كشف قيادي في تيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر أن قادة "التحالف الوطني الشيعي" الذي يرأس حكومة نوري المالكي طلبوا من الأخير اتخاذ تدابير قوية وعملية لإجبار زعيمي أكبر ميليشيتين شيعيتين هما قيس الخزعلي, الذي يتزعم جماعة عصائب "أهل الحق" وواثق البطاط الذي يقود "جيش المختار" على سحب مقاتليهم من الأراضي السورية حيث يقاتلون الى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال القيادي الصدري لصحيفة "السياسة" الكويتية في عددها الصادر اليوم الاربعاء (8 فبراير / شباط 2014) إن المرجع الشيعي الأعلى في مدينة النجف جنوب العراق علي السيستاني نصح قيادات دينية شيعية في لبنان بإقناع الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله بسحب مقاتليه من المدن السورية.
وأضاف أن التوجهات الجديدة للقيادات الدينية والسياسية الشيعية العراقية تتميز عن سابقاتها بكثير من النضج والتصميم السياسيين باتجاه افراغ سورية من أي عناصر مسلحة عراقية شيعية بناءً على بعض المعطيات في مقدمها الأوضاع الأمنية المتوترة والمتصاعدة في محافظة الأنبار العراقية والتي سيكون لها تداعيات في المستقبل, وبالتالي يمكن لإجبار الميليشيات على سحب عناصرها من سورية أن يسهم في ارسال رسالة ايجابية للسنة ودعم الحل السياسي بينهم وبين الحكومة في بغداد.
وأوضح أن سحب مقاتلي الميليشيات العراقية من دمشق وبالتحديد من منطقة السيدة زينب في ريف دمشق, والذي يعتقد أن مقاتلي "لواء أبو الفضل العباس" يتمركزون فيه, سيؤدي الى بلورة تعاون حقيقي وجدي بين الحكومة العراقية وبين العشائر السنية لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) لأن قسماً من العشائر بدأ يتعاطف مع المتطرفين في الأنبار وغيرها من المدن السنية رداً على صمت حكومة المالكي حيال تدفق مقاتلي الميليشيات للدفاع عن نظام الأسد, ما اعتبر عملاً طائفياً في نظر هذه العشائر في المنطقة التي تقع على الحدود مع سورية.
وأشار القيادي الصدري والعضو في "التحالف الشيعي" ، إلى أن الولايات المتحدة تتحرك بالاتجاه نفسه, مؤكداً أن بعض قادة التحالف لديهم قناعة بأن توقيت سحب الميليشيات العراقية سيشجع على التوصل الى اتفاق سياسي بين الحكومة السورية وبين معارضيها.
ولفت إلى أن سحب الميليشيات العراقية ومقاتلي "حزب الله" سيساعد السوريين على انهاء العنف لأن الاسد سيكون جاهزاً بصورة أكبر لتوقيع اتفاق حل سياسي.
وحذر من أن استمرار بقاء الميليشيات الشيعية في سورية سيفشل الجهود السياسية الدولية في جنيف لإيجاد حل للأزمة السورية.
وأكد أن "الحرس الثوري الايراني" من أبرز المعارضين لسحب مقاتلي الميليشيات لاعتبارات تتعلق بصراع النفوذ الاقليمي, كما أن بقاء الميليشيات في نظر المتطرفين في النظام الايراني يمثل ورقة ضغط يجب أن لا تقدم مجاناً بل يجب استعمالها في الوقت المناسب لتحقيق مكاسب ميدانية وسياسية لمصلحة الأسد.
ورجح أن لا تسمح طهران لقادة التحالف الشيعي العراقي وللمالكي باتخاذ أي خطوات جادة لإجبار زعماء الميليشيات على سحب عناصرها من سورية ، مشككا بنوايا النظامين السوري والايراني سحب الميليشيات العراقية ومقاتلي "حزب الله" اللبناني حتى لو تم التوصل الى تسوية سياسية أو حتى بعد تشكيل هيئة حكم انتقالية.