هل يمكن النظر إلى قرار حلّ المجلس الإسلامي العلمائي باعتباره قراراً محايداً ليس له علاقة بالسياسة وحساباتها؟
وزارة العدل، وفي بيانٍ غاضبٍ أصدرته الاثنين الماضي (3 فبراير/ شباط 2014)، اعتبرت ردود الفعل الواسعة داخلياً وخارجياً، على قرار حلّ المجلس، مجرد «إثارة إعلامية مفتعلة»، و«استثارة ممنهجة للمشاعر الدينية»، معلنةً رفضها الترويج بأن «أياً من المذاهب الإسلامية وشعائره وثقافته مستهدف، فجميع المذاهب المعتبرة في البحرين هي جزء من الدين الإسلامي والهوية الوطنية». وهو كلامٌ مرسل وجميل، ولكن لا تصدّقه الوقائع والبيّنات.
البيان كما هو واضحٌ للمراقب، رد فعل شديد اللهجة على الاعتصام الاحتجاجي الذي تداعى إليه علماء البحرين في جامع الإمام الصادق غرب العاصمة المنامة، الأحد الماضي، حيث وقّعوا عريضةً سوف تُرفع إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، باعتبار موقعه الأممي، ومتابعته للشأن البحريني منذ فبراير 2011، وما حدث من تطورات سياسية وأمنية، وانتهاكات لحقوق الإنسان.
ما يشكّك في رواية الوزارة هو اختيار هذا التوقيت لحلّ المجلس، فهو يوحي بوجود طرفٍ ما، أراد أن يلقي بهذه الورقة لقطع الطريق أمام أي حوار مرتقب، عن طريق تأجيج المشاعر الدينية. فالمجلس ليس مبنى من ثلاثة طوابق في قريةٍ صغيرةٍ بالمحافظة الشمالية لم يسمع باسمها ثلث شعب البحرين، تُدعى «حلة العبد الصالح»، وإنّما هي مؤسسةٌ تجمع المئات من علماء الدين وطلبة العلوم الدينية.
عندما أنشئ هذا الكيان في أكتوبر 2004، كان الهاجس الأكبر لمؤسّسيه الحفاظ على استقلالية المؤسسة الدينية، بعيداً عن تجاذبات السلطة وألعاب السياسة. وظلّ في الظلّ لسنوات طويلة، يمارس أدواراً تقليدية، محورها الاهتمام بالشأن الديني، وما يستتبعه من أنشطة اجتماعية وثقافية، لعلّ أبرزها تنظيم مؤتمرات عاشوراء السنوية، خلال الأعوام الماضية. وكان المجلس يعبّر عن بعض المواقف في الأحداث المهمة، مثل أزمة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لنبي الإسلام (ص)، إلا أنه بقي في الظلّ حتى جاءت الأزمة السياسية الكبرى.
من الأخطاء الكبيرة التي تورّطت فيها السلطات في البحرين، إقدامها على هدم 38 مسجداً تتبع كلها الطائفة الشيعية، والمفارقة التي ستبقى غير مفهومة لعقود طويلة، أن وزير العدل المؤتمن على رعاية الشئون الإسلامية والأوقاف، هو من تصدّى لتبرير هدم هذه المساجد. هذا القرار أساء للدولة كثيراً، وشوّه سمعتها، وقلب صورتها في الإعلام الخارجي باعتبارها بلداً للتسامح والتعايش، خصوصاً أنه لم يحدث مثل ذلك الإجراء الانتقامي من جماعةٍ أو طائفةٍ أو معارضة سياسية في أيٍّ من بلدان الربيع العربي الأخرى.
هذا الإجراء العنيف مسّ أعمق المشاعر الدينية لدى شعبٍ تتفاخر أجياله بأنه دخل الإسلام طوعاً، بمجرد استلام رسالة من المدينة المنورة في العام التاسع الهجري. وكان ذلك الإجراء أول مناسبةٍ يرتفع فيها صوت المجلس الإسلامي العلمائي بالاحتجاج الشديد ضد السلطة. يومها أتذكّر وجه الشيخ عيسى قاسم (رئيس المجلس حينها) وهو يعلن غاضباً إنه لن يغيّر من واقع المساجد شيئاً حتى لو أقيم مكانها قصر أو سوق. كان إجراءً عنيفاً ولّد رد فعل مضاداً له في الاتجاه.
كتبت عن هدم المساجد مراراً، واعتبرته خطأً جسيماً جداً، تمنّيت لو خلا تاريخ بلادي من هذه الصفحة السوداء، وأكرّر الكلام نفسه عن حلّ المجلس الإسلامي العلمائي، حذو القذة بالقذة، فما نصح الحكم بعقلٍ وصدقٍ وإخلاص، من أشار بحلّ هذا الكيان.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4169 - الثلثاء 04 فبراير 2014م الموافق 04 ربيع الثاني 1435هـ
احسنت
احسنت سيدنا و بارك الله فيكم
المجلس لا يلغى الا بالغاء اصحابه
او اعضاءه
شكرا سيد والله يحفظك بوهاشم
شكرا على كلماتك الطيبة البناء ونتمنى أن تتجاوز بحريننا الغالية هذه المحنة لواقع أفضل بقدر التضحيات التي قدمها شعبها الصبور والمخلص لترابها الطاهر...
وكما قال الشابي رحمه الله:
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر.
التغيير ياشعب البحرين المعطاء سنة كونية وتاريخية ثابته وهو قادم لا محالة مهما قاومته قوى الظلم والظلال والاستبداد؛ فالدكتاتورية إلى زوال وكرامة الشعب وعزته بعد مشيئة الله سبحانه باقية.
شمس الحرية سوف تشرق من جديد...شكرا لكم
لحد الان
لحد الان لم ياتي ولا واحد لا موالي ولا حكومي ولا داعشي باي اثبات يجرم المجلس العلمائي لان اللي يطلع التهم هو نفسه السيناريست الفاشل مال الداخليه اللي شهداءنا منتفين على المغتسل وهو يقول سكلر او توقف الدورة الدموية شوية خجل وحياء
القانون
ليس يا سيدي نا تلتزموا بالقانون ؟ وهل تؤكد بان هذا المجلس فوق القانون ؟؟
كلام جميل
طبعاً اذا كان يطبق على الجميع وليس ناسس دون ناس. وما فيه ناس احسن من ناس.
للموضوعية وبعيدا عن العاطفة!
لا شك أن قرار حل المجلس العلمائي سياسي وظالم . لكن لا يمكن غض النظر والقول أن المجلس العلمائي منذ تأسيسه لم يمارس السياسة أو أنه لم يكن مؤثرا في الموقف السياسي العام لجماهير المعارضة.فالمجلس العلمائي بقيادة الشيخ عيسى قاسم هو من لعب الدور الأكبر في تحويل موقف الجماهير من المقاطعة إلى المشاركة في الانتخابات البرلمانية في 2006 و2010 على سبيل المثال . أما موقفه وتحركه العملي من هدم المساجد كان ضعيفا ولا يتوازى مع حجم وعظم الجرم .
وجهى نظر أخرى
اذا اردنا الدقة بين وجهة نظرك ونظر السيد قاسم حسين، أنا لا اعتقد ان المجلس كان يتدخل في السياسة. ويجب الفصل بين المجلس الحالي وبين تشكيلته السابقة ايام الشيخ عيسى قاسم. صحيح الشيخ عيسى لعب دور كبير في السياسة وله مواقف معلنة الا ان المجلس لم يكن كذلك خصوصاً بعد خروج الشيخ وتسلم السيد المشعل منصب الرئاسة والذي تحرك بعد هدم المساجد وأخيراً بعد حله.
