مدخل: لن أضع عنواناً، فالنص هو العنوان الحقيقي!
البداية:
دهليزٌ آخر وينتهي المطاف... هكذا يظنُ الجميع، بل هكذا يجب أن يكون، لكل شيء نهاية، ولكن ماذا لو كانت البداية من النهاية؟
هل جربنا أن نفشل يوماً فقط كي نثبت نظرية «النجاح من الفشل»؟
كيف لنا أن نفرحَ بالأبيض دون التعثر بالأسود؟
والصحة هل لها طعمٌ دونما أن نتذوق مرارة المرض؟
كل نقيضٍ قاتم له بالمقابل نقيضه ذو البياض، فالفرح لا يكون فرحاً من دون تجربة الحزن...
ربما من المضحك أن نقول ذلك، ولكن هذا هو الواقع الذي يجب أن نتعايشه، بل هو الأساس الذي تقوم عليه حياتنا، حيثَ لا تأتي الراحة من دون الشقاء مسبقاً، ولا يكون النجاح من دون التعب في الدراسة... العمل... الحياة.
حتى أبسط الأشياء لها نقيضها، فالطفل لا يمشي هكذا بشكل خارق للطبيعة، بل يتعثر ويسقط ويبكي ثم نراه خطوة بخطوة حتى يتمكن من السير مطلقاً.
هكذا هي السنن الحياتية، وهذا هو المنطق، فلابد من وجود خيوط رفيعة تتماشى مع كل نقيض، وتخلع كل الوجوه البائسة بحركاتٍ بسيطة تحولها لبياض تحتمي خلفه ابتسامة النقيض الأبيض.
قد لا أكون مقتنعةً بأن الأسود هو الجانب السلبي – ولكنه المعتاد للتعبير - فسيكون هو الحزن، وبمقابله الأبيض وهو الفرح.
وهكذا كل التناقضات، لكي نصل للأبيض لابدّ أن نتلطخ بمستنقع الأسود كي نشعر بقيمة الأبيض حقاً.
فمن يشتري الأبيض من دون أن يمر بالأسود فسيعيش أكذوبة النجاح، ولن يشعر بهذا البياض أبداً، وكأنه يلعب لعبة القدر وهو يظن نفسه المتحكم في هذا القدر.
وهكذا سيكون الدهليز الذي يعيش فيه ضيق لا متنفس فيه، وبالتالي سيختنق موتاً حيث مكانه ولن يشعر بقيمة ما اشتراه من دون تعب.
وكي نحيا بأكسجين نقي ونتحرك بشكل مستقيم، ولكي نصل للقمة علينا أن نصعد ونسقط تارة ونتألم أخرى ونسهر حيناً ونجوع أحياناً، وحينها سنتنفس الأكسجين برئتين اشتاقت وتعبت ووصلت إليه.
فالوصول لما نرتاح إليه علينا أن نخوض التجربة مع النقيض، وحينها سنصل.
مخرج: أبقى حائرةً لاختيار العنوان، ولكنه حتماً لن يكون أقصر مما كُتبَ.
دعاء الغديري
بعد أن تم إقصاء العاملين من البحرينيين واستبدالهم بالأجانب تعمدت إدارة شركة بحرينية بأسلوب مغاير تضييق الخناق على العاملين بحيث يتم جمع الدقائق المتأخرة عند دخول الموظف إلى عمله عن طريق البصمة ويتفاجأ الموظف بالطامة الكبرى عند تسلمه الراتب الشهري بأن هناك قطع مبالغ لا يستهان بها من رزقه ورزق عياله، وما حدث في هذه الأيام لشيء مهول ولا يسكت عنه، إذ إن غالبية الموظفين استهدفهم هذا القطع الظالم، من هم من خسر 50 ديناراً ومن هم من خسر 70 ديناراً ومن هم من خسر 40 ديناراً وأقل من ذلك وأكثر، هذا وقد أحدثت هذه الاستقطاعات ضجة كبيرة لدى العاملين في هذه الشركة.
