرينية، وأحدث التقنيات العالمية، تحت إدارة وإشراف خولة المهندي؛ مديرة محتوى الصرح حينئذ، والمدير العام للصرح حالياً، لتُصنع من كل تلك الخبرات والفكر والثقافة والتقنيات برامج محفزة للوحدة الوطنية والتفكير الإيجابي تجاه العمل والبناء والتشييد.

يركز الصرح على قيم الوحدة، التنوع، احترام الآخر، العطاء، المثابرة، الإصرار، التفاني، التعاون، التسامح، وتحمل المسئولية. ويطلق العنان للإبداع على أسس من الاعتزاز والثقة والانفتاح والرؤية والإقدام.

ولعل أبرز ما يحتويه الصرح الذي أُنشئ تخليداً لذكرى الميثاق الوطني، هو أسماء جميع المواطنين الذين صوتوا على الميثاق في 2001، بنسبة بلغت 98.4 في المئة، حيث يستطيع الزوار مشاهدة تلك الأسماء منحوتةً على جدران الصرح بحسب الترتيب الألفبائي، كما يضم عدداً من قاعات العرض الرئيسة؛ التي تبرز مظاهر التراث الحضاري التي تزخر بها البحرين، وهي: قاعة البحرين لؤلؤة الخليج، بوابة العالم، الإسلام والتسامح، كنوز البحر، وهج الصناعة، جسر النور، تحقيق الرخاء، العمل معاً، بحرين اليوم، صون النعمة. إلى جانب قاعات المحاضرات ومركز التعليم العائلي، الشعلة الخالدة واللوحات البرونزية (ساحة الفداء)، البرج الليزري والساعة الشمسية، النافورة البرونزية، الحدائق، المدرج الرئيسي.

وفيما يخص الهدف من الصرح، فقد أراد جلالة الملك أن يبنى هذا الصرح لكل من ساهم بالفكر والعمل في بناء الوطن، ماضياً وحاضراً، وإلى جيل المستقبل الذي سيواصل رفع العلم ويساهم في نماء الوطن، لتكون وثيقة التأييد التي سجلت المواقف الوطنية لجميع المواطنين والمؤسسات الأهلية والشبابية والثقافية والاجتماعية والعمالية والنسائية الذين عاهدوا القيادة على الوقوف خلفها دفاعاً عن الحق، وصوناً لمكتسبات الوطن، والذود عن ترابه الغالي.

ماهي أهم معالم صرح الميثاق الوطني؟

- فيما يخص الفلسفة التصميمية للمشروع، فقد انطلق تصميم المشروع من أهدافه الرئيسية عبر إبراز أسماء جميع المواطنين الذين شاركوا في حدث من أعظم الأحداث الديمقراطية في البحرين؛ وهو صياغة وتبني ميثاق العمل الوطني.

صرح البحرين الوطني هو أكبر صرح يخلد أسماء أشخاص في العالم بأسره، فلا يوجد حتى الآن معلم ثقافي وطني واحد في أي مكان من العالم يحوي أكثرمن 220 ألف اسم منحوت؛ ليُخلد بذلك اسم كل بحريني كان له الحق في الإدلاء بصوته بشأن الميثاق الوطني، ستظل الأسماء محفورة على جدران الصرح، وسيأتي الشباب عبر السنوات ليبحثوا عن أسماء آبائهم وأجدادهم ممن شاركوا في هذه المرحلة الديمقراطية المميزة من تاريخ البحرين.

وتم إعداد التصاميم بمراحلها المتعددة بعد دراسة مستفيضة لمكونات وفلسفة المشروع؛ باستعمال مفردات هندسية ذات حركة مستمرة وأبعاد لا نهائية، ما يجعل المبنى معلماً معمارياً وحضارياً بكل المقاييس.

أما بالنسبة إلى مكونات المشروع، فقد صُمم مبنى الصرح الرئيسي بشكل شبه دائري بمستويين يلتقيان عند صالة المدخل الرئيسي؛ حيث ينطلق المنحنى الأول إلى الأعلى وبنسبة انحدارية نحو 6 في المئة، ليتشكل الفضاء الرئيسي للمعرض، وبمساحة قدرها 2200 متر مربع ليصل إلى ارتفاع 7.20 أمتار فوق مستوى المدخل الرئيسي، ثم يعاود الانحدار بالاتجاه نفسه حتى يصل إلى صالة المدخل الرئيسي، حيث تكتمل الرحلة خلال فضاءات قاعات العرض الرئيسية.

أما المنحنى الداخلي فيشكل الفضاءات المختلفة للمعلم الحضاري، ويشتمل على مكاتب الإدارة، وقاعة المحاضرات التي تتسع لـ 200 شخص، ومركز التعليم العائلي، والمكتبة الإلكترونية، ويمتد إلى الناحية الشمالية ليشمل كافتيريا، صالة عرض فنية، محلاً لبيع الهدايا التذكارية، وباقي الخدمات.

كذلك يحيط مبنى الصرح مدرج دائري مكشوف للاحتفالات الوطنية بسعة 2000 شخص، يطل على بركة ماء يتوسطها مسرح، وساعة شمسية بارتفاع 65 متراً، أما الجدران الخارجية فهي تمتد حول المبنى الدائري بشكل شعاعي وأطوال مختلفة؛ لتُكون تنظيماً حديثاً فريداً من نوعه.

والمبنى بكامله مكسو بالحجر الطبيعي؛ حيث حُفرت عليه وعلى الجدران الشعاعية أسماء المواطنين من الذين كان لهم الحق في التصويت على الميثاق. أما سقف المبنى فقد استعملت فيه الرقائق النحاسية حيث تكتسب اللون الأخضر المزرق بعد تأكسدها، لتشكل مظهراً متكاملاً ومتوازناً مع الطبيعة المحيطة، وتعطي شكل المبنى المميز في أوقات النهار أو الليل على حد سواء.

وبالنسبة للمحتوى الثقافي للصرح الوطني، فإنه يحتوي في قاعات عرضه الرئيسية على مناطق كل منها له عنوان؛ تأتي تحته الأفلام الوثائقية والشاشات التفاعلية، والصور والمقتنيات والشروح المختصرة والتفصيلية، وألعاب الأطفال والتحديات والوثائق التاريخية، بالإضافة إلى أصوات بحرينية من كل قرية ومدينة تتحدث عن ماضي وحاضر ومستقبل البحرين، ليُختتم بمشروع النخلة الذهبية الذي طبقته جميع مدارس البحرين في تعبير رائع عن أحلام أطفالنا، وتطلعاتهم إلى مستقبل البحرين المشرق.

ما هي البرامج التي يشرف عليها الصرح لتحقيق أهدافه؟

- بدأ الصرح في العام الماضي بتنظيم ندوات الصرح التنويرية التي تهدف للوصول إلى مقاربات لمعانٍ وقيم وطنية وحضارية مهمة تهدف إلى تحقيق رسالة الصرح، وكانت ندوتها الأولى حول «رؤية ملك وقصة شعب... رسالة وقيم صرح الميثاق الوطني»، تاريخ الصرح، والجهود الوطنية المبذولة لإنجاز الصرح الوطني ليكون على ما هو عليه اليوم.

ويتم خلال الندوات عرض فيلم وطني من أفلام صرح الميثاق الوطني، ساهم في فكرته وشخوصه وصياغته خبرات بحرينية مميزة، ويتم التعليق عليه، ومن ثم القيام بجولة في المعرض الرئيسي لصرح الميثاق الوطني مع المدير العام للصرح؛ للتعرف عليه وعلى ما يكمن للخبراء والأساتذة تقديمه من خلال ذلك.

واستقبل الصرح شخصيات عربية وعالمية معنية بالثقافة والنهضة الفكرية والتعليم في أوطاننا ومنها ضيوف البحرين، أعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة (الألكسو) وهم: المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) عبدالله محارب، وممثلو كل من الأمانة العامة لجامعة الدول العربي ومنظمة الألكسو، بالإضافة إلى أعضاء المجلس التنفيذي للألكسو. وأشادوا من خلال ما اطلعوا عليه إلى دور الصرح التنويري كونه أحد أبرز المنابر الوطنية الساعية إلى ترسيخ الهوية العربية الإسلامية القادرة على التواصل مع العالم؛ من خلال نتاجها الإنساني والحضاري.

لكننا نطمح إلى المزيد من البرامج التنويرية الوطنية التي تحقق أهداف الصرح الوطني العظيم وتدعم مخططات تطويره وتحقق حلم جلالة الملك (حلمت بوطن يحتضن جميع أبنائه) وتدعم مشروعه الإصلاحي ليصل إلى العقول والقلوب والأرواح وتترجمه المنجزات العظيمة لأجل خيرالوطن وتطوره ونمائه ورفعته.

ما الذي يمثله صرح الميثاق الوطني؟

- من المهم تذكر أن هذا الصرح الوطني العظيم أشرف عليه وساهم في جميع مراحله وتفاصيله خبرات بحرينية عديدة بطول البحرين وعرضها من مفكرين وعلماء وحرفيين وكتاب ومؤرخين وفنانين ومبدعين ومعلمين نساء ورجالاً، حرصوا على أن يكونوا جزءاً من هذا المشروع الوطني لأنهم وجدوا فيه تحقيقاً لحلم طالما راودهم وهو أن يكون للبحرينيين صرح يروي قصتهم في حب الوطن وبنائه ورفعته من أقدم العصور وبكل ما يملكون من قدرات، ويؤكد على هويتهم الاصيلة ويذكر الأجيال القادمة بما هو أساسي ومهم.

