تنظم بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا غداً الخميس (13 فبراير / شباط 2014) جولة مباحثات سلام بين الحكومة السودانية ومتمردين يقاتلونها في منطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق لانهاء حرب اثرت على حياة مليون سوداني.
وعشية انطلاق المباحثات قتل خمسة اشخاص في انفجار لغم ارضي بمنطقة "قدير" بجنوب كردفان
وتاتي جولة المباحثات بعد اسبوعين من نداء اطلقه الرئيس السوداني عمر البشير لتحقيق "نهضة" سياسية واقتصادية السلام على رأس اولوياتها في بلد مزقته الحرب ويعاني الفقر.
ويقول دبلوماسيون بان مباحثات اديس ابابا اشارة اعتراف من داخل نظام الرئيس البشير الذي عمر خمسة وعشرين عاما بان مساره الحالي غير قابل للاستمرار.
ويمكن ان تكون المحادثات تكون بداية لحوار وطني تشارك فيه الاحزاب السياسية والجماعات المسلحة لمعالجة الاستياء في المناطق النائية ورفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على النظام المتعطشة خزينته للعملات الصعبة منذ انفصال الجنوب في عام 2011 .
وقال دبلوماسي افريقي "لدي شعور باننا على وشك شئ ما" واضاف "لكن السؤال الخطير الي اي مدى عمق ستذهب".
وقال الاتحاد الافريقي انه دعا الحكومة السودانية والحركة الشعبية (شمال) لمباحثات في اديس ابابا. واكد الاتحاد في بيان صحافي "كلا الطرفين تلقى الدعوة ووافق على الحضور" وانه يتطلع الي تسوية سريعة للنزاعات في جنوب كردفان والنيل الازرق.
ويقاتل مسلحو الحركة الشعبية الذين ينتمي اغلبهم الي اثنيات افريقية الحكومة السودانية في جنوب كردفان والنيل الازرق منذ عام 2011 .
وانهارت جولة مباحثات بين الطرفين عقدت في نيسان/ابريل 2013.
وقبل انطلاق المباحثات نقلت الاذاعة السودانية (راديو ام درمان )ان خمسة اشخاص قتلوا وجرح ثلاثة عشر اخرين جراء انفجار لغم ارضي في جنوب كردفان. وليس هناك تقارير عن عدد القتلى من جراء القتال الدائر في جنوب كردفان والنيل الازرق ,بيد ان الامم المتحدة تقدر عدد الذين فروا من منازلهم وتاثروا بالقتال الذي يجري منذ عام 2011 بحوالي 1,2 مليون شخص .
وراى الكاتب محجوب محمد صالح في مقالة بيومية "سيتزن" التي تصدر باللغة الانكليزية ان "مباحثات الخميس تعقد في اجواء مختلفة الان، الحكومة قبلت الحاجة لحل شامل لازمة السودان الاقتصادية والسياسية".
وقال دبلوماسي غربي طلب عدم الكشف عن هويته "بالتاكيد هناك اشخاص داخل النظام يريدون اصلاحات ,هم لا يقولون ذلك ايثارا ولكنهم لا يريدون المضي في طريق نموذج سوريا ودول الربيع العربي الاخرى". واضاف "القتال في جنوب كردفان والنيل الازرق يمتص كثيرا من الموارد في ظل اقتصاد بائس والسودان ديونه اكثر من اربعين مليار دولار وعليه عقوبات اقتصادية امريكية".
وتابع "وزادت الحرب التي اندلعت في دولة جنوب السودان قبل شهرين من تدهور اقتصاد الخرطوم. حيث انخفضت رسوم نقل نفط جنوب السودان عبر الانابيب السودانية بحوالي 20% وبعض حقول جنوب السودان توقفت عن الانتاج".
واعتبر جونا ليف من منظمة "اسمول ارم" وهو مشروع بحثي مقره سويسرا، ان "مباحثات اديس ابابا تعكس تحولا سياسيا من قبل حزب المؤتمر الوطني" الحزب الحاكم.
والحرب في جنوب كردفان والنيل الازرق وقبلهما الحرب في اقليم دارفور غرب البلاد، تغذيها دعاوي اهمال سياسي واقتصادي من قبل النظام للمجموعات غير العربية.
وتدور في اقليم دارفور الواقع غرب البلاد حرب منذ احد عشر عاما بسببها اصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
وشكل متمردو دارفور ومسلحو جنوب كردفان والنيل الازرق تحالفا باسم "الجبهة الثورية السودانية" تهمين نظام الرئيس البشير الذي وصل الي الحكم بانقلاب عسكري في عام 1989 بتهميشهم سياسيا واقتصاديا.
ويقول متمردون ومحللون بان الصراعات يجب معالجتها في اطار وطني شامل وليس بشكل منفرد كما تفعل الحكومة.
وفي خطاب النهضة جدد البشير الدعوة الي حوار سياسي شامل يشترك فيه الجميع حتى المتمردين.
ولاحظ دبلوماسيون غربيون ان "هناك شئ جديد الاعتراف بالتنوع العرقي بالبلاد ".
وقال دبلوماسي غربي "نحن في انتظار خارطة الطريق وكيف ستنفذ" مضيفا "لكن حتى هذه اللحظة تظل مجرد كلمات".