أكد محافظ العاصمة الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة أن المنامة تضع اليوم أولى بصماتها على خارطة ريادة الأعمال والاستثمار، ومسألة اختيارها جاء نتيجة لما تتمتع به مملكة البحرين من سمعة مرموقة سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي ،نظير اتخاذ الحكومة العديد من المبادرات لدعم رواد الأعمال في سوق العمل حيث تم استحداث جملة من السياسات والأنظمة والاستراتيجيات بما يصب في مصلحة تمكين الرواد في النشاط الاقتصادي ككل.
جاء ذلك خلال كلمه القاها في حفل اختيار "المنامة.. كأول عاصمة لرواد الأعمال والإبداع العرب للعام 2014م"، وذلك بالتعاون مع المركز العربي الدولي لريادة الأعمال و الاستثمار التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) وبالتعاون مع منتدى الفكر العربي و مركز الأمم المتحدة للإعلام، واتحاد الغرف التجارية والصناعية والزراعية العربية.
وقال في بدء كلمته "ان في تعريفنا لمفهوم ريادة الأعمال، هو شخص أو مجموعة من الأشخاص يؤسسون شركة أو مؤسسة جديدة ليست لها علاقة مع شركة او مؤسسة اخرى ، فرائد الأعمال هو صاحب فكرة وحلم يقوم بتحويلها الى مشروع يتحقق على أرض الواقع بفضل جهده ومثابرته، بدءا من تأسيسه للمشروع وصولاً حتى نموه وتحقيقه للأهداف المنشودة في نهاية المطاف، مما يسهم بتحقيق منافع ليس فقط على صعيده الشخصي وانما على صعيد المجتمع بأسره".
واضاف "الجميع يدرك ان المنامة نسجت هويتها وذاتها منذ العصور القديمة، فلم تشكل المساحة الجغرافية الصغيرة حجر عثرة امام طريقها نحو تحقيق انجازات حضارية عظيمة، وصروح شامخة في شتى الميادين اتسمت بالشمولية والتكامل في جوانبها التنموية والبشرية".
واستطرد "ففي الجانب الاقتصادي، استطاعت مملكة البحرين التي تعتبر قبلة استثمارية واقتصادية ومركزاً مالياً عالمياً خلال الإحدى عشرة سنة الاخيرة " في احتواء نحو 406 مؤسسات مالية و77,811 ألف بين مؤسسة وشركة، مما ساهم في توفير بيئة صديقة للأعمال وشجع كثيراً من الشركات العالمية على اتخاذ البحرين مقرا لمزاولة أنشطتها وبوابة لدخول السوق الخليجية".
واوضح أن ريادة الأعمال تعتبر شريان الحياة في أي اقتصاد، وما الجهود الحثيثة التي اتخذتها مملكة البحرين في تحقيق ذلك إلا تماشياً مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030 التي سعت إلى تقوية منظومة ريادة الأعمال، وبحسب تقرير أصدرته شركة KPMG فخرو لعام 2014 تشير الإحصائيات الواردة فيه بان نسبة مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد تبلغ 28% من إجمالي الناتج المحلي لمملكة البحرين، محركاً ذلك النمو الاقتصادي من خلال خلق فرص عمل جديدة وتقليص نسبة البطالة، ومحفزاً النشاط الاستثماري للاقتصاد الوطني.
واستشهد خلال كلمته بجملة من المبادرات والمشاريع التي أطلقتها حكومة مملكة البحرين في سعيها نحو تشجيع وتنمية انشطة ريادة الاعمال اهمها: صندوق العمل "تمكين" التي تأتي في مقدمة هذه المشاريع لدورها في توفير فرصة سانحة أمام رواد الاعمال البحرينيين الواعدين لأطلاق ابداعاتهم التجارية، بالإضافة الى ذلك سعي وزارة التنمية الاجتماعية الدؤوب في تمكين المرأة اقتصاديا والأسر المنتجة، ووضع غرفة تجارة وصناعة البحرين نفسها موضع المسؤولية ازاء عملية النهوض بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وخاصة الصناعية منها بهدف بلورة أفكارهم وآرائهم لتطوير مسارات العمل الصناعي، وفي الوقت نفسه اطلقت وزارة الصناعة والتجارة ما يقرب من 80 برنامج مستهدفة بذلك المؤسسات الصغيرة والمتوسطة .
وأضاف قائلا " يساهم بنك البحرين للتنمية من خلال إنشائه لمركز البحرين لتنمية الصناعات الناشئة (الحاضنات الصناعية) بالتعاون مع منظمة الامم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) والذي يعد المشروع الأول من نوعه في المنطقة لدفع عجلة الاقتصاد، ولا يفوتنا ذكر مشروع مركز تنمية قدرات المرأة البحرينية كمبادرة لخلق فرص عمل مناسبة للمرأة التي ترغب في تأسيس مشروع خاص بها أو تحويل اعمالها الى مشاريع صغيرة ومتوسطة، بالإضافة الى العديد من المبادرات والمشاريع التي تنفذ ذات الغرض مثل: بنك الابداع، بنك الاسرة".
واشار في هذا الشأن وضمن سعي محافظة العاصمة لتشجيع قطاع ريادة الأعمال اعلان عن سعي محافظة العاصمة قريباً، لاطلاق مشروع "العاصمة الخضراء" وذلك من خلال وضع خطة استراتيجية خاصة بتحقيق مشاريع ومبادرات صديقة للبيئة تحقق المنفعة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة عبر وضع برامج بالتعاون مع الجهات الداعمة، بهدف تشجيع المشاريع الصديقة للبيئة وتعزيز مفاهيم السياسات الخضراء بين أهالي العاصمة.
وفي الختام، قدم المحافظ خالص التهنئة والتبريكات إلى عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ، بحلول ذكرى تأسيس ميثاق العمل الوطني، مؤكداً انها مرحلة ترفد درب الانجازات والتحديث الشامل ودعامة اساسية لكل مشاريع التطور والنهضة في مملكتنا الغالية مما اسهم ذلك في اختيار المنامة كأول عاصمة لرواد الأعمال والابداع العرب 2014م، كما قدم وافر شكره وتقديره الى جميع المؤسسات والمنظمات والجهات الحاضرة اليوم والتي ساهمت بشكل فاعل في الإعلان عن هذا اللقب الجدير بالاهتمام لدى مملكة البحرين حكومةً وشعباً.