صرح الميثاق الوطني فرصة عظيمة لنا جميعاً لنتذكر ما يجمعنا ويوحدنا ونستحضر قيمنا الأصيلة منطلقين من هويتنا وانتمائنا لهذا الوطن العظيم. يمثل الصرح «رؤية ملك وقصة شعب»... رؤية لوطن واحد يحتضن جميع أبنائه. وقصص أولئك الأبناء بتنوعهم الثري وامتدادهم التاريخي الضارب في عمق الوطن، قصص حب وعطاء وانتماء وقيم أصيلة. إحدى تلك القصص تدور حول ارتباط مزارع بحريني بالأرض والنخل وحول عذاري المتغلغلة في أعماق الذاكرة الوطنية، وقصة لعالم سجل نجاحات على مستويات عالمية وقصة لامرأة بحرينية لم تتم تعليمها المدرسي لكنها استثمرت في تراث الحياكة والتطريز، مستفيدة مما تتيحه الدولة من فرص للتطوير، لتعيل أسرتها وتسير في خط متميز للمرأة البحرينية العاملة، وعن قصة طفل يرى أن العطاء يجب أن يكون متبادلاً بين الوطن وأبنائه، فمثلما يعطي الوطن فإن الأبناء يعطونه الرفعة والتقدم بجهدهم وتفانيهم. قصص تروي معاني الانفتاح واحترام الآخر وسط تسامح ديني ورقي إنساني، وتدور في أفلاك العمل الدؤوب على استثمار الفرص المتاحة للارتقاء والنماء مع الحرص على صون النعمة والأمانة التي لابد أن تُنقل من الأجداد إلى الأحفاد. إحدى القصص حول العلم الذي شارك في صنعه جميع أبناء الوطن والذي نُسج من خيوط صحراء البحرين، وبحرها ومزارعها وبسواعد نسائها ورجالها، شيوخها وأطفالها، عمالها وعلمائها، مفكريها ورياضييها، موظفيها ومتطوعيها من كل جزء من أجزاء البحرين. كما تتخلل الصرح قصص من أيام الغوص تروى بعض القصص الوطنية للشعب المثابر في بناء الوطن وتحقيق أحلامه، من خلال وثائق تاريخية بحرينية تعود إلى أوائل القرن الماضي، وتشهد للبحرينيين حرصهم على الإسهام في بناء الوطن متعاونين وباذلين ما يملكونه لأجل المصلحة العامة. كذلك تروى القصص من خلال أفلام فيديو توثق نقاطاً مهمة في تاريخ الوطن؛ مثل افتتاح أول مدرسة للبنات في البحرين، وافتتاح مشروع صيانة وإصلاح السفن (أسري)، وكيفية تنظيم حركة المرور في أوائل القرن الماضي. كما تروى قصصاً مؤثرة من خلال أفلام «البحرين بين الماضي والحاضر» التي ترينا البحرين عبر السنوات، وما حققته من تقدم وإنجازات حضارية في قطاعات مهمة كالصحة والتعليم والاتصالات. وأيضاً تروى قصص التلاحم الوطني والعمل معاً قيادةً وشعباً من خلال مقتنيات وصور قديمة وحديثة، وأعراف تميزت بها التعاملات الاجتماعية والتجارية في البحرين عبر العصور.

خولة المهندي
خولة المهندي
أحد جدران الصرح التي تضم أسماء المصوتين على ميثاق العمل الوطني
أحد جدران الصرح التي تضم أسماء المصوتين على ميثاق العمل الوطني
الصرح يوثق للمهن القديمة التي امتهنها أهل البحرين - تصوير محمد المخرق
الصرح يوثق للمهن القديمة التي امتهنها أهل البحرين - تصوير محمد المخرق

العدد 4178 - الخميس 13 فبراير 2014م الموافق 13 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 1:27 م

      نعم .. نحن بحاجة لتذكر مايجمعنا ويوحدنا لاجل وطن عظيم ولاجل مستقبل ابنائنا

    • زائر 5 | 3:17 ص

      نعم للميثاق ولا للعابثين به

      كلنا صوتنا للميثاق لكن التغير على عليه شكل الأزمة السياسية بالشراره الأولى حيث أن بعد التصويت عليه ...........

    • زائر 7 زائر 5 | 5:33 ص

      الحكومة ...

      نعم للميثاق بما هو وهو ينص صراحة ان الشعب هو مصدر السلطات ولكن الواقع ان السلطة لم تعطي الشعب حقه

    • زائر 1 | 12:04 ص

      نعم .. نتذكر مايجمعنا

      صباح الخير يا بحرين يا أغلى وطن .. كم نحن بحاجة إلى تذكر مايجمعنا لا مايفرقنا .. كم يحتاج منا هذا الوطن العظيم أن نقف جميعا صفا واحدا بكل حب واحترام للآخر وتسامح لأجل خيره ورفعته ونمائه وأمنه وسلامته وصون مستقبل أبناىه

اقرأ ايضاً