العدد 4166 - السبت 01 فبراير 2014م الموافق 01 ربيع الثاني 1435هـ

موظفون سابقون بـ «طيران الخليج»: أُجبرنا على «التقاعد المبكر»... ونطالب بإرجاعنا لوظائفنا

بعد تصريحات الرئيس التنفيذي التي تنفي إجبارهم على البرنامج

الموظفون السابقون في «طيران الخليج» لدى حديثهم إلى «الوسط» - تصوير : عقيل الفردان
الموظفون السابقون في «طيران الخليج» لدى حديثهم إلى «الوسط» - تصوير : عقيل الفردان

أكد موظفون سابقون في شركة طيران الخليج، أن إدارة الشركة أجبرتهم على القبول ببرنامج التقاعد المبكر في النصف الأول من العام 2013، تحت مبرر إعادة هيكلة الشركة، نافين بذلك التصريحات الأخيرة للرئيس التنفيذي للشركة ماهر المسلم، والتي أكد فيها أن برنامج التقاعد المبكر الذي طرحته الشركة كان اختياريّاً ولم يتم إجبار أي من الموظفين على القبول به.

واشتكى الموظفون السابقون لـ»الوسط» من أوضاعهم المعيشية المتردية بعد إنهاء خدماتهم من الشركة، وخصوصاً في ظل عدم حصول الغالبية العظمى منهم على راتب من هيئة التأمين الاجتماعي، ناهيك عن عدم حصولهم على وظائف أخرى، إضافة إلى حرمانهم من المزايا التي يحصل عليها المتقاعدون من الشركة، كالتذاكر المجانية السنوية.

وفي هذا الصدد، أشار رئيس مجلس إدارة نقابة طيران الخليج حبيب النبول إلى أن قرار إعادة هيكلة الشركة يعود إلى العام 2012، وأنه في (3 يناير/ كانون الثاني 2013)، أعلنت الشركة قرارها بشأن برنامج التقاعد المبكر الاختياري، وهو البرنامج الذي رفضته نقابتا العمال في الشركة، إذ طالبتا بمنح العمال الذين سيتم إخضاعهم للبرنامج المزيد من المزايا، باعتبار أن قطاع النقل هو قطاع خاص ويصعب على العاملين فيه الحصول على عمل آخر.

وقال: «هناك مجموعة من الموظفين ممن لا يتجاوز عددهم 200 شخص، ممن قبلوا بالعرض الذي قدمته الشركة في العام 2012، وهم ممن يملكون سنوات خدمة طويلة ولم تتبقَّ على تقاعدهم إلا أعوام قليلة».

وأضاف قائلاً: «تم تعديل العرض المقدم من الشركة بعد المطالبات التي تمت على هذا الصعيد، وقررت الشركة منح راتب عن كل سنة خدمة و3 رواتب تحفيزية، وراتباً واحداً بدل إخطار».

إلا أن الشركة - وفقاً للنبول - أجبرت في الفترة بين شهري أبريل/ نيسان ويونيو/حزيران 2013 نحو 34 موظفاً على القبول ببرنامج التقاعد المبكر، وقال: «مارست الشركة ضغوطاً على المجموعة لترك وظائفهم، ومن بينهم موظفون كانوا من المفصولين في ضوء أحداث فبراير/ شباط 2011».

وتابع «من بين من تم إنهاء خدماتهم عدد من المضيفين الجويين، بحجة إعادة هيكلة الشركة، إلا أنها في الوقت نفسه وظفت 24 مضيفاً جويّاً، سبعة منهم من مسرحي شركة طيران البحرين».

وأكد النبول أن إنهاء الخدمات كان إجباريّاً بما لا يتوافق مع خطاب الرئيس التنفيذي للشركة للجنة إعادة هيكلة الشركة المُشَكَلة من وزارة العمل والشركة والنقابة، والذي أكد فيه أن البرنامج اختياري لا إجباري.

ولفت إلى أن رئيس اللجنة الثلاثية الوكيل المساعد بوزارة العمل محمد الأنصاري طلب من الشركة إيقاف إجبار الموظفين على القبول ببرنامج التقاعد المبكر، وهو ما لم تلتزم به الشركة، بحسب النبول.

وقال: «بموجب اتفاق المفاوضة الجماعية، فإنه لا يجوز أخذ قرار نهائي في مسألة محل التفاوض، وقرار إنهاء خدمة الموظفين كان محل تفاوض من قبل اللجنة الثلاثية، وهو قرار كان مرفوضاً من قبل وزارة العمل والنقابة».

وأضاف أن «استهداف هذه المجموعة من الموظفين، بني على تمييز واضح، كان الهدف منه تخويف العمال الآخرين للقبول ببرنامج التقاعد المبكر الذي طرحته الشركة، وهو ما حدا بعدد من الموظفين الآخرين القبول بالبرنامج».

وأكد النبول، في ختام حديثه، توجه نقابته إلى رفع شكوى نزاع جماعي للمطالبة بعودة الموظفين في حال استنفاد الطرق القانونية في هذا الجانب.

وفي هذا الشأن، أكد المسئول السابق لتعويضات العفش الضائع سامي كويتان، أن قرار إنهاء خدماته من قبل الشركة تم للمرة للثالثة، بعد أن تم فصله في الثمانينات ليتم إرجاعه إلى وظيفته في العام 2001، ومن ثم فصله في ضوء أحداث العام 2011، وهو الفصل الذي اعتبره غير مبرر، قبل أن يتم إنهاء خدماته مجدداً في أبريل 2013.

وقال: «اتصل بي مديري في صباح يوم 2 أبريل 2013، ليدعوني إلى اجتماع في اليوم ذاته، سلمني خلاله خطاب إنهاء خدماتي بحجة إلغاء وظيفتي، التي من غير الممكن لأية شركة طيران إلغاؤها أو الاستغناء عنها. وفي اليوم ذاته طُلب مني مغادرة الشركة، وحتى اليوم لم يشغل أحد وظيفتي، التي تراكمت ملفاتها بعد مضي نحو 9 أشهر على فصلي».

وأضاف «لم أخرج برغبتي من وظيفتي، ومن يخرج بتقاعد مبكر يستحق الحصول على راتبه التقاعدي، لكني لم أحصل عليه؛ لأن الشركة لم تحتسب لي سنوات خدمة كافية تخولني الحصول عليه، وخصوصاً أني كنت استخدمت مبلغ التعويضات الخاص بي بعد أن تم فصلي في الثمانينات».

وتتشابه ظروف إنهاء خدمات المضيف الجوي يوسف جعفر مع زميله كويتان، معتبراً قرار إنهاء خدماته بـ»غير المبرر»، وخصوصاً أن طاقم الضيافة في الشركة يشهد استقالة أو إقالة اثنين إلى ثلاثة من أفراد الطاقم شهريّاً، وهو ما يعني الحاجة الدائمة إلى شغر وظيفة المضيف الجوي.

كما أكد المضيف الجوي حسن الحمر أن قرار إنهاء خدماته من الشركة في 24 أبريل 2013، تزامن مع عقد مقابلات وظيفية مع موظفين أجانب لشغر الوظيفة ذاتها، مبديا استغرابه من قرار الشركة بحقه، وذلك على رغم عدم تجاوز سنوات خدمته في الشركة ستة أعوام.

أما الموظفان في قسم الحسابات ياسر عبدالله وعلي عبدالله، فتم إنهاء خدماتهما في 25 أبريل 2013، وتعرضا للفصل من العمل في ضوء أحداث 2011، على رغم أنهما كانا يعملان في قسم المبيعات التابع إلى الشركة في المنامة، والذي تم غلقه خلال الأحداث التي شهدتها البلاد آنذاك.

وأكدا أنهما تم استهدافهما من قبل أحد موظفي الشركة عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بعد إعادتهما إلى وظيفتيهما، وتم التحريض ضدهما واتهامهما بالإساءة إلى الشركة.

وأبديا استغرابهما من قرار إنهاء خدماتهما بحجة إعادة هيكلة الشركة، على رغم وجود أشخاص ممن قاربوا سن التقاعد يعملون في قسمهما، فيما لم يصل كلاهما إلى الحد الأدنى من مرحلة التقاعد المبكر.

