يتضمن الكتاب أحد عشر نصّاً سرديّاً تحتفي بالأم والأرض وذاكرة حيّة تفتح مساحات كثيرة لحكايات وقصص عن الأمهات. يقول عيسى في نص أول «الأرض لا تنبت إلا هذا الضياع الدائم، وهذا الأفول الذي يعتري قلوبنا وأرواحنا منذ ولادتنا ويتربص بنا كنمر جاثم في الطريق. القناديل الصغيرة أطفأتها رياح الليل ولم نعد نرى ماذا بقي أمامنا في الطريق؟»، وإذ كل طريق يقود إلى الموت؛ يفتح عيسى شرفات نصوصه على كل طرق ذاكرة طفولته وحكايات أمهات كثيرات في كتاب لا يتجاوز عدد صفحاته ستين صفحة، إلا أنه رحلة مليئة بجدارة العيش على رغم كل ذاكرة الدم والغزاة، كسرد مبلل بالوطن، تتصدر غلافه إحدى لوحات فرانسيسكو دي غويا بجسد امرأة عزلاء تتلقى، وأناس عزّل، رصاصات الجنود.
العدد 4172 - الجمعة 07 فبراير 2014م الموافق 07 ربيع الثاني 1435هـ