ولكأن السنوات التي مضت من أعمارنا حاملة معها الهموم والمآسي ذاتها لا قيمة لها في نظر المسئولين في وزارة الإسكان كي يجعلونا قهراً نذوق الويل والثبور مجدداً في سبيل منحنا الوحدة الإسكانية المنتظرة منذ أمد طويل لمدة تقارب 33 عاماً أي منذ إعلان الوزارة آنذاك في العام 1981 على انتفاع والدي المرحوم بوحدة سكنية تقع في منطقة الرفاع بموجب القرار الوزاري رقم 127، ولأن المنطقة التي حصلنا فيها على وحدة بعيدة في المسافة عن مقر سكننا في سماهيج والسكن بداخل بيت كبير يضم عائلة ممتدة تشمل العم والعمة ناهيك عن 10 أولاد لوالدي المرحوم، وكانت حينها مسئولية وعبء البيت الكبير واقعة على عاتق والدي آنذاك، إضافة إلى كونه لا يملك رخصة سياقة وعمله البدائي قائم على الزراعة، آثر والدي نتيجة لتلك الظروف المعيشية آنفة الذكر رفض هذه الوحدة والسعي مجدداً لأجل الحصول على وحدة سكينة جديدة قريبة من سكننا عبر طلب إسكاني جديد، ومن هنا تبدأ معاناتنا الكبيرة التي على ما يبدو لن تتنهي مع طلوع سنة ميلادية جديدة استبشرنا من خلالها خيراً مع كثرة الوعود الواهية ولكن لا جدوى منها، فلقد تلاشت كالسراب ونحن مازلنا نذوق الحرمان والآلام بمعية أسرتي نفسها - ولكن بعد رحيل الأب - تحت ظلال هذا البيت الإرث والمسجل باسم والدي ولأن بناءه قديم ناهيك عن حجمه الصغير في المساحة واحتضانه للعائلة نفسها ناهيك عن الزواحف التي تغزو مسار معيشتنا والأفاعي التي تعتاش معنا والفئران كل ذلك بات من البديهي تقبله والعيش تحت سقف هذا البيت الذي عفى عليه الدهر ولا سبيل من كل ذلك سوى لجم الصبر وتحمل المعاناة ونحسب الأمر بلاء من عند الله.
غير أننا رغم كل ذلك مازلنا مثابرين ومجاهدين في إيصال صوتنا إلى أكبر مسئول في الدولة، وفي الإسكان خصيصاً، علّ الأمر يحرك شيئاً من الجمود الحاصل في موضوعنا... فلقد سعينا بعد جولة محاولات ماراثونية خضناها مع أكثر من جهة مع الممثلين البلديين لأجل الحصول على موافقة فقط لأجل تسجيل طلب إسكاني جديد عوضاً عن القديم الذي رفض في العام 81، وكانت جلّ المساعي خائبة وتبوء بالفشل سواء من ناحية محاولة والدي المرحوم التقدم بطلب في العام 1994 غير أنه لقي بالرفض بحجة امتلاكه عقاراً خاصاً للورثة، أو محاولة أخرى في العام 1999 لوالدتي بعد سنة من تاريخ وفاة والدي لكن طلبها قوبل أيضاً بالرفض بحجة أن أمي كبيرة في السن.
حتى اضطرنا بعد مسيرة طويلة أن نتقدم بطلب يحمل اسم العائلة مسجل باسم أختي المصنفة ضمن ذوي الاحتياجات الخاصة ولله الحمد وأخيراً بعد مسألة دام عليها سنوات طوال يحظى الطلب بالموافقة وتسجيله برقم 17 بتاريخ 3 يناير 2012، ولأنه يعتبر في نظر المسئولين طلباً إسكانياً حديث العهد رغم مشوار المراجعة الطويل والقديم ولكن لا اعتراض على حكمته طالما أن حق العائلة ظل محفوظاً لم يذهب سدى مع مضي السنين.
