الإرهاب طريقة حياة وليس تفكيراً. لا علاقة للفكر بكل ما يحيل الحياة ومخلوقاتها، وخصوصاً الإنسان، إلى مادة في مختبرات الجحيم.
لا يعرف الإرهاب خريطة طريق. تراكم الجحيم والوفادة عليه هو طريقه وخريطته. الجحيم لا يحتاج إلى خريطة طريق، يحتاج إلى منفصل عن الحياة، معزول، فاشل، حاقد، مُخدَّرٍ، شهواني في تفاصيل الحياة بأنثاها، ولا يكتفي بذلك. يعمل على مواصلة درس وإدمان شهوته هناك: هناك حيث يتوهَّم أن وسامته ستجعل الحور العين يقفن على قدم واحدة في انتظار الذي لم يعرف الطُهْر والطَهُورَ بين الناس!
الإرهاب يحتاج إلى من يملك طاقة وقدرة إقناع نفسه المريضة أنه على «كل شيء قدير»، وخصوصاً في فرْضه وليس اقتراحه ترتيب الحياة على مقاس ظلاميته وفكره وتأسيسه العفن؛ كي يتوهَّم قدرته على إعادة ترتيبها. ترتيبها هنا:
إعادتها إلى حيث سيرتها الأولى: العَدم!
***
وزارات حقوق الإنسان في العالم العربي لا تعدو كونها واجهات لتبرير القمع والإرهاب الذي تمارسه بعض الدول. وبتعبير أكثر لطفاً: تفسيره! تفسير القمع وإرهاب الدول لا يهَب عدالةً ولا يضع حداً لذلك القمع؛ تماماً كتفسير الموت الذي لا يمنح الحياة حرية الفرار منه! يظل التفسير ملمحَ حياة ولكنه ليس الحياة.
جنباً إلى جنب، تقوم وزارات حقوق الإنسان في العالم العربي بدور رافد ومساند وداعم لدور أجهزة القمع. الثانية لا تتوقف (الأجهزة) عن العبث بالحياة، والأولى تبارك وتثمِّن وتقدِّر وتمتنُّ لاستتباب الأمن الخاص على حساب أمن الأمة. من يفعل ذلك هم من يتوهّمون أنهم ممثلو الأمة! هم أنفسهم الذين لن يطرف لهم جفْنٌ في إرسال الأمة إلى أكثر من جحيم؛ مادامت الوجاهة تُداري عجزهم وأمِّيتهم وتحصيلهم العلمي الذي يسيء إلى التحصيل وإلى العلْم! دون الليل بقرون من ظلام هُم!
ذلك إرهاب أيضاً. أن يتحدث باسمك من هو متواطئ من أول باب الأبجدية حتى ما بعد نهايتها!
وبالعودة إلى وزارات حقوق الإنسان في العالم العربي، لا تتجاوز؛ ولو جيَّشت قنوات الدنيا، كونها غرفة من غرف الاستجواب السري؛ ولو أسهب المتحدث باسمها في تعداد مشاريع الوهم والإنجازات والحفاظ على حقوق الإنسان، وبتوقيتنا «الحفاظ على الباذنجان والسبانخ وعربدة ما بعد منتصف الليل»!
***
أدونيس في نص «رهبة» في إصْداره: «رأس اللغة... جسم الصحراء»: «الإرهاب بارد. مع ذلك، لا يتدفأ إلاّ بالبرودة القصوى: الموت». لا يستطيع اختصار الخلل الذي ينتاب هذا العالم ما بعد النفط والثروات؛ وخصوصاً في دول وكيانات لا شيء يوحي بقدرتها على فهم التعامل مع تلك الثروات بروح الإنسان السويِّ النهِم لتصحيح الأخطاء. لا تستطيع لأنها (الكيانات) واحدة من مناجم الأخطاء تلك.
أدونيس في «رأس اللغة جسم الصحراء» أيضاً، يستفز بالنص: «الأكثر جحيميَّة، أن يقتل إنسانٌ إنساناً آخر، لا لشيء إلا لكي يدخل الجنَّة»!
الإرهاب صقيع لا دم فيه ولا شيء يدل عليه سوى الجُبْن، وممارسة أسوأ صور وشواهد الانحراف الجنسي بتفخيخ (...) هو نفسه الذي يريد أن يذهب برجولته إلى الجنة بعد أن يأخذ في طريقه بحسب حَوَله العقدي أنهم كُفَّار قريش والمجوس بعد أكثر قرون من التأهيل للحور العِين!
