حين ختمت مقال الجمعة الماضي، الذي استندت فيه إلى ما طرحته قناتا الـ «بي بي سي» و«العربية»، لم أكن أدري أن الـ «ام بي سي» تناولته أيضاً، وأن الموضوع مازال يتفاعل ويحرّك المياه الراكدة في المجتمع السعودي.
في القناة الأخيرة، قابل داوود الشريان السيدة نوال الهوساوي أيضاً، لتتحدّث عن قصة تعرّضها إلى معاملة عنصرية، حيث دفعتها سيدة سعودية بيضاء من الطابور، لتأخذ مكانها، وحين اعترضت ردّت عليها: «ما باقي إلا أنت يالعبدة». ونقلت الموضوع إلى منصة «تويتر»، تحت هاشتاق (العبدة) ليلقى تفاعلاً واسعاً من الجمهور.
من المؤكد أن السيدة المعتدية لم تكن تعلم أن هذه «العبدة» تحمل بكالوريوس آداب، لغة إنجليزية من كلية التربية بمكة المكرمة، وماجستير في الآداب والتربية من إحدى جامعات أوهايو الأميركية، وتعمل مستشارة نفسية، وأخصائية أسرية وزوجية، وقائماً بأعمال مدير إدارة الجودة الشاملة بمستشفى القوات المسلحة في خميس مشيط، ومدربة محترفة ومدرسة للقرآن الكريم واللغة العربية بالمركز الإسلامي، ومنسقة علاقات عامة بمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية في كليفلاند.
في أميركا تعرّضت الهوساوي لموقف عنصري أيضاً، من قبل معلّمتها بالجامعة، فرفعت عليها قضيةً كسبتها فأقيلت المعلّمة، وربما شجّعتها مثل هذه التجربة على طرق الباب القانوني، بطلب الشرطة لمحاسبة المرأة التي اعتدت عليها. وكانت تؤمن بأن لديها كرامةً وحقوقاً يجب أن تنالها، فلم تردّ الشتيمة بشتيمة فتنتهي القضية عند هذا الحد. وحين سألها المذيع: هل توقعتِ أن يتعاطف معك الجمهور بهذه الدرجة؟ أجابت: نعم، لأني أؤمن بأن الناس وُلدوا على الفطرة ويتعاطفون مع المظلوم.
الشريان شبّه الهوساوي بالأميركية السوداء روزا باركس التي غيّرت تاريخ أميركا، وتمنّى من مجلس الشورى السعودي أن يأخذ هذه القضية لتكون دعماً له لإيجاد قانون ضد العنصرية.
في إطار تفاعل هذه القضية، علّق المفكّر المعروف عبدالله الغذامي، في محاضرة بنادي أدبي جازان، بأن «توتير» أخرج الوسخ الثقافي الذي بدأنا بمواجهته محرّكاً لثقافة الحقوق، وقال: «لو لم تواجه نوال الهوساوي من قذفها لما عرفها أحد، فقد أصبحت بطلة ثقافية».
الهوساوي بحركتها العفوية الواثقة من نفسها، استطاعت تحريك المياه الراكدة منذ قرون، فمثل هذه المشاهد والتسميات العنصرية يلتقطها الحاج والمعتمر في زيارته للحرمين الشريفين. ومازالت هناك فئاتٌ توصف بالعبيد في مدينة الرسول، ويؤخذ ذلك كإحدى مسلمات الحياة في تلك البقعة التي شعّ منها نور الإسلام قبل 14 قرناً، وشهدت ولادة أعظم تجربة إنسانية في المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، حيث انصهرت الأعراق المختلفة في بوتقة واحدة، وأُعلِنَت الأخوّة بين بلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي وأبي ذر العربي.
هذا من الناحية المثالية والتنظيرات، لكن مشكلتنا أننا نقرأ التاريخ ونتغنّي بأمجاد الأجداد، أما من حيث التطبيق «فالروح جاهلية» كما قال يوماً نزار قباني. فمازلنا لم نتشرب روح الإسلام، ومازالت ثقافة الجاهلية تتلبسنا، فيجمع النوّاب على رفض قانون يجرم التمييز؛ وبعضهم «أخوان»، وبعضهم يدّعون أنهم «سلفيون»، لا يتورعون عن قذف هذا الشعب المسلم الأصيل، مرةً بالمجوس، ومرةً بالمشركين، وآخر البدع والضلالات اتهامه بالقرامطة.
في السعودية الشقيقة تمّت ملاحقة المرأة المعتدية، أما في بلدان أخرى فيتعرّض المواطنون للشتائم اليومية والقذف في الأعراض، والتخوين والتشكيك في الولاء، والتحريض على القتل، في ظلّ صمت مريب من وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف السنية والشيعية!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4173 - السبت 08 فبراير 2014م الموافق 08 ربيع الثاني 1435هـ
v
عجبني المقال
و قضيتنا عنصرية بامتياز , لكن الشكوى لمن؟! حاميها حراميها
حتى أكبر المؤسسات الحقوقية و العالمية و الاعلامية منافقة و تغض الطرف عن قضيتنا , و حتى نوال لو كانت من سبتها من عائلة معروفة و وراها ظهر , كأن شيئا لم يكن ...
ما في النفس يخرج على السان
من يدعي الأسلام و يمارس التمييز بين الناس و يتمصلح منه فله ان يراجع انسانيته قبل اسلامه لو راقب الناس بعض و اوضحو للمخطء خطئه بشكل جماعي لرتدع و لكن المجتمع مريض و كما تكونون يول عليكم
لقد ابتلينا بأسوأ شرذمة على وجه الارض
ومن رابع المستحيل تغيير أفكارها لان الجهل وروح القبلية متأصل فيهم
يا فرج الله
الزبدة في العبارة الأخيرة..
أحسنت سيدنا
عجبي من علماء دين يسوّقون للعبودية في البحرين!!!!!!!!!
العجب اذا اصبح عالم الدين والذي من المفروض ان يكون قائما مقام النبي الأكرم صاحب الاخلاق العظيمة والمساواة بين بني البشر الذي اتخذ من بلال مؤذنه الخاص ومن سلمان الفارسي الصقه بنسب اهل البيت في مقام التقدير.
يطلع علينا من يتّشح بعباءة الرسول الأكرم ليطالب ببقاء الفصل والتمييز العنصري بحيث له هو 30 صوتا وسواه من المواطنين صوتا واحدا ويأبي الا ان يكون وضع الفساد هو الوضع الامثل لديه وكأن الله خلق بعض المناصب لبعض البشر ولا سواهم
اذا كان رب البيت بالدف مولعا
اللهم خلصنا من صاحب الدف ومن الراقصون على انغامه
عقدة النفص
إن من يرمي إنتقاص الاّخرين عادة مابكون لنقص يجده في نفسه فالمواطن الدخيل أو المجنس يرمي المواطن الأصيل بعدم الولاء أو المواطنة و الذي ينال المناصب مع عدم وجود الكفاءة يرمي صاحب الكفاءة بأمور أجرى كيما يبقى غي منصبه و الذي يتحصل على الأراضي و الأموار بطرق ملتوية يدعي أن شيم العرب لا تقبل إرجاع الأمر إلى نصابه و يريد الستر و أن لا يسعى البعض لكشغ مثل هذه الأمور فيقول إذا بليتم إستتروا و الذي يعمل لأجل فئة معينة فيميّز و يفصل الاّخرين يدّعي أن هذا من الدين و و و و
الطرب الأصيل
ما تتوقع إذا أعتمدت الدولة على سياسية الطرب الاصيل ، الطار ، الطبلة ، المزمار ، الرگصة ، فبدايتها نشوة ونهايتها سگره والشعب يعيش بالحسرة
الحكم في الخارج
سيادة الدولة اذا حكمها أهلها من الداخل ، لكن المشكلة إذا حكمت من الخارج
سيدنا الساس خراب
ماذا تتوقع اذاكان رب البيت بالطبل مولع
وماذا تتقوع اذا كان رب البيت بعقدة النقص يترنح
نحن نتبنى لا لسنا مواطنين درجة رابعة
مع حملة لا للعنصرية فنحن نتبنى لا لسنا مواطنين درجة رابعة وشكرا يابوالهواشم ونتمنى ان تتبنى عملنا وهو مرة اخر لا لسنا مواطنين درجة رابعة
تسرق المحلات لطائفة تحت حراسة امنية
العديد من الفديوات كانت تظهر سر اقات بحراسة أمنة
وميلشيات بالسلاح الأبيض تعتدي وتهين الآخرين بالقرب من نقاط تفتيشية
الوظائف البعثات المعاملات محرمة على طائفة آخرى !