العدد 4167 - الأحد 02 فبراير 2014م الموافق 02 ربيع الثاني 1435هـ

العنصرية في الصحافة البحرينية

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

هذا هو عنوان رسالةٍ للدكتوراه ستُقدّم إلى جامعة البحرين، في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2040، لطالبٍ يلعب على دراجته في أحد الأزقة الآن، أو لطالبةٍ ملهَمةٍ لم تُولد بعد.

عنوان الرسالة مثيرٌ وغير مسبوقٍ في حقل الدراسات الاجتماعية، والمادة وفيرةٌ ودسمةٌ، تحتاج فقط إلى طالبٍ نشِطٍ، أو طالبةٍ مجتهدة، لتقدّم رسالة الدكتوراه.

المادة جرى تصنيفها إلى ثلاثة أقسام، ليجري دراستها ضمن ثلاثة محاور، تبعاً للفنون الصحافية: اللقاءات الصحافية، التحقيقات، والمقالات.

اللقاءات الصحافية كانت تتم مع نواب منتخَبين (نظرياً)، وبالتالي يُفترض أن يدافعوا عن وحدة الشعب لا تمزيق صفوفه. وجرت أيضاً مع حقوقيين مزيّفين جيء بهم للدفاع عن انتهاكات حقوق الإنسان في مطلع الألفية الثالثة. وهناك مقابلاتٌ مع تجار ومنتفعين ووصوليين ومتسلقين، كانوا من دعاة العنصرية والتفرقة بين أبناء الشعب الواحد. هؤلاء كلهم يجمعهم المال والمنفعة، لا حبّ الوطن أو النزاهة والأخلاق.

في التحقيقات، كانت تتم حسب الطلب، فالقضية الواحدة يُحكم فيها بحكمين مختلفين تبعاً للجغرافيا. فتوزيع المساكن يتم وفق الأقدمية في بعض المناطق، وفي مناطق أخرى وفق أولوية الانتماء المذهبي! كذلك البعثات الدراسية والترقيات والحوافز، وترفيع المدرّسات إلى مدرسات أوائل، والمدرسين الأوائل إلى مدراء حسب اسم العائلة! فلذلك تجد الغالبية العظمى من المناصب العليا من طيف واحد، والقاعدة العاملة من طيف آخر!

حتى المتهمون، هناك أطفالٌ دون الثانية عشرة لم تثبت إدانتهم بعد، تمدّد فترات سجنهم لأكثر من 45 يوماً، بينما هناك محتالون يُحكم عليهم بالسجن لمدة عام، ولا يقضون في السجن أكثر من 24 ساعة!

التحقيقات تغطّي الكثير من القضايا التعليمية والاجتماعية والاقتصادية، حتى ما يدخل ضمن الأمراض النفسية كالحسد و(لِمْطالع)! فإذا كان هناك من يعملون بالزراعة، فيُصدِر البعض دعواته للعمل ببيع البقل و(لِرْوَيد) وتسفيط السمك في السوق المركزي! وهو ما تحوّل إلى مادةٍ فكاهيةٍ، وأثار زوبعةً من الانتقادات الساخرة من أصحاب هذه الدعوات.

المحور الثالث من رسالة الدكتوراه هو المقالات، وهو القسم الأكبر والأغنى والأدسم، حيث يجد الباحث كميةً ضخمةً من الكتابات التي تدعو إلى العنصرية خلال العقد الأول من الألفية الثالثة (2001 - 2010)، وتضاعفت هذه الكمية ثلاث مرات خلال الفترة (2011 - 2013). وهو ما استدعى شهوراً لتقسيم هذه الجبال المتراكمة من الكتابات العنصرية، وفرزها وتحليلها، والخروج منها بنسب مئوية وإحصائيات واستنتاجات، وما بها من انحرافات معيارية... وانحرافات عقلية وأخلاقية أيضاً!

المقالات جرى تصنيفها بصورةٍ أولية في مجموعة من النطاقات: مقالات تدعو إلى الحضّ على الكراهية. مقالات تؤسّس للتفرقة العنصرية على أساس «شرفاء» و«خونة»، و«موالون» و«عملاء». مقالات مليئة بالشتائم وتدعو إلى تشطير المجتمع وفق نظرية «مساجدنا ومساجدكم» الهتلرية! أغلب هذه المقالات غطّت الفترة حتى نهاية العام 2010.

في فترة الأعوام الثلاثة التالية، تصاعدت وتيرة الطرح العنصري بشكل مباشر، ومن دون مواربة أو تقية أو حياء من الناس، حتى أصبحت الدعوات تُوجّه للتطهير العنصري المكشوف، وإخراج البشر من الوزارات والهيئات الحكومية والشركات الكبرى ومعاقبتهم وفق انتمائهم الطائفي. وصدرت خلال هذه الفترة مئات المقالات، تبرّر فصل الآلاف من الموظفين من أعمالهم، وقطع أرزاقهم، وتجويع أطفالهم، لأسباب سياسية بحتة. وصدرت مئات المقالات الأخرى بالأحقاد والدعوة علانيةً للثأر والتشفي والانتقام من أنصار المعارضة.

الباحث قام بإلحاق جدولٍ خاصٍ بكتّاب تلك المقالات العنصرية، فكشف أن بعضهم كان سلفياً، وبعضهم من تنظيم الأخوان المسلمين، وبعضهم ليبرالي لكنه في حقيقته يميني متطرف، وبعضهم مناضل سابق تخلّى عن مبادئه الشيوعية السابقة وأصبح رجعياً. ومن بينهم شعراء كانوا يكتبون عن ما بعد الحداثة، ولكنهم كانوا يعيشون في عصر الجاهلية الأولى.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4167 - الأحد 02 فبراير 2014م الموافق 02 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 42 | منذ 11 عامًا

      سيدنا توقعاتك

      سيدنا بغينا توقعاتك لطالب في هذا الوقت قام بهذا البحث ويش بيصير في حبايبه؟

    • زائر 41 | منذ 11 عامًا

      احسنت

      احسنت سيدنا..مقال موجع

    • زائر 38 | منذ 11 عامًا

      والله فكره

      لم لا ؟؟لماذا لا نطرحها في رسالة الدكتوراه في دوله اجنبيه؟؟!!انني متأكد ان من يقدمها سينال الدكتوراه بمرتبة الشرف هل تعلم لماذا ؟؟لأن اي شخص ممن ذكرتهم مازال موجود ويستطيعون معرفته ومعرفة ما قام به ،فلا يحتاج للبحث في الصحف او التلفاز للتأكد مما هو مكتوب في الرساله !!شكرا سيد لأنك اعطيتنا مادة سهه لننال بها الدكتوراه

    • زائر 37 | منذ 11 عامًا

      مقال حلو

      تسلم ايدك على ماصوبت من سهام في اعين من قصدت

    • زائر 32 | منذ 11 عامًا

      الحمدلله

      الحمدلله الذي جعلنا من الصنف الشريف الذي سوف يمجده الشعب البحريني من عام 2040 لأنه انقذ الوطن من زوبعة الانتماءات والطوائف والتخوين والتشفي

    • زائر 29 | منذ 11 عامًا

      عفيه

      عفيه عليك سيد هاده هى الحقيقة لقد بثه الفتن الطائفيه والعنصريه لا ماقول الى حسافة على ناس سدج صدقوهم وهم يعرفون انهم كاذبين بس لاجل مصالحهم كيف ترضون تعيشون فى الدنيا من اموال الحرام مادا ستقولون لرب العالمين يوم القيامة يوم الحساب انتبهوا لحالكم لن ينفعوكم من بثو الفتن والله ينتقم من كل مفسد وظالم والله ياخد الحق المسلوب

    • زائر 28 | منذ 11 عامًا

      أبداااااااااع

      بوركتم سيد .... ربي يحفظ هذا القلم الصادق

    • زائر 26 | منذ 11 عامًا

      أقول ,,,,سيد,,,,,شبعنا من أكل ,,,,,,الحصرم

      و الله يكون في عون الأبناء,,,,,,سنة 2040
      ما ندري ويش حالتهم,,,,,يا الله خلنا نواصل أكل,,,,,,في هالحصرم,,,,,
      و خلها على الله,,,,,

    • زائر 25 | منذ 11 عامًا

      في كل مكان تجدها

      العنصرية وتحديدا الطائفية أصبحت أمر واقع فرض فرضا على المجتمع ، البعض تشبع بها لدرجة تسمية طائفه كريمة بالبلد بالكفار وأطلاق تسميات تنتقص من قدرهم كالمجوس والصفويين .

    • زائر 24 | منذ 11 عامًا

      صرح علمي مهترئ

      ومن قال لك أن جامعة البحرين ستصمد إلى عام 2040 يا سيد ؟ إنها تحتضر الآن وبعد فترة ستموت موتا سريريا وستعيش على الأجهزة فقط ، مثل شارون وغيره، كل ذلك بسبب التفرقة العتصرية والطائفية المقيتة التي تمارس في الجامعة وبشكل علني ودون حياء ولا خوف من الله. يعني إذا صمدت إلى 2020 خير وبركة.

    • زائر 23 | منذ 11 عامًا

      العنصرية والعبودية

      ممارسة العنصرية ضد المعارضين المطالبين بالتغيير والحرية والعزة والعبودية ضد العبيد الذين يريدون ان يأكولون وينامون

    • زائر 22 | منذ 11 عامًا

      هكذا جعلوا من البحرين محطّ سخرية الاقدار بعد ان كانت منبع الايمان

      نعم هكذا حوّلوا البحرين الى بلد بلا قانون نعم بلا قانون فالقانون الذي يقال عنه انه لا ولن يطال طائفة معينة وانما يطبق فقط على الطائفة المبغوضة وعلى البطة السوداء فقط.
      هل هكذا تريدون ان تظهروا البحرين؟

    • زائر 21 | منذ 11 عامًا

      ..

