قال رئيس تحرير صحيفة «الوسط» منصور الجمري إن عمل الخير والتطوع جزء لا يتجزأ من الإنسان، وقد حث ديننا على النظافة واعتبرها جزءاً لا يتجزأ من الإيمان، مشيراً إلى أن سواعد الطاقات الشابة البحرينية إنما جاءت لتثبت أن أهل البحرين هم أكثر من يحرص على حماية ونظافة بلادهم.

وأضاف، خلال كلمة في تدشين حملة تنظيف مقبرة بني جمرة، أمس الجمعة (31 يناير/ كانون الثاني 2014)، وسط مشاركة واسعة من قبل الأهالي خلال الحملة التي تعتبر الأوسع من نوعها في القرية، «استمعنا قارئ القرآن الكريم، وكيف أن الله سبحانه وتعالى ذكر النفس اللوامة، والتي هي جزء من الإنسان، كما هي النفس الأمارة، لكن الجزء الأهم الذي يميز الانسان هو اللوم لأن يضطلع بمسئولياته، والنظافة جزء لا يتجزأ من مسئوليات الإنسان».

ولفت إلى أن «عمل الخير والتطوع جزء لا يتجزأ من الإنسان، ولذلك فان ديننا يحثنا على النظافة ويعتبرها جزءاً لا يتجزأ من الإيمان، ومن يحافظ على نظافة محيطه ينعكس ذلك عليه شخصيّاً، والإنسان الذي يتطوع يتميز عن غيره بأنه معطاء ويستحق أن يعيش كريماً»، مؤكداً «نحن لا نتطوع من أجل المال وإنما من أجل القيم، ومن هذه القيم أن نعيش كرماء في بيئة نظيفة، وأن نبتسم مع بعضنا بعضاً في جو نظيف».

وذكر أن «العودة الحميدة لحملات التطوع من أجل تنظيف القرية بعد أربع أو خمس سنوات انقطاع تعتبر بداية خير للعام 2014، وهي بداية جميلة للربيع المقبل، ولدينا زهرة الربيع التي تبتسم لنا في هذه المساحة الجميلة من القرية، ولدينا كل هذه الطاقات الشبابية التي تنشد الحياة الكريمة، وهذا يعني لنا الكثير بالالتقاء هنا في مقبرة بني جمرة، بين قبور أقاربنا الذين ارتحلوا عنا ونتعاهد معهم بأنهم خلفوا أبناء يستحقون أن يعيشوا بسعادة، وأنه حتى في مكان مثل المقبرة؛ فان بيئتها ونظافتها من أفضل الأماكن وأجملها، وليس فقط منازلنا وشوارعنا التي نهتم بها، وإنما حتى المقبرة، أنا سعيد جدّاً برؤية هذه الوجوه الطيبة، أعتقد أن رجالات القرية وشبابها قادرون على فعل المزيد».

البدر: تنظيف المقبرة باكورة

مشاريع حملة «وافعلوا الخير»

من جهته، قال رئيس اللجنة الإعلامية بحملة «وافعلوا الخير» أحمد البدر إن «تدشين الحملة التطوعية لتنظيف مقبرة القرية يعتبر باكورة المشاريع، وقد تبلورت فكرة حملة «وافعلوا الخير» من الحاجة الماسة التي تعاني منها قريتنا، وربما معظم قرى البحرين، من غياب الأعمال التطوعية الخيرية ما أوقف العديد من المشاريع التي تخدم المجتمع بسبب نقص الأيدي التطوعية».

وأضاف «لهذا جاءت هذه الحملة لزرع العمل التطوعي الخيري في نفوس أبناء القرية، فكان أول المشاريع هو تنظيف المقبرة، وستستمر مثل هذه الحملات في المقبرة من تشجير وتجميل جدرانها وإعادة إعمار قبور العلماء والخطباء والشهداء وإبراز المقبرة كواجهة رمزية للقرية».

