تصاعدت وعلى نحو مفاجئ حملة صهيونية كانت قد بدأت قبل أسابيع ضد المسلسل التلفزيوني المصري «فارس بلا جواد» الذي يتم عرضه خلال شهر رمضان الجاري في أكثر من عشرين محطة فضائية وأرضية وعربية، ورفضت مصر طلبا أميركيا تلقته عبر سفارتها في واشنطن بوقف عرض المسلسل معتبرة مثل هذا الطلب «تدخلا سافرا في شأن داخلي لدولة ذات سيادة».
وكانت الحكومة المصرية تلقت احتجاجا أميركيا رسميا على قرار كان أصدره وزير الإعلام صفوت الشريف ببث المسلسل خلال شهر رمضان، وقالت مصادر دبلوماسية في القاهرة لـ «الوسط» ان الادارة الأميركية طالبت السفير المصري في واشنطن بضرورة التراجع عن بث المسلسل نظرا لما يتضمنه حسب زعمها من «افتراءات على اليهودية والتعاطي مع بروتوكولات حكماء صهيون بصورة مغايرة لما تضمنته تلك البروتوكولات استنادا على نصوص زورها الروس في عهد القيصر قبل قيام الثورة الشيوعية»!
وأعرب وزير الخارجية المصري أحمد ماهر أمس عن اندهاشه من الطلب الأميركي مشيرا إلى انه ابلغ الإدارة الأميركية عبر القنوات الدبلوماسية بأن المسلسل «لا يتضمن مساساً بالديانة اليهودية، ويتعرض للقضية الفلسطينية وكفاح الشعب العربي في مواجهة الاحتلال» مشيرا إلى ما تقدمه السينما الأميركية من أفلام تتناول القضية الفلسطينية من وجهة نظر إسرائيلية فاضحة وما تنطوي عليه تلك الأفلام من مساس بكرامة العرب بدأبها على «تشويه صورة العربي ودمغ الإسلام بالإرهاب».
وتصاعدت في القاهرة حملة تضامن واسعة مع الفنان محمد صبحي بطل المسلسل، وحمل مثقفون في بيان صدر أمس على الإدارة الأميركية و«عدوانها المتواصل على حرية الرأي والتعبير وتكميم الأفواه والحجر على الإبداع» وناشد هؤلاء نظراءهم في مختلف دول العالم «وقفة تضامن في مواجهة مكارثية جديدة تفرضها الولايات المتحدة الأميركية على مختلف دول العالم مدججة بغطرسة القوة»?
العدد 72 - السبت 16 نوفمبر 2002م الموافق 11 رمضان 1423هـ