في حين أن العاملين يطالبون برفع سقف دخلهم الشهري بعدما سئموا من رواتبهم المتدنية الثابتة ولم تتغير، تقدم الشركة بإصرار وترصد على سحق رواتبهم، وهذا الفعل المهين لدى الشركة لم تقدم عليه أية شركة في البحرين لحد الآن، واستفردت به لوحدها، أليس في الشركة أحد يرشدها ويوقف هذا الظلم والازدراء ويصرخ بكلمة حق وينادي بالعدل والإنصاف؟
ومن ناحية ثانية وتماشياً مع مسلسل الظلم والتهميش والضغوط المؤلمة المتكررة التي ما أنزل الله بها من سلطان عندما يستأذن الموظف للخروج من العمل لقضاء حاجة ضرورية طرأت عليه في غضون ساعة أو نصف ساعة يلزمه القانون الجديد بأن يأخذ جزاءه نصف يوم يعني أربع ساعات وهذا قانون أيضاً جداً مجحف وغير عادل، وتلك قرارات نابعة من أفكار بحرينية مع الأسف الشديد وهذا لا يتقبله عقل ولا منطق، المواطنون يعانون من هم الديون وغلاء المعيشة والحياة الصعبة المعاشة في وقتنا الحالي، فبدلاً من أن تقوم الجهات برفع رواتبهم لتتماشى مع نار الغلاء وصعوبته يتم هلاك الراتب وتقطيعه وتجويع أبنائه وأفراد أسرته، نحن كلنا أمل أن تصدر الشركة قوانين وقرارات تصب في مصلحة العاملين وتنقذهم من براثن الفقر والعالة، ولكن مع الأسف آمالنا وتطلعاتنا ذهبت سدى وخاصة نحن نمثل قدامى الموظفين الذين انتابهم الظلم والتحقير وإخراجهم من ضوء التقدير والتكريم وهذا لم يحدث في أية شركة أخرى إلا في هذه الشركة.
مصطفى الخوخي
رسالتي موجهة بالدرجة الأولى إلى المسولين في النيابة العامة، فأنا مواطن بحريني قد تعرضت إلى النصب من قبل شخص يزعم امتلاكه لورشة نجارة وتعرفت عليه عن طريق إحدى المجلات في الصفحة الإعلانية، وياليت لم أكن أعرفه بسبب مواقفه المهينة والمذلة التي اضطررت إلى التعامل معه فقمت بدفع مبلغ وقدره 300 ديناركمبلغ مقدماً فيما البقية ستكون لاحقاً 180 ديناراً لأجل تصليح الأبواب وتركيبها داخل منزلي، وأخطرني بأن طلبي سيكون جاهزاً خلال شهر واحد فقط، مرت عدة أسابيع ولم أجد منه الحل، وكلما أتصل إليه فمجرد ينظر ربما إلى هاتفي النقال يؤثر إغلاق المكالمة ولايرد عليها، وعلى إثر ذلك قمت بتقديم بلاغ ضده في مركز شرطة مدينة حمد الجنوبي، راجعت المركز، وأخبروني أنه خلال أسبوع ستكون القضية قد وصلت إلى النيابة العامة. لذلك كلي أمل أن تقوم النيابة العامة بالنظر في قضيتي بصفة مستعجلة كي تسارع إلى إصدار أمر قبض على هذا النصاب ويتخلص الناس من إجرامه ويكون عبرة لغيره، والقضية بالمركز تحمل رقم (4402 - 2013).
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
في إحدى محاضرات علم الإجرام في الجامعة، كان الدكتور يتكلم عن موضوع الذكاء وعلاقته بالإجرام، وعندما تطرق في الحديث عن موضوع تصنيف الأفراد حسب الذكاء، ذكر أن هناك ثلاث فئات، الفئة الأولى: للعباقرة والنبغاء الذين يتجاوز مستوى ذكائهم 120في المئة، والفئة الثانية لمتوسطي الذكاء الذين يتراوح ذكائهم بين 90-110 في المئة، والفئة الثالثة لضعاف العقول الذين لا يتجاوز مستوى ذكائهم 70 في المئة. في تلك اللحظة خطر في بالي سؤال، أين هي فئة الأغبياء؟
بعد لحظات استوعبت أن مصطلح ضعاف العقول كان بديلاً لفظياً خجولاً للابتعاد عن المرور بمصطلح يجده البعض صفة لا تليق بمخلوقات راقية كالبشر، فغالبية المختصين يلجأون في تسمية الأغبياء بكلمات مثل: ضعاف العقول أو نسبة ذكاء متدنية أو انخفاض معدلات الذكاء، وغيرها من الصفات التي تشير إلى هذه الفئة من الأشخاص الذين يرتكبون أخطاء اجتماعية وسلوكيات شاذة.
والغريب في الموضوع أن معظم الناس الذين يتصفون بالغباء أو عفوا ضعاف العقول لا يعرفون بأنهم كذلك، أو أنهم يعرفون ولا يريدون أن يعترفوا بمعرفتهم، أو لا يعرفون ولا يريدوا أن يعرفوا، وهذه هي الكارثة، إذ إنهم يعتبرون نفسهم الأذكى وغيرهم الأغبياء، صدق فرانك ليهي عندما قال: «الغرور هو المسكن الذي يخدّر ألم الغباء».
على كل حال الغباء جزء من علاقة أفراد العالم فيما بينهم، لا يمكننا أن ننكره أو نقلل من شأنه، فالله سبحانه وتعالى له في خلقه شئون.
فالغباء له بعض الأدوار في تغيير مجرى التاريخ، فعلى سبيل المثال إصرار نابليون بونابرت على خوض معركة «واترلو» التاريخية، وهو مصاب بالإسهال، الأمر الذي قلب مجريات المعركة لصالح أعدائه، فهل كان نابليون يعرف أنه لا يصلح لخوض معركة؟ أو أنه كان يعرف ولا يريد أن يعترف بمعرفته؟ ولكن يبدو أنه لا يعرف ولا يريد أن يعرف أصلاً، لأنه في جميع الأحوال معرفته لن تغير شيئاً ما دام يؤمن بحكمة تقول: «في السياسة الغباء ليس عائقاً».
الأغبياء لا يعترفون بغبائهم مع أنه قد يوصلهم للنجومية، بينما الأذكياء يعترفون بذكائهم الذي لا يتاح له فرصة للوصول للنجومية فيستغلونه للطرق الإجرامية، ومثال على الذكاء الإجرامي نموذج المجرم كابتن كيل دوزر، وهو شخص بسيط يعيش في بلدة صغيرة تضم 500 شخص فقط، فاجأهم ذات يوم بخروجه من كراج منزله بمدرعة مجهزة برشاش خارجي وكاميرات ليستطيع مراقبة العالم الخارجي، وأيضاً محمية من الغازات خوفاً من مهاجمته بالقنابل الغازية.
وهاجم العديد من المباني الحيوية في المدينة ودمرها حتى أن الجيش لم يستطع إيقافه بثلاث قنابل، والشيء الوحيد الذي أوقفه هو عندما علقت تروس المدرعة بأحد المباني ما سبب فشل محركها، فانتحر داخلها.
واحتاج الجيش لـ 12 ساعة لكي يخرجوه منها، وقدر الدمار الذي سببه بـ 7 ملايين دولار أميركي.
لابد أن تتاح الفرص أمام العقول الفائقة الذكاء لاستغلالها كأداة للخير وليس أداة للشر. أما إذا حدث العكس فقد تطبقت مقولة ريمي دو غورمونت، التي تقول: «استفاد الإنسان من ذكائه باختراع الغباء».
سارة عبدالأمير عبدعلي حماد
العدد 4170 - الأربعاء 05 فبراير 2014م الموافق 05 ربيع الثاني 1435هـ
تدفع فلوس بدون رصيد؟؟
اذا الرجال نصاب انت تصير مغفل ؟؟ في احد يدفع فلوس بدون ما ياخذ رصيد عليها ؟؟؟؟
المقالات الرائعة
هكذا وإلا فلا.. حقيقة مقالة جميلة مفعمة بالحيوية والتشويق والعلوم، والتاريخ والفلسفة والبساطة والمعايشة ... لقد امتعتنا يا سارة فهنيئا لك وللأسرة التي انتجتك.. وإلى الأمام ،ع/ز،،