وقال أحدهما: «قدمت الشركة مبررات واهية لقرار إنهاء خدماتنا، من دون أن يتم تقييمنا، وإنما كان من الواضح أن القرار جاء بعد استهدافنا عبر (تويتر)، على رغم أننا تقدمنا ببلاغ ضد من حرض ضدنا، وتم أخذ أقوالنا بهذا الشأن، وخصوصاً أن التغريدات التي نُشرت بشأننا، كانت تتضمن تفاصيل دقيقة لا يمكن أن يعلم بها إلا زميل قريب منا».

أما مدير تموين المطارات حسين زمان، والذي لا تتجاوز خبرته الوظيفية في الشركة أربعة أعوام، فقد قال: «كنت مستهدفاً منذ العام 2011 من قبل بعض الأشخاص عبر إحدى القنوات التلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي، وعلى رغم أنني لم أُفصل حينها، فإن مسئولي البحريني ظل يهددني بالفصل منذ ذلك الحين».

وأضاف «هناك 8 من 12 موظفاً في قسمنا ممن اقتربوا من سن التقاعد، لكن لم يتم إجبارهم على التقاعد، فيما تم إنهاء خدماتي في اليوم ذاته الذي تم إبلاغي فيه بالقرار، وحين استفسرت من قسم الموارد البشرية، أبدوا عدم علمهم بأسباب القرار».

فيما ذكر محلل البيانات في قسم العمليات بالشركة محمود قاهري، أنه تم استهدافه من قبل الشركة في بداية الأمر حين تم اتهامه بالتحرش بموظفة في نهاية العام 2012، وحصل بموجب ذلك على إنذار، وهو ما اعتبرته الشركة مسوغاً لإنهاء خدماته لاحقاً ضمن برنامج التقاعد المبكر.

وقاهري الذي لم تتجاوز سنوات خدمته في الشركة ثمانية أعوام، لا يحق له هو الآخر الحصول على راتب تقاعدي من هيئة التأمين الاجتماعي.

أما مدير أول الإمداد والتخطيط في الشركة جليل الملاح، والذي تم فصله في العام 2011، فققد قال: «تم إبلاغي بتاريخ 24 أبريل بإنهاء عقد عملي في الشركة، لا منحي التقاعد المبكر، بسبب إلغاء وظيفتي في إطار إعادة هيكلة الشركة».

وواصل: «تبين في واقع الأمر أنه تم إلغائي كموظف لا إلغاء وظيفتي، إذ تم في اليوم التالي توظيف شخص آخر في موقعي، ولدي نسخة من البريد الإلكتروني الذي يثبت أن هذا الشخص تم تعيينه في منصبي بعد أن تم إلغاء الدائرة التي كان يعمل بها».

وأشار الملاح إلى رد الشركة على خطاب التظلم من قرار إنهاء خدماته، والذي استندت فيه إلى المادة «110» من قانون العمل، وقال: «جاء رد الشركة على تظلماتنا بعدم إمكان قبول التظلمات؛ لأن قرار إنهاء الخدمة لم يكن بسبب عقوبة، وإنما لإعادة هيكلة الشركة، وهو أمر غير صحيح؛ لأنه تم شغل منصبي بشخص آخر».

وأضاف: «اجتمعت مع وزير المواصلات كمال أحمد، وشرحت له الوضع، ووعد بدوره بالتحقيق في الموضوع، إلا أن الوزير لم يبادر إلى اتخاذ أية خطوة بعد».

العدد 4166 - السبت 01 فبراير 2014م الموافق 01 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 4:10 م

      البلبول طار بالتقاعد

      عندما تجبر الشركة العمال المستضعفين على التقاعد و يتقدم خمسة أعضاء من مجلس إدارة نقابة عمال طيران الخليج وهم جليل العرادي و محمد عبد الرحمن جهرمي و مرتضى الوداعي و إبراهيم الوطني و يلتحق بهم حبيب البلبول فيجب أن يتضح لك سبب إجبار العمال على التقاعد و أغلبهم لا يستفيدون من التأمين الاجتماعي لأنهم لم يصلوا للتقاعد!! هؤلاء عار على العمل النقابي باعوا العمال من أجل الدراهم و مصالحهم فيجب أن لا نلوم الشركة فتاريخها حافل بالظلم والفساد ولكن يجب محاسبة هؤلاء المتسلقين والطارئين على النظال النقابي.

    • زائر 17 | 3:41 م

      تقاعد إجباري

      الحل الأمثل هو إعادة جميع نالمجبرين على التقاعد الشركة تتذرع بالقوانين بأنها لا تستطيع إعادة المحالين للتقاعد حسب القانون إذا كيف أرجعت يحي بوعلي و عبدالكريم العوضي إلى مناصب أعلى من مناصبهم السابقة بعد أن تقدموا و استفادوا من التقاعد و هم أصلا في سن التقاعد؟؟ هناك من لدية حكم تنفيذ بالرجوع للعمل و لكن الشركة أيضاً لا تطبق القانون بإرجاعة فعن أي قانون يتكلم هذا المتحدث بأسم الشركة؟؟؟ .

    • زائر 16 | 3:14 م

      امتيازات

      تصور التميز موظفين المحطات الخارجية مثل بومبي ولندن الذين فصلوا تم اعطائهم راتبين عن كل سنة اما البحرينين فراتب واحد

    • زائر 10 | 1:14 ص

      ليست هيكلة

      اذا كان فصلي بدواعي الهيكلة وتقليص الموظفين لماذا يتم توظيف اخرين

    • زائر 9 | 12:50 ص

      لا قانون يحمي المستضعفين

      أصبح فئة كبيرة في الواقع ليس لها قانون يحميها والعجيب في البحرين بأن الوظيفة كأنها نازلة من أعلى وأعلى من السماء ... اذا الحكومة تعجز عن توفير وظائف الى المواطنين براتب مجزي ومحترم ..ماذا فائدتها اذا... نطالب بأصلاح وضع الموظفين وكل شرائح المجتمع...كفاية مهزلة بحق المواطن.

    • زائر 13 زائر 9 | 2:39 ص

      استهداف طائفي

      هناك استهداف واضح لفئة معينه من البحرينين

    • زائر 6 | 12:44 ص

      الفصل طائفي

      انا احد المفصولين فى 2011 وتم ارجاعي مع مجموعه كثيرة من المظلومين وبعد سنه تم استهدافنا مره اخرة بحجة اعادة الهيكلة الوهمية لقد مورسه علينا الظلم الطائفي بكل انواعه وتم فصلنا

    • زائر 5 | 12:22 ص

      مفصول

      انا اجبرت على اخذ خطاب الغصل وترك الشركةفي نفس اليوم

    • زائر 3 | 11:22 م

      ظاهريا ليس اجبار

      بعد 2011 اصبح الاستهداف الطائفي في كل شيء خصوصا الوظائف ذات المردود او االحساسة

    • زائر 15 زائر 3 | 9:17 ص

      فصل العمال ينبعث من جديد بمسمى إعادة الهيكلة (1)

      إن هؤلاء الموظفين فصلوا بشكل تعسفي من العمل حيث قامت شركة طيران الخليج بتسريح 34 موظفا في الاسبوع الاخير من شهر ابريل 2013 و بالتحديد بعد انتهاء سباقات الفورملا 1 التي تمثل الشركة الراعي الرسمي لها حيث انها تصرف ملايين الدنانير لاقامتها سنويا في الوقت الذي تدعي بانها تعاني أزمة مالية حادة جعلت من الشركة في خانت الشركات المعرضه للافلاس و بالتالي قامت بتنفيذ ما يسمى حسب ادعائها استراتيجية اعادة الهيكلة و بناءً على ذلك استلمت من الحكومة 400 مليون دينار من بعد موافقة مجلس النواب الذي أجزم أن...يتبع

    • زائر 1 | 9:47 م

      رئيس النقابة نفسة اخذ التقاعد المبكر و الشركة اعطتة ثلاثة اشهر زيادة اي الي شهر مارس والان يطلع فيها ويصرخ والكل يعلم .... اللة يستر علي الجميع

اقرأ ايضاً