***
في الجانب الآخر كي لا ننسى وزارات «العدل» العربية، تلك التي لم تدَّخر تحايلاً أو قفزاً على القانون إلاَّ واجْترَحتْه وجعلته من أولوياتها! لن تتردَّد في تخصيص جيش من المحامين للمعارضين للخلل والمعارضين للذين تعوَّدوا سفك الدم واعتباره أسلوباً من أساليب تنشيط الدورة الدموية وحتى غيرها من «الدورات»، وذلك يعتمد على الذين لن يكذبوا في حقيقة أنهم تجاوزوا سن اليأس بسنوات ويُصرّون على أنهم أول البَكَارة والفُتُوَّة.
وبالعودة إلى تخصيص محامين من قبل الوزارات إياها، ممن لهم عضوية في ناديها للدفاع/ توريط من لم يتخذ دبابة أو طائرة لمواجهة التجاوزات؛ بل إيمانه بحق الحياة من دون تشويه لها ولأطرافها. في أقصى حالات إرهاب التواطؤ من قبل أولئك المحامين هو طلب تخفيف العقوبة من الإعدام إلى الإعدام الأشد (السجن المؤبد)!
***
الإرهاب، أن تتعهَّد مزيداً من الكوارث. كل زحزحة لاستقرار الإنسان ومحاولة جرّه إلى التوحّش والانقلاب على طبيعته البشرية هو إرهاب. يحدث ذلك بإلغاء إنسانيته، وفي أفضل الحالات إدخالها ضمن أصول وممتلكات الذين لا أصول ولا يحق لهم امتلاك ما لا حق لهم فيه!
الإرهاب ألاَّ ترى سواك؛ احتقاراً وعنصرية واعتقاداً بأن هذا العالم تم تصميمه خصيصاً لك ولمن هم على شاكلتك.
والإرهاب أيضاً لن يتخلَّى عن وهم أنه المؤهَّل لرسم خريطة نجاته بعد كل مواهب الجحيم التي لم يترك شبْراً في الأرض لم يطله شيء من شهوة التفرُّج والشماتة على هذا الكوكب بسكَّانه ومخلوقاته، وهو مُهدَّد بجهاز توقيت يحدِّد بداية أكثر من قيامة؛ وخصوصاً قيامة الذين هم في التصنيف من العدم بحسب عدمية أكثر عمقاً وواقعية يمثلها أولئك الذين أدمنوا الجحور وعدم اليأس من البحث عن تاريخ، وشراء بعض أصوله وبعد ذلك لا يهم كمّ الاختلاق في أصول الحقائق تلك!
باختصار... الإرهاب: أن تتقن ممارسة إخراج الناس من النجاة والطمأنينة إلى النقيض منهما!
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 4167 - الأحد 02 فبراير 2014م الموافق 02 ربيع الثاني 1435هـ
محمد
جرب ترمي حجر في الماي وكرر التجربة حتى تتاكد ؟ ان اي حدث ايصير راح تتبعه موجات ؟ لكن هالمرة جرب اتراقب دولة صار فيه حدث معين ؟ راح اتشوف اثر الحدث في محيط الدول الثانية ؟ ومثل موجات الماي استهلكت لاكثر من مثل لكن يبقى مجرد مثل لتقريب الفكرة اللي اتخلي الارهاب يتمدد او الثورات او الاديان او او
الرموت معطل
الإرهابى صقيع لا دم فيه ولا شيء يدل علي ممارسته سوى الجُبْن لا نه هبنوتايزد الي ما رجعه
أدونيس
أدونيس صاحب القلم السيال و الفكر الحر؛ الذي أيد كل شعب تطلع إلى الحرية. لماذا تأتأ و فأفأ ( كما قال عنه الدكتور صادق جلال العظم ) عندما جاءت الثورة السورية؟
الإرهاب ....
من يمارس الإرهاب في العالم العربي و يحارب الشعوب و يدمر الأوطان إنما يدل على الإفلاس و الفشل .. من يدير الإرهاب في المنطقة هو عدو للإنسانية.
الإرهاب الرسمي مسكوت عنه في كل الدول
العالم كله يرى الارهاب الرسمي لبعض الدول ولكنه لا يتعرض لها
فالحكومات لديها ما يسكت ويكمم الافواه