أجزاء من سيرة الشاعر الذاتية منذ كان طفلاً في قريته (المعلاة) وما حولها، صيغت عبر تأمل عميق في رؤية طفل للكائنات والأشخاص من حوله.
فمن رحلات المقيظ التي تنتقل فيها العائلات العمانية نحو القرى الأكثر برودة، إلى ذاكرة المدرسة في الخيام، حتى رحلة الصبي إلى مسقط، ثم علاقته بخالته الضريرة، وعلاقته بجدته والكتابة والقراءة، يتبدّى غنى ذاكرة البلوشي واحتشادها مثل غابة أو قرية عمانية غنية بطبيعتها، فهو يستحضر أفكار ذلك الولد الذي كأنه، وهواجسه وأحلامه ومخاوفه بدقة شديدة ليصوغها في 25 حكاية متوزعة على 144 صفحة، متنقلاً بين عوالم الطبيعة والعمارة العمانية والبيوت والناس الذين عايشهم، كل ذلك بعينٍ ربما يكون المرض والضعف جعلها مهيأة لالتقاط أدقّ التفاصيل وإعادة التفكير فيها.
العدد 4165 - الجمعة 31 يناير 2014م الموافق 30 ربيع الاول 1435هـ