      العنصرية المسلطة على رقاب طائفة
      بحاجة إلى مانديلا جديد كي يمحيها

    • زائر 20 | منذ 11 عامًا

      بوركت

      بوركت الأفكار النيره وإلا بداع الأصيل يبن الاصول الميامين صوينا أولادنا للدكتوراه

    • زائر 19 | منذ 11 عامًا

      ابداع

      اسمح لي سيد
      مقالاتك وابداعاتك مستواها كل يوم اقل من اللي قبله
      خذ اجازة او اعتزل

    • زائر 33 زائر 19 | منذ 11 عامًا

      تبغي دليل على نجاح هذا المقال

      كثرة المعلقين يدل على تفاعل الجمهور مع المقال ياذكي

    • زائر 34 زائر 19 | منذ 11 عامًا

      في الصميم

      دائما كلمة الحق لها طعم مر في فم المرتزق والمتمصلح من إقصاء أصحاب الحق أولا والكفاءة ثانيا ، أنه الواقع بلا رتوش ، شاء من شاء وأبى من أبى . وستأتي ساعة الحساب وإن طال زمن الهرج والمرج .

    • زائر 36 زائر 19 | منذ 11 عامًا

      على راسك بطحة؟؟؟؟

      يبدو انك ممن آلمهم المقال. تحسس رأسك يمكن موجودة بطحة.

    • زائر 39 زائر 19 | منذ 11 عامًا

      واااو

      لا يكون اوعجك المقال وتريد تسكت الكاتب؟

    • زائر 18 | منذ 11 عامًا

      لا يضيع حق وراه مطالب

      مع مرور الوقت وكثرة المظالم التي يعيشها شعب البحرين ... الا ان الامل باقي في التغيير فبقاء الحال كما هو يعتبر انتحار ... فالوطن وطننا والارض ارضنا وسوف ينجلي الظلام ولو بعد حين ويرجع الحق الى اصحابة وسنة الله في عباده هو التغيير.

    • زائر 16 | منذ 11 عامًا

      كاتب محترف

      تنوع في الأسلوب
      تنوع في الأفكار
      تنوع في المقالات
      اطلاع عام على الأحداث المحلية والعالمية
      موضوعية
      .....
      خل كتاب الأوراق الصفراء يتعلمون اذا كانوا يفقهون.

    • زائر 15 | منذ 11 عامًا

      كاتب محترف

      تنوع في الأسلوب
      تنوع في الأفكار
      تنوع في المقالات
      اطلاع عام على الأحداث المحلية والعالمية
      موضوعية
      .....
      خل كتاب الأوراق الصفراء يتعلمون اذا كانوا يفقهون.

    • زائر 14 | منذ 11 عامًا

      شكرا

      شكرا لك يا استاذي العزيز انت دائما تكتب بقلب دامي لكن يا استاذ انظر الي التاريخ ما في امة او امبراطورية وصلت الي فوق الهرم الا وهوت كا الفرس الاغريق الروم البريطانيين الفرنسيين البرتغاليين الخ الخ السوفيت وها هي امريكا وحيده علي القمة وسوف تسقط لا يبقي احد فوق دائما اتمني ان تكتب عن هذة الامم و تعطي النصيحة علا عسي تنفع النصيحة بارك اللة فيك وسدد خطاك

    • زائر 12 | منذ 11 عامًا

      لا ليس 26سنة

      ستقدم مثل هذه البحوث قريبا والدليل 3سنوات أين بن علي
      ومبارك والقذافي وصالح التاريخ لايرحم .

    • زائر 11 | منذ 11 عامًا

      ذكى

      و المقال ذكى............

    • زائر 10 | منذ 11 عامًا

      العنصرية في الصحافة البحرينية

      لا أعلم كيف أصف مقالاتك. أنت أكثر من رائع

    • زائر 9 | منذ 11 عامًا

      واو

      فكرة مبدعة .. جديرة بالتحقيق الان ولكن لطالب في دولة اخرى غير البحرين

    • زائر 8 | منذ 11 عامًا

      احسنت

      أحسنتم أستاذ قاسم

    • زائر 7 | منذ 11 عامًا

      الحيه

      سيدنا الحيه ماتجيب إلا حيه مثلها وكل واحد يعمل بإصله ولجماعته بحسب المذهب إلي ينتمي ليه لماذا العجب

    • زائر 6 | منذ 11 عامًا

      امر مخجل

      تعسا لكتاب وصحفيين ورجال اعمال ومتنفذين من اجل مصالحهم الشخصية دمروا البلاد واهانوا العباد وقتلوا وعذبوا وهدموا حتى بيوت الله وهتكوا الاعراض...سيذكزهم التاريخ بالخزي والعار

    • زائر 4 | منذ 11 عامًا

      عجيب سيد بعد ولد ولد ولدي من الحين

      يكفى باننا وثقنا هذه المرحلة توثيقا علميا صحيحا وستكون المادة متوفرة للباحثين ساعد ولد ولد ولدي لهذه المهمة

    • زائر 1 | منذ 11 عامًا

      صرح

      مرحبا صراحة ابداعات شكراً لكم .

اقرأ ايضاً