نتيجة لضعفكم في القراءة السياسية والحقوقية البديهية، يحق لنا أن نفترض ضعفكم أيضاً في القراءة اللغوية، وللتوضيح نقولها لكم، إن ما بين مزدوجين هي تصريحات لكم، «الشروط إعاقة لا نقبلها»، ولكنكم تشترطون وتقبلون ولا تقبلون؛ «لا نقبل فرض أجندة لأي جهة، سواء كانت محلية أو أجنبية»، فماذا عن أجنداتكم، وهل هي خارجة عن المحلي والدولي؛ «لا نقبل أن تكون مخرجات الحوار لصالح طرف دون الآخر»، فكيف لا تكون المخرجات لصالح طرف؟ فهناك طرفان، والمخرجات إما أن تكون لصالحكم أو لصالح الآخر؛ «نشترط الإلتزام بالثوابت الوطنية، المشروطة تحديداً بالميثاق والآليات الدستورية»، الثوابت الوطنية هي ما توافق عليها غالبية الشعب من بدئها إلى منتهاها، فهل الميثاق والدستور الحالي نالا هذا الشرط، والآليات الدستورية، هي ما أتتنا بمجلس نواب قيل فيه على لسان مسئول: (مو رياييل)، وهي التي تمنع، إلا بإبدالها، أن يختص مجلس النواب المنتخب بالتشريع ومجلس الشورى المعين للإستشارة، وهي التي ناصفت ما بين المجلسين، سلطة التشريع، وهي التي منعت على الشعب أن يكون مصدر السلطات، إسقاطاً للمادة الدستورية، الشعب مصدر السلطات جميعا.

«نشترط ألا يقلق شارع الفاتح ونحن نشاركهم هذا القلق»، أليست هذه دعوة للفرقة والكراهية؟ وأين قلق الآخرين من المواطنين، وكيف تشاركون شارع الفاتح قلقه، وكأنهم غيركم؟ وأنتم قادته كما تدَّعون؟

«نشترط تَبَنِّي أن الميثاق والدستور والقوانين، كفلت حرية التعبير وحرية المعتقدات، التي استغلها المجلس العلمائي في بث الكراهية»، نعم الدستور والقوانين كفلت بعضاً من حرية التعبير والمعتقدات، ولكن من استغلها لبث الكراهية وحاز الحصانة ضد مخالفات المواد الدستورية والقانونية، هو من خوَّن الآخر ومسّ عرضه، على المنابر الدينية والسياسية والإعلامية.

«نتحفظ على مبادرة ولي العهد»، «لا نقبل أن يطرح ولي العهد ملفات للحوار دون نقاشنا المستفيض»، لله دركم، ألستم الكارهين والسابّين والشاتمين للآخرين؟ أم تظنون على أقليتكم، أنكم الحاكمون بأمر الله؟

«نشترط أن نضيف من جانبنا لملفات الحوار ملف الفساد»، «نشترط أن نضيف من جانبنا ملف التمييز»، يبدو أنكم على سوءاتكم الحقوقية والسياسية، مصابون بمرض الزهايمر، فقد سبقكم الآخرون في طرح ملف الفساد منذ العام 2006، وملف التمييز رفضتموه حين طرحه الآخرون، أم أن مخاوفكم زادت خشية تساوي الآخر بكم؟

«نشترط أن تشارك جميع الأطراف في وضع آلية الحوار بالتوافق»، «نشترط أن تكون هناك آلية خاصة لآلية التوافق»، التوافق يعني الإجماع، وأنتم من عارض كل مطلب إنساني بديهي، لا يرفضه مَن انتمى للإنسانية، ولو كان منكم غير ذلك، لما كانت هناك أزمة.

«نشترط الضمانة ألا تمس مخرجات الحوار ما نحن عليه»، «نشترط الإعتبار لمرئياتنا الـ 13، ومن أهمها بند السلطة التشريعية والتنفيذية والدوائر الإنتخابية وقانون الجنسية والاقتصاد والفساد، ألا يمسها الحوار بالتغيير»! من جانب تشترطون التوافق، ومن جانب آخر تشترطون الاستفراد لكم، (إرسي لك على بر يا حنفي)!

ثم إن بنود مرئياتكم تلك، كلها تختص بإبقاء الوضع على ما هو عليه، وهي من مسببات الأزمة، فكيف لكم بالمساهمة في حلها، وقانون الجنسية قصدتم أم ملف التجنيس؟ على طريقة عفا الله عما سلف.

«نشترط إقرار جمعيات المعارضة الوطنية، أنها ماطلت في الحوار الأول الثاني وأفشلته وأخسرتنا»، «نشترط أن يكون للحوار سقف زمني، تعديه ينهيه»، أي حوار لا يعيبه سقف زمنه، بقدر ما يعيبه ما أتيتم به من معارضة المعارضة، دون طرح البديل، مثل ذاك الطفل الأرعن حين قوله (لا ما أبي) وحين سؤاله (ليش) يجيب مكرراً (لا ما أبي)!

«نشترط أن تكون المطالب في حدود الواقع»، كيف تكون مطالب إن لم تكن لتغيير الواقع؟ و«نشترط التهدئة الإعلامية»، لم تطلبوا التهدئة الإعلامية قبلاً، بل لعلعت ألسنتكم بكل التطاول والسوء والكذب على الآخرين، مما يجعلها إقراراً منكم بهزيمة مسعاكم لتشويه الآخر، ونجاح الآخر في إيصال حقوقية مطالبه إلى مسامع العالم، وتلك خشية تخشونها.

«نشترط التأكيد أن الوضع في البحرين أصبح قضية إقليمية ودولية، ولكننا لا نقبل التدخلات الإقليمية والدولية ولا الأمم المتحدة»، «لا نقبل الحوار خارج الطاولة الرسمية»، «نشترط الإعتراف بأننا قد مررنا بأزمة نفسية خاصة بنا، أشد من ضرر الأزمة السياسية والإقتصادية والإجتماعية على الوطن»، يا محور الكون أنتم!

«لا نقبل حرق الإطارات في الشوارع، الذي يخيف المواطن البسيط منا على أمنه ورزقه»، المواطن منكم فقط، فماذا عن حرق أرواح وأكباد المواطنين الآخرين؟

«لا نقبل استهداف رجال الأمن»، فماذا لكم من موقف إزاء استهداف أرزاق وأرواح وأمن المواطنين الآخرين؟

«لا نقبل أن يكون قرار حل المجلس العلمائي له علاقة بالحوار، فالحوار مسئولية دينية ووطنية»! مسئولية دينية ووطنية! فعلى ماذا كان يقوم المجلس العلمائي غير الدين والوطن؟

«نشترط تبنّي الأطراف، أن المجلس العلمائي كان يمهد لإسقاط الدولة»، «نشترط تبني أن المجلس العلمائي، كان قد بث الكراهية والضغينة» و«لا نقبل...» و «لا نقبل...»، وأخيراً «لا نقبل للروافض والصفوية، ممن عملوا على اختطاف الوطن في 14 فبراير2011، ومازالوا، أن يشاركوا في الحوار أو الحكم، وهم الخونة أعضاء المجلس العلمائي، وأعضاء جمعية الوفاق، وأعضاء جمعية وعد، وأعضاء جمعية المنبر الديمقراطي، وأعضاء جمعية الإخاء، وبعض أعضاء جمعية الوحدوي، وأعضاء الإتحاد العام لنقابات عمال البحرين، وأعضاء النقابات المنضوية تحت رايته، وأعضاء الإتحاد النسائي، وجمعياته النسوية، وكذلك كل من تم فصله واعتقاله وتعويقه وفي مقدمتهم «المقبورين»، وكل من يناصرهم ويطالب بحقوقهم المزعومة، وباختصار فلا نقبل بغير الواقع الحالي دون أي تغيير»!.

هذه أقوالكم جمعناها لمن يحسن القراءة منكم، في مساحة واحدة، ليسهل عليكم أن تتبينوا تناقضات بعضها في بعضها، وتناقضات جميعها والفكر والوجدان الإنساني.