من له معرفةٌ دقيقةٌ بتاريخ الصحافة البحرينية، لابد أن يخلص إلى نتيجةٍ مفادها بروز كتيبةٍ متواطئةٍ من الأقلام التي امتهنت التحريض وبث الكراهية وتمزيق الصف الوطني خلال السنوات العشر الأخيرة.
الصحافة البحرينية بدأت تاريخياً، مع بداية الحرب العالمية الثانية، حين بادر المرحوم عبدالله الزايد (مواليد 1894) إلى إصدار «جريدة البحرين»، وكان تاجر لؤلؤ استفاد من رحلاته إلى الهند في إقامة علاقات مع رجالات الخليج. واهتم في بدايات شبابه بالكتابة الشعرية والأدبية، وفي الثلاثينات، قام باستيراد مطبعةٍ من ألمانيا لإصدار جريدته، لتكون منصةًً للتوعية ودعوات الإصلاح، حيث صدرت في مارس 1939. وهكذا أصبحت تستقطب أقلام الأدباء والمثقفين، إلا أنها توقفت في 1944، بسبب ما واجهته من صعوبات مالية، وأزمة الورق، ومحدودية السوق.
خلال الستين عاماً التالية، صدرت عشرات الصحف والمجلات، سواءً أيام الاستعمار البريطاني أو بعد الاستقلال، ولم يذكر في كلّ ما قرأناه من كتب ودراسات عن تلك العقود الستة، أن كاتباً واحداً تعمّد إثارة الفتنة الطائفية، أو نبز أتباع مذهب ما، أو تحقير معتقدات الآخرين. وهناك كتبٌ عدّة جمعت كتابات الرواد الأوائل، سواءً ما جمعه مدير المكتبات ومركز عيسى الثقافي لاحقاً منصور سرحان، أو الزميل الصحافي خالد البسام (وربما آخرون أيضاً)، كانت تمثل عيناتٍ نموذجيةً من تلك الكتابات ذات الروح الوطنية الجامعة. كانت أقلاماً تعبّر بصدقٍ عن روح الوطن، بمختلف مشاربه وانتماءاته وأعراقه.
هذا ما يمكن أن يقال عن التاريخ، أما عن الحاضر، فلم يمر على الصحافة البحرينية في أيّة فترةٍ من التاريخ، مثل هذه الأقلام التي تدعو جهاراً نهاراً إلى تفتيت المجتمع، وتشطيره وخلق الحواجز النفسية والمادية بين أبنائه. كتيبةٌ من العنصريين، جنّدت كل إمكاناتها خلال عشر سنوات، لإشعال الحرائق، وإلهاب النفوس، وتقويض الثقة بين أبناء البلد الواحد، والدين الواحد، واللغة الواحدة. لذلك حانت الفرصة الذهبية للانقضاض على المجتمع مع أول حراك سياسي سلمي واسع في فبراير 2011، لتشطيره بالسكين، وتفتيته والإجهاز عليه.
لقد نزلت هذه الكتيبة ذات التوجهات الانعزالية، بلغة الصحافة إلى الحضيض، فأصبح مألوفاً أن تخوّن نصف الشعب، وتتّهمه بالعمالة مرة للولايات المتحدة الأميركية، ومرةً بالتبعية لإيران، ومرةً بلعق أحذية الأوروبيين! أيّ تضليلٍ لتلك الفئة الصامتة المسلوبة الوعي، وأيّ تسطيحٍ لمشاكلنا الوطنية الشائكة التي عجزنا حتى عن بدء حوار وطني جاد لحلها بعد ثلاث سنوات من الأزمة.
لقد كانت هذه الكتيبة الانعزالية تتهم تيارات سياسية، قومية ويسارية وإسلامية، ذات تاريخ نضالي عريق، بالعمالة والتبعية للأجنبي، ولا يشعر أفرادها بالعار وهم يعلنون جهاراً، عن معارضتهم لأية مبادرةٍ لإطلاق حوار حقيقي جاد، أو البحث عن حلٍّ لهذه الأزمة السياسية المستحكمة.
إن هؤلاء يغرّدون خارج السرب العالمي المنادي بالحريات، ويراهنون على إثارة الأحقاد الطائفية، وكانوا من أشد المناوئين لتطلعات شعوب المنطقة في تحقيق العدالة والكرامة والعيش الكريم. عنصريون معادون للحريات، يستكثرون على شعوب الشرق تسمية «الربيع العربي».
هؤلاء يعيشون في زمن الفضاء الحر وانفجار المعلومات وسقوط رقابة الدول على الأفكار، وشهدوا بأعينهم كيف شيّع العالم نيلسون مانديلا، احتفاءً برمز الحرية في العصر الحديث... لكنهم مازالوا يحرّمون على الشعوب العربية أن تعيش حرّة، ويصرون على البقاء كآخر سلالات العبيد.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4168 - الإثنين 03 فبراير 2014م الموافق 03 ربيع الثاني 1435هـ
سؤال
فأصبح مألوفاً أن تخوّن نصف الشعب، وتتّهمه بالعمالة مرة للولايات المتحدة الأميركية، ومرةً بالتبعية لإيران.... انتون الحين بالضبط كم ؟؟ هل انت 50% او 70 او 90% ممكن تثبتون وتتفقون على رقم...
حثالة بشر
وليسوا بشر بل أدنى من ذلك
محمد
ممكن الجريدة كانت سبب الحرب العالمية الثانية
صراحة
صراحة هاؤلاء الكتاب انعدمم منه الضمير لايفكرون الى فى مصالحهم اشلون يرضون ان اكلوا اولادهم الحرام على حساب الابرياء وعلى دماء الشهداء وعلى الفئه المغضوب عليه اسنين عشنه ماسمعنه ولى كاتب اسب ويلعن فى الشيعة هالقد حقد فى قلوبكم كانه احنه كفار المشتكى لله
طائفيون
لقد أفرغوا كل ما بجعبتهم ، وما يكتبونه من خزعبلات لا يتعدى كونه صوت نشاز لأسطوانه مشروخة تمجها الأذن . لقد باعوا أنسانيتهم ومصداقيتهم من أجل غيرهم ، وفي الأخير سيتم أستبعادهم كبضاعة أنتهت فترة صلاحيتها . وهذا اليوم قريب جدا ، لذا نرى ردحهم تزداد فيه جرعة الإنتقام بكل الطرق والوسائل ولم يسلم من أقلامهم حتى وزراء الطائفة المغضوب عليها بسبب موقف إتخذ وحسب عليهم .
صحفيون يعرضون بضاعتهم على عرباتهم المتجولة !
هؤلاء ليسوا صحفيين بالمعنى الأممي للصحافة وأغلبيتهم ذو خلفيات ثقافية متواضعة تشعرهم بعقدة النقص المرضية لتنعكس على كتاباتهم الطائفية الحاقدة والمدمرة للحصول على مكاسب مادية ووجاهة زائفة
شكرا
شكرا يا أستاذنا العظيم على مقالاتك الرائعة الهادفة المحايدة شكرا جزيلا
مازالوا يحرّمون على الشعوب العربية أن تعيش حرّة، ويصرون على البقاء كآخر سلالات العبيد.(قاسم حسين)
روووووووعة
عقود من العنصرية انببت لحوما صحفية بخلايا عنصرية مقيتة
على مدى عقود هناك من شبّ وترعرع ونبت لحمه ونشأ على العنصرية والطائفية اصبحت في دمائهم
بعض هؤلاء لم يكن في مستوى الكتابة ولكن كونه متملقا وصاحب ضمير ميّت فاصبحت له مكانة لدى المسؤولين وبهذا اصبح يبث سموم العنصرية في المجتمع
ماذا تتوقع ممن نبت لحمه من سحت الصحافة؟
على مدى 4 عقود هناك من شبّ وترعرع ونبت لحمه ونشأ على العنصرية والطائفية اصبحت في دمهم مثل مرض السرطان بحيث لا يمكن التخلص منها
صفات الحاسد الحاقد
عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام قال :
للحاسد ثلاث علامات :
يتملق إذا شهد .
و يغتاب إذا غاب .
و يشمت بالمصيبة .
ومازالوا
ازالوا يحرّمون على الشعوب العربية أن تعيش حرّة، ويصرون على البقاء كآخر سلالات العبيد.
وانته اتفكر دلين بعد صحفيين
هاذلين مساكين صدق ويكسرون الخاطر وقاعدين ياكلون عيش، يصف كلمتين يسب فيها الوفاق والشعب والمعارضة ويلعن ابو الديمقراطية ومظمات حقوق الانسان ويالله اكو صار مقال، وفي النهاية الفقير كاتب المقال يحصل له وظيفة يترزق منها وبيت صغير يأويه،،،،
هم آخر سلالة العبيد
هم يصرون على البقاء كآخر سلالات العبيد
شكرا ...... على هذا المقال الرائع بالتوفيق
مراقب ..
رمتني بدائها وانسلت ..
المخابي وما ادراك ما المخابي
كما كبيرهم ولي في الري قرة عينيو
الجاهلية
صباحك خير سيدنا مقال رائع جدا لكن الجاهلية هي الجاهلية نفسها الافكار واحدة ولكن الزمن يختلف والحر حر والعبد عبد حتى قيام الساعة
خلهم يترزقون الله
في كل زمن لابد من وجود عبيد وخدم يبيعون دينهم لدنيا غيرهم .. يكذبون الكذبة ويصدقونها .. هؤلاء لعنهم التاريخ وسيلعنهم دائما .. ستلعنهم ابنائهم عندما يعلمون بأن ابائهم وقفوا حجرة عثرة على طريق الحرية والتغيير بحجج واهية .. هم لم يعلموا من الدين إلا اسمه لذا هم لا يتحركون وفق تكليفهم الشرعي .. فستجدهم يتخبطون ويكذبون وينافقون ويغتابون ويتهجمون .. يالله كم من العذاب ينتظر هؤلاء. رحماك يا رب رحماك يا رب
برزت العنصرية منذ هيمن المتزمتون الدينيون على مفاصل الدوائر
بدأت الهيمنة بداية الثمانينات مع توجس السلطة من تأثير متغيرات اقليمية على شيعة البحرين فدأ التيار الديني السلفي ينشط كتيار يعتبر نفسه القادر على مواجهة الاخطار بتقليل تواجد الشيعة في الدوائر الحكومية و بالطبع استنفروا كل طاقاتهم ليصوروا المواطن الشيعي عدو لابد من اضعافه
فاقد المنطق لا حيلة له إلا السباب
لن يلجأ للسباب و الاتهامات المرسلة إلا فاقد الحجة لذلك المعارضة في خطابها تترفع عن السفه الغارق فيه من جعلوا انفسهم خصومها و تركز على طرح رؤيتها بموضوعية و رصانة اكسبت العالم الاحترام
هم من انتاج ذلك التقرير المثير وجنوده
هم احد اذرع ذلك التقرير المثير الذي وضع سرا لاقصاء طائفة كبيرة واضعافهم وهم راس الحربة استطاعوا التأثير على المتعلمين والأميين وهم مشكلة من صنعهم وأمدهم بأسباب القوة وماذكرته سيدنا في مقالك واقع نعيشه ولكن كونهم ينظرون لحد أرنبة أنوفهم فسياتيهم الطوفان الذي يكره عمل الابارتاهيد كما ذكر الدكتور منصور الجمري