بلد التسامح المفتعل
نقطة سوداء ماحدث من انتقام طال البشر والحجر مساجد هدمت ويكذب بشأنها واقول ستصدر كتب ومقالات توثق هذه المرحلة المكارثية الابارتهدية والمطلوب منا السكوت ونقول ابدا لن نسكت ونستكين حتى انتزاع الحقوق وتقديم منتهكي حقوقنا للمحاكم خارجيا
بان كي مون لن يفعل لكم شيئا .. ام محمود
بان كي مون يقول انه لن يتغاضي عن أي عمل غير ديمقراطي في تايلند و عن الجمود السياسي قال انه لن يتهاون مع من يعيق العمل و الحق الديمقراطي للشعب التايلندي و انتقد من يثير الخلافات لعرقلة اجراء الحوار ..و لكن ماذا عن اكثر من نصف الشعب البحريني و ما تعرضوا له طوال الثلاث سنوات من ظلم و هدم للمساجد بحجة انها غير قانونية و ما تعرض له مسجد صعصعة و مسجد البربغي لم يستنكر أحد
انا اشك بانهم سيبنون مسجد الشيخ عزيز و يعملون منه صرح حضاري
إن غلق المجلس العلمائي هو اكبر خطأ تاريخي يستهدف رجال الدين و العلم
تصحيح
وقت القاء كلمة الشيخ عيسى عن المساجد المهدمة لم يكن حينها رئيسا للمجلس
سؤال قانوني أرجو الإجابة
بكل بساطة لماذا لم يتم التقدم بطلب الموافقة على إشهار المجلس الإسلامي العلمائي في حينه ليكون تواجده قانونيا وإذا تم رفض إشهاره تكون البينة على من رفض ومن غير مهاترات وشحن طائفي
دعهم في غيّهم يعمهون سيدنا
( ولا تحسبَنَّ غافلاً عمّا يعملِ الظالمون ) ( إنّما يؤخرهم ليومٍ تشخص فيه الأبصار ) .
احنا متجرين في هذا البلد
احنا مساجدنا ومبانينا الاسلامية كانت موجوده قبل الفتح ونحن عرب ومازلنا عربا قبل الفتح وبعد الفتح فليس من المنطقي ان الذي ياتي فاتحا ان يطلب رخصه بناء مسجد سابقه للفتح واذا عندك شارع على قولتك بان المسجد يقع فيه الاولى ان يعاد تصميم الشارع لان المسجد كان قبله بس القضيه كلها حقد طائفي دفين على سكان البلد الاصليين
ذكاء
هل تذكرون متى اصدرت الحكومة هذا القرار؟
بعد ان اعلن عن خبر الشهيد الثاني و ذلك لتغيير انتباه الراي العام و لفت نظرهم لقضية جديدة و لم يعد يذكر عنهما اي شي ....للاسف هذه السياسة اتبعتها الحكومة من بداية الثورة و نحن نتبعها في حركاتها ...
تخاطب من ذهب عقله
كاتبنا العزيز انت تخاطب من ذهب عقله فكيف تنتظر منه رد فعل ايجابي حيال تفاصيل قضيتنا الشائكة التي لا نعلم متى سيتم حلها والقادم ادهى واعظم
كلما حاولوا اطفاء المذهب تلألأ
دول تعاقبت على وأد هذا المذهب ومحاولة قبره ودفنه فلم يزدد الا تألقا وظهورا وبروزا
ماذا صنع الاميون بشيعة اهل البيت؟
ماذا صنع العباسيون بشيعة اهل البيت؟
ماذا صنعت الدويلات المتعاقبة؟
ثم ماذا ؟ بقي المذهب واصبح الآن مدار الحدث العالمي فهل سيقضي اجراء مثل هذا على المذهب ام سيزيد اتباعه تمسكا بعلمائه اكثر فأكثر
انا متأكد
عندما يهدأ اصحاب القرار سيكتشفون ان قرارهم كان خطأ و سيعدلون عنه يمكن دون اعتذار كالعادة. هداهم الله !
استهداف ممنهج ومبرمج منذ ظهور التقرير المثير
ها هي وقائع التقرير المثير تنفذ واحدة تلو الاخرى وعلى عينك يا تاجر
بالأمس المساجد واليوم المجلس العلمائي بحجج واهية
حجج واهية لا ترقى لأن يقبلها صبيان السياسة لا في الداخل ولا في الخارج والشعب اصبح على قناعة مما كان يتخوف منه ومن التقارير التي كانت متداولة بين الناس وفيها استهداف واضح للطائفة الاكبر في البحرين ومحاولة تذويبها بجعلها اقليّة مسلوبة الحقوق هذا هو واقع الحال والعالم كله يعرف ذلك وليس الشعب فقط هناك سياسة استهداف واضحة للمذهب الشيعي بلا شك ولا ريب
تتعبون نفسكم في التحليل
سهل: 1-المساجد للشيعة. 2-المجلس العلمائي خاص بالشيعة. 3-البيوت والقرى التي تستباح يومياً للشيعة. 4-من يوقف للتفتيش ويهان في الشوارع شيعة. 5-الاطباء الذين فصلوا من الشيعة. 6-المدرسين والطلبة الذين فصلوا شيعة. 7-الشهداء والسجناء شيعة. 8-من يبحثون عن اعمال شيعة. 9-من يمنع من دخول السلك العسكري شيعة. يعني انتم ايها الشيعة المحرضون طائفيون....والله شئ يجنن العقل .حتى الغبي يعرف الحق من الباطل ولازال هؤلاء يكذبون في اعلامهم وجرائدهم
بارك الله فيك سيدنا
ولكن الشيخ عيسى قاسم لم يكن حين هدمت المساجد رئيسا للمجلس العلمائي
فقط للتصحيح
فليسمع كل متكبر
المجلس العلمائي يسري بعروقي ودمائي
هذي منشآت
سيدنا هم ما يعترفون بالمساجد ويسمونها منشآت دينية فكيف بالمجلس العلمائي ايها اعظم
قرار سلطة
بإمكانك القول عن القرار بأنه قرار سلطة سواء يضم السين لو بقتح السين ذلك لأن المجلس العلمائي هو تجمع للعلماء فعلى اي اساس يقوم وزير العدل لاحظ كلمة وزير برفع دعوى و حسم الموضوع في غضون فترة قصيرة؟
بل وعلى أي أساس يتم حل المجلس و هو اصلا ليس مسجلا تسجيلا رسميا
.
لكنه الاستهداف و للعلم لت يتم القضاء على هذا التجمع الثابت كعلماء من هذه البلد ينظمون رؤاهم باستقلالية تامة ضمن ضوابط الاسلام.
طيب وبعدين
طيب أغلقوا المجلس العلمائي ولكن هل يمكن غلق العقيدة والقلب والعقل لدى الملايين لا والله
لاحياة لمن تنادي
عمك أصمخ تنصح في ويش اذا الحقد والغل سيطر على قلوبهم وألغيت عقولهم فأصبحوا حمقاء بسياستهم أضاعوا الوطن وسمعتهم وحاربوا الله وأهل البيت وشيعتهم وتمادوا في طغيانهم ولكن سوف يأتي اليوم الذي يعضون أصابعهم .
أحسنت
أحسنتم أستاذ قاسم
صح
صح لسانك ياسيد
ذريعة غير مرخصة
هدمت المساجد بذريعة غير مرخصة و اغلبها وجدت قبل النظام الاداري ولو اخذ بهذه الذريعة لهدمت منازل قديمة مازالت قائمة و يستغرب الترخيص لم يطل اي مبنى الا المساجد الشيعية و الآن اغلق المجلس العلمائي بنفس الذريعة بينما تجمع المحمود المسمى الفاتح تشكل بدون ترخيص و حشد الاعلام له في جامع الفاتح ووفر المواصلات ليتجمع في مكان عبادي وبعد اشهر اعلن عن ترخيصه و امثلة اخرى يطول بذكرها المقام
تمنّيت لو خلا تاريخ بلادي من هذه الصفحة السوداء
لا يا سيدي...لا علاقة لبلادي بهذه الصفحة السواداء...سيذكر التاريخ بأن فلان بن فلان هدم مساجد بلادي