العدد 4176 - الثلثاء 11 فبراير 2014م الموافق 11 ربيع الثاني 1435هـ

الشيخة مريم: الالتزام بالأطر الرئيسية التي تراعيها الجهات المعنية عند تطبيق «السيداو»

البحرين تستعرض تقريرها الثالث بشأن الاتفاقية بجنيف

الوفد البحريني خلال مناقشة تقرير المملكة الثالث بشأن اتفاقية «السيداو» في جنيف
الوفد البحريني خلال مناقشة تقرير المملكة الثالث بشأن اتفاقية «السيداو» في جنيف

أكدت نائبة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة الشيخة مريم بنت حسن آل خليفة حرص البحرين على الالتزام بالأطر الرئيسية التي تراعيها الجهات المعنية عند تطبيق اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة (السيداو)، والمتمثلة في سيادة القانون وشفافية العمل الديمقراطي، والتنمية المرتكزة على احترام العدالة وحقوق الإنسان والحوار المجتمعي، وإيلاء الأهمية الواجبة لدور المجتمع المدني، والمنهجية العلمية في تقييم ما تحقق من إنجازات وضمان عملية التطوير والتقدم في مجال التمكين للمرأة، والتفاعل والتعاون مع الآليات الإقليمية والدولية في الارتقاء بأوضاع المرأة وترسيخ التعريف المستمر باتفاقية «السيداو».

جاء ذلك في كلمة ألقتها نائبة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة رئيسة وفد مملكة البحرين الشيخة مريم بنت حسن آل خليفة خلال مناقشات تقرير البحرين الثالث بشأن اتفاقية «السيداو» وذلك في مقر الأمم المتحدة بجنيف برئاسة نائبة رئيسة اللجنة التي تناقش التقرير الرسمي لمملكة البحرين بشأن اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة (السيداو) فيوليتا نوبوير.

وأوضحت الشيخة مريم بنت حسن آل خليفة أن المرأة شريك فعال في التنمية بمختلف أبعادها وتزايدت نسبة مشاركتها في سوق العمل والنشاط الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وتتواصل جهود تمكين المرأة اقتصادياً وسياسياً. مشيرة إلى المؤتمر الوطني الأول للمرأة البحرينية الذي انعقد في نوفمبر/ تشرين الثاني 2010، والنموذج الوطني لكيفية إدماج احتياجات المرأة في برنامج عمل الحكومة، والجهود الرامية إلى كفالة الميزانيات المستجيبة لاحتياجات المرأة والخطة الوطنية لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالمرأة.

وأشارت إلى عدد من القرارات التي صدرت مؤخراً من مجلس الوزراء والتي من شأنها تحقيق المساواة بين المرأة والرجل والمتمثلة في تعديل سياسة العلاوة الاجتماعية بمنحها بالفئة الثانية للموظفات المتزوجات أسوةً بالموظفين المتزوجين، وإقرار صيغة تُلزم وزارات ومؤسسات الدولة الرسمية بإنشاء لجان نوعية لمتابعة وتطوير أداء تلك الجهات على مستوى تحقيق أوجه تكافؤ الفرص وخصوصاً ما تعلق منها بانتهاج سياسات داعمة لمشاركة المرأة وتنفيذ برامج خاصة بتمكين المرأة.

وأكدت أن تمكين المرأة أخذ نصيبه من السلطة التشريعية واستقلال السلطات والتعاون فيما بينها وذلك من خلال موافقة الحكومة على إحالة مشروع قانون بشأن تعديل قانون الجنسية إلى السلطة التشريعية يتم السماح بمقتضاه على منح أبناء البحرينيات المتزوجات من أجانب الجنسية البحرينية ضمن شروط ومعايير محددة، وموافقة مجلس الشورى من حيث المبدأ على مشروع قانون بشأن العنف الأسري.

كما أكدت اعتزاز مملكة البحرين بجهودها وإنجازاتها في مجال تطبيق اتفاقية «السيداو» وما يرتبط بها في إعلان وبرنامج عمل بيجين وإعلان الألفية، مشيرة إلى جهود المجلس الأعلى للمرأة، بالتعاون مع كافة الجهات المعنية، في تمكين المرأة في مجالات متعددة الرسمية وغير الرسمية، سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، مع إعطائه أهمية كبيرة للتعريف باتفاقية «السيداو».

وتأكيداً لتلك المساعي التي تبذلها مملكة البحرين لتنفيذ ملاحظات لجنة «السيداو»، أشارت نائبة الرئيسة إلى قرار مجلس الوزراء بالموافقة على إعادة صياغة ورفع بعض تحفظات مملكة البحرين، بما لا يخالف أحكام الشريعة الإسلامية، على بعض بنود اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة بشأن انضمام مملكة البحرين إلى اتفاقية «السيداو»، وقرر اتخاذ الإجراءات الدستورية والقانونية لإحالة مشروع قانون بهذا الخصوص إلى السلطة التشريعية.

