«الكل خاسر في سباق الصيف» شعار يعرفه الجميع على رغم ان الفنان عادل إمام حقق أعلى إيرادات السينما المصرية قاطبة بعد ان ضرب فيلمه الأخير رقماً قياسياً في التسويق عربياً. بلغ دخله من تسويقه وبيعه للبلاد العربية خمسة ملايين ونصف المليون من الجنيهات المصرية محطماً بذلك الرقم القياسي خارج مصر وأعلى إيرادات لموسم صيفي الكل خاسر فيه في الوقت الذي أشعل «اللمبي» الأسعار بين النجوم بعد ان تخطى دخله الـ 25 مليوناً من الجنيهات ورفع بطله محمد سعد أجره إلى مليون ونصف في أفلامه المقبلة، فضلاً عن 10 في المئة من الدخل أسوة بالفنان محمد هنيدي الذي تقاضى مليوناً ونصف المليون كدفعة أولى لفيلم «صاحب صاحبه».
بنظرة خاطفة على سباق أفلام الصيف نجد صعود نجم إلى السماء وهبوط آخرين إلى سابع أرض. نجوم تألقت ونجوم خفقت. فمثلاً خلال العرض نجد اللمبي يحطم الأرقام تحطيماً بعد ان بلغ دخله الـ 25 مليون جنيه وفي أول أيامه كان يحقق المليون جنيه تقريباً. أما ثاني أفلام الصيف فهو فيلم «مافيا» الذي حقق دخلاً قدره 18 مليون جنيه منها 5 ملايين في الأسبوع الأول ثم «أمير الظلام» للفنان عادل إمام الذي حقق أفضل أرقام التوزيع عربياً ومحلياً - 12 مليوناً - وبلغت كلفته 6 ملايين جنيه منها 3 ملايين أجر الفنان عادل إمام.
أما رابع الأفلام فهو فيلم «صاحب صاحبه» بطولة الفنان محمد هنيدي الذي حقق دخلاً قدره 9 ملايين جنيه ثم فيلم «محامي خلع» للفنان هاني رمزي بتحقيق 7 ملايين جنيه، ثم فيلم «حر العيون» بطولة الفنان عامر منيب وحلا شيحا ونيللي كريم وريهام عبدالغفور بينما احتل فيلم «فلاح في الكونغرس» بطولة شعبان عبدالرحيم وعبير صبري آخر القائمة محققاً إيرادات لا تزيد عن النصف مليون جنيه وتم رفعه بعد عرضه أسبوعين من دور العرض البالغ عددها 146 داراً.
المخرج محمد النجار يؤكد ان كل الأفلام التي عرضت هذا الصيف ستحقق خسارة مثلما حققت الملايين ما عدا «أمير الظلام» و«اللمبي». وهو يستند في كلامه إلى ما يشبه دراسة الجدوى في اقتصاديات السينما، ويقول:
«الحقيقة ان ما يقال ان الأفلام تحقق إيرادات فلكية، هذا وهم بلا حدود. وحصيلة إيرادات أي فيلم يعرض هذا العام، لن تصل إلى نظيرتها في الأعوام الماضية لأسباب كثيرة أهمها ان المنتجين الآن أصبحوا ينفقون على أفلامهم بسخاء لتحقيق الإبهار من خلال مشاهد المطاردات بالسيارات والكمبيوتر جرافيك، بالإضافة إلى الطبع وتسجيل الصوت خارج مصر، فضلاً عن ارتفاع أسعار الفيلم الخام وبالتالي حدثت زيادة فعلية في الكلفة، ونظير هذا لابد من ان يحقق الفيلم أضعاف كلفته. أعطي مثالاً: لو ان فيلماً تكلف انتاجه 3 ملايين جنيه، لابد ان يحقق على أقل تقدير إيرادات قدرها 8 ملايين جنيه حتى يقال انه قد كسب. فهذه الإيرادات يخصص منها بالتالي: 10 في المئة ضرائب، 20 في المئة نسبة الموزع، والـ 70 في المئة الباقية تقسم مناصفة بين المنتج وصاحب دار العرض. إذن المنتج هو آخر من يسترد أمواله إذا لم يحقق خسارة.
وعلى رغم ان فيلم «مافيا» كان أحد الأفلام المهمة التي تم عرضها في هذا الموسم، تأثرت إيراداته بسبب استحواذ «اللمبي» على جيوب المشاهدين، فإن مخرجه شريف عرفة، الذي قدم فيه صورة سينمائية مبتكرة ينفي بشدة ان يكون فيلمه قد حقق خسارة ويعتقد ان خسارته الحقيقية تحدث عندما يشعر ان فيلمه لم يحقق الصدى الذي يتوقعه عند الناس.
«سحر العيون» ثاني أفلام الموسم، طبع منه 45 نسخة عرض ابتداء من 3/ 7 إلى موقف سخيف جداً اثر على إيراداته عندما قام بعض أصحاب دور العرض برفعه يوم الأحد قبل انتهاء مدة عرضه بدلاً من اللمبي. وتقدمت منتجته مي مسحال بشكوى إلى الغرفة، تطالب بالتعويض لكن مخرجه فخر الدين نجيدة مازال يضرب كفاً بكف ويشد شعر رأسه من الغيظ ويتساءل رفع فيلمه من دور العرض حتى الآن طالما انه يحقق الهولد أوفر، ويقول: مسئولية من؟ الموزع أم صاحب دار العرض؟
أصحاب دور العرض لأنهم يحصلون على 50 من الإيرادات اتفقوا مع الموزعين على إعطاء الفرصة كاملة للأفلام لتحقيق فرصة عادلة في العرض والإيرادات. وطوال شهور السنة، إلا شهري رمضان والامتحانات. لكن لا أحد التزم بهذا الاتفاق، ودخلت المشكلة في متاهات جديدة أبرزها ما حدث هذا العام.
العدد 72 - السبت 16 نوفمبر 2002م الموافق 11 رمضان 1423هـ