يفوق التأمل أحياناً زاويا الحياة العامة ويدخل في ممرات ضيقة من تفاصيل الممارسات اليومية لدى الفرد أو المجتمع، فالبعض يستمتع بألوان الحياة، والآخر يتذوق الموسيقى بمختلف أطوار سلالمها، ولكلٍ في لياليه له غناؤه، وكل يعتقد أن اهتماماته مهمة وراقية، وما يفرق بين الجميع هو معرفة القيمة الخفية إلى ما هو يقدره، ولا يستطيع غيره أن يستوعبه في مجال الاهتمام الخاص به، في جلسة بين متخصصين في مجال ما فإنه جاهل العلم لا يهتم لما يقال.
هي الحياة مسرعة ولا تقف عند أحد ولا يوقفها إلا خالقها، نظرة على الحياة الموجودة الآن نراها مليئة بالأحداث وبالمقتنيات وأيضاً بالخدمات، ولكن من منا يعرف القيمة الخفية لما يحوطه.
مثلاً ما قيمة «الآيبود» إلى الطفل غير أنه جاهز ألعاب؟ وما تعني السيارة الجديدة إلى شباب الجامعة سوى أنها مظهر اجتماعي لابد أن تجعله في مستوى معين من التعامل؟ وغيرها الكثير.
بنظرة ارتدادية إلى عالمنا الحالي سنجد أن الشباب لا يترك إلى تفكيره الخصب أن يسرح قليلاً، ويستدل إلى الفرق بين الطماطم المزروع في دول الشام أو الذي يزرع بالبحرين، بل ولا تترك الفتاة حسها أن يتأثر وأن تصنع ملابسها من أفكارها بدلاً من الصناعات الجاهزة.
إذا لم نستطع أن نفهم أو نقدّر القيمة الخفية لماحولنا في حياتنا لن نستطيع أن نجعل من حياتنا قصة نجاح، فرجل المرور الذي نراه في الشارع قد يتقاضى راتباً، ولكن هذا الراتب ليس قيمته الخفية، وليس خدمة الناس هي القيمة الخفية أيضاً، وإنما قيمته الخفية الوصول إلى الهدف بالوقت المحدد.
الآسيوي الذي يتقاضى مبلغاً لتنظيف السيارة هو الآخر ليس قيمة عمله هو المال، وليس هنا للعمل التطوعي مقابل قيمة مالية معينة، ولكن لو بحثنا عن القيمة الخفية له لوجدناها هي إظهار السيارة التي يبلغ سعرها الألف زاهية ونظيفة في الشارع. البحث عن القيمة الخفية ليس أسلوباً من المنظور الشخصي أو الأنانية، وإنما لتزهو الحياة حينما تعرف أن ليس كل شيء يأتي بمال أو بالتخطيط المنطقي.
ليس عجباً أن نتداول أفكاراً أو مقولات عن القيمة الخفية ولكن دون أن نتعلم كيفية البحث أو الطريق إليها.
وإن استطاع الفرد أن يحدد قيمة كل فرد أو قطعة حوله ما تعني له، سيزداد حباً وتعلقاً بهذه الأشياء وخاصة تلك الأشياء الثمينة.
قد نمارس القيمة الخفية أحياناً دون علمنا، مثلاً رجل الشاي في المؤسسة في حال غيابه يكون غيابه مؤثراً، وكأن شيئاً قد اختفى من المكان، فالشارب لشاي بكثرة ستكون قيمة رجل الشاي هذا كبيرة، أما من لا يتناول الشاي فستكون رخيصة.
محمود أحمد عبدالله
صور لا تصدق أنها لبيت مأهول بالسكان هو ما أجمع عليه بعض قراء «الوسط» تفاعلاً مع موضوع «مأساة عائلة بحرينية تعيش بمنزل آيل للسقوط في البسيتين»، والذي يتناوب بعض أفراد العائلة على حراسة المنزل لبقية الأفراد حتى لا تتهاوى أجزاء الأسقف المتهالكة عليهم.
ويفتقر منزل العائلة البحرينية، الذي رصدته «الوسط»، إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة، بعد أن قست عليهم الحياة، وتجاهلتهم الجهات المختصة أكثر من مرة.
وطالب أحد القراء بتحرك عاجل للمسئولين، وقال «من لا يأمن على حياته عند خروجه إلى الحج عندها لا يجب عليه الحج فكيف بعائلة لا تأمن على حياتها طوال فترة مكوثها في بيتها!! إلى من يهمه الأمر... كيف تستطيع أن تنام ومثل هذه العوائل محرومة من أبسط مقومات الحياة».
ويشاطره قارئ آخر بالتعليق «يا الله شلون الحكومة والبلدية وكل العالم يعرف بحالهم وما يتحرك... حرام هذي دولة البترول والغاز... وين اللي يقول البحرين ما فيها فقر طبعاً ما فيها لما تبنون عمارات ناطحات البيوت الفقيرة محد بشوف الوجه الآخر... الأجانب تجي السيف الجفير أمواج رفاع فيوز... إلخ وما يدرون باللي يعيشه المواطن داخل قريته بين جيرانه... حتى شقة ما يقدر يستأجر، الله يساعدكم ويفرجها على ضيقكم».
فيما طالب آخر أهل الخير بالتدخل وقال «معقولة في بحريني يسكن ببيت مثل هذا؟ انزين إذا الحكومة تقاعست، وينكم يا أهل الخير؟ وين تصرفون فلوسكم؟ قال تعالى: «لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون»، لا حول ولا قوة إلا بالله»
وقال آخر «حسبي والله ونعم الوكيل فيهم ينتظرون الناس تموت عقب يتحركون شبقى من البيت أصلاً وين المسئولين ولا فالحين بس بالهذره والفشخره لاحول ولا قوة إلا بالله الله يعينهم ويساعدهم».
ويصف أحد القراء البيت بأنه غير صالح للسكن ويقول «هالبيت ما يصلح تربي فيه طيور (أعزكم الله) وناس عايشين فيه؟ وين الإصلاح؟ وينه وزير حقوق الإنسان علي ما أدري ويش، وينه وزيرة الإعلام ما تعليقها؟ الديرة زينة وكل الأمور تمام؟».
واستنكر آخر من هذا الوضع معلقاً «الله عليك يا وطن أهكذا يعيش أبناؤك!!! فقر ظلم فساد سرقة جرائم وبعد كل هذا مازلنا موعودين بالعيش الرغيد وبأن المواطن سيصبح شيخ الخليج!!! حسبي الله ونعم الوكيل».
وطالب أحد القراء بتوجيه صرف الموازنة إلى مثل هذه الحالات بدلاً من الاحتفالات «الله يعينكم ويعين أهالي البسيتين وأهالي كل ديره في بلدي بلد النفط البحرين. اقتراح للحكومة: أرجو صرف قيمة الاحتفالات التي تقام من قبل الحكومة وخاصة وزارة التربية والتي لا نستفيد منها غير الخسائر لترميم أو إعادة بناء بيوت هالفقاره أشرف لكم وأثوب. ولكم الشكر»، ويقول آخر «الله يلطف بهم مساكين وما خفي كان أعظم... والله هذي حالة دولة نفطية وعدد سكانها قليل وحال المواطن هكذا».
في الآونة الأخيرة انتشرت الثورات السياسية ضد الطغيان... انتصر البعض و البعض مازال قيد الانتظار، أيَّدهم البعض واتهمهُم بالعمالة البعض الآخر، لستُ هذا ما أردتُّ التحدث عنهُ، هو شيٌء مشابه تماماً له، لستُ أحرض على شيء عنيف لكنني أتساءل: ماذا لو ثار العاشق ثورة حب على طغيان معشوقه.
هل سيُلفت انتباه شرايين قلبه التي أغلقت بإحكام ووضعت حاجزاً يمنع العاشق من الوصول الى قلبه؟
هل سيتمكن من الانتصار واحتلال قلبه وارضاخه تحت أوامر العشق التي رتلها سنين طويلة؟
أم لن تحرك ساكناً، وسيتهمه سكان قلب المعشوق بأنهُ عميلٌ لقلوب تطمح إلى الاحتلال؟
مجرد أفكار وضعتها وأحتمالات وربما فرضيات، ماذا لو حقّاً ثار كُل عاشق ليحظى بقلب معشوقه رغمٍ عنه، كيف سنكون، وما الذي سيحدث؟
أنا عن نفسي سأقف بالقُرب من تلك النافذة اتفرج على أُناس قتِلوا والسبب هُو الحب.
هل سيخلدهُم التاريخ ويكتُب عنهم المؤرخون بِـ «ثوار لم يخرجوا للمطالبة بحق من حقوقهم المشروعة... انما خاضوا حرباً ضد كبرياء وطغيان قلوب من أحبُّوهم».
لا أعتقد، فهذا ليس سبباً وجيهاً ولا مُناسباً أيضاً، بالأحرى لم أجد الى الآن شيئاً يُطرح... لكن يا ترى هل للحب حقّاً ثورة... أم مُجرد تخيُلات رسمتها رباب فِي عالم افتراضي صنعتهُ من مخُيلتها؟
رباب سمير النايم
الكيترنج اخذ عمري
وفارقني على هالحال
***
وشاب الرأس من صبري
طوال سنين وشح المال
***
سئمنا من ظلامتنا
كلام فاضي لنا ينهال
***
زيادة دخل لكم شامل
وعد كاذب لا أفعال
***
ضغوطات إدارية
وسلب حق وإهمال
***
نقاسي من جروح الضيم
بتحقير وإذلال
***
علاوة دخل ممنوعة
أذاقونا أمر ولوال
***
قوانين وقرارات عدة هموم
تزيل البال
***
يلوح الأجنبي فينا
(بباس) الظلم وأشكاله
***
تزور مشفى لك التحذير
تنال الزف وأهواله
مصطفى الخوخي
العدد 4171 - الخميس 06 فبراير 2014م الموافق 06 ربيع الثاني 1435هـ