العدد 4170 - الأربعاء 05 فبراير 2014م الموافق 05 ربيع الثاني 1435هـ

بالونات الأمنيات

“أمل” فتاة فقيرة تعيش مع والدتها في كوخ عند البحيرة الكبيرة، تحلم دائماً بأن يكون لها قصر يملأوه الخدم والطعام والثريات، إذ إنها غالباً ما تنام جائعة من دون طعام لأن لا مال لديهما يكفي لأكل ثلاث وجبات في اليوم، فكانت كل ليلة تسأل والدتها: متى سيكون لنا قصر وخدم وطعام وثريات، كتلك القصور على الضفة الأخرى. وكانت إجابة والدتها: في اسمك معنى للسعادة فتأمليه، فأنا أحيا بأملي.

وفي ليلة شتوية باردة أحست أمل بالبرد يكسر عظامها الصغير، فما كان منها إلا أن ألقت بنفسها في حضن والدتها تبحث عن الدفء... فكان حضن والدتها كموقد نار يدفئ جسدها النحيل. وما أن أحست بالدفء حتى أغمضت عينيها، لترى في منامها حلماً هو أشبه بالحقيقة، رجل طويل يطرق باب منزلهما يحمل في يده بالونات ملونة أسماها “بالونات الأمنيات”... فطلب الرجل من “أمل” أن تختار بالونة واحدة فقط... فاختارت الحمراء وكان معلق في طرف خيط البالونة ورقة كتب عليها: بالأمل تستطيعين أن تحيي أحلامك الميتة.

استمر حلمها الصغير ثواني معدودات، حتى استيقظت على صوت والدتها توقظها لتتناول الطعام، الذي رزقهما الله إياه من أحد المحسنين... من هذا الحلم أدركت أمل السعادة الحقيقية الموجودة في معنى اسمها، فسعت بأمل قوي لتحقق أحلامها، فكان لها بعد أن كبرت وأكملت دراستها قصر وخدم وطعام، ملأته حباً وحناناً بدفء قلب والدتها.

نور محمد سعيد

(14 عاماً)

العدد 4170 - الأربعاء 05 فبراير 2014م الموافق 05 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً