شدَّد خطيب مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان، في خطبته أمس الجمعة (31 يناير/ كانون الثاني 2014)، على أن «الفرار إلى الله تعالى، هو السبيلُ للتخلص من ضعفنا وفتورنا وذلنا وهواننا».
وقال القطان: «إن في تقلب الدهر عجائب، وفي تغير الأحوال مواعظ، توالت العقبات، وتكاثرت النكبات، وطغت الماديات على كثير من الخلق، فتنكروا لربهم، ووهنت صلتهم به، اعتمدوا على الأسباب المادية البحتة، فسادت موجات القلق والاضطراب، والضعف والهوان، وعمّ الهلع والخوف من المستقبل، وخافوا على المستقبل، تخلوا عن ربهم فتخلى الله عنهم».
وأضاف أن «جميعُ الخلق مفتقرون إلى الله، في كل شئونِهم وأحوالِهم، وفي كل كبيرةٍ وصغيره، وفي هذا العصر تعلقَ الناس بالناس، وشكا الناس إلى الناس، ولا بأس أن يُستعان بالناس في ما يقدرون عليه، لكن أن يكون المُعتمد عليهم، والسؤال إليهم، والتعلقُ بهم، فهذا والله هو الهلاكُ بعينه، فإن من تعلق بشيءٍ وكلَ إليه، نعتمد على أنفسنا وذكائنا بكل غرورٍ وعجب وصلف، أما أن نسأل الله العون والتوفيق، ونلحَ عليه بالدعاء، ونحرص على دوام الصلة بالله في كلِ الأشياء، وفي الشدة والرخاء، فهذا آخرُ ما يفكر به بعض الناس، إلا من رحم الله».
وأكد القطان على أن «الفرار إلى الله تعالى، واللجوء إليه في كل حالٍ وفي كل كربٍ وهم، هو السبيلُ للتخلصَ من ضعفنا وفتورنا وذلنا وهواننا».
وأشار إلى أن «في هذه الدنيا مصائب ورزايا، ومحناً وبلايا، آلاماً تضيقُ بها النفوس، ومزعجات تورث الخوف والجزع، كم في الدنيا من عينٍ باكيةٍ؟ وكم فيها من قلب حزين؟ وكم فيها ممن تسلط عليهم الأعداء من الطغاة والمجرمين؟ وكم فيها من الضعفاء والمنكوبين والمعدمين، قلوبُهم تشتعل، ودموعهم تسيل؟ هذا يشكُو ظلماً وطغياناً وحرماناً، وآخر يشكو علةً وسقماً، وذاك حاجةً وفقراً، وآخر هماً وقلقاً، عزيزٌ قد ذل، وغنيٌ قد افتقر، وصحيحٌ قد مرض، رجلٌ أو امرأةُ يتبرم من زوجه وولده، وآخرُ يشكُو ويئنُ من ظلم مسئوله، وثالثٌ كسدت وبارت تجارته، شابٌ أو فتاةٌ يبحثُ عن عروس، وطالبٌ يشكو كثرة الامتحانات والدروس، هذا مسحورٌ وذاك مدين، وآخرُ ابتلي بالإدمان بشرب الخمور وتعاطي المخدرات، وذاك أصابه الخوف ووسوسةُ الشياطين، تلك هي الدنيا، تضحكُ وتبكي، وتجمعُ وتشتِّت، شدةُ ورخاءُ، وسراءٌ وضراءُ».
وتساءل القطان «هؤلاء إلى من يشكون، وأيديَهم إلى من يمدون؟»، وأجاب بأن «واقعُ الحال يجيبك أنهم يشكون إلى بشرٍ مثلُهم يترددون، وللعبيدِ يتملقون، يسألون ويلحون، وفي المديح والثناء يتقلبون، وربما على السحرة والكهنة والكفرة يتهافتون، نعم والله تؤلمنا شكاوى المستضعفين، وزفراتُ المساكين، وصرخاتُ المنكوبين، وتدمعُ أعُينَنا أهات المتوجعين، وأناتُ المظلومين، وانكسارُ الملذوعين، لكن أليس إلى اللهِ وحدَه المشتكى؟ أين الإيمان بالله؟ أين التوكلُ على الله؟ أين الثقةُ واليقينُ بالله؟ ألسنا بحاجةٍ إلى ربنا؟ أنعتمدُ على قوتنا وحولِنا، والله ثم واللهِ لا حول لنا ولا قوةَ إلا بالله، ولا ناصر على الأعداء إلا الله، ولا قاصم للطغاة والجبابرة إلا الله، واللهِ لا شفاء من الأمراض والأسقام إلا بيد الله، ولا كاشف للبلوى إلا الله، لا توفيق ولا فلاح ولا سعادة ولا نجاح إلا من الله سبحانه وتعالى، العجيبُ والغريب أن كل مسلمٍ يعلم ذلك، ويعترفُ بهذا بل ويقسم على هذا، فلماذا إذاً تتعلقُ القلوب بالضعفاء العاجزين؟ ولماذا نشكو إلى الناس ونلجأَ للمخلوقين أو المقبورين؟ يا من نزلت به نازلة، أو حلت به كارثة، يا من بليت بمصيبةٍ أو بلاءٍ، ارفع يديك إلى السماء وأكثر الدمع والبكاء، وألحَّ على الله بالدعاء».
وبيّن القطان أن «الشكوى لله، والتضرع إلى الله، وإظهار الحاجة إليه، والاعتراف بالافتقار إليه، من أعظم عرى الإيمان وثوابت التوحيد، وبرهان ذلك الدعاء والإلحاح بالسؤال، والثقة واليقين بالله في كل حال، ولقد زخرت كتب الحديث النبوي الشريف بأنواعٍ من الدعاء الصحيح تجعلُ المسلم على صلةٍ بربه، وفي حرزٍ من عدوه، يُقضى أمره ويُكفى همه. في كل مناسبةٍ دعاء، في اليقظة والمنام، والحركة والسكون، قياماً وقعوداً، وعلى الجنوب، ابتهالٌ وتضرعٌ في كل ما أهم العبد، وهل إلى غير الله مفر، أم هل إلى غيره ملاذ؟».
العدد 4165 - الجمعة 31 يناير 2014م الموافق 30 ربيع الاول 1435هـ
وعن
وعن اخوا نك الشيعة ليش ماتتكلم بندو مجلسهم العلمائى اليس هاده ظلم من الحكومة ليش اتخاف اتقول كلمة حق انت محاسب يوم القيامة ولا تغرنكم الدنيا الدنيا ليست فلوس الله يريد منكم كلمة حق من اجل المظلومين المشتكى لله
تسلم لنا ياشيخ
جوزيت خير الجزاء ياشيخ
نصيحة لوجه الله
يا شيخنا المبجل.. أرجو قراءة مقال الكاتب ياسر حارب اليوم.. و تكلم عنه في الأسبوع القادم..
يزاك الله خير
بس يأشيخ شنو المقبورين
التمسك بالحق والصواب
نشكر الشيخ القطان على جهوده البارزة فى خطبه المتميزة التى تتسم بالوسطية والتعقل وعدم التشنج وأتفق معه على أن الفرار الى الله يتطلب الاخلاص فى العمل وحب التخلص من الذنوب والسيئات التى تجتاح المرء والركون للحق والصواب وعدم تأليه البشر كما نجد ذلك فى بعض الأقطار ، فضلا عن تأييد الانقلاب على الشرعية والصناديق وتشجيع ذلك عبر سلسلة من المقالات التى تخدم تشرذم وتفرق العرب والمسلمين .