أوليغارش أو (حكم القلة) قصة فيلم عن التحول السريع من الفقر إلى الغنى الذي حدث لرجال الاعمال الروس والمبني على قصة حياة رجل الأعمال الكبير الذي يعيش في لندن بوريس بيرزوفسكي. وقد حقق هذا الفيلم مبيعات عالية على شباك التذاكر في دور السينما. وهو من ذلك النوع من الافلام الذي يحاول الكرملين تجنبه.
الفيلم بمثابة وداع مر لقطَّاع الطرق وللفوضى التي حدثت في عهد يلتسين - التي تميزت بانتشار المسلحين والاموال المكتسبة بطرق غير شريفة - حقق الفيلم 358,000 دولار اميركي في الاسبوع الاول. وذلك طبقا لموزعه، واعلنت وزارة الثقافة في بدايات شهر سبتمبر/ ايلول 2002 زيادتها الكبيرة لتمويل صناعة الافلام الروسية مضاعفة هذا التمويل إلى ثلاثة اضعاف خلال سنتين ليصل المبلغ إلى 47 مليون دولار اميركي. وهو مبلغ ضخم في دولة لا تستطيع فيها المستشفيات ان تسدد فواتير الكهرباء.
يقول وزير الثقافة ميخائيل شفيدكوي: إن الأفضلية ستعطى للأفلام الوطنية والتاريخية وللافلام الموجهة إلى الأطفال. وقد اعتبر هذا بمثابة الطلب من الافلام ان توصل رسالة محددة إلى الشعب الروسي، وهي ان روسيا ستصعد مرة اخرى وان القيم العائلية والعمل الجاد يمكن ان يحققا ذلك.
وبإمكان خطة شفيدكوي ان تعيد الحياة مرة اخرى إلى صناعة الافلام الحكومية التي كانت مزدهرة في فترة من الفترات بوجود مخرجين عظماء في فترة الاتحاد السوفياتي مثل سيرجي ايسنستين واندريه تاركوفسكي، لكنهم الآن ينتجون سبعة وخمسين فيلما في السنة، معظمها يحتاج إلى مساعدات مالية من الدولة.
اما الافلام التي تمول من قبل هوليوود وغيرها ومنها فيلم أوليغارش، فإنها تأخذ حصة الأسد من عوائد ذهاب الشعب الفقير إلى السينما وبالنتيجة تحرم الافلام الاخرى من هذه العوائد. ويريد شفيدكوي أن تتمكن روسيا من انتاج مئات من الافلام في السنة مع حلول العام 2006. ثلث هذه الافلام ستكون ممولة من قبل الدولة مباشرة - اذ ستقترح وزارة الثقافة مواضيع للمخرجين ثم تمول افضل مقترح.
وقد تحسر الرئيس بوتين على حقيقة ان 2 في المئة من الافلام المعروضة في دور السينما المزدهرة في المنطقة هي من انتاج محلي.
ويرى الكثير ان اهتمام الدولة بالسينما هو جزء من محاولة اعادة تعليم الروس. وقد اقترح بوتين انشاء وزارة للشباب تتولى مسئولية رفاهية التعليم والاقتصاد والسياسة للأجيال التي نشأت في الفوضى التي كانت سائدة في عهد يلتسين.
يقول الكسندر ليتفينوف وهو مساعد مخرج «في عهد يلتسين كان التمويل المقدم لدور السينما ضعيفا جدا، اما الآن في عهد بوتين فقد تحسن الوضع بشكل كبير، وبدأت الدولة في تقديم حوالي 50 في المئة من الدعم المالي المطلوب للافلام. وطبيعي ان الدولة تملك الحق في تحديد الاولويات».
واضاف «بطل السينما في التسعينات اصبح القاتل في أفلام المعارك التي يموت فيها الجميع. البطل الجديد هو الشخص الذكي والنشيط والايجابي - وهو الشخص الذي يريد ان يحسن حياته في بلدنا».
ولكن هناك خوف من ان تكون عملية الاحياء عن طريق التمويل الحكومي للهوية والكبرياء الروسيين عملية سياسية جدا. يقول نيكولاي ليبيديف وهو نجم من النجوم الذين برزوا بين جيل جديد من المخرجين الروس: «يجب ألا تقدم الاموال لتمويل افكار اسطورية عن الدولة. يجب ان تكون فكرة الدولة في الافلام تتمثل في قصص عن شخصيات في الدولة».
وقد استشهد ليبيديف بفيلمه «زيفزدا» أو «النجم» وهو فيلم حرب تراجيدي يأتي نصف تمويله من الدولة ويصفه ليبيديف بأنه «قصة انسانية بسيطة عن الأقدار وعن تغيير الحب لها». وهو من الافلام التي يريدها الروس. ويضيف «اذ استطعنا ان نلمح إلى ظواهر سياسية من خلال فيلمي، فإن المادة الرومانسية فيه ستدمر. الفيلم يمكن ان يكون جيدا أو سيئا ولكن الموضوع أمر ثانوي».
العدد 72 - السبت 16 نوفمبر 2002م الموافق 11 رمضان 1423هـ