لم يكن مفاجئاً خبر تعاقد وزارة الصحة مع خبراء بريطانيين لتقييم أداء مركز علاج مرض فقرد الدم المنجلي (السكلر) وطرق العلاج المتبعة، وهو أمرٌ لا يعدو أكثر من فقاعة إعلامية كحال كل الفقاعات التي دأبت على إطلاقها هرباً من مواجهة الواقع المزري للخدمات المقدمة للمواطنين، والتردي الفاقع الذي طال جميع الخدمات دون استثناء خلال السنوات الماضية.
لن نتحدث عن مهمة الخبراء ومعرفتهم خصوصاً بعد أن أورد خبر الوزارة أنهم عاينوا وباشروا عشرين حالة من السكلر الأفريقي، وهو النوع الأشد والأخطر من أنواع فقر الدم المنجلي، ولم يتبقّ سوى حالتين أو ثلاث. وقد يكون هذا الإنجاز بسبب وفاة الـ 17 حالة الأخرى، إذ لم يتطرق الخبر إلى مستقبل الحالات الأخرى.
الخبراء تم التعاقد معهم (بمعنى ضاعت فلوسك يا صابر)، لكننا سنحاول أن نركز على ما لا نريد أن يضيع هو الآخر، وهو مركز علاج السكلر، حيث سنورد عدة تساؤلات أرجو أن يضعها الوزير والمسئولون بالوزارة نصب أعينهم قبل البدء بالترويج للمركز كحل لجميع مشاكل مرضى السكلر.
المركز قدرته الاستيعابية لا تتجاوز تسعين مريضاً، ثلاثون منها للأطفال وستون للبالغين، في حين أن عدد المرضى المترددين حالياً على طوارئ السلمانية نتيجة الإصابة بالسكلر يتجاوز مئة وعشرين مريضاً، والسؤال المطروح: هل افتتاح المركز يهدف لاحتواء المرضى اليوم ومستقبلاً في حين أن الأرقام والمعطيات تثبت أنه غير مؤهل لحل المشكلة لا اليوم ولا مستقبلاً، نتيجة عدم القدرة على استقبال المترددين من المرضى اليوم.
القدرة الاستيعابية لطوارئ المركز هي عشرون مريضاً، في حين وصل عدد مرضى السكلر في يوم افتتاح المركز أربعين مريضاً لا يمكن استقبالهم. وبعيداً عن القدرة الاستيعابية للمركز لا يمكن افتتاح مركز للسكلر دون وجود طاقم وأطباء مختصين بأمراض الدم، يكونون مؤهلين ومتفرغين لعلاج مرضى السكلر ومتابعة حالاتهم المرضية باهتمام ورعاية كاملة. كما لا يمكن وليس من المقبول الاستعاضة عنهم بأطباء من تخصّص الباطنية في حين أن مريض السكلر بحاجة للمتابعة من قبل طبيب أمراض الدم.
هناك أسئلة أخرى بحاجة إلى إجابات قبل إطلاق الفقاعات الإعلامية لمشاريع الوزارة، وهي: لماذا تعثر الافتتاح للمركز 3 مرات وافتتح في يناير الماضي تحت عنوان «سوفت أوبن»؟ وكيف يتم بناء مركز، غير قادر في يوم افتتاحه على استيعاب عدد المرضى ناهيك عن المرضى المستقبليين؟ فأكثر من 5 سنوات احتاجت الوزارة للتخطيط لهذا المركز، وخلال ذلك لم تقم الوزارة بتأهيل أو ابتعاث أطباء للتخصص في أمراض الدم، فهل تنوي الوزارة تسيير المركز (بالبركة) أم إسناده إلى أطباء الباطنية أو الطوارئ حتى وفاة جميع المرضى بسبب الإهمال ونقص المعرفة العملية؟
استخدام السياسة العلاجية الحالية ثبت فشله بدليل تكدس المرضى في الطوارئ، فهل تعتزم الوزارة استخدام السياسة نفسها في المركز الجديد؟ وهل استعدت الوزارة بأدوية جديدة لتخفيف الألم وعلاج السكلر خصوصاً مع وجود علاجات تفوق في مفعولها الإبر، فهل تم دراسة استيرادها؟
خلال ست أو سبع سنوات قادمة، ستخلو البحرين من أي أخصائيين بأمراض الدم، فالموجودون فعلياً بهذا التخصص ثلاثة فقط، وجميعهم سيكونون بالتقاعد خلال سنوات بسيطة فمن سيحل مكانهم؟
نرجو أن يكون الوزير على علمٍ بإجابات الأسئلة قبل قصّ شريط افتتاح المركز، فأرواح الناس أمانةٌ وليست مجرد فقاعات إعلامية لإنجازات سعادته.
إقرأ أيضا لـ "مريم أبو إدريس"العدد 4175 - الإثنين 10 فبراير 2014م الموافق 10 ربيع الثاني 1435هـ
لا
متي بدأت مشكله فقر الدم المنجلي تظهر علي السطح ، وهل يصتصعب علي اطبائنا هذا المرض حتي يجلبوا لنا اطباء من الخارج ، صدقوني سيتدربون من اطبائنا ، والحكومه تعمل علي مثل اشوف كلامك اصدئه للعالم وللمرضي مافي الا رحمة الله
ستخلو البحرين من أي أخصائيين بأمراض الدم،
خلال ست أو سبع سنوات قادمة، ستخلو البحرين من أي أخصائيين بأمراض الدم، فالموجودون فعلياً بهذا التخصص ثلاثة فقط، وجميعهم سيكونون بالتقاعد خلال سنوات بسيطة فمن سيحل مكانهم؟
امانه
فأرواح الناس أمانةٌ وليست مجرد فقاعات إعلامية لإنجازات سعادته.