في جو تعليمي وتكنولوجي هادف مثمر، كان لنا اللقاء مع المدربين الدوليين، الخبيرة في التعليم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي ماريا ديرليبانسكا، والخبير في تعليم اللغة الإنجليزية مايكل مورغان، والذي استحدث طريقة التدريس عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق التحدث، الذي يسلط الضوء على عدد من أفضل الممارسات العالمية في توظيف هذه المواقع في تنفيذ بعض الأنشطة اللاصفية للمتعلمين، وفي تنويع البيئة التعليمية، وتحقيق التعلم بطريقة ممتعة، كما تم استعراض نموذج (تعلم عبر مواقع التواصل الاجتماعي) من الولايات المتحدة الأميركية.
في البداية طرحت ماريا ديرليبانسكا، الفكرة حول وجودها في البحرين، وذلك باستضافة معهد بريدج للتدريب، اذ قالت: «الفكرة العامة انها ستقوم بطرح فكرة الاستضافة حول كيفية توظيف التكنولوجيا في التعليم عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل»البلوغرز» وغيره، والتعليم عن بعد».
واضافت «استطاعت مواقع التواصل الاجتماعي كافة الدخول في مجال التعليم باستخدام التكنتولوجيا سواء على المستوى التخصصي أو الجامعي أو مراحل التعليم بشتى المجالات، اذ تستخدم التكنلوجيا في مجال التعليم بنقل الخبرات للمتخصصين من رؤساء الأقسام والمديرين في توظيف هذه المواقع، ويتم العمل منها في التسويق من ربط الجامعة بالطلبة».
وشرحت «قبل أن يكون الطالب في الجامعة باستطاعته الدخول لمواقع الجامعة والتعرف عليها من بعد وعلى كيفية التدريس وما تتطلبه الجامعة من أمور تتعلق بالقبول والتدريس، وأيضاً تقوم الجامعة بتوصيل المعلومات عن الجامعة للطلبة عبر هذه المواقع، كما ايضا عندما يلتحق الطالب بالجامعة يتم توظيف هذه المواقع لتوصيل المعلومات والدروس بين الطلبة وطاقم التدريس بالجامعة، وايضاً بعد التخرج كيف يتواصل الطلبة مع ادارة الجامعة سواء عن طريق «الفيس بوك» أو «تويتر» أو «البلوغرز» أو غيرها».
بدوره قال، مايكل مورغان: «بحكم موقعي في وحدة التدريس في اللغة الانجليزية لغير الناطقين بها، أقوم بتوظيف مواقع التواصل الاجتماعي في تعليم اللغات سواء اللغة الأم أو اللغة الثانية، وأقوم بطرح تدريبات عملية بأن يقوم الطالب بفتح هذه المواقع ليتعلم كيف يقرأ وكيف يتحدث هذه اللغات».
وأضاف «إنني أهدف إلى أن تكون البحرين من الدول المتقدمة في توظيف مواقع التواصل الاجتماعي للتدريس سواء في الجامعات أو المدارس أو تعليم اللغات أيضاً».
إلى ذلك، أوضحت ديرليبانسكا أهمية توصيل فكرة اقناع الدخول إلى مواقع التعليم الاجتماعي للناس، فقالت: «يستطيع الوالدان تعليم أبنائهم منذ الصغر كيفية استخدام هذه المواقع بإيجابية، وأيضا تقلل من حذر أولياء الأمور من قلقهم على مستقبل أولادهم في استخدام هذه المواقع، اذ ان مثال على ذلك هناك غاليبة من الاطفال دائما يستخدمون هذه المواقع في مختلف مجالات الحياة، منها اللعب او المحادثة أو غيرها».
واضافت «اذا تم تعليمهم على استخدام هذه المواقع في اشياء مفيدة وتعليمية منذ الصغر حتى وصولهم إلى سن المراهقة وحتى وصولهم إلى مرحلة النضج كشباب، ستكون لهم رؤية واضحة وصحيحة عن استخدام هذه المواقع بطريقة ايجابية».
اما عن مزج اللغة عبر مواقع التعليم الاجتماعي فيقول، مورغان «انا من رؤيتي اريد ان اغير الطريقة التقليدية لتعليم اللغة، وبالتالي عند استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في التعليم سيجعله أولاً يتعلم التحدث، وهو أقرب للواقع في التعليم، لان باستطاعة أي شخص عند كتابة رسالة او موضوع بأي موقع من مواقع التواصل سيقوم بقراءته وذلك يكون هو تعلم اللغة بطريقة اسرع واسهل وهذا سيجعل من طريقة التعليم تلامس الواقع اكثر».
وشدد «على اقتناع الفرد بتعليم اللغات موضحاً أن باستطاعة الطالب استعراض مواقع الصحف الاجنبية أو الصحف العربية التي تصدر لها مواقع بلغات اجنبية، ولكن لابد من دور المدرس الذي يقوم بتوصيل وتسهيل الفكرة للطالب، اذ هو من يطلب من الطالب تكوين تركيبات من الكلمات أو من خلال التدريبات العملية ويفضل ان يقوم من يريد التحدث باللغة الاجنبية الاطلاع على كثير من هذه المواقع».
وقالت ماريا «ان اكثر المواقع استخداماً هو الفيديو من خلال اليوتيوب او المنتديات (بلوغرز)». موضحة «الكل مدرك في العالم لأهمية التعليم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، لكن لا يتم الاستغناء عن الوسائل المكملة لوسائل التعليم، وهي تعتبر مكملاً للعملية التعليمية وليس للإلغاء».
أما عن الاسباب التي أدت الى استخدام هذه المواقع في الجامعة، فقد قال مايكل» «أنا اقوم بتدريس اللغة عن طريق الأون لاين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مثل «الفيس بوك» مع طلاب هم في اميركا وانا بالبحرين، اقوم بوضع التدريبات على هذه المواقع ومتابعتهم وتعليمهم عن بعد، وهذه الطريقة مجربة وناجحة في التدريس».
كما اضافت ماريا «ان التنقل من برنامج إلى آخر يرجع إلى الشخص نفسه عن كيفية الاستفادة من البرنامج الذي يستخدمه، فمن خلال استخدام نوعية الدرس أو المهارة أو القراءة يستطيع اختيار البرنامج الذي يستفيد منه».
واوضحت «مثلاً إذا كان الدرس له علاقة بالقراءة فيتم استخدام مواقع المنتديات «البلوغرز»، اما اذا كان الدرس يكون بالصوت فيتم استخدام مواقع الفيديو مثل «اليوتيوب» وذلك لغرض الاستفادة من الصوت والصورة. فالهدف هو استخدام المادة والهدف من الدرس هو من يحدد استخدام البرنامج».
وهنا، اعترض مايكل وقال: «انا اختلف مع ماريا في طريقة التدريس، أنا أريد أن أنوع للطلبة من استخدام هذه المواقع، فيمكن التنقل من موقع إلى آخر من خلال الدرس، فاستخدام برنامج واحد للطلبة سيشعره بملل، ولذلك يكون التنقل من برنامج إلى آخر من خلال الدرس يعم الفائدة وسيكسر الروتين في طريقة التعليم».
كما اضاف «هناك استخدام جنوني لوسائل الاتصال الاجتماعي، وربما يؤدي إلى حصول قلق من قبل أولياء الأمور من سوء استخدام هذه المواقع في اشياء غير مفيدة وليس ضررويّاً انها سيئة، وكوننا كمدرسين وآباء لدينا قلق، لكن من السخف ان نعيش هذا القلق اذا تم توجهيهم بطريقة صحيحة في استخدام هذه المواقع للتعليم والثقافة للاستفادة منها، ولهذا يجب ألا يصل إلى مرحلة القلق، وطرح مثال على ذلك، اذا قمت بإعطاء الطالب واجباً في التعليم، سأقوم بوضعه على موقع «الفيس بوك»، وسأطلب من الطلاب التوجه إلى الموقع للإجابة عليه، وهذا سيضمن استفادة الطلاب من خلال الدخول لهذا المواقع، ونظريّاً يتم توظيف الاستخدام الصحيح للمواقع بطريقة صحيحة من خلال المراقبة الذاتية».
أما عن التحديات وموارد القلق والمسئولية تجاه هذه الموارد والقلق التي تواجه التعليم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، فقد قال مايكل «هناك رغبة كما هناك خوف من تعليم اللغة، منوهاً إلى أن الخوف أساسه غير واقعي، وأهم وسيلة للتخلص من هذ الخوف هو من خلال التنقل بين هذه المواقع واستخدامها في التعليم، ما سيكون له الأثر المثمر، كما يأتي هنا دور المدرس عندما يتحول إلى طبيب نفساني يستطيع ان يخلص الطالب من الخوف من تعلم اللغة الاخرى».
واضاف «من خلال اتقان اللغات تستطيع ان تترقى وظيفيّاً وتجني الاموال، كما ان تعليم اللغات يساعد على فهم ثقافة الآخرين والانخراط نحو التقدم والتطور وبالتالي الارتقاء بالشخص نفسه». مضيفاً «هناك دراسة علمية تقول ان بعض الناس الذين تم فحص عقولهم، تبين هناك تفاوت من شخص إلى آخر بالنسبة إلى تعليم اللغات، فهناك بعض الأشخاص يستطيعون يتعلمون لغات عدة وآخرين يكتفي بلغة أو لغتين».
كما أوضحت ماريا «إن المتطلع إلى ثقافة الآخرين تجعله ان يتعلم لغات عدة، فاذا تريد ان تقرأ مثلًا عن ايطاليا لابد لك أن تتعلم اللغة الايطالية، أو مثلا الفرنسية او غيرها».
واختتم مورغان اللقاء بقوله: «انه قام بتصميم برامج لتعليم اللغة الانجليزية، وأيضا سيكون هناك برامج عدة لتبادل الزيارات بين المعلمين والطلاب من اميركا، أذ سيقوم بعض الطلبة من اميركا بزيارة للبحرين لتعلم اللغة العربية، وايضا سيكون هناك بعض المعلمين الزائرين في اوقات مختلفة وذلك لتبادل الخبرات والتعليم».
العدد 4164 - الخميس 30 يناير 2014م الموافق 29 ربيع الاول 1435هـ
موضوع جميل
الموضوع جميل ويستحق المتابعة خاصة من مختصين في التعليم