أدى العشرات من المواطنين يوم أمس السبت (1فبراير/ شباط 2014) الصلاة في عدد من مواقع المساجد المهدمة خلال فترة السلامة الوطنية، وتواردت أنباء عن اعتقال الجهات الأمنية عن عدة أشخاص كانوا بصدد التوجه لأداء صلاة الظهرين بموقع مسجد أمير بربغي وتم الإفراج عنهم لاحقاً، ويأتي ذلك بعد أن قامت الجهات الأمنية بوضع سياج حديد للحيلولة دون وصول المواطنين إلى الموقع وأداء الصلاة فيه.

ومن جهته قال مسئول قسم الحريات الدينية في مرصد البحرين لحقوق الإنسان ميثم السلمان: «نتابع بقلق الأنباء الواردة حول قيام السلطة باعتقال خمسة أشخاص أثناء التوجه للصلاة في موقع مسجد البربغي المهدم، ونعد ذلك إن صحت الأنباء اعتقالاً تعسفياً وانتقاماً من المواطنين الذين يمارسون حقهم الإنساني في ممارسة شعائرهم الدينية».

وتابع أن «إصرار الجهات الرسمية على تغيير مواقع المساجد المهدمة، والمماطلة في إعادة بناء 38 مسجداً تعرضت للهدم بصورة غير قانونية في أماكنها الأصلية هو محل استنكارٍ وتنديدٍ لدى المنظمات الدولية المعنية بالحريات الدينية وحقوق الإنسان».

وقال: «كل من يريد الخير للبحرين وأهلها وضمان الاستقرار فيها، والابتعاد عن مسببات الاحتقان الاجتماعي لا يمكن له بأيِّ حالٍ من الأحوال تشجيعُ السلطة على الشروع في تغيير موقع مسجد، أو تحويل مسجد كان يتعبد فيه المواطنون منذ عشرات السنين إلى (حديقة)».

ومن جانبٍ آخر رأى الشيخ ميثم السلمان أن تعزيز احترام التنوع الثقافي والديني في البحرين، بعيداً عن ألوان الازدراء والإقصاء، والتصدي لكافة أشكال التمييز المباشر وغير المباشر، ومكافحة الإفلات من المحاسبة القانونية للمتهمين بانتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة على أسس دينية وطائفية، وحماية التراث المادي وغير المادي، واجبٌ دينيٌّ ومسئوليةٌ وطنية وأخلاقية تقع على عاتق كل المواطنين بصرف النظر عن انتماءاتهم المذهبية أو المناطقية.

وقال السلمان: «إن حلَّ المجلس الإسلامي العلمائي دلالةٌ جديدةٌ على أن الجهات الرسمية تتبّع سياسة منهجية في التضييق على الحريات الدينية وانتهاك المادتين 18 و19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان».