العدد 4165 - الجمعة 31 يناير 2014م الموافق 30 ربيع الاول 1435هـ

زهير السعيد: أسعى إلى خصوصية فنية نابعة من عاطفتي وفكري

مجموعة من الشباب حط الفن في دواخلهم حطا، فراحوا يجولون بأنفسهم فيه بغية تحقيق ما هو بالداخل. هذا الداخل المحفز أبداً نحو البحث والتجريب والتنقيب عن كل ما هو جديد. جديد يناسب ما هو مطروح في الساحات الفنية في العالم، بوصلتهم إليه أرواحهم، بل يمكننا القول نظرتهم البريئة الطرية حيال الفن، ثمة حماسة منقطعة النظير نحو آفاق اللحاق بركب السفينة. سفينة الفن في هذا الكون الرحب.

زهير السعيد القادم ضمن عدة فنانين شباب رهنوا أنفسهم للون والخط والكتلة وللجنون أيضاً، يركض، يقفز، يلاحق النخل وهو منته إلا من شكله المغري فنياً. يبحث عن الخشب المستعمل، عن اللقيا في كل مكان، في الحواري والزقاق، قرب شواطئ البحر أيضاً، يلتقط كل الزوايا العتيقة والمعتقة بقلب رحب. صار هوى يفرح به كلما أضناه البحث وأتعبه.

ماذا سيخبرنا زهير عن طفولته؟

- نشأت في قرية المعامير حيث ساحل البحر الذي تعلقنا به نسبح ونمرح ونصطاد السمك ونلاحق الطيور المهاجرة في فصل الشتاء التي تزورنا بأعداد كبيرة. كان لي ارتباط وثيق بالبيئة التي تحفزني وتثيرني لأنتج أعمالي الفنية. عشت بساطة القرويين وطيبتهم وكرمهم وتعاونهم. رأيت الحب مرتسماً على تفاصيل الحياة اليومية رغم البساطة إلا أنهم كانوا سعيدين ومبتسمين متفائلين حالمين. مازال عبق الماضي ورائحته كلما أستعيد ذكرياتي القديمة عالقاً بالذاكرة، ثابتاً في القلب.

ما علاقة تربطك بالبحر؟

- تربطني علاقة حميمة بالبحر منذ أن كنت طفلاً، ويحتل جزءاً أساسياً من حياتي ومازلت أذهب إليه بشكل أسبوعي للصيد والاستمتاع بفضاءاته والتأمل والتفكر فيه. أحلم يوماً أن أقيم معرضاً فنياً في عرض البحر وهذه الفكرة تراودني منذ سنوات ولقد عملت على إنجاز نماذج وتصاميم لفكرة المعرض وأتمنى أن أحقق هذا الحلم في يوم ما.

هل من أثر للمرأة على نتاجك الفني؟

- للمرأة حضورها الجلي في تفاصيل حياة الفنانين وأنا واحد ممن تأثروا بالمرأة كثيراً وأعتقد أننا بدونها لا شيء يذكر. المرأة هي الأم والأخت والزوجة والرفيقة والصديقة والعشيقة لا نستطيع أبداً بخس حقها يوماً ما. لقد ظهرت المرأة في لوحاتي كثيراً هذا المخلوق الذي لم يكتشف أسراره الرجل بعد، مفتون بجمالها مغرم بأنوثتها، وأجلُّ صبرها وتضحياتها في مواجهة الصعاب، وأقدّر دورها وحضورها في جميع المجالات الحياة.

إلى أين تريد الذهاب من انفتاحك على التجريب؟

- الفنان الذي بداخلي لا يهدأ. لابد لي من التجريب وعبره أود الوصول لخصوصية ما وتصبح لي تجربة متفردة أصيلة نابعة من أعماق فكري وعاطفتي ولا تكون ركيكة أو متطفلة، وتكون نقية وتصل لحالة من التفرد والأصالة.

ماذا تعني لك المشاركة في المعرض السنوي للفنون؟

- المشاركة في هذا المعرض شيء مهم كونه فعالية تجمع فناني البحرين وجميل أن نحرص على المشاركة فيه لنقدم صورة جميلة للوطن ونري العالم أن الفنان البحريني قادر على طرح اسمه على خارطة التشكيل الإقليمية والعربية. من هنا أبارك لوزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة نجاح المعرض السنوي ومعرض جمعية البحرين للفنون التشكيلية وكذلك إلى الشيخ راشد آل خليفة على جهوده التي يبذلها فيخدمه الفن والفنانين ودعمه المتواصل لهم.

هل من علاقة فنية تربطك بجيل الرواد؟

- ما ننتجه اليوم من فن هو امتداد لما بدأه رواد الحركة التشكيلية الذين نعتز ونفخر بدورهم وبإنجازاتهم وإبداعاتهم. عاصرت الجيل الثاني في الحركة التشكيلية المحلية ورافقتهم واطلعت على تجاربهم وكان لهم دور مباشر في تجربتي الفنية بصورة عامة. واستفدت من الفنان الأستاذ عبدالرحيم شريف كثيراً من خلال نصائحه وتوجيهاته فترة دراستي بالجامعة. كان موسوعة فنية متنقلة يمتلك ذاكرة يختصر فيها تاريخ الفن ونشأته. فله تحية شكر وتقدير مني.

ما الذي أخذ زهير للاشتغال على الخشب؟

- أنا في رحلة بحث دائمة منذ سنين، عيناي تنقب عن السطوح والملمس، وعن الأثر الذي يخلفه الإنسان والطبيعة على هذه السطوح وليس فقط الخشب. هناك الكثير من الأسطح التي أشتغل عليها والتي سأعرضها في وقتها الملائم. الخشب يعد من التجارب المميزة والتي لاقت نجاحاً باهراً وساعدتني هذه الخامة كثيراً في إيصال إحساسي للمشاهد.

التفرغ للفن ألا يعد مغامرة، لِمَ اتخذت هذا القرار؟

- الفن بالنسبة لي هو الحياة والتلوين هو قلبها النابض، فإذا ما توقفت يوماً عن التلوين يعني نهاية الحياة. يا صديقي، خلقت لأكون فناناً ولن أرضى بشيء آخر. صحيح أن ظروف الحياة المعيشية صعبة، لكن لا يجب أن ينشغل المبدع أبداً بتحصيل لقمة العيش. أنا أعي تماماً ما أنا مقدم عليه. هناك من يكون جزء من حياته الفن أما أنا فحياتي كلها الفن. أنا فنان ولست نصف فنان.أريد أن أعيش حياتي حراً طليقاً أسافر بألواني أينما أشاء. هناك الكثير مما أريد إنجازه وهذا يحتاج وقتاً والكثير من المال أيضاً. أنا مؤمن بأني سأصل وأحقق ما أطمح وما أصبو إليه رغم كل الصعوبات، بتحدٍّ دائم وبصبر ومثابرة أيضاً.

إلى أين أنت ذاهب بممارستك الفن؟

- أنا طموح ولا حدود لطموحي وبالمقابل لست عبداً للشهرة وللأضواء. ممارستي للفن والالتزام والتمسك به من أجل أن أخلق صورة جميلة لوطني البحرين والذي يستحق أن نرى اسمه ساطعاً في عالم الفن والجمال. الفنان سفير لوطنه وأنا ذاهب للعالم بفني لأمثل وطني خير تمثيل. العالم بلا فن يا صديقي عدم وظلام وجاهلية.

العدد 4165 - الجمعة 31 يناير 2014م الموافق 30 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً