يدور حوار خلف الكواليس، تتسرب منه بعض السيناريوهات المتداولة، وما رشح منها يتناول تقاسماً للوزارات والدوائر الانتخابية بنسبة وتناسب، وليس معلوماً بعد، مَن مِن الأطراف هي المعنية.
فما يعني الشعوب في حراكاتها هو العدالة والكرامة والإنسانية، والمساواة في الحقوق والواجبات، والحريات والحقوق المدنية والسياسية، وما يعنيها أيضاً، محاسبة المتجاوزين، والانتصاف للشهداء والمعتقلين والمصابين، من المواطنين على مختلف انتماءاتهم السياسية والمذهبية والدينية، وتعويضهم وأهاليهم بما يراه المتضرّرون، وكذلك المفصولين من أعمالهم، فيقال قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق، وربما غفر المفصول من عمله لربّ عمل ظلمه في وظيفة، قد يعوضها بأخرى، لدى رب عمل آخر، أما أن يكون الفاصل سلطات الدولة، التي تمد الفصل بمنع المفصول من الالتحاق بأية وظيفة أخرى، فإنه أمر يتعارض مع الأديان والأخلاق وشرعة حقوق الانسان.
والحوار ما لم يقدّم لأضعف الناس حقه، أسوةً بأخ له أقوى، وما لم يُقـَوِّم المعايير بما نصت عليه الاتفاقات والعهود، سواء المحلية، الدستورية والقانونية، أو الدولية والأممية منها، بما يساوي بين المواطنين، وبما يجعل الشعب حقاً مصدر السلطات، ومحاسِبها ومُبدِّلها بأحسن وأعدل منها، فليس بحوار وطني، بل ربما هو حوار نفعي لأطرافه.
وأطراف الحوار، ما لم يكونوا مُلهَمين في أدناها، بحل معاناة الشعب والتخفيف عليه، وبكل انتماءاته، وما لم يتسلحوا بالمواطنة والإنسانية دون سواها من أصل أو دين أو طائفة أو مذهب، وما لم يعترف البعض بالآخر، أنهم جميعاً مواطنو هذا الوطن، لا سيد ولا مسود، ويعودوا مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات، ويشكّلوا جميعهم بما فيهم أفراد سلطات اليوم والمعتقلين والمهجرين، القاعدة الشعبية التي تعيد صياغة النصوص الدستورية والقانونية، وتعيد تشكيل السلطات بالتوكيل الشعبي الغالب، المعبّر عن الآمال الجامعة لأبناء الوطن، وتتكاتف الهمم لإعادة بناء الوطن، على أساسات متينة تتجاوز الماضي وتبني الحاضر وتضمن المستقبل.
ليس منا اليوم نحن المواطنون، من لم يولد على بسيطة هذا الوطن، من رحم أمٍ ومن صلب أبٍ، بحريني أصيل، فيكفي أن نتوقف عند هذا التاريخ، والعالم اليوم يعيش المدنية، وما منّا من مواطن، إلا وتسلّح بالعلم والمدنية. فليكن شعار الجميع، وبوتقة عقله ووجدانه، أن الوطن لمواطنيه، لكلٍ دينه ولكل مذهبه في ذات الدين بما اجتهدوا، فليتجادلوا بالحسنى، ولهم فكرهم السياسي والثقافي، فمن أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، ومن الشيوعي إلى الديني، ومن القومي إلى العلماني، يختلفون بينهم، إلا أنهم يتوحّدون في المواطنة والإنسانية، فليعش كل فرد بما حوى فكره، دون مسٍّ بما حوى فكر الآخرين، فالجميع مصيبٌ في تقديراته، المُحتمِلة الخطأ لدى الآخر، والجميع مخطئ في بعضها ومُحتمَلة الصواب في نفسه، فهنا فقط يكون لقاء الأطراف حواراً وطنياً.
والحوار الوطني لا يمكن أن يكون إلا بين ممثلين للشعب بأسره، ينتخبهم بعدد معلوم، على كامل تراب الوطن، وحدة واحدة، ولكل مواطن بلغ السنّ والرشد القانوني، أن ينتخب كامل العدد المعلوم أو أقل منه، ذاك العدد في إجماليه، مقسم إلى مجموعات تخصصية، من سياسيين واقتصاديين واجتماعيين، وقانونيين وحقوقيين، وإداريين وأدباء وكتاب وصحافيين، وتجار وعاملين وطلبة جامعيين، ودينيين من كل دين ومذهب، إلى آخره من التخصصات، ليكونوا ممثلين عن ناخبيهم في الحوار، ويدخل الحوار من يحوز أعلى الأصوات، دون الفرز إلى عائلة أو طائفة أو حزب، أو ذكر وأنثى، أو غني وفقير، وتتولى إدارة تلك الانتخابات، هيئة انتقالية محلية يُنتخب نصف أعضائها بذات الآلية، ويعين الملك نصفها الآخر، لتقوم بانتخاب رئاساتها ولجانها وتعيين العاملين والمستشارين والقضاة، وتشرف عليها هيئةٌ من جهات حقوقية محلية وأممية، لتقوم هذه الهيئة مؤقتاً أيضاً، بإدارة البلاد بما هو قائم من نصوص دستورية وقانونية، تتوافق والقوانين والمواثيق والعهود الإنسانية الأممية، دون الاقتراب من العمل التشريعي وتطوير النصوص الدستورية والقانونية. تلك المهام التي يكون رسمها من مخرجات الحوار الوطني، والتي بتوثيقها تبدأ عمليات إعادة بناء السلطات. فهل السلطات الرسمية، والأحزاب السياسية قادرين على تجرع الدواء المر؟
إقرأ أيضا لـ "يعقوب سيادي"العدد 4169 - الثلثاء 04 فبراير 2014م الموافق 04 ربيع الثاني 1435هـ
ابو حسين
يا ستاذي الفاضل,, حنما يكون السياسي و احد اقطاب الحوار عراب يتكلم وكانه
ايضرب ودع ماذا يتوقع من هكذا فريق وهو يتكلم عن التعطيل في التحارم وغيرها
وهي ابسط حقوق الانسان الشخصية الى متي الضحك على ذقون الناس توجد
مطالب وحقوق مشروعة الى كافة الشعب البحرين الكريم هنا الكلام النافح
والمفيد اما عقائد الناس فهي حقوق شخصية يكفلها الذين والعقل والمنطق
والدستور المحلي والمواثيق الدولية فهي ليست اختصاصي او اختصاصك مع
الشكر والتقدير لجميع
لا يجود حل حقيقي
الحل الحقيقي مر كما وصفت والمتمصلحين من الوضع القائم يحاربون كما تحاربون فلمن الغلبة يا ترى هل للخير أم للشر؟ دوام الحال من المحال
شكرًا يا أستاذ يعقوب
لا أعلم ماذا يضيرهم لو أنصفوا الشعب ؟
حلم ليته بتحقق
صباح الخيرات استادي الجليلاقد لقد وضعت خارطة للطريق ولكن هلمم مهل من مجيب؟؟؟؟
نسمع جعجعة الرحى ولا نرى طحينا
أي حوار في الدنيا يحتاج لتهيئة الأجواء ليكون فاعلا ... ما نراه عكس ذلك تماما .. فالحوار مات قبل أن يولد ... . فكل المرئيات المذكورة في المقال جيده إذا لاقت من يطبقها ويجعلها حقيقة وليست آمال شعب يتمنى أن يعم الخير والسلام أرجاء البلاد .
شكرا لهذا القلم الصادق
كثر الله من المثالك ايها البحريني الاصيل
الأمل القريب
كلام سليم
سيأخذنا الى تيتي حيى يصبح مثل ما رحتي جيتي
تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي وكما كان سوابقه من حوار فاضية لن يكون هذا بأفضل من سوابقه وربما يزيد من الانشقاق
عن نفسي لا ارى الا ما يؤزم الوضع فطفاء المؤزمون على الساحة الاعلامية الرسمية والسماح لبعض الحاقدين ببث السموم وتغدية عقول الجهلة بسم حقدهم سوف يجرّ البلد الى عنف لا يمكن لاحد التنبؤ بنتائجه
قالها عطية الله ستنسحب المعارضة
وكل شيء مرسوم ترى جماعة التقرير المثير شغالين.
تصور
تصور نفسك تسير في الطريق و لم تحدد وجهتك بعد و لا لماذا انت تسير و اذا سألك احد قتلت حتى اصل المكان دون معرفة المكان ولا الدروب الموصلة له هذا ما ينطبق على الحوار هنا لا مشكلة مشخصة و لا اجواء و لا خطوات مدروسة للوصول للغاية المجهولة . جماعة الفاتح مشاركين فيه و عندما شكوا ان حوارا جادا قد يبدأ انتفضوا او نفضوا وهذا يؤكد ان الحوارات السابقة ليست ذات مغزى
لن يكتب له بالنجاح
السلطه لا تريد حلا تفرضه المعارضه عليها , والمعارضه بعد كل هذه التضحيات لا يمكن ان تتنازل عن المطالب التي خرجت من اجلها , والحوار المزعوم مقدماته فاشله لذلك لن يكتب له بالنجاح