وعلى خلفية التوزيعات التي نراها مجحفة لحقنا في الانتفاع بوحدات في مشروع سماهيج والدير ونحن أولى وأحق بهذه التوزيعات خاصة مع قدم طلبنا، غير أننا لم نحظَ بتلك الاستجابة المطلوبة ومنحنا وحدة في هذا المشروع، وبالتالي بدأنا مجدداً نخوض مسار تحقيق المطالب ورفعنا أكثر من رسالة لأجل التعجيل بمنحنا وحدة كما رفعنا رسالة تظلم لأجل إعادة إحياء طلب العام 81، رغم الوعود الكثيرة والتطمينات المفرحة لم تكن سوى ذرّ الرماد في العيون فلقد حاولنا تنفيذ اعتصام أمام مقر الوزارة بغية التعجيل والتسريع بحصولنا على وحدة سكنية في سماهيج ولقي الاعتصام على تفاعل وتحرك المسئولين الذين أكدوا لنا على أحقية الانتفاع وتعهدوا بتلبية الطلب في ظرف زماني سريع غير أننا لم نلمس أي شيء واقعي أمام حجم معاناة يومية نعايشها قسراً ما بين جدران مهترئة لبيت آيل لا يصلح للعيش الأدمي وأقرب منه إلى محل يضم بهائم أكثر منه للحياة البشرية؟ السؤال الذي مازال يطرق أذهاننا ونحاول قسراً البوح عنه من خلال حنجرتنا التعبانة من الإفصاح دوماً عن صلب المطالب المحرومين منها، متى سنحصل على الوحدة الإسكانية ومتى سينال طلبنا الموافقة بإعادة إحياء القديم منه؟ كما إنه أليس من الأجدر أن يكون اسمنا ضمن الفئة التي انتفعت في مشروع سماهيج لكون طلبنا أولاً قديم ناهيك عن وجود أكثر من فرد من هذه العائلة ينتظر على أحرّ من الجمر موعد حصوله على وحداته الإسكانية لطلباتهم التي تعود إلى العام 2004 ولكن دون جدوى طالما التوزيعة ذاتها شابها الإجحاف والظلم والقسمة الضيزي؟!
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
أيهذا الوطن المسكون حبّاً ...
أيها الساكن أعماق قلوب الطيبين ...
أيها الساكن أحشاء الجنين ...
أيها العاشق نخلاً ...وبحاراً ...
وبيوت الغابرين ...
أيها الناسك ...
والشطآن ترميه بأمواج الحنين ...
أيها الغواص عند الفجر
وضَّاح الجبين ...
أيها العاشق للدانات
يا من تغزل الرمل وأحلام السنين
كيف أصبحت مع الأيام
كالصقر الحزين ... ؟
***
أيهذا الوطن الواعد
آخيت رجالاً ...ألف عام ...
فتمادى كل أفَّاكٍ
على غير احتشام ...
يسرق الخبز ...ويرمي بالسهام ...
وبفأس الحقد يهوي
فوق أصلاب العظام ...
أنت يا من سكن التاريخ أحشاءك
موفور المنام ...
أنت يا من صاغت الشمس
على أطراف أطرافك ...
شعر المستهام ...
كيف أصبحت مع الأيام
طيراً ...لا ينام ... ؟
***
أيهذا الوطن المدرك آلام التراب ...
وذؤابات نخيلاتك تعلو
فوق أجفان السحاب ...
تحسن الصمت ...وتمضي ...
أنت والشمس ...وأبناؤك
تقتاتون أكوام السراب
كسؤال يرتمي دون جواب ...
فطيور الليل ...أعراسك ...
والصبح نبوءات اغتراب ...
أيها المالك أطراف الخطاب
كيف أصبحت مع الأيام
كالأرض اليباب ... ؟
***
سادتي ... يا بلسماً ...
يا من تنامون على جرح الوطن ...
يا صفحة بيضاء في سفر الزمن ...
يا من رسمتم في جبين الدهر
آيات الفطن ...
سادتي ... يا سادتي ...
لا تسمعوا صوت المزامير ...
فكل مزمار لصوته ثمن ...
أرضكمُ أمانةٌ ... أمانةُ ...
بحاركم أمانةٌ ... أمانةٌ ...
فمن يصون الروح في مجرى البدن؟
سادتي ... يا سادتي ...