وتابع أن «هذه الانطلاقة انطلقت اليوم لكي لا تتوقف، بل ستستمر نحو العديد من المشاريع التي لاتزال تحت الدراسة وسيتم إعلانها قريباً، ونتمنى من جميع أهالي القرية التفاعل الإيجابي مع الحملة التي تحمل باكورة من المشاريع وهي بحاجة إلى جهودهم الطيبة». وختم «إننا بحملة «وافعلوا الخير» تفاجأنا بهذا الحضور الطيب الذي تجاوز 180 مشاركاً من جميع الأعمال، والتنظيف بدأ مند الساعة السابعة صباحا حتى الساعة الحادية عشرة، والشكر موصول إلى الرعاة (جمعية بني جمرة الخيرية، ونادي بني جمرة الثقافي والرياضي، والراعي الإعلامي صحيفة «الوسط» وعلى رأسها رئيس تحريرها منصور الجمري، وإلى المجلس البلدي الشمالي)».

واتفق معه في ذلك صاحب فكرة الحملة الشاب جعفر طارش والذي تحدث إلى «الوسط» قائلاً: «ما يثلج الصدر وجود هذه الوجوه الطيبة في مقبرة بني جمرة تلبية للدعوة، والحضور فاق التوقعات، الحمد لله الوجود متنوع الأعمار، والحضور مكثف من الكبار والصغار، حتى من علماء الدين ما ينبئ عن تفاعل في المرات القادمة، الفكرة والمنطلق هو خيري تطوعي وحافز لهؤلاء الحضور، وإن شاء الله هذا العمل خالصاً لوجه الله سبحانه وتعالى وهذا يفيد القرية وأهلها من الخير».

وأضاف أن «الوجوه الطيبة في هذه الحملة كثيرة ومتنوعة تنبئ عن حملة خادمة أكثر قوة ومتانة، كما شاهدنا وجود بعض العلماء والشخصيات أثلجت الصدر وشجعت كثيراً الشباب على بذل الجهد والتكاتف. والحملة اليوم كما تعلمون هي لتنظيف المقبرة، وهناك توجهات أخرى ومشاريع أخرى قادمة تفيد القرية وأهلها ولخلق جو تطوعي وخيري ناهض».

رئيس نادي بني جمرة الرياضي: مازالت الروح التطوعية موجودة في القرية

من جهته، أوضح رئيس نادي بني جمرة الثقافي والرياضي صالح طارش، قائلاً: «إن الروح التطوعية مازالت موجودة في القرية وذلك من خلال الحضور المبكر والكبير من قبل الأهالي للمشاركة في الحملة، ويعتبر البرنامج نوعاً من صدقة النفس للفرد ومثل هذه المشاريع ليست بجديدة على قريتنا، لكن علينا أن نوجدها بين الحين والآخر، وأتمنى أن تستمر مثل هذه المشاريع ليس في المقبرة فقط، فهناك مشاريع بالقرية بحاجة إلى تفعيل أو إيجاد، لتجميع شوارع القرية عبر التشجير وطلاء وكتابة العبارات القرآنية والأحاديث الشريفة على الجدران لإظهار حضارة وعراقة بني جمرة».

ووجه شكره لجميع من شارك في هذه الحملة، وقال: «لم أتوقع أن يكون الحضور بهذا المستوى، إن هذا الحضور يعطي إحساساً بأن الروح التطوعية الخيرية مازالت موجودة في القرية، وأتمنى أن تستمر هذه الروح التطوعية والانخراط في مؤسسات القرية وخصوصاً فئة الشباب». أما ممثل جمعية بني جمرة الخيرية جعفر عبدالحسين منصور، فقد أكد لـ «الوسط» أن «الحملة التطوعية لتنظيف المقبرة لها آثار إيجابية ليس للمقبرة فحسب، بل لبث الروح التطوعية في نفوس أبناء القرية، وهذا يخلق بيئة تعاونية بين أفراد المجتمع، وهذه بداية باكورة الأعمال التطوعية الخيرية التي انطلقت من أجلها هذه الحملة، وجمعية بني جمرة الخيرية لا تألو جهداً في تقديم الدعم المعنوي والمادي لأي مشروع تطوعي للارتقاء وتنمية المجتمع، وما يسر النفس هو الحضور الحاشد من المشاركين وخصوصاً من جيل الشباب للتآزر والتكاتف من أجل هذه القرية، ونتمنى أن يستمر هذا العمل وتطويره والمتابعة المستمرة».