وقالت في ختام كلمتها، أنه «رغم الإنجازات التي تحققت على أرض الواقع والتي نعتز بها، فنحن ندرك أن هناك دائماً مجالات للتحسين وأن أي مجتمع لا يملك إلا أن يعمل دائماً على تطوير جهوده. فلا يزال أمامنا العديد من التحديات التي أشار إليها تقرير المملكة، ونحن نتعامل مع هذه التحديات بكل مسئولية وإصرار وسنعرض عند مناقشة تقرير المملكة لإنجازات تم تحقيقها وتحديات لا زالت أمامنا»، مؤكدةً الاستفادة من حوارنا البناء لتعظيم الإنجازات ولمجابهة أية تحديات.

وخلال جلسة المناقشة، أشاد أعضاء لجنة «السيداو» بالخطوات الجادة التي اتخذتها مملكة البحرين في سبيل دعم وتمكين المرأة، مؤكدين أن ما تضمنه التقرير من ردود على الملاحظات الختامية وتساؤلات اللجنة جميعها تنصب في تحقيق المساواة المنشودة بين المرأة والرجل، تنفيذاً لبنود اتفاقية «السيداو»، كما أشادت اللجنة بإيفاء مملكة البحرين بالتزاماتها الدولية في مواعيد تقديم التقارير المطلوبة منها، والتجاوب مع ملاحظات اللجنة.

ويضم الوفد الرسمي برئاسة نائبة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة الشيخة مريم بنت حسن آل خليفة ممثلين عن الجهات الرسمية والأهلية وهي: المجلس الأعلى للمرأة، مجلسي الشورى والنواب، وزارة الخارجية، هيئة التشريع والإفتاء القانوني، النيابة العامة، وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف، وزارة التنمية الاجتماعية، وزارة الصحة، الأمانة العامة للتظلمات، وزارة العمل، وزارة الداخلية، وزارة التربية والتعليم، وعدد من المحامين، وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني وبعثة مملكة البحرين في جنيف.

يُذكر أن مملكة البحرين انضمت إلى اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة (السيداو) في يونيو/ حزيران 2002 ودخلت حيز النفاذ في يوليو/ تموز 2002 والتزمت بتنفيذ التزاماتها بإحكام هذه الاتفاقية سواء على صعيد برامج التوعية بمواد هذه الاتفاقية، وإعداد التقارير الرسمية الدورية بشأن متابعة تنفيذ مواد الاتفاقية، وكذلك متابعة ملاحظات لجنة «السيداو» حول تلك التقارير فيما يتعلق برفع التمييز ضد المرأة في إطار تنفيذ بنود الاتفاقية.

وناقشت لجنة السيداو بالأمم المتحدة التقرير الرسمي الأول والتقرير التكميلي الثاني لمملكة البحرين بشأن اتفاقية «السيداو» بتاريخ 30 أكتوبر/ تشرين الأول 2008 بمقر الأمم المتحدة بجنيف، حيث تميّز التقرير باعتماده لمنهجية علمية مبنية على أساس ملاحظات اللجنة على التقارير الدولية الأخرى، وتناول الواقع الفعلي لمركز المرأة البحرينية في التشريعات والتدابير، منتهياً إلى بيان التحديات التي تواجه تنمية دور المرأة، واقتراح التدابير المناسبة لمواجهة تلك التحديات، كما التزم المجلس بتقديم التقرير الرسمي الثالث لتنفيذ اتفاقية «السيداو» في الوقت المحدد من شهر يوليو/ تموز 2010، وشارك في إعداد تلك التقارير فريق وطني يمثل مختلف الوزارات والمؤسسات الرسمية والأهلية في مملكة البحرين.

ويعكس التقرير الثالث حرص المملكة على الوفاء بالتزاماتها المنصوص عليها في اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وأن هذا الحرص على الوفاء بهذه الالتزامات يسانده القانون والإرادة السياسية والآليات والبرامج الوطنية الاجتماعية والاقتصادية ذات الصلة بتنفيذ هذه الاتفاقية. ولا شك أن الحوار البناء المستمر مع لجنة القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (السيداو) يشكل إطاراً مرجعياً مهماً للبناء على ما تحقق من إنجازات ومواصلة العمل على مواجهة أية تحديات.

وتتكون اتفاقية «السيداو» من مقدمة وستة أجزاء مقسمة إلى (30) مادة شاملة تغطي الميادين الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والقانونية، والإنسانية، لإقرارها المساواة بين المرأة والرجل والنهوض بالمرأة وكفالة حقوقها والقضاء على كل أشكال التمييز ضدها على أساس الجنس.

العدد 4176 - الثلثاء 11 فبراير 2014م الموافق 11 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً