العدد 4170 - الأربعاء 05 فبراير 2014م الموافق 05 ربيع الثاني 1435هـ

«فرانكشتاين» خارج الرواية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

مخلوق «فرانكشتاين» كما تصوره الرواية الخيالية يبدأ كفكرة جميلة، وينتهي كوحش يؤذي الآخرين، بمن فيهم الشخص الذي ابتكره في المختبر... الرواية الخيالية تتحدث عن شخص بارع في الكيمياء يقرر أن يطور أنسجة ميتة ويعيدها إلى الحياة على شكل إنسان، ولكن المخلوق (المسخ) يتحول إلى وحش بشع وبائس وتعيس يحرق ويقتل ومن ثم يطارد الشخص الذي ابتكره ويُحوِّل حياته إلى مأساة.

ونحن على أرض الواقع نشهد حالات مشابهة لمخلوق فرانكشتاين، إذ إن الكثير من الأحداث الجسام خلال العقود والسنوات الماضية تسبب فيها أشخاص وجماعات اختُلقت لها أدوارٌ من أجل غرض ما، وتم تمكينها بكل ما يتوافر من مال وعتاد ونفوذ، ولكن سرعان ما تحوَّل هؤلاء إلى وحوش انقلبوا في النهاية على من ابتكرهم، تماماً كما هي رواية فرانكشتاين.

الفرق بين الرواية والواقع كبير جدّاً، فالرواية تُعتبر إنجازاً أدبيّاً راقياً ألهمت الأفلام والأعمال الفنية على مدى عقود طويلة، أمّا على أرض الواقع فإن شخصيات وجماعات فرانكشتاين تسببت في نشر الأحقاد وخراب البلدان، وسفك الدماء، وفي النهاية ينقلب هؤلاء على من كوَّنهم ومكَّنهم. نرى مخلوقات فرانكشتاين أصبحوا الآن معروفين بأعمالهم الإرهابية، وبأحقادهم، وبرفضهم للتعايش السلمي مع غيرهم، وبحربهم على كل ما يرتبط بالتحضُّر الإنساني.

على أرض الواقع، فإن شخصيات وجماعات فرانكشتاين تتحوَّل إلى معوقات شرسة لأيِّ محاولة لإصلاح الأوضاع، فهؤلاء يحلمون بغايات لا تتحقق إلا بفناء الآخر والقضاء عليه، ولذا فإن هناك صعوبة كبيرة تواجه من يحاول ترويضهم وتطبيعهم للقبول بما تنشده الإنسانية من عدالة ومساواة وعيش مشترك.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4170 - الأربعاء 05 فبراير 2014م الموافق 05 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 4:41 ص

      فرانكشتاينيون

      يأماشي درب الزلق لا تامن الطيحه =في النهايةبعون ألله ينقلب هؤلاء على من كوَّنهم ومكَّنهم

    • زائر 12 | 3:05 ص

      قرعويات وشعوب يعتدى عليها

      يقال غرض كما يقال غايه لكن لا تبرر الغايه الوسيله بينما لو كان جميع الناس يعلمون يقينا أن لا إله إلا الله ولم يقول البعض أن هذا لي وذاك لك وإعترف الغرب بأنهم ليسوا ساميون وإنما من البشر وليس من البقر! قد يري بعض الغربيون أنهم أفضل من الناس وليس على الشعوب المتضرره والواقع عليها ما يسمى بالحصار أو التجويع والقتال ونشر الفوضى بدل السعي الى التخلي عن منطقة الخليج بلا شرط ولا قيد. قال قرعويه كيف سيحاسب المجتمع الدولي ما جرى على شعب العراق و سوريا والبحرين وغيرها من الشعوب؟

    • زائر 7 | 12:42 ص

      أعداء الديمقراطية

      نعم يا دكتور هناك فرنكشتاين وهؤلاء اصبحوا اعداء للديمقراطية ؛ لأن الديمقراطية مثابة خطر يداهم املاكهم وثروتهم التي تكونت من الفساد والفساد عدو لديمقراطية ، ومن الطبيعي ان تجد صحفية منفتحة وتنادي بالليبرالية متنعمة بخيرات زعماء الفساد ان تقف في وجه الديمقراطية

    • زائر 16 زائر 7 | 11:26 ص

      اعداء الديمقراطية

      اين هى الديمقراطية فى العراق يقولون الديمقراطية و المالكى هو دكتاتور يتحكم فى كل صغيرة و الكبيرة \\ايران خامينائى كل فى الكل والباقى كلهم اخرطى لا يحلون و لا يربطون فاى ديمقراطية تتكلمون عنها هل تريدون ديمقراطية مثل العراق او ايران انظرو ماذا يحدث فى تونس\\مصر \\ ليبيا و سوريا كل يقتل باسم الديمقراطية الحمد الله احنا بالف خير من غير هذه الديمقراطية التى تعرضنا الى الهلاك

    • زائر 6 | 12:37 ص

      فرانكشتاين في بغداد

      خلاصة رواية "فرانكشتاين في بغداد" لمن يحب أن يطّلع ويقرأ.
      على لسان هادي العتاك (بائع عاديات في أحد أحياء وسط بغداد)، يروي الكاتب العراقي أحمد سعداوي، في روايته الصادرة حديثاً عن منشورات الجمل، ما كان يقوم به من جمع بقايا جثث ضحايا التفجيرات الإرهابية خلال شتاء 2005، ليقوم بلصق هذه الأجزاء فينتج كائناً بشرياً غريباً، سرعان ما ينهض ليقوم بعملية ثأر وانتقام واسعة من المجرمين الذي قتلوا أجزاءه التي يتكوّن منها. مصائر شخصيات متداخلة خلال المطاردة المثيرة في بغداد وأحيائها.

    • زائر 4 | 12:14 ص

      هل توجد سطلة في العالم تقبل بظهور شخص يهدد السلم الاجتماعي ويهدد بالقتل

      ظهور مثل هؤلاء وعلى الملأ في مظاهر متكررة والتهديد بالقتل والتصفيات لطائفة معينة بالمجتمع وقادتها هو من المخجل ومن العار ان يتواصل تهديد امثال هؤلاء بتصفية المعارضين.
      السلطة نفسها تنأى بنفسها عن مثل هذه الافعال فكيف تسمح لهؤلاء بالتهديد الدائم والمستمر بالقتل والتصفيات الجسدية وقد تعدى ذلك الى المعتقلين ومن بالسجون
      يا دكتور المسألة لم تعد خلافات سياسية اصبحت تهديد بارتكاب جرائم قتل
      اين العالم كيف يتم السكوت على مثل هذه التهديدات

    • زائر 3 | 11:19 م

      هاي الواقع

      للأسف هاي الواقع الذي نراه وأمثال هؤلاء .........

    • زائر 1 | 10:40 م

      الفرق فرانكشتاين مخلوق لم يوظف من قبل راسمي السياسات

      نسخ فرانكشتان الحاليين اصحاب ......الطويلة .........المتنافرة و السراويلة في حالة جزر دائم ، لا تتحرك باجندة هي ترسمها وانما توظف دون ان تعي صغارها الوقود انهم يوظفون و يكفي انهم اثخنوا كل العالم الا اسرائيل يخرجون من الاراضي التي يخرجون منها ليضربوا مكان آخر و كأن دم الاسرائيلي جرام سفكه و حلال سفك باقي البشر

اقرأ ايضاً