لايزال مسئولو الصحة في حالة تأهب لمنع انتشار الأمراض المعدية في المناطق المنكوبة جراء إعصار هايان الذي ضرب وسط الفلبين في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وفي هذا الإطار، قالت ممثلة منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في الفلبين جولي هول: «يمكننا أن نتوقع أن يكون هطول الأمطار الغزير وتجمع المياه الراكدة الناجمة عن الفيضانات خلال هذا الوقت من العام سبباً لزيادة محتملة في حالات الإصابة بحمى الضنك».
وأفاد تقرير صدر مؤخراً عن منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الفلبينية بأنه تم الإبلاغ عن 84 إصابة بحمى الضنك بين الأول من يناير/ كانون الثاني و18 يناير 2014. وتم تسجيل الحالات في مدينة أورموك في مقاطعة ليتي بوسط الفلبين، وهي إحدى المناطق الأكثر تضرراً من إعصار الفئة الخامسة الذي أسفر عن مقتل أكثر من 6.200 شخص وترك نحو 1.800 شخص في عداد المفقودين.
وأضافت هول «نقوم بتوزيع مجموعات الاختبار السريع التي تمكننا من إجراء اختبار الإصابة بحمى الضنك حتى من دون اللجوء لتجهيزات المختبرات»، مشيرة إلى أن «التقارير لم تكن مفاجأة بعد أن أصبح التشخيص متاحاً بصورة أكثر سهولة».
يذكر أن الحكومة المحلية ووزارة الصحة الفلبينية تعملان معاً لإزالة الأنقاض التي خلفتها العاصفة وتنظيف المناطق التي يُحتمل أن تصبح بيئة لتكاثر البعوض.
وفي رسالة إلى شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال رئيس المركز الوطني للأوبئة التابع لوزارة الصحة إريك تياج: «إننا نجري أيضاً عملية تبخير - التي يتم خلالها تعبئة منطقة مغلقة بمبيد حشري - مرات عدة للحد من انتشار البعوض بشكل فعال».
تفشي الحصبة
وقبل الإعصار، كان هناك تفشٍ لمرض الحصبة في 2013، وضع مسئولي الصحة بالفعل في حالة تأهب. وذكرت منظمة الصحة العالمية أن البلاد سجلت نحو 950 إصابة مؤكدة بالحصبة وتسع حالات وفاة خلال الفترة من يناير إلى 20 ديسمبر/ كانون الأول 2013.
والحصبة مرض شديد العدوى يصيب الجهاز التنفسي ويصحبه طفح جلدي وأعراض تشبه الانفلونزا. وينتشر هذا المرض عن طريق الاتصال الجسدي أو السعال ويعتبر الأطفال والنساء الحوامل من بين الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة به.
يشار إلى أن لدى وزارة الصحة الفلبينية برنامجاً منتظماً لتحصين للأطفال دون سن الثانية، إلا أن الوصول إليهم يمثل تحدياً الآن لأن الأسر غالباً ما تنتقل من مكان إلى آخر، وفقاً لما نقلته وسائل الإعلام الدولية على لسان تياج.
وقالت هول: «علينا أن نحتاط من الحصبة في المناطق التي ضربها إعصار هايان المعروف محلياً باسم يولاندا، بسبب عدد الأطفال الذين لم يتم تلقيحهم وعدد من يعيشون منهم في أحياء مغلقة ودرجة عدوى هذا المرض».
وكانت الفلبين قد سجلت أكثر من 6.000 إصابة بالحصبة سنوياً خلال العامين 2010 و2011، وتراجع هذا العدد إلى نحو 1.500 في 2012.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تعتبر الحصبة واحدة من الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال في جميع أنحاء العالم، على رغم توافر لقاح آمن وفعال من حيث الكلفة. كما أن أكثر من 95 في المئة من وفيات الحصبة تحدث في البلدان المنخفضة الدخل التي غالباً ما تضم بنى تحتية ونظماً صحية ضعيفة.
وصرحت وزارة الصحة الفلبينية بأن حملة «لتدارك» تطعيم الأطفال حتى سن الرابعة ضد الحصبة، ممن لم يتم تطعيمهم سابقاً، قد نُفذت في العديد من مراكز الإجلاء حيث يقيم الناجون منذ أحداث الطوارئ الأخيرة.
وكتب تياج في رسالته قائلاً: «تواصل وزارة الصحة الفلبينية مراقبة الأمراض في المناطق المنكوبة جراء إعصار يولاندا التي قد ينتج عنها تفش محتمل لأمراض، مثل حمى الضنك وداء البريميات والأمراض المرتبطة بالإسهال، والحصبة. ولكن في الوقت الحاضر، لا توجد مؤشرات على حدوث تفش حقيقي».
العدد 4171 - الخميس 06 فبراير 2014م الموافق 06 ربيع الثاني 1435هـ