العدد 72 - السبت 16 نوفمبر 2002م الموافق 11 رمضان 1423هـ

«ارفع رأسك يا أخي» وثائقي لبناني

يؤرخ فيلم «ارفع رأسك يا أخي» الوثائقي بأسلوب سينمائي فريد لفترة زمنية امتدت على مدى 8 2 عاما من دون ان يعتمد على الشهادات او الروايات وانما فقط على صوت وصورة زعيم هذه الفترة الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر.

«بعد غيابه انقسم الناس بشأنه، لكنها المرة الاولى التي يروي فيها صاحب القضية «المتهم» التاريخ من وجهة نظره» يقول لفرانس برس السينمائي اللبناني مخرج الفيلم سايد كعدو.

ويروي كعدو ان فكرته الاساسية من الفيلم، الذي عرض للمرة الاولى الاسبوع الماضي في جامعة بيروت العربية، كانت «اعداد وثائقي عن مواصفات المسئول وسط حال الضياع العربي الحالي: كيف يتعاطى مع الامور ويحددها».

ويقول «تجسدت واقعيته السياسية في عدم تنازله في المبادئ مع وعيه التام لعدم توازن القوى. انه المسئول العربي الوحيد الذي حمل مسئولية الاخطاء واستقال».

ويضيف «اخترت عبدالناصر لانه احد الشخصيات الاساسية التي جرى تشويهها وظلمت، ولانه كان احد اللاعبين الاساسيين في الشرق الاوسط والعالم، ولان آراءه تنطبق على الوضع الحالي».

على مدى 48 دقيقة يجيب الراوي- عبدالناصر بلسانه وبأبسط الطرق عن اصعب التهم التي تناولته خصوصا بعد غيابه بأسلوب يتخطى الشكليات الوثائقية الانشائية.

يبدا الفيلم بصوت عبدالناصر جالسا خلف مكتبه يحكي هزيمة العام 1967 في دليل على اسلوب «المصارحة» الذي اعتمده عبدالناصر مع جماهيره.

يقول الزعيم الراحل بصوت واثق وحزين «اتخذت قرارا اريدكم جميعا ان تساعدوني عليه. قررت ان اتنحى تماما ونهائيا عن اي منصب رسمي (اكرر... رسمي) او سياسي لاعود الى صفوف الجماهير اؤدي واجبي معها كأي مواطن». تمر على الشاشة ابرز الوجوة العربية والعالمية في الفترة الممتدة من ثورة تموز/ يوليو 1952 الى رحيل عبدالناصرالعام 1970 وتتوالى الحوادث: الاصلاح الزراعي، تأميم قناة السويس، العدوان الثلاثي العام 1956 ، الوحدة مع سوريا ثم الانفصال، ثورة اليمن، اوضاع الجزائر.... حافظ كعدو في عمله، الذي نفذ لمناسبة الذكرى الخمسين لثورة تموز/يوليو، على لغة سينمائية هدفها الاول ادخال المتعة، مشهديا وموسيقيا، الى نفس المشاهد.

ويضيف «استخدمت اسلوبا سينمائيا وتقنية معالجة ندر استعمالهما في الوثائقي. ان يسمع المشاهد الرواية من صاحبها ويحول هذه الرواية الى وثيقة اضافية».

ويقول «اذا وجد السينمائي وسيلة التعبير والاسلوب الفني بامكانه ان يحول وثيقة عادية الى فيلم، لافتا الى صعوبة العمل التقني على مادة ارشيفية قديمة ومشاكله». استغرق اعداد «ارفع رأسك يا اخي»، وهي من العبارات التي درج عبدالناصر على تردادها، ستة اشهر، وكتب السيناريو وقام بالاخراج سايد كعدو، وانتجه بالتعاون مع مؤسسة جمال عبدالناصر والمنتدى القومي العربي في لبنان.

يذكر بان كعدو نفذ 12 عملا سينمائيا روائيا ووثائقيا ابرزها وثائقي «قانا» (1997) عن المجزرة الاسرائيلية التي حصدت في 18 نيسان/ابريل العام 1996 في جنوب لبنان اكثر من مئة مدني معظمهم من النساء والاطفال والذي حاز الجائزة الثانية لمهرجان بيروت السينمائي (1997) والجائزة الاولى للافلام الوثائقية في مهرجان ايران السينمائي للعام نفسه.

ولكعدو وثائقي آخر عرض العام 2000 في الامم المتحدة هو «تقاسيم من بغداد» يعرض سبل مقاومة الشعب العراقي ثقافيا واجتماعيا لمآسي الحصار الدولي الذي ما زال مفروضا عليه منذ 11 عاما. وقد شارك هذا الوثائقي في عدة مهرجانات سينمائية العام 2000 أبرزها مهرجان السينما العربية في معهد العالم العربي في فرنسا ومهرجان حقوق الانسان في سيول في كوريا الجنوبية والمهرجان الرابع للسينما العربية في لوس انجليس?

العدد 72 - السبت 16 نوفمبر 2002م الموافق 11 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً