اوقف الجيش اللبناني الاربعاء ( 12 فبراير / شباط 2014 ) قياديا في "كتائب عبدالله عزام" التي سبق لها ان تبنت تفجيرا استهدف السفارة الايرانية في بيروت في تشرين الثاني/نوفمبر، وفكك بعد وقت قصير على توقيفه، سيارتين مفخختين احداهما في العاصمة والثانية في شرق البلاد.
وجاء في بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني-مديرية التوجيه "أوقفت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني صباح اليوم المدعو نعيم عباس فلسطيني الجنسية في منطقة المزرعة في بيروت، وهو ينتمي إلى كتائب عبد الله عزام".
واضاف البيان "كان الجيش يرصد عباس منذ مدة بعد ورود معلومات عن دوره في إعداد سيارات مفخخة وتفجيرها، وقد تمّت ملاحقته منذ خروجه من مخيم عين الحلوة (للاجئين الفلسطينيين)، في عملية مراقبة دقيقة أسفرت عن مداهمته والقبض عليه".
وكان الجيش قال في وقت سابق ان عباس، واسمه الحقيقي بحسب الوكالة الوطنية للاعلام، نعيم اسماعيل محمود، قيادي في كتائب عبدالله عزام.
وبعد وقت قصير على توقيف نعيم عباس، فكك الجيش سيارتين مفخختين احداهما في غرب بيروت، والثانية في منطقة قريبة من الحدود السورية.
وقال بيان الجيش "فور بدء عملية التحقيق مع عباس، سارع إلى الاعتراف بإعداده سيارة مفخخة لتفجيرها لاحقاً، وهي موجودة في محلة كورنيش المزرعة - بيروت، فتمت مداهمتها وتفكيك العبوة التي وجدت بداخلها، وزنتها حوالى 100 كيلوغرام من المواد المتفجرة والأحزمة الناسفة، بالإضافة إلى عدد من القذائف".
واضاف البيان ان قوى الجيش "ضبطت سيارة ثانية نوع كيا لون رصاصي، كانت تتجه من يبرود في سوريا إلى داخل الأراضي اللبنانية ثم بيروت، وبداخلها ثلاث نساء، على أن يسلمن السيارة المذكورة لأشخاص انتحاريين. وقد لوحقت السيارة وتم توقيفها عند حاجز اللبوة (في البقاع) مع النساء الثلاث".
وذكر مصور لوكالة فرانس برس قصد كورنيش المزرعة في غرب بيروت ان السيارة الاولى كانت متوقفة في مرآب، وكانت مركونة بين ست سيارات اخرى في صف واحد، وان المرآب المسيج باسلاك حديدية كان يضم سيارات اخرى. وشاهد المصور عناصر من مخابرات الجيش يحطمون زجاج سيارة الجيب من الخلف، ودخل احدهم اليها، وبداوا العمل على تفكيكها.
وتشاهد في الصور الى جانب عناصر الجيش عدة علب كرتونية.
اما بالنسبة الى السيارة الثانية، فقد اوضح مصدر امني محلي ان الفتيات الثلاث اللواتي كن فيها، من بلدة عرسال ذات الغالبية السنية والحدودية مع منطقة القلمون السورية.
وقال بيان الجيش ان نعيم عباس "اعترف كذلك بوجود مخابئ لسيارات مفخخة تجري مداهمتها، كما أدلى باعترافات تثبت صلته بتفجيرات وقعت أخيراً".
وكان الجيش اعلن في 30 كانون الثاني/يناير ان نعيم عباس هو احد ثلاثة مطلوبين يشاركون في نقل سيارات مفخخة من سوريا الى لبنان.
وادعى القضاء اللبناني في الخامس من شباط/فبراير على الشيخ عمر إبراهيم الأطرش الموقوف الذي اعترف لدى التحقيق معه بانه اقدم على نقل انتحاريين وسيارات مفخخة من سوريا الى لبنان، وانه على علاقة بمطلوبين ينتمون الى تنظيمات جهادية بينهم نعيم عباس.
وشهد لبنان منذ تموز/يوليو الماضي عشرة تفجيرات، نفذ سبعة انتحاريين ستة منها وتبنت معظمها مجموعات جهادية هي "جبهة النصرة في لبنان" و"كتائب عبد الله عزام" و"الدولة الاسلامية في العراق والشام"، معلنة انها رد على قتال حزب الله اللبناني الى جانب قوات نظام الرئيس السوري بشار الاسد داخل سوريا.
وابرز هذه التفجيرات العمليتان الانتحاريتان اللتان استهدفتا في اليوم نفسه في 19 تشرين الثاني/نوفمبر السفارة الايرانية واوقعتا 25 قتيلا وتبنتهما "كتائب عبدالله عزام".
واوقف الجيش اللبناني في نهاية كانون الاول/ديسمبر المواطن السعودي ماجد الماجد، زعيم مجموعة "كتائب عبد الله عزام" الذي ما لبث ان توفي في المستشفى العسكري نتيجة مضاعفات مرض كان يعاني منه.
كما اوقف الجيش في وقت لاحق قياديا آخر في المجموعة يدعى جمال الدفتردار.
و"كتائب عبد الله عزام" مدرجة على لائحة وزارة الخارجية الاميركية للمنظمات الارهابية.
وينقسم لبنان بين مؤيدين للنظام السوري ومتحمسين للمعارضة السورية. وترك النزاع المستمر في سوريا منذ حوالى ثلاث سنوات تداعيات على لبنان تمثلت بازمة سياسية وتوترات امنية متنقلة بين المناطق.