العدد 4163 - الأربعاء 29 يناير 2014م الموافق 28 ربيع الاول 1435هـ

يوسف يستعيد بصره بعملية جراحية سريعة

“قلم الرصاص” قد يفقدك عينك فاحذره!

«عراك بريء بين طفلين كاد أن يذهب بعين ابني يوسف». هكذا استهل وائل عطية الله حديثه عن إصابة ابنه يوسف في عينه. وقال: «في يوم دراسي كان يوسف يجلس مع أقرانه في الصف. وحدث عراك بينه وبين زميله على قلم رصاص (بنسل) فكل منهما يشد القلم إليه. وفجأة قفز القلم من أيديهما، ووقع جزؤه الحاد في عين ابني يوسف اليسرى».

ويكمل عطية الله: «سارعت المدرسة بيوسف لعيادة المدرسة وضعت قطرة من محلول طبي في عينه. ولم يتم إخباري بالحادثة للأسف. وأخبرني يوسف بالحادثة فنظرت إلى عينه المصابة فوجدت في القزحية خط أبيض. هنا بدأ القلق ينتابني فسارعت به إلى المستشفى».

وفي المستشفى كانت النتيجة غير متوقعة. قال: «ذهبت لمركز الخليج للعيون، قبل دوام الاستشاري، وكان فريق التمريض هناك فاتصل بالطبيب الذي أمر على الفور بتغطية عين يوسف. وحال وصول الطبيب وإجراء الفحوصات. كانت النتيجة أن هناك انفجاراً بالعين كاد أن يُفقد يوسف بصره في عينه اليمنى».

انفجار يؤدي للعمى

الدكتور وائل وجيه استشاري جراحة العيون، كان الطبيب الذي شخَّص، وعالج يوسف. قال: «من حسن حظ يوسف مبادرة والده بالإسراع به لطبيب استشاري في العيون. لما وصل يوسف للمركز كنت في الخارج، واتصل بي طاقم التمريض ووصف حالته لي عبر الهاتف، ووفقاً للأوصاف التي أعطوها لي لحالة يوسف توقعت أن العين حدث بها انفجار».

ويكمل: «وعبر الهاتف طلبت من الطاقم التمريضي أنْ يغطوا العين المصابة حتى وصولي». وأوضح: «حال وصولي باشرت في إجراء الفحوصات، فتأكد لي ما كنت أخشاه. فإصابة يوسف هي انفجار بالعين نتيجة قطع في القرنية حركها من مكانها. وأدى القطع لخروج بعض السوائل من العين بشكل تدريجي، وكان يوسف في مرحلة فقد البصر مرحلياً. وأصبح آنذاك بحاجة لجراحة عاجلة».

لفت الاستشاري وجيه إلى أن «المركز كان مجهزاً بالأدوات والأجهزة التي تمكنه من إجراء العملية التي دامت فترة تتراوح بين الساعة والساعتين». وقال: «باشرنا بإعداد غرفة العمليات وتم تخدير يوسف بالكامل، وأجريت جراحة ميكروسكوبية وقمت فيها بتغسيل العين مما أصابها من أوساخ، ومما أفرزته من صديد بعد الإصابة. ثم أعدت القزحية لمكانها، وأغلقت الجرح الذي أحدثه القطع بثلاث غرز».

واتجه الاستشاري وجيه بالشكر إلى الله، وقال: «تُعدُّ حالة يوسف من الحالات النادرة التي يستعيد فيها المصاب بانفجار في العين نظره 6/6، كما تعد الحالة من أوائل الحالات من هذا النوع التي تُجرى في مستشفى خاص، فأغلب هذه الحالات تُعالج وتخضع للجراحة في المستشفيات العامة كمجمع السلمانية الطبي، والمستشفى العسكري».

ولفت إلى أن يوسف كان يعاني من قصر نظر في عينه اليمنى كشفته الإصابة، وهو الآن يرتدي نظارات طبية.

متابعة مستمرة

يعود والد يوسف للحديث مجدداً، فيقول: «بعد الجراحة بدأت مرحلة العلاج والمتابعة التي كانت تقتضي منا كوالدين متابعة دقيقة ورعاية خاصة بيوسف بعد الجراحة، فكنا نراجع المركز يومياً في الأسبوع الأول، وأسبوعياً في الشهر الأول، والآن نتابع الحالة كل 3 أشهر لفحص النظر».

وأوضح: «كانت الأيام الأولى صعبة، فيجب على يوسف ألا يلمس عينه أبداً بعد الجراحة، وكنت مع والدته نراقبه جيداً ونرعاه حتى نضمن نجاح العملية. والحمد لله استمرت عينه بالتحسن مع متابعة المركز ورعايتنا له في البيت». وأضاف: «يوسف يخضع الآن لتمارين طبيعية لعينه بحسب توجيهات الاستشاري بأن نغلق عينه السليمة لمدة ساعة يومياً».

من جهته، شرح استشاري جراحة العيون د. وائل وجيه أهمية تمارين العين، وقال: «بعد الحادثة بدأ مخ يوسف يتجاهل الإشارات البصرية التي ترسلها العين المصابة، فكان لابد من هذه التمارين بإغلاق العين السليمة لمدة ساعتين يومياً، حتى يرجع العقل لاستقبال الإشارات البصرية من العين المصابة».

سارع بتغطية العين المصابة

ولفت د. وجيه إلى أن إصابات العين تحدث بكثرة، وقد مرت عليه العديد من الحالات من قبل أثناء عمله في مستشفيات أخرى. وقال: «إن إصابات العين بشكل عام تستلزم ثقافة إسعافية خاصة، فأي إصابة بالعين يجب تغطيتها، والإسراع بها لاستشاري العيون ليحدد الإجراء المناسب لها».

وأوضح: «من الأخطاء الشائعة في إصابات العيون التي قد تؤدي لنتائج غير محمودة غسل العين أو الوجه. الغسل مع الإصابة في العين قد يؤدي لتلوث الجرح والضغط على العين لإخراج السوائل. ويجب ألا نلمس الوجه أيضاً. كما يجب ألا تقطر العين بأي محلول طبي قبل معاينة الاستشاري».

وأكد أن أي التأخير في حالات إصابة العين بالانفجار يؤدي للعمى، والعمليات التي تأتي متأخرة لا تعيد البصر وإنما تقتصر فقط على تنظيف العين وغلق الجرح.

وختم حديثه قائلاً: «يجب أن يُدرّب العاملون في المدارس على التعامل مع إصابات العين، كما يجب توفير غطاء العين الطبي، وبالمناسبة هو متوافر الصيدليات بأسعار رخيصة. وأكرر عند حدوث أي إصابة في العين يجب تغطية العين المصابة، والإسراع في التوجه لاستشاري العيون»، مشدداً على الآباء والأمهات «أن يُعلِّموا أطفالهم حماية عيونهم، وأن يكونوا حذرين حتى في لحظات الغضب أو العراك مع الأطفال الآخرين حتى لا يستهدفوا عيون الآخرين».

العدد 4163 - الأربعاء 29 يناير 2014م الموافق 28 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 1:49 م

      شنو هالمدارس

      اولا الحمد لله على السلامة
      ثانيا واضح ان المدرسة خاصة وإهمال المدرسة لا سمح الله كان سيؤدي لإصابة الولد بالعمى وين وزارة التربية عنهم ؟ المفروض يتفاعلون مع القضية ويحققون فيه ويحاسبون المدرسة على اهمالها

    • زائر 1 | 11:54 م

      fg

      بلللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل
      الحمد لله على السلامة

اقرأ ايضاً