استمرت المرحلة التنفيذية لمشروع قرية النخيل التابع لجمعية بوري الخيرية، وذلك بتنظيم الفعالية الموازية، المتمثلة في محاضرة تاريخية ثقافية، والتي انقسمت لقسمين: الأول يتعلق بآثار بوري الدلمونية، والثاني هو دراسة وصفية مبتكرة للأوقاف الموثقة في بوري.

وفي بداية القسم الأول، ذكر سلمان المحاري، الذي يحمل دكتوراه في علم الآثار، ويعمل بوزارة الثقافة «إن قرية بوري تضم واحداً من أهم حقول تلال المدافن الأثرية الموجودة في البحرين، وهذا الحقل هو امتدادٌ طبيعي وتاريخي لتلال مدافن عالي الأثرية الموجودة إلى الشرق منه، وكذلك امتداد لتلال مدافن مدينة حمد الموجودة إلى الجنوب منه».

وقال: «إنّ هذا الحقل يضم نحو 631 تلاً أثرياً مختلفة الأحجام من النوع المتأخر، التي ترجع لحضارة دلمون بعمر يقارب 4000 عام».

وأضاف أن «المهم ذكره أنّ البعثة اليابانية من جامعة ريكيو، قامت بالتنقيب في عدد من تلال هذه المدافن في الفترة من العام 1986 إلى 1993، وعثرت في عددٍ منها على هياكل عظمية بشرية وبعض الأواني الفخارية والبرونزية، بالإضافة إلى عظام حيوانات، ولكن لم يتمّ تحديد نوعها».

وأكد أنّ هذا الموقع مهمٌ جداً ليس فقط على المستوى المحلي ولا الإقليمي وإنما على المستوى العالمي، حيث يمتلك بالإضافة إلى مواقع أخرى، قيمة عالمية استثنائية لأجلها تمّ إدراجه بصفة مؤقتة على القائمة التمهيدية للتراث العالمي في العام 2008، تمهيداً لإدراجه بشكل كامل بعد استيفاء جميع الشروط، وذلك على قائمة التراث العالمي بـ «اليونسكو».

وفي القسم الثاني من الفعالية، قدّم الباحث في الثقافة الإسلامية جلال الماجد، نتائج الدراسة الوصفية حول الأوقاف الموثقة في بلدة بوري، وهي دراسة مبتكرة تُعد الأولى من نوعها، وتتضمن تعريف الوقف حسب فقهاء الشريعة، وواصل استعراضه للدراسة الوصفية بتعريف سجل السيدعدنان الموسوي، الذي وثق فيه الأوقاف في العام 1928 تقريباً.

وشرح منهجية الدراسة واعتمادها على النسخة الإلكترونية من سجل السيدعدنان للأوقاف، والتي أصدرتها إدارة الأوقاف الجعفرية العام 2006.

وذكر أنّ «هناك 44 وقفاً موثقاً يقع في بلدة بوري»، وأنّ جميع هذه الأوقاف هي من نوع «نخيل بسيحة بوري»، وتابع «لعل هذا يدلل على أنّ بوري منطقة زراعية من الدرجة الأولى، وأنّ للنخلة قيمة عالية لدى أهاليها». وأضاف أنّ «هناك 5 متولين للأوقاف ذُكروا في السجل، ومن أبرز المتولين المذكورين في وثائق أوقاف بوري، هو العلامة الشيخ خلف العصفور».