من الذي بصدرنا أو نحرنا طعن؟
من أسقط الهيبة عن تاج الوطن؟
يا سادتي ..ومن ومن ... ؟
يا سادتي ..ومن ومن ... ؟
محمد حسن كمال الدين
لقد نشرنا الموضوع سابقاً، قبل سنة تقريباً على أمل أن يحظى باستجابة فورية من قبل الجهات الرسمية المعنية به كي تضع حداً لتلك التجاوزات التي تمثل أبسط وأقل حقوق يمكن للإنسان أن يتمتع بها وخاصة نحن الجيران نسعى دوماً لإضفاء روح التآخي والتسامح بين بعضننا البعض، ولكن في الفترة الأخيرة بدأنا نشكو من الفوضى وننشد الراحة والسكنية والهدوء غير أن هذا الأمر بات ولأسف شديد مختفياً أثره جراء تحويل مزرعة تقع وسط بيوت سكنية عند مجمع 465 بالحجر إلى ملعب يستقبل الفرق الرياضية التي تمارس مهماتها الرياضية بشكل مفتوح بلا قيد أو شرط حتى الساعة 2 ليلاً ما بعد منتصف الليل. تخيلوا وضعنا كجيران تقع بيوتنا بشكل مجاور لتلك المزرعة أو بالأحرى هذا الملعب التي تحول بقدرة قادر مع أجواء الإزعاج والفوضى التي تصدر عن تلك الفرق الرياضية إلى مكان يصعب تحمله أكثر وخاصة مع دخولهم وخروجهم المستمر حتى بات وضعنا المعيشي داخل المنازل لا يطاق ونضطر على إثر ذلك أن نقضي جل وقتنا داخل المطبخ في أكلنا ونومنا وشربنا عل وعسى نتمكن من تجنب وتفادي الفوضى التي تحدثها تلك الفرق. حاولنا إيصال رسالة الضرر إلى الجهة المسئولة سواء بلدية الشمالية التي نفت صلتها لما يحدث، كما أنها لم تمنح أي تصريح يخول لصاحبها القيام بهذه الممارسات التي تكون على حساب راحة الجيران أنفسهم فما كان منا إلا أن نتوجه ناحية إدارة الأوقاف الجعفرية بغية التعرف على دورها في مراقبة ومتابعة أداء وسلوك المستثمر لتلك المزرعة التي تقع تحت مسئوليتها ومظلتها الإدارية، والتي على ما يبدو قام بتأجيرها لأطراف أخرى ولا يعلم شيئاً عمّا يجري بداخلها، وعلى رغم المحاولات الكثيرة التي خضتها مع الأوقاف ولكن لا حياة لمن تنادي، فعلى رغم المخالفات الإدارية المسجلة ضد مستثمر المزرعة نفسه، ناهيك عن متأخرات في سداد قيمة الإيجارات والمخالفات الأخرى غير أن الوضع مازال ساكناً محله، ولم نرَ أي تحرك جدي يهدف إلى تطويق تلك المحاولات المخالفة أو وقف عملها من الأساس... يا ترى من الذي يقف وراء تلك الاستهانة براحة الناس أي الجيران وسكينتهم؟ أليس الرسول قد أوصى بالجار؟ فما بالنا نحن نقدم الشكوى تلو الأخرى إلى الجهات المسئولة ولكن لم نحصل من ورائها إلا على الآذن الصماء؟! نأمل أن تأخذ هذه الأسطر التفاتة واستجابة من الجهات الرسمية ممثلة بالأوقاف الجعفرية أو بلدية الشمالية وتأخذ موقفها الحازم والإجراءات التي تكفل راحتنا وتحد من هذه الممارسات التي باتت تثير حنقنا وغضبنا أكثر من المعتاد حتى أضحى الأمر برمته ينعكس سلباً على مجال صحتنا.
أهالي الحجر المتضررون
العدد 4173 - السبت 08 فبراير 2014م الموافق 08 ربيع الثاني 1435هـ
مزرعة في الحجر تتحول لملعب يستقبل فرقاً رياضية حتى الليل تسبب إزعاجاً للجيران
الصراحة أنا ما اطوف على هالملعب اله في سيارات موقفه وناس يلعبون داخل ...